برائحة الغاز المسيل للدموع، واستخدام الخل والخميرة، والكمامات والخوذ وأجهزة الوقاية، والاشتباك مع الشرطة، اكتمل إحياء ذكرى محمد محمود لدى المتظاهرين، بعد أن بدأوا مناوشات مع الشرطة، ورشقها بالحجارة، الأمر الذي دفع قوات الأمن إلى رد الحجارة على المتظاهرين، في شارع يوسف الجندي، في بداية أول ليلة من ذكرى الأحداث، التي سقط على أثرها عشرات المصابين، وكان السواد الأعظم من إصابتهم جروح في الوجه، وبعض الكدمات المتفرقة في الجسم، كما وصلت بعض حالات كسور للمستشفى الميداني، نتيجة تدافع آلاف المتظاهرين المتكدسين داخل الشارع المظلم، المضاء بهواتف المتظاهرين وبعض النيران. بدأ الباعة الجائلون ببيع عشرات الكمامات، مع بدء إطلاق أولى قنابل الغاز، كما قام بعض المتظاهرين بتجهيز عبوات من الخل والخميرة، لتخفيف حدة تأثير رائحة الغاز، وأقاموا مستشفى ميدانيا قريبة من شارع محمد محمود، وانتشرت عشرات سيارات الإسعاف، في شارع باب اللوق ومحمد محمود والقصر العيني. بعد أن استمرت المناوشات ما يقرب من 4 ساعات، انتقل عشرات المتظاهرين إلى شارع الشيخ ريحان المتقاطع مع شارع القصر العيني، وبدأت معركة جديدة بينهم وقوات الأمن المتمركزة خلف الحائط الخرساني في أول الشارع، وفي أقل من نصف ساعة، انتقل جميع المتظاهرين من شارع محمد محمود، إلى شارع القصر العيني، وتوجه بعضهم باتجاه شارع القصر العيني، وأحدثوا بعض المناوشات مع قوات الأمن المتمركزة أمام مبني مجلس الوزراء، وهنا بدأت الاشتباكات الحقيقية التي كان يسعى إليها المتظاهرون، وجها لوجه مع رجال الأمن، تبادلوا خلالها تراشق الحجارة وكسر الرخام، الأمر الذي دفع قوات الأمن، إلى إطلاق عدة قنابل مسيلة للدموع أمام مجلس الشورى، لتفريق المتظاهرين، واستمر الكر والفر في شارع القصر العيني، حتى الساعة الواحدة من صباح اليوم، يسيطر المتظاهرون على الشارع تارة، ويتقهقرون داخل ميدان التحرير من وابل القنابل المسيلة للدموع تارة أخرى. ووصلت تعزيزات أمنية لقوات الأمن في شارع القصر العيني، وشهد الشارع ظهور أول سيارة مدرعة، وتقدمت قوات الأمن وسيطرت سيطرة تامة على شارع القصر العيني، وتمركزوا عند بداية سور الجامعة الأمريكية، وأطلقوا عدة أعيرة خرطوش على المتظاهرين، وبدأت القنابل المسيلة للدموع في الوصول إلى داخل ميدان التحرير وأول شارع محمد محمود وحديقة مجمع التحرير، وكان المتظاهرون يعيدونها مرة أخرى باتجاه قوات الأمن، أو إلقائها داخل الجامعة الأمريكية. استمرت المناوشات من قبل المتظاهرين، الذين تقلص عددهم بشكل ملحوظ حتى الساعة الثانية صباحا، عندما دقت الساعة الثانية والربع، قامت قوات الشرطة بإطلاق بضع طلقات غاز "بمفعول أقوى" جعلت المتظاهرين يخلون ميدان التحرير خلال دقيقتين، هرباً من رائحة الغاز، التي أصابت عشرات المتظاهرين بحالات إغماء واختناق، ولجأوا إلى شارع طلعت حرب، وباب اللوق، واتجه معظمهم إلى ناحية المتحف المصري.