انتهى عصر وحدة العائلات والشركات والتنظيمات فى التصويت الانتخابى، فالسمة الرئيسية فى الانتخابات المصرية هى التنوع والاختلاف وعدد كبير من العائلات بل من الأسر المصرية اختلفوا حول المرشحين وبالتالى فلا مجال أن يتحدث أحد عن شركة ضغطت على موظفيها أو عائلة صوتت بأكملها لمرشح معين أو حتى حزب سياسى، فحتى السلفيون اختلفوا حول د. عبدالمنعم أبوالفتوح، ولا أعتقد أن كل أعضاء حزبى الوسط والبناء والتنمية قد منحوا أصواتهم لأبوالفتوح أو أن أعضاء حزب الوفد قد أجمعوا على عمرو موسى وبالتالى فإن أى حديث عن قدرة أحد المرشحين الخاسرين على توجيه الناخبين لأى مرشح فى الإعادة هو نوع من «العبث» فلا عمرو موسى يستطيع حشد من صوتوا له لأى مرشح ولا د. عبدالمنعم أبوالفتوح يملك القدرة على ذلك باستثناء أصوات السلفيين التى سيقوم قيادتهم بتوجيهها ليس لأبوالفتوح بالطبع، أما أصوات حمدين صباحى وأعتقد أنها الأكثر تنوعاً وبالتالى لا يستطيع صباحى توجيهها وحسناً فعل عندما رفض أى تعامل مع جمهوره بنظام «القطيع» خاصة أن عدداً غير قليل من أصوات حمدين قد حصل عليه متأخراً بعد أن كشفت المناظرة د.عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى خاصة أن أصوات حمدين هى الأرخص بين كل المرشحين الذين صرفوا الملايين فى الدعاية وأخرى فى الرشاوى المالية والعينية و«الزيتية». جماعة الإخوان المسلمين أصبحت التنظيم الوحيد الذى لم يتغير، كل الأعضاء ملتزمون بالتصويت لمرسى دون خروج لأسباب عقائدية، والأمر نفسه لا ينطبق على السلفيين فهم أقل التزاماً بقرارات قياداتهم.. حتى شباب الثورة، فإن التنوع الذى يصل إلى درجة الخلاف والتصادم أحياناً سمة رئيسية فى توجهاتهم. الخطاب الواضح والحاد أثر أيضاً فى نتيجة الانتخابات فمن حدد جمهوراً و«غذاه» بالتصريحات والبرامج نجح فى الحصول على تأييده مثلما فعل أحمد شفيق مع «حزب الكنبة» ورجال الأعمال والأقباط والسيدات وهو ما فعله د. محمد مرسى مع «الإسلاميين»، كما حدد صباحى جمهوره فى الثائرين والفقراء والفلاحين والعمال بينما ركز د. عبدالمنعم أبوالفتوح وعمرو موسى على الجمهور العام فخسر كثيراً. أخيراً، ليس أمام المرشحين د. محمد مرسى والفريق أحمد شفيق سوى مخاطبة الشعب المصرى مباشرة دون وسطاء من قيادات سياسية أو حركات ثورية فلم يعد أحد يملك أن يوجه ناخباً مصرياً، ومن يعترض على ذلك يحاول أن يضغط على زوجته وأولاده للتصويت لمرشح معين وسيعرف النتيجة!!