قرأت أن الممثل الفنان عادل إمام أعلن اعتزاله على لسان ابنه البكر المخرج رامي. هذه هى الحياة. من سنن الحياة أن يولد الإنسان أو الفنان وينمو ويشتهر ثم يعتزل التمثيل أو الفن أو الرياضة. قليلون من لا يعتزلون، ممن يمتهنون إبداعا لا يحتاج إلى مجهود جسدى بقدر ما يحتاج إلى توقد عقلي. الممثل الكوميدى أكثر الفنانين احتياجا لمرونة جسدية، فهو يعبر بجسده كما يعبر بكلامه وهو يحتاج إلى حركات جسمه كما يحتاج إلى ضبط تعبيرات وجهه وتطويع نبرات صوته. بقى عادل إمام على قمة التمثيل الضاحك فى مصر لعقود قادمة فى رحلة من ستينيات القرن العشرين قطعها -كعب داير- فمثل كل الأدوار فى مئات الأفلام والمسرحيات، بدأ صغيرا فى دور صغير وأنهى مسيرته كبيرا فى أدوار لا يقدر عليها غيره. عمل مع عمالقة كان بالنسبة لهم فى بداياته ممثلا مساعدا، وانتهى إلى أن عمل معه هؤلاء فى أدوار مساعدة ومنهم فؤاد المهندس أول من قدمه ومنهم عمر الشريف العالمى وفريد شوقي، لا أقصد أنهم مثلوا فى أدوار صغيرة وإنما كان عادل هو البطل فى أفلامه معهم. كما لا توجد ممثلة نجمة لم يعمل معها عادل إمام، استطاع توظيف إمكانيات كل منهن للدور الذى تقوم به فى الفيلم أو المسرحية التى يعرضها. عندما عرضت أول مسرحية مثل فيها عادل إمام -أنا وهو وهى عام 1963- جذب أنظار الجمهور حتى إن الصحفى الكبير مصطفى أمين كتب يتنبأ له بمستقبل لامع، وواصل مشواره تحمله أمواج عاتية بين الصح والخطأ وبين النجاح والفشل حتى استقر على قمة النجاح التى فيها شغل المكانة الأولى ولم يستطع آخر أن يزحزحه منها. اعتزاله سيحرمنا من ضحكات كثيرة كان يمكن أن نستمتع بها.
