لم يكن قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا مد التصويت حول اختيار هوية أفضل لاعبي العالم لعام2013 حتي التاسع والعشرين من نوفمبر الجاري, سوي إعادة إنتاج سيناريو المؤامرات وتقديم مجاملات لأسماء بعينها علي حساب أخري.. ولم تكن الانتقادات الهائلة التي تعرض لها السويسري جوزيف بلاتر رئيس الفيفا بمحاولة تسهيل الفرصة للصلح مع كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الإسباني سوي تقديم الكرة الذهبية له علي طبق من ذهب خالص, خاصة أن مد التصويت وفتح الباب أمام إجراء المديرين الفنيين للمنتخبات في صالح رونالدو بعد تألقه اللافت مع منتخب البرتغال في الملحق الأوروبي المؤهل إلي نهائيات كأس العالم, مستفيدا من غياب ليونيل ميسي عن الساحة. وبدأ السؤال يفرض نفسه بقوة ولأول مرة منذ عام2009 من الأحق بالكرة الذهبية ؟ وهو سؤال لم يكن يحتاج لأربعة أعوام متتالية لتفكير في ظل هيمنة ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني ومنتخب الأرجنتين علي الكرة الذهبية عبر عروض فنية وانجازات أسطورية حققها برفقة الفريق والمنتخب كانت كفيلة بإن يسيطر وحيدا علي الكرة الذهبية. رونالدو خطف بالفعل الأنظار في الأسابيع الاخيرة التي شهدت تألقا رائعا له, خاصة بعد تجديده لعقده مع ناديه ريال مدريد وحصوله علي أعلي راتب سنوي بين لاعبي العالم, ولكن في المقابل هناك منافسون حققوا الكثير في مسيرتهم مع أنديتهم خلال الموسم الجاري. والمفاجأة الاكبر أن كريستيانو رونالدو28 عاما لم يعش عامه الأفضل, كما يقال ويتردد علي الدوام خلال الأيام الأخيرة في2013, فهو عام خال من الانجازات بالنسبة إلي النجم البرتغالي خاصة مع فريقه ريال مدريد الاسباني. ففي عام2013 لم يحقق رونالدو أية ألقاب مع الريال وخسر بطولات الدوري الإسباني وكأس الملك بالإضافة إلي وداع منافسات دوري أبطال أوروبا في نسختها الماضية من الدور قبل النهائي, ولم ينجح رونالدو في إحراز لقب هداف الدوري الإسباني الموسم الماضي الذي ذهب إلي غريمه ليونيل ميسي, ولكن في المقابل حقق رونالدو الكثير مع منتخب البرتغالي فهو بطل بلاده في تصفيات أوروبا بعد أن سجل4 أهداف في شباك السويد ذهابا وإيابا في الملحق الأوروبي ليقود منتخبه إلي بلوغ النسخة البرازيلية المقبلة, وأصبح الهداف التاريخي للبرتغال متساويا مع باولو بينتو في عدد الأهداف. وتعد تصفيات أوروبا هي البطولة الحقيقية لرونالدو الذي سجل مع البرتغال الهاترين مرتين وله اكثر من10 أهداف في جعبته هي السبب الرئيسي وراء تواجد منتخب بلاده في كأس العالم المقبلة, كما حقق لقبا شخصيا هذا العام وهو لقب هداف بطولة دوري أبطال أوروبا, وهي الجائزة الشخصية الوحيدة التي حاز عليها في العام الجاري. وعاش رونالدو في الأسابيع الثمانية الأخيرة أفضل مستوي له علي الاطلاق, فهو سجل أكثر من20 هدفا مع الفريق الملكي في الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا بالإضافة إلي أهدافه مع البرتغال وأصبح معدله التهديفي يفوق الهدفين في المباراة الواحدة. وظهرت ملامح حدوث مجاملة لرونالدو من قبل جوزيف بلاتر في أعقاب الأزمة الكبري التي تفجرت بين بلاتر من جهة والبرتغال من جهة ثانية بعد سخريته من النجم البرتغالي خلال محاضرة له في إحدي الجامعات الانجليزية ووصفه له بالقائد العسكري وليس لاعب الكرة. وزاد من الأقاويل قصيدة الغزل التي قالها في رونالدو أمس حيث أكد أنه مازال مصرا علي وصفه كريستيانو ب قائد حربي في الملعب, مشيرا في الوقت نفسه إلي أنه لاعب رائع وأوضح بلاتر في تصريحات في روما عقب لقائه مع فرانسيس بابا الفاتيكان بالنسبة لي مازال) رونالدو( لاعبا استثنائيا وقائدا في الملعب. وأضاف حول الفائز المحتمل بالكرة الذهبية بالطبع داخل قلب كل شخص منا مرشح مفضل يرغب في أن يتوج بالجائزة. في المقابل لا يمكن تجاهل تحقيق ليونيل ميسي26 عاما جيدا بكل المقاييس, رغم النهاية الحزينة له عقب تعرضه للإصابة التي تبعده عن الملاعب حتي مطلع العام المقبل فهو عام الانجازات بالنسبة إلي ميسي الذي تعرض مؤخرا لحملة تشكيك لإيقاف مسلسل هيمنته علي الكرة الذهبية للعام الخامس علي التوالي. فخلال العام الجاري حقق ميسي لقبين مع برشلونة هما لقب بطل الدوري الإسباني لموسم2013/2012 بالاضافة إلي كأس السوبر المحلية, وفي الوقت نفسه قاد منتخب الأرجنتين إلي حسم بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم المقبلة. ومن يتابع مسيرة ميسي يجد أنه لم يتوقف عن تسجيل الأهداف فهو الحائز علي لقب هداف الدوري الإسباني برصيد48 هدفا وهو رقم قياسي جديد بالنسبة له, بالإضافة إلي تسجيل20 هدفا في مختلف البطولات الأخري مع البارسا. ومع راقصي التانجو خلال تصفيات أمريكا الجنوبية نجح ميسي في تسجيل10 أهداف منها3 أهداف خلال العام الجاري ليقود الأرجنتين لحسم سباق التصفيات وبلوغ نهائيات كأس العالم, كما لم تخل مسيرة ميسي من الجوائز الفردية خلال العام الجاري حيث نال جائزة أفضل لاعبي الليجا في النسخة الماضية بخلاف لقب الهداف ونال مؤخرا الحذاء الذهبي لأفضل هداف في القارة الأوروبية بعد ان تجاوزت أهدافه حاجز الخمسين هدفا في عام واحد. ورغم أرقام ميسي المقبولة إلا انه واجه حربا شرسة في الأيام الماضية تدعو إلي يعد عدم التصويت له وتردد نغمة انه لم جيدا في العام الجاري, وعاني من4 إصابات أبعدته لقرابة3 أشهر عن المباريات منها الإصابة الحالية. وليس رونالدو وميسي وحدهما الذي دار حولهما الجدل حول اللاعب الفائز بالكرة الذهبية لهذا العام, بعد ظهور منافس ثالث بقوة منذ ثلاثة أشهر تحديدا وعقب فوزه بجائزة أفضل لاعب في أوروبا لموسم2013/2012 إلي جانب الدعم الكبير الذي يحوز عليه معنويا من مجلة فرانس فوتبول الفرنسية التي تشارك الفيفا في تقديم الجائزة. هو فرانك ريبيري30 عاما نجم وسط بايرن ميونيخ الألماني ومنتخب فرنسا الذي قدم ستة أشهر خيالية وهي الأفضل له في مسيرته الكروية خلال النصف الأول من العام الجاري والتي شهدت قيادته فريقه البافاري لتحقيق الثلاثية التاريخية بالفوز ببطولات الدوري الألماني وكأس ألمانيا ودوري أبطال أوروبا ثم أضاف لها بطولة رابعة وهي الفوز بكأس السوبر الأوروبي في أغسطس الماضي, ومؤخرا كان أحد أعضاء تشكيلة منتخب فرنسا الحائزة علي بطاقة التأهل إلي نهائيات كأس العالم. ويعاني ريبيري في المقابل من ضعف الآلة الدعائية له بين مدربي المنتخبات خاصة وانه لم ينافس من قبل ولو من بين قائمة الثلاثي الأفضل علي الجائزة رغم تجاوزه الثلاثين عاما, ولكنه يبقي مرشحا قويا خاصة من بين مدربي المنتخبات الأوروبية بعد تألقه اللافت مع بايرن ميونيخ وإحرازه الألقاب الثلاثة ثم حصوله علي جائزة أفضل لاعبي الموسم في القارة العجوز. وهناك مرشحون آخرون للجائزة ولكنهم إما لم يحققوا العلامة الكاملة من التفوق الفردي والجماعي أو يفتقدون الآلة الاعلامية الدعائية القادرة علي فرض اسمائهم في سباق الترشيحات, ويبرز من بين هؤلاء أرين روبين29 عاما جناح أيسر بايرن ميونيخ وأحد أبرز أعمدته التي حققت الثلاثية التاريخية وهو ساهم بدور فعال في صعود هولندا إلي المونديال. وهناك ثنائي إسبانيا الابرز في الوسط وكلاهما أيضا تواجد في قائمة افضل3 لاعبين في العالم خلال الأعوام الأخيرة, وهم تشابي هيرنانديز33 عاما واندرياس انييستا29 عاما نجمي برشلونة واللذان حققا لقب بطل الليجا مع البارسا بالإضافة إلي قيادة الماتادور إلي الصعود إلي نهائيات كأس العالم المقبلة. ومن الأسماء البارزة في السباق أيضا أندريا بيرلو34 عاما نجم وسط يوفينتوس ومنتخب إيطاليا وهو اللاعب الاول في تشكيلة الاوزروي وله دور فعال في حصول السيدة العجوز علي لقب بطل الدوري الإيطالي في الموسم المنقضي, وكذلك صعود إيطاليا للمونديال بسهولة. وهناك روبين فان بيرسي28 عاما مهاجم مانشستر يونايتد الإنجليزي وقائد منتخب هولندا والذي فاز مع الشياطين الحمر ببطولة الدوري الانجليزي في الموسم الماضي وتوج كهداف للبريمير لييج بالإضافة إلي قيادته لمنتخب هولندا لأن يكون أول المنتخبات الأوروبية المتأهلة إلي نهائيات كأس العالم وسجل أكثر من30 هدفا خلال الموسم الجاري. ويبرز أيضا من الاسماء المطروحة زالاتان إبراهيموفيتش32 عاما هداف باريس سان جيرمان الفرنسي وقائد المنتخب السويدي, وطرح إبرا نفسه بعد تألقه اللافت هذا العام حيث قاد باريس سان جيرمان للفوز ببطولة الدوري الفرنسي ونال لقب هداف البطولة, بالإضافة إلي تسجيله لسوبر هاتريك في دوري أبطال أوروبا هذه النسخة, ولكنه فشل مع السويد في الحصول علي بطاقة الصعود إلي نهائيات كأس العالم المقبلة. وهناك نيمار داسيلفا21 عاما مهاجم برشلونة الإسباني ومنتخب البرازيل, وهو فائز مع منتخب بلاده بكأس العالم للقارات, ونال خلالها لقب أفضل لاعب, كذلك فاز مع برشلونة ببطولة كأس السوبر المحلية وهي أول ألقابه مع النادي الكاتالوني وخطف الأنظار بشدة في النصف الأول لأول مواسمه في أوروبا بعد ان قاد فريقه للفوز علي ريال مدريد بهدفين مقابل هدف في الكلاسيكو المثير الذي تألق خلاله وسجل هدفا جميلا. وساعد في نشر الجدل حول هوية أفضل لاعبي العالم لهذا العام,, التسريبات التي أطلقها العديد من مدربي المنتخبات وقادة المنتخبات حول هوية اختياراتهم, وعدم ظهور أغلبية حتي الآن لنجم علي حساب آخر بعكس ماكان الحال في الأعوام الست الماضية التي كانت كل المؤشرات تحدد هوية بطل الكرة الذهبية سواء ريكاردو كاكا عام2007 ثم كريستيانو رونالدو عام2008 ثم ليونيل ميسي لأربعة أعوام متتالية. رابط دائم :