اعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن الأسلوب الحذر الذي تتبناه الإدارة الأمريكية في الشرق الأوسط مناسب لتلك الأوقات العصيبة. واعتبرت الصحيفة أن الاستثناء الوحيد من النهج الحذر قد يكون إيران التي ربما تشرع فيها إدارة الرئيس باراك أوباما الثانية بمحاولة جريئة لإبرام صفقة كبيرة تحل النزاع النووي. وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير بثته الاثنين 12 نوفمبر على موقعها الإلكتروني، أنه بعد التعهد بعدم السماح لإيران بتطوير أسلحة نووية وبالتالى إبعاد الاحتواء كخيار سياسى، فإن أوباما ربما سيتبع طريق العقوبات القوية مقترنا بالدفع من أجل مفاوضات ثنائية مع اختباره لحدود الدبلوماسية. وأضافت الصحيفة أن كل ركن من أركان الشرق الأوسط يمثل تحديا للولايات المتحدة مع إضافة الصحوة العربية كعامل تقلب هائل لبيئة سياسية متوترة بالفعل. وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى قضايا السياسة الخارجية الأكثر أهمية لواشنطن اليوم هي صعود الإسلاميين في مصر أكبر بلد في العالم العربي وموقفهم في المستقبل حيال اتفاقية السلام والعلاقات مع الغرب، إلا أن الأزمة الأكثر أهمية لصناع السياسة الأمريكية هي إيران وكيفية الحد من طموحاتها النووية دون اللجوء إلى حرب شرق أوسط أخرى. وذكرت ان كثيرا من الأشخاص فى الشرق الأوسط يقولون إنه لا تعنيهم كثيرا مسألة من يشغل البيت الأبيض نظرا لأنه لم يأت من واشنطن شىء به خير. وأضافت الصحيفة "أن إدراك الولاياتالمتحدة لنفوذها المطلق وشعورها بأن لديها عصا سحرية لحل مشاكل المنطقة، يجعل الشرق الأوسط يتأهب مع كل انتخابات أمريكية"، مشيرة إلى أن ذكريات أعوام بوش لا تزال حديثة في عقول الأفراد الذين يتوقعون مزيدا من السياسات العدوانية من الإدارات الجمهورية. ولفتت الصحيفة إلى أنه بالرغم من مخاوف المنطقة من وجود كم كبير من المطالبات بقيادة أمريكية أكثر شدة إلا أن الشرق الأوسط يمر حاليا بمرحلة تاريخية من التحول الذي تقوده شعوبه لأول مرة.