أرض واحدة.. عائلة واحدة.. مستقبل واحد.. تحت هذا الشعار الجامع انعقدت قمة العشرين بالعاصمة الهندية نيودلهى، وسط حضور مصرى قوى وفاعل للرئيس عبدالفتاح السيسى. قضايا المناخ والصناعة والتكنولوجيا والمستقبل محور الحوارات، بحثًا عن حلول عاجلة لمشاكل عالمية تضرب جميع الشعوب مع أزمات الغذاء والكساد والطاقة والديون والحروب والإرهاب، وكان لافتًا القرار الصادر بالإجماع بمنح أفريقيا العضوية الكاملة فى المجموعة لأول مرة.. أفريقيا التى عانت من الاحتلال ونهب ثرواتها وتعانى الحروب والإرهاب وأكثر من يدفع فاتورة تغير المناخ رغم أنه لا علاقة لها به. منذ وصول زعيم مصر الرئيس عبدالفتاح السيسى إلى نيودلهى بدا واضحًا الترحيب الكبير بمشاركته فى القمة، فمصر عادت من جديد دولة إقليمية مؤثرة وفاعلة سياسيًا واقتصاديًا وتنمويًا.. وهذه ثمرة لجهد كبير بذله شعب مصر مع زعيمه الرئيس السيسى على مدار 9 سنوات، وكما أكد المستشار أحمد فهمى المتحدث باسم رئاسة الجمهورية فمصر ترتبط بعلاقات قوية مع كل دول مجموعة العشرين.. نمارس السياسة بشرف ونمد أيدينا للجميع ولا نتدخل فى شئون أحد، علاقات أساسها الاحترام المتبادل وتحقيق مصالح الشعوب. رئيس الوزراء الهندى ناريندرا مودى كان فى استقبال الرئيس السيسى فى مكان انعقاد القمة وعلم مصر يتوسط أعلام مجموعة العشرين والدول المدعوة للحضور، وعلى الفور بدأ الرئيس منذ التاسعة صباحًا سلسلة لقاءات مع قادة العالم لم تنقطع حتى غروب الشمس وانتهاء أعمال القمة بالأمس.. حيث التقى برؤساء جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا وجزر القمر عثمان غزالى الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقى والبرازيلى لولا داسيلفا ورؤساء وزراء اليابان فوميو كيشيدا والصين لى كيانج ورئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون ديرلاين ورئيس المجلس الأوروبى شارل ميشيل ومدير منظمة الصحة العالمية إدهانوم. وكانت كلمة الرئيس السيسى فى الجلسة الافتتاحية لقمة العشرين قوية ومؤثرة، حيث تحدث بصراحة عن عالم يواجه تحديات غير مسبوقة.. ويحتاج لمعالجة اختلالات الهيكل المالى العالمى وتطوير مؤسسات التمويل الدولية ومعالجة مشاكل الديون وعدم جدوى معونات التنمية، وأكد الرئيس أهمية بدء خطوات حاسمة لمواجهة التحديات التى تحول دون التعافى الاقتصادى. كما شارك الرئيس فى قمة أوروبية أفريقية مصغرة مع قادة المانيا وإيطاليا وإسبانيا وهولندا وفرنسا وجنوب إفريقيا ونيجيريا وجزر القمر.. حيث تم التأكيد على أهمية فتح مجالات التعاون بين القارتين لمواجهة المشاكل المتعددة وتحقيق مصالح الشعوب الأفريقية والأوروبية. انطلقت قمة العشرين وسط غياب روسى متوقع وغياب رئيس الصين لأسباب مختلفة.. لكنها ستظل القمة الأهم لقارتنا الأفريقية مع انضمامها أخيرًا لعضوية المجموعة، والرئيس السيسى تحدث أمام القمة بصوت أفريقيا عن قارة تدفع ثمن التغيرات المناخية وتعانى من أزمات وإرهاب وحروب ولديها خطط للتنمية والتكامل الاقتصادى والتجارى، وتفتح يديها للتعاون مع مجموعة العشرين وكل دول العالم للخروج من الأزمات الحالية التى تحاصر الجميع وتدفع كل شعوب العالم ثمنها. العالم يترقب ما سيصدر عن القمة والحضور اللافت لكل وسائل الإعلام العالمية، فالمشاكل تحاصر الجميع والتعاون بروح العائلة الواحدة فوق الأرض الواحدة التى نعيش عليها جميعًا يضمن مستقبلاً أفضل للجميع، وعلى مجموعة العشرين أن تبدأ سلسلة إجراءات لمعالجة المشاكل الاقتصادية العالمية وحل أزمات المناخ والصناعة وإتاحة التكنولوجيا الحديثة.. هذه هى الروح التى ننتظرها من المجموعة الاقتصادية الأهم فى العالم.. لنتعافى جميعًا وتعيش شعوب الأرض بسلام الحياة الكريمة التى تستحقها. واليوم يواصل زعيم مصر لقاءاته مع قادة العالم ومشاركته الفاعلة فى القمة.. مصر عادت شمسك الذهب.. وها هى تشرق من نيودلهى.
