سيرته تسعد أناسا وتغضب آخرين، فأبناؤه كثيرون وأعدادهم متزايدة، الأغلبية العظمى منهم لم يروه بأبصارهم، ولكن ساروا على دربه واستمدوا رابطة الأبوة من سيرته ومنهجه. فى العقود الزمنية الماضية.. كانت أفكار الإمام حسن البنا -مؤسس جماعة الإخوان المسلمين- الدستور المنظم لعمل وحياة الجماعة المحظورة (وقتها)، يسيرون عليها ويتيمنون بها، الجماعة التى أسسها قبل ثمانية عقود خرجت من الحظر ووصلت إلى سدة الحكم، أعضاؤها يرددون اسمه ويسترشدون بمقولاته للرد على أى هجوم. «أحمد مرسى» نجل رئيس الجمهورية إخوانى بالوراثة، استقبل الدعوة لمظاهرات 24 أغسطس برسائل اقتبسها من «الإمام الشهيد» مهاجما فيها العلمانيين باتهامهم بمناهضة الدعوة الإخوانية والإساءة للإخوان، الرسالة التى وضعها «ابن الرئيس» على موقع «فيس بوك» تهدف إلى مساندة الموقف الإخوانى باستدعاء رأى «البنا». للمرة الأولى فى تاريخ الإخوان يذكر اسم «حسن البنا» على الملأ بالفخر على لسان مسئول حكومى فى النظام، حدثت مع «صلاح عبدالمقصود» وزير الإعلام فى لقاء تليفزيونى قال فيه إن «البنا» مثله الأعلى.نجل «الإمام»: كلامه أفضل ما كتب باللغة العربية وأخلد من كلام المتنبى.. لأنه صدى للذكر الحكيم القيادى الإخوانى (المستقيل) كمال الهلباوى لم تخل تصريحاته من الاسترشاد بمقولات موروثة عن «حسن البنا»، حتى فى إطار نقده لتصرفات الجماعة، «الهلباوى» هاجم مكتب الإرشاد بعد اختيار خيرت الشاطر مرشحا للرئاسة، وقال عن الإخوان إنهم تناسوا قواعد مؤسس الجماعة، مدللا بمقولة «البنا»: «لو وجدنا فى الأمة من يقوم بالعبء نكون له جنودا». «شىء طبيعى جدا، لأنه مؤسس جماعة الإخوان ومن الأولى إسناد أمورها إليه»، تعقيب أحمد سيف الإسلام، نجل «حسن البنا». يوضح «عضو مجلس شورى الإخوان» أن شرعية «البنا» والثابت التاريخى والقيمة اللغوية والدلالية هى الدافع الأساسى لاستشهاد أبنائه فى الجماعة بأقواله التى مضى عليها أكثر من 50 عاما، «ابن الإمام» يعتبر ما يسند إلى الجماعة أو أعضائها مثل نجل الرئيس والهلباوى ووزير الإعلام الإخوانى.. لا بد أن يكون مصدره هيئة شرعية فى التنظيم، فالإخوان يمثلهم مكتب الإرشاد، «فما بالك من حسن البنا مؤسس الجماعة أصلا؟ يبقى هو ليه الأولوية». يشيد «سيف الإسلام البنا» بفضل والده فيما وصلت إليه الجماعة.. معتبرا مقولاته التى يرددها أعضاء وقيادات الإخوان ملزمة لهم، والاستشهاد بها حتميا، اعترافا وتقديسا واحتراما لدور الإمام الشهيد، «اللى عاوز يقول غير كده يلتزم الصمت أحسن». «ما كتبه البنا مستواه الأدبى واللغوى أفضل ما كتب فى اللغة العربية»، هكذا يفخر الابن بتركة أبيه، قائلا إن كلامه سيظل أخلد من كلام المتنبى، وباقيا ما دام بقى القرآن الكريم، لأنه صدى للذكر الحكيم.. وقبس من نور الله، حسب قوله.