فى يناير المقبل قد يتوج ويجب أن يتوج البرتغالى كريستيانو رونالدو للقب أحسن لاعب فى العالم، أو جائزة الفيفا للكرة الذهبية التى ينظمها بالاشتراك مع مجلة فرانس فوتبول. وأسباب اختيار رونالدو يمكن اختصارها فى أهدافه الأربعة التى سجلها لمنتخب بلاده فى مرمى السويد لتتأهل البرتغال إلى نهائيات كأس العالم ..ومن المعروف أن الفيفا مد التصويت أسبوعين، وأن المنافسة تنحصر بين ميسى كالعادة، وريبيرى نجم بايرن ميونيخ لدوره فى فوز فريقه بثلاثة ألقاب وهى الدورى والكأس فى ألمانيا بالإضافة إلى دورى أبطال أوروبا، وكريستيانو رونالدو. لعب ميسى دورا مؤثرا فى تأهل الأرجنتين إلى نهائيات المونديال، لكنه كان تأهلا سهلا مقارنة بتأهل البرتغال ..ومن حسن حظ كرة القدم أن تشهد ملاعبها نجمين يثور حولهما الجدل والخلاف، وهما ميسى وكريستيانو، وهذا لا يتكرر كثيرا، والمقارنة لا تتوقف بين النجمين، والسؤال الدائم منذ ظهورهما كبطلين متنافسين على المسرح هو أيهما الأفضل. وهو سؤال يساوى السؤال: اين يوجد أفضل شروق على كوكب الأرض؟! رونالدو هو اللاعب الخامس ضمن قائمة أكثر اللاعبين فوزا فى الجائزة وليس بالجائزة. فقد حصل على اللقب مرة، وعلى المركز الثانى مرة والثالث مرة. فيما تفوق ميسى بفوزه بالجائزة أربع مرات. وقد لا يحب الكثير من عشاق كرة القدم شخصية رونالدو المتعجرفة الجامدة والأنانية، وقد لا يحب الكثير شعوره بوسامته، لكنه مهاجم سريع وموهوب ويمتلك الذكاء التكتيكى فيعرف كيف يتحرك وأين، وهو هداف ويجيد مهارات المراوغة والتسديد. لكنه لا يبدع فى كل لحظة وفى كل تمريرة وفى كل هدف كما يبدع ميسى ..ولتقريب المقارنة بين النجمين، فالفارق بينهما مثل الفارق بين زيدان وتييرى هنرى فى فرنسا ..وأستند على مثال محلى لكنه لا تعنى أنه متشابه مع المقارنة بين ميسى وكريستيانو النجمين السوبر فهو تقريبا الفارق نفسه بين بركات وأبوتريكة. رونالدو سوف يفوز بالجائزة هذه المرة على مجمل مستواه، وبعد دوره فى تأهل البرتغال إلى نهائيات كأس العالم ..كم سيفوز باللقب فى إطار شعور جوزيف بلاتر بعقدة الذنب بعد أن سخر من كريستيانو رونالدو ثم اعتذر ثم رفض رونالدو اعتذاره ..لعل الجائزة تكون خير اعتذار. أكرر أن كريستيانو رونالدو يستحق الجائزة بالتأكيد، لكن بلاتر الساحر الذى يخرج الأرنب الأبيض من القبعة كلما وضع ظهره للحائط سوف يلعب بأصابعه فى هذا الاختيار، أو هو لعب فعلا بتمديد التصويت بعدما علم بأن النتيجة ليست فى مصلحة رونالدو، وأنها كانت لصالح ميسى مرة خامسة أو ريبيرى مرة أولى ..وهذا ظنى وبعض الظن إثم!
