قضية تعذيب شاب أعلى سطح أحد العقارات بمنطقة الدقى تركت وراءها دهشة وخوفا وذعرا بين كثيرين من أهالى المنطقة. كما أثارت جدلا لم ينته حول هل قام الشاب بإلقاء نفسه من كثرة التعذيب أم أن المتهمين هم الذين قاموا بإلقائه؟. "بوابة الأهرام" التقت عددا من أسرة وشهود العيان. "بوابة الأهرام" التقت أحمد السيد قاسم الشاهد الوحيد فى القضية، بعد أن احتجز 3 أيام للتحقيق معه من قبل النيابة العامة، وقال: إنه كان بصحبة صديقه مصطفى فتحى (المجنى عليه)، وأن المتهمين قاموا باستدراجنا أعلى سطح المنزل وتوثيقنا لاتهامهم للمجنى عليه بسرقة كلبين وتناوبوا بالتعذيب على مصطفى وأثناء ذلك طلب منهم الضحية كوبا من المياه ثم غافلهم وقام بإلقاء نفسه من الطابق السادس. كما التقت "بوابة الأهرام" عددا من أهالي المنطقة وشهود عيان تباينت مشاعرهم بين الخوف والذعر من بطش المتهمين بعد هروبهم من موقع الجريمة . حارس عقار مجاور لمكان الجريمة رفض ذكر اسمه، قال: منذ أيام وجدت يوسف حسين ( 53 سنة – محاسب) صاحب الشقة الكائنة بالطابق السادس ونجليه مصطفى وأحمد يبحثون عن كلبين سرقا من أعلى سطح العقار الخاص بهم. وأثناء البحث عنه سأل أحمد الابن الأصغر للمحاسب أحد الجنود المعينين خدمة على سفارة نيبال الكائنة بشارع الحسن بالمهندسين الذى قال له إنه شاهد شخصاً أسمر اللون ونحيف الجسد بصحبته كلب في وقت متأخر من الليل. وأضاف حارس العقار أنه فى اليوم التالي خلال جلوسه مع آخرين، سمع صوت استغاثة يأتي من أعلي سطح عقار فتوجهنا نحو الصوت فوجدنا يوسف حسين ونجليه و3 أشخاص آخرين يعذبون المجنى عليه ويقومون بتوثيق صديقه، بعد أن جردوا الضحية من ملابسه. أكمل حارس العقار كلامه قائلا : حاولنا التدخل إلا أن المتهم قال إن هذا الشخص وصديقه سرقا كلبين من أعلى السطح ولم نستطع التدخل لإنقاذه، لكن المحاسب (وفقا لكلام حارس العقار) قال لقد اتصلنا بالمباحث وستحضر الآن وأرغمنا على النزول من أعلى سطح العقار بحجة أن الشرطة ستأتي فورا وسيتم تسليمهما وكان ذلك في الساعة الثالثة عصراً. قال حارس العقار: أثناء ذهابي لصلاة العشاء سمعت صوت ارتطام بالأرض، وعندما التفت شاهدت المجنى عليه يسقط من الطابق السادس على إحدى السيارات المتواجدة أمام العقار ، فذهبت إليه مسرعاً والتف المارة حوله لمحاولة إنقاذه، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال. وأوضحت خادمة تعمل بالعقار المواجه لمسرح الجريمة أنها شاهدت المحاسب ونجليه ومعهم 3 آخرين يقومون بتعذيب الضحية، حيث كان يقوم أحمد ( نجل المحاسب) بإشعال النار في أكياس بلاستيك وخراطيم الكهرباء ويقوم بتنقيط كتل من النيران على جسد الضحية بعد أن جردوه من ملابسه، ثم يقوم الابن الثاني مصطفى بصعق المجنى عليه بصاعق كهربائي والذى لفت انتباهي من شدة صوته، حيث سمعت صوت المجنى عليه يستغيث ويقول ارحمونى حرام عليكم أنا مش حرامي والله العظيم. وأضافت الخادمة أنه صعد أكثر من شخص أعلى سطح العقار لإنقاذ المجنى عليه وصديقه لكن المتهمين رفضوا وظلوا يعذبون الضحية أمام صديقه لمدة 5 ساعات متصلة . وأكدت أنها أثناء سقوط الجثة شاهدت أحد الاشخاص ولم تتحقق من رؤيته لدخول الظلام، ممسكاً بيده ليزر يشع منه نور أحمر ويشير به على الجثة وهى ملقاة على الأرض. انتقلت "بوابة الأهرام" إلى منطقة صفط اللبن ببولاق الدكرور والتقت بالسيدة نادية والدة مصطفى فتحي( 26 سنة ) الشاب المجنى عليه والتي بدأت تروي القصة والدموع لم تفارقها طوال اللقاء. وضعت يديها على رأسها بعد أن أمسكت بصورة نجلها وقالت ابنى حبيبى قتلوه المجرمون حسبي الله ونعم الوكيل ، أنا أعرف الناس اللى قتلوا ابنى من 12 سنة، حيث كنت أقوم على رعاية والد مدام إكرام زوجة المتهم يوسف حسين وبعد وفاة والدها، كانت مدام إكرام تتصل بى لمساعدتها فى أعمال المنزل. وكنت أشاهد أولادها يعتدون بالضرب على والدهم وكان الأب ونجلاه يتعاطون المواد المخدرة، كما كنت أشاهد الزوج يتعدى على زوجته بالضرب أيضاً بعد أن استولى على جميع مصوغاتها الذهبية وباعها من أجل شراء المخدرات. وأضافت أن المتهم يوسف كان يطلب من أولادي محمد ومصطفى القيام بأعمال الصيانة للمنزل وكنت أحذرهما من سوء معاملة يوسف ونجليه ومنذ عام قام نجله أحمد بشراء كلبين بمبلغ 400 جنيه وكان يقوم بتربيتهما أعلى سطح العقار وبعد مرور شهور قام يوسف ببيع كلب منهما بسبب عدم القدرة على توفير الأكل لهما. تستكمل الأم المكلومة كلامها: قبل الحادث بيومين اتصل نجل يوسف ( أحمد ) بابني مصطفى وقال له تعالى أنت وشقيقك محمد لتصليح باب أعلى سطح العقار، برغم أن مصطفى كان متواجدا عندهم منذ أسبوع، ثم اتصلت مدام إكرام زوجة يوسف فى اليوم التالى وقالت لى خلى مصطفى ومحمد يحضروا، وفى يوم الحادث رفض محمد الذهاب مع شقيقه مصطفى وذهب معه أحد أصدقائه ويدعى أحمد السيد قاسم ( الشاهد الوحيد على الواقعة ). قالت الأم لا أعلم ما حدث بعد ذلك وفوجئت بجثة ابنى بمشرحة زينهم، حيث قام الأب ونجلاه وآخرون بتعذيب ابنى ثم ألقوة من أعلى سطح العقار بتهمة سرقة كلبين على حد قولهم . وتساءلت والدة المجنى عليه هل لو ابنى سرق الكلب يذهب إلى المكان مرة أخرى؟ وأنهت كلامها أن نجلها متزوج ولديه طفل 4 سنوات. التقط محمد شقيق المجنى عليه أطراف الحديث قائلا : أثناء قيام المتهمين بتعذيب شقيقي اتصل بى شخص مجهول من هاتف مصطفى وادعي أنه لواء شرطة من مديرية أمن الجيزة وأبلغني أنه لابد أن أحضر الكلبين بسرعة وإن لم أحضرهما لن أرى شقيقي مرة ثانية، فقلت له أين مصطفى؟ فرد قائلا : أحضر الكلبين واتصل ونحن نبلغك بالمكان ثم قام بغلق الهاتف. وفى حوالى الساعة السابعة والنصف حضر أحمد السيد قاسم (صديق مصطفى مصاب بيده اليمنى) الذى كان بصحبة مصطفى وهو فى حالة ذهول وأبلغنى أن يوسف ونجليه و3 أشخاص آخرين قاموا بتعذيب مصطفى ولم يبلغنى أنه فارق الحياة. كانت تحريات المقدم مصطفي محفوظ رئيس مباحث الدقي كشفت أن الجثة لعامل من بولاق الدكرور كان يقوم بإصلاحات بشقة محاسب بالطابق السادس، وتبين من مناظرة الجثة وجود آثار تعذيب كما عثرت المباحث علي بطاقة المجني عليه داخل شقة المحاسب وعثر علي دفتر ايصالات أمانة عليه بصمات الضحية وهاتفه المحمول وصاعق كهربائي داخل شقة المتهمين الذين تمكنوا من الهرب بعد ارتكابهم جريمتهم، بينما تمكنت مباحث الجيزة أخيرا من القبض على مدام إكرام زوجة المتهم يوسف حسين.