مفاجآت غير متوقعة تنفجر قريباً في وجه الجميع، ويخشي أن تثير موجة جامحة من الغضب، وزلزالاً هائلاً يؤدي إلي ثورة جديدة، وتبدو ملامحها تتكشف من خلال بعض التسريبات من داخل المركز الطبي العالمي في طريق القاهرة - الإسماعيلية. وتتكتم المصادر قريبة الصلة المفاوضات الماراثونية التي تجري حالياً علي قدم وساق من جانب بعض الفضائيات مع المخلوع داخل جناحه الخاص بالمركز للحصول علي موافقته المبدئية، قبل اتخاذ أي ترتيبات فنية وهندسية بوقت كافٍ قبل يوم 25 يناير «عيد الثورة» ويفترض أن المفاوضات التي توصف بمفاوضات النفس الطويل أحرزت تقدماً ملموساً، وإن كان التحفظ الوحيد حول جنسية الفضائية وحتي هذه اللحظة لم يتم حسم بند المقابل المادي في الاتفاق الذي تجريه شخصيات نفاذة، ومقربة جداً من المخلوع، كوسيط مؤتمن بينه وبين مسئولي الفضائيات بالخارج ومديري مكاتبها بمصر. وبعيداً عن الحرج الذي قد يسببه الاتفاق للمسئولين عن إدارة المرحلة الانتقالية فإن رغبة المخلوع وإصراره هو الذي يدفعه في اتجاه استكمال جولات المفاوضات وعدم الالتفات إلي حساسية الظروف التي تمر بها البلاد، خاصة أن المخلوع شبه متيقن من عدم الممانعة - بحكم - علاقته الجيدة بالمعنيين بالأمر، ومساحة الود الباقية، والمتواصلة حتي اليوم، فضلاً عن أن هذا طلبه الوحيد الذي قد يتسامحوا فيه نظراً لسنه، والحالة التي يمر بها وتحتاج إلي 'تطييب الخواطر». وبات في حكم المؤكد أن العرض الذي وصل إلي أرقام خيالية يتجاوز ذكرها الإحساس بالمحنة، أو أي موائمات سياسية، وإن كان الشكل العام المخطط الظهور به في هذه المناسبة بعد استشارة الأطباء، والشخصيات القريبة منه ستكون هي الفيصل، وتفضل الدائرة المحيطة به عدم الزج بوقائع، أو تفاصيل خاصة مع عدم إغفال الجانب النفسي، والسياسي للحرج الذي قد يطال بعض القيادات الفاعلة التي تكن له الود، ولو من علي بعد لحساسية مواقعها، «يموت الزمار وصباعه بيلعب». وتتجه النية إلي ترجيح «cnn» الأمريكية، و«cbc» الكندية علي الفضائيات العربية، وحفاظاً علي سرية بنود الاتفاق، وشخصية الوسطاء، وحتي لا نتهم بخرق العهد الذي قطعته علي نفسي، والسر الذي أؤتمن عليه فإن المقابل حسبة 20 مليون دولار، وللأمانة المبلغ خالص عمولة الوسيط - يا رب سامحني - لم أستطع حفظ السر. ومن بين بنود الاتفاق إذاعة «برومو» تنويهات قبل يومين من الظهور شبكة القنوات التابعة للمحطة المختارة، وبصراحة هي فضائية عربية «مش هاقول تبع دولة إيه» - اللهم صبرني علي السر - وسيتم الظهور وإذاعة المتفق عليه «............» الساعة الثانية بعد الظهر ولمدة 7 دقائق واحتمال تزيد دقيقة. ورغم قرب الاتفاق الذي سيتم توقيعه خلال أيام «أسبوع» أو أكثر «الله أعلم» لم يتم صياغة المحتوي أو تحديد الإطار العام والخطوط الحمراء فيه، وحدود النبرة المستهدفة لإيصال الفكرة، وإن كان المرجح أنها ستكون هادئة مصحوبة بشجن، لضمان استقطاب المتلقي والتأثير فيه، خاصة الأطفال والشباب فوق العشرين، وطالبات الجامعة والمرأة المعيلة، و«السيب» مع استثناء فئة ربيع العمر «فوق السبعين» بفقرة كاملة عن ذكريات النكسة والثغرة، وأبوالعربي «البورسعيدي مش توشيبا». ومن المستبعد إقناعه بالعدول عن الفكرة ولو بزجره «هو فعلاً ناوي» وللأمانة المصدر رفيع المستوي علي طرف لساني، حذر فزر «هو مين وبيشتغل إيه؟».. عروستي! ----- طلعت الطرابيشي