مازالت آثار حريق مسرح بنى سويف محفورة في ذاكرة الفنانين المصريين والمسرحيين منهم بالأخص، وكذلك على وجه حسام عبد العظيم على خده وأذنه اليسرى وساعده. وجهه في المرآه يذكره كل يوم بالحادث الأليم، الذي وقع في الخامس من سبتمبر 2005، يومها كان يمثل في مسرحية "من منا" على قصر ثقافة بني سويف، حين شب حريق دمر المسرح وأودى بحياة 52 فنانا وناقدا وعشرات المصابين الذين تشوهت وجوههم، وحرمت بعضهم من التمثيل للأبد. يقول حسام "لم نتلق علاجا أو فرصة عمل أو أي تكريم مادي أو معنوي"، ويضيف "مطالب المصابين تضمنت إطلاق أسماء شهداء الحادث على قصور ومسارح الثقافة، وهو الطلب الذي لم يتحقق أيضا رغم سهولة تنفيذه". كون أهالي الشهداء والمصابين لجنة أهلية تسعى للحصول على حقوقهم بعد الحادث بعدة أشهر، تقول مها عفت مقررة اللجنة "مرت 7 سنوات على الحريق ولم نحصل على أبسط حقوق الشهداء، ومازال أبناؤهم وأولادهم في انتظار التعويض"، مضيفة أن وزارة الثقافة "صرفت 15 ألف جنيها فقط لأهل بعض شهداء الحريق، وهو المبلغ الذي اعتبروه "تافها" مقارنة بالمصاب الأليم". تروي مها أن كثيرا من مصابي الحريق توفوا بعدها بأيام نتيجة الإهمال الطبي، وبعضهم لم يستكمل علاجه بسبب ضعف إمكاناتهم المالية، وأن التحقيقات في القضية لم تكن وافية، "فحتى اليوم لم يخرج تقرير واحد يُظهر المسئولية الجنائية للمتسبب في الحريق". تقول مها إن عماد أبو غازي، وزير الثقافة الأسبق، أنصفهم قليلا حين أعلن الخامس من سبتمبر "يوم المسرح"، تخليدا لذكرى ضحايا بني سويف، وأنهم مازالوا في انتظار التكريم المعنوي المناسب لضحايا الحريق. تقول تيسير سمك شقيقة الناقد المسرحي نزار سمك "المؤسف أن بعض أهالي الشهداء كان الشهداء هم من يعولوهم، وبذلك فقدوا عائلهم بسبب الإهمال والتقصير، ولم يحصلوا على حقهم في تعويض مناسب حتى الآن"، وضربت مثلا بالفنان رائد نبيل، 16 سنة، الذى توفى في الحادث وهو من كان يعول أسرته، وأضافت أن الدولة "لم تعالج أحدا لأن الدولة وقتها لم تعترف بأن ما حدث كان نتيجة فساد وإهمال. وأكدت تيسير أن فارق حسنى وزير الثقافة الأسبق "كان بيهزأنا، ويقول لنا كفوا عن المتاجرة بدماء الشهداء"، وأعربت عن أملها في أن يتحقق أقل تكريم يستحقه هؤلاء الشهداء، مضيفه أن كل ذنبهم "أنهم كانوا يذهبون في كل نجوع مصر كي يقدموا الفن مجانا للناس، ويخرجوا مواهب جديدة ويرتقوا بذوق الناس"، وشددت على أن مشكلتهم الكبرى هي القصاص وأنها لا تتصور أن فاروق حسنى يظل حرا طليقا طوال هذه الفترة بعد الثورة. في حين أكدت السيدة نغم صالح نجلة الدكتور صالح سعد سليمان أحد شهداء الحادث، أن كل ما يهمها هو إعادة فتح ملف الحادث الملىء بالريبة من أجل القصاص العادل، وأنها لا تتصور أن فاروق حسنى مازال حرا طليقا رغم قيام ثورة ضد النظام السابق. مؤكدة أن المصابين لم يعالجوا وأن أهالي الشهداء لم يحصلوا على أي تقدير مادى أو معنوي.