كرست التحركات والمواقف السياسية بلبنان مشهدا يتجه أكثر فأكثر نحو أزمة مفتوحة في لبنان وسط الانسداد الذي يواجه المساعي الرئاسية لتحديد موعد لعقد طاولة الحوار. يأتي ذلك بعد مرور أسبوع على انفجار بيروت واغتيال رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي اللواء وسام الحسن الجمعة الماضية. وقد برزت معطيات جديدة في المأزق السياسي اللبناني الخميس 25 أكتوبر، بإتهام مباشر وجهه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى حزب الله بتنفيذ اغتيال اللواء وسام الحسن وفق مخططات إيرانية سورية رد عليها الحزب باتهام جعجع بالتحريض على فتنة مذهبية. واعتبرت صحيفة "النهار " اللبنانية أن المواقف التي عبر عنها النائب وليد جنبلاط في برنامج سياسي حواري مساء الخميس 25 أكتوبر ، عكست عمق المأزق السياسي والحكومي في لبنان ، حيث تمسك ببقاء الحكومة واشترط التوافق على حكومة وحدة وطنية بديلا منها ، كاشفا رفضه طلبا لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري باستقالة وزرائه من الحكومة. وكان قد عاد إلى بيروت من جدة، الخميس 25 أكتوبر، رئيس الوزراء الأسبق فؤاد السنيورة مع وفد من كتلة تيار "المستقبل" بعد لقائه المطول مع سعد الحريري هناك، وضم الوفد النائب نهاد المشنوق والنائب السابق غطاس خوري والوزير السابق محمد شطح ومدير مكتب الحريري نادر الحريري الذي لوحظ أنه استقبل بعد ظهر الخميس السفيرة الأمريكية لدى لبنان مورا كونيللي. وأوضح المشنوق ل"النهار" أن لقاء الحريري والوفد كان الأول منذ اغتيال اللواء وسام الحسن وكان من الضروري التشاور فيما يجب القيام به. وأضاف المشنوق " لقد اتفقنا في اللقاء على ثلاثة أمور بمقاطعة الأنشطة الحكومية في مجلس النواب ولا عودة عن هذه المقاطعة إلا بعد استقالة الحكومة الحالية وتاليا لا حوار قبل هذه الاستقالة ، وثانيا شرح موقف التيار لممثلي المجتمع الدولي والعربي عبر جميع السفراء المعنيين ، وثالثا إيجاد آلية جدية ونهائية للتواصل والتشاور بين قيادات "14 آذار". وأوضح أن الحكومة البديلة هي حيادية تكنوقراط تهتم بشئون البلاعلى أن يكون برنامجها السياسي "إعلان بعبدا". وأكد النائب اللبناني نهاد المشنوق لصحيفة "النهار " أن الاتصالات جارية باستمرار وبوتيرة عالية بين سعد الحريري رئيس تيار "المستقبل" والرئيس الأسبق أمين الجميل ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع. وتوقع المشنوق تغييرا تدريجيا في المواقف الدولية والعربية ستظهر معالمه الأسبوع المقبل وتدخل في هذه السياق الجولة التي تقوم بها السفيرة الأمريكية لدى لبنان مورا كونيللي على قادة 14 آذار للإشارة إلى أن استعجالا قد حدث في لقاء سفراء الدول الكبرى وممثل الأمين العام للأمم المتحدة مع الرئيس اللبناني ميشال سليمان وما صدر عن هذا اللقاء لذا من المتوقع صدور موقف أمريكي واضح قريبا يضع النقاط على الحروف. وفيما أكدت جهات في قوى 14 آذار أن خطوات حاسمة ستتخذ قريبا منها تطوير الاعتصام في بيروت وطرابلس في إطار التحرك السلمي الضاغط لإسقاط الحكومة، وعقد اجتماع لأقطاب هذه القوى ، حيث استقبل السنيورة سفراء الدول الأعضاء في مجلس الأمن وممثل الأمين العام للأمم المتحدة ديريك بلامبلي وعددا من السفراء العرب وسفراء آخرين وشرح لهم دوافع قوى 14 آذار للمطالبة باستقالة الحكومة ، مؤكدا أن هذا المطلب لا يعني أن هناك فراغا لأن الدستور واضح والقول إنه لا يجوز أن تستقيل الحكومة إلا بعد الاتفاق على البديل أمر مخالف للدستور. وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس جبهة "النضال الوطني" فى لبنان وليد جنبلاط ، ظهر ملتزما بتوزيع انتقاداته على فريقي 14 آذار و8 آذار لأنه وسطي وهمه الاستقرار وليس إدخال البلد في الفتنة. وانتقد جنبلاط "الفوضى" في يوم تشييع اللواء وسام الحسن ، قائلا "ليست السرايا من قتل وسام الحسن بل النظام السوري وكان على 14 آذار أن تعتصم أمام السفارة السورية". في غضون ذلك، بدأ فريق من مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "أف بي آي" فور وصوله الخميس 25 أكتوبر، إلى بيروت في عملية معاينة مسرح الانفجار الذي حدث في ساحة ساسين بحي الأشرفية الجمعة الماضية، حيث تم اتخاذ تدابير أمنية مشددة فيالأشرفية رافقت عمل الفريق الذي منع المراسلون والمصورون من تغطية مهمته.