تحدث الباحث الفلسطيني أيمن الرقب، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، عن مدى قدرة محكمة العدل الدولية من تطبيق قرارتها إن اتخذت ضد إسرائيل، على ضوء الدعوى المقدمة من جنوب أفريقيا، والتي بسببها بدأت محاكمة إسرائيل على جرائمها خلال الحرب في غزة. وقال الرقب، خلال تصريحاتٍ ل"بوابة أخبار اليوم"، إن "محكمة العدل الدولية لا تمتلك أدوات صراحة لتنفيذ قراراتها، ولكنها فرصة لفضح الاحتلال الإسرائيلي وكشف كل المؤامرات التي سلكها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني خلال تلك الفترة". وأضاف الرقب أن "الأمر انتصار معنوي أكثر منه انتصار بتنفيذ الخطوات كي نفضح الاحتلال وجرائمه، ولا نستطيع أن نقول أننا قد نجد تنفيذ لهذه القرارات". وتابع قائلًا: "الاحتلال لا يريد أن يكون لنا فرصة لأن نرفع صوتنا فوقه، وهو يرفض كل الخطوات التي نقومها ضده في كل المؤسسات الدولية، لذلك هو منزعج من تلك الخطوة التي تمت من جنوب أفريقيا". وأكد الرقب أن هذه المحكمة مستند قانوني مهم جدًا لفضح الاحتلال على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني. اقرأ أيضًا: قادة الحرب الإسرائيلية على غزة خلال 100 يوم من العدوان قرارات «غير إلزامية» وحول مدى إلزامية قرارات المحكمة، قال الرقب: "قرارت المحكمة للأسف غير إلزامية ولا تمتلك أي أدوات تنفيذ إلا إذا قبل الطرفين التحكيم، وهو ما لم يحدث لأن إسرائيل سترفض ذلك". وأوضح الرقب أن إسرائيل قبلت الاستماع ورد الدعوة وليس التحكيم. وبدأت أمس الخميس 11 يناير جلسات محاكمة إسرائيل في محكمة العدل الدولية، بناءً على دعوى جنوب أفريقيا، بتهمة ارتكاب جرائم إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من ثلاثة أشهر، وذلك منذ السابع من أكتوبر الماضي، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى". ولم يتوقف العدوان الإسرائيلي على غزة سوى لمدة أسبوع واحد خلال الفترة من 24 نوفمبر وحتى الأول من ديسمبر، بعد التوصل لاتفاق هدنة إنسانية في غزة بين حركة المقاومة الإسلامية وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بوساطة مصرية قطرية تكللت بالنجاح. وبعد انقضاء أسبوع الهدنة صباح يوم الجمعة 1 ديسمبر، عاود الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة. ووفق آخر حصيلة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة صدرت عن وزارة الصحة في قطاع غزة، فإن أكثر من 23 ألفًا و700شهيد سقطوا في غزة إلى جانب أكثر من 60 ألف جريح.
