سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
زراعة الصحراء.. حكاية متكاملة.. الدلتا الجديدة وتوشكى وال 1٫5 مليون فدان تضع غذاء المصريين فى أمان حصاد الخير| المشروعات القومية تقود التنمية.. والصادرات «فرس الرهان»
لسنوات طويلة عاش القطاع الزراعى فى مصر أيامًا صعبة، حيث ابتعدت الدولة تمامًا عن فكرة الاستصلاح، بل تعرضت المشروعات القليلة التى شرعت الدولة فى تنفيذها إلى الإهمال ما تسبب فى إنفاق مليارات الجنيهات دون أى عائد، كذلك تركت الدولة الأراضى الزراعية للتعديات ما تسبب فى ضياع أجود الأراضى، كما وصلت أيضا الصادرات الزراعية إلى أقل مستوياتها خلال الفترة التى سبقت عام 2014. لكن خلال 9 سنوات مضت تغيرت الأوضاع تمامًا، وتبدل الأمر، وحظى القطاع بدعم غير مسبوق من الرئيس عبد الفتاح السيسى، ويرجع ذلك إلى الدور الحيوى الذى يلعبه القطاع فى الإقتصاد القومى، إذ تبلغ نسبة مساهمته فى الناتج المحلى الإجمالى أكثر من 15%، كما تعد الزراعة المصدر الرئيسى للدخل والتشغيل إذ يستوعب أكثر من 25% من القوى العاملة، لذا تم تنفيذ عدد من المشروعات القومية للتنمية الزراعية وأولها مشروع الدلتا الجديدة وهو أضخم مشروع استصلاح فى المنطقة بتكلفة 300 مليار جنيه والذى يستهدف إضافة أكثر من 20% للرقعة الزراعية الاجمالية، بالإضافة إلى مشروعات توشكى وتجمعات سيناء والصعيد وال 1٫5 مليون فدان والتى ساهمت بقوة فى تأمين غذاء المصريين. كما تم تفعيل البرنامج الوطنى لإنتاج تقاوى محاصيل الخضر من خلال استنباط وتسجيل 25 من الهجن والأصناف الجديدة، وتم تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الدواجن والألبان و7 محاصيل رئيسية، كما تم تنفيذ الزراعة التعاقدية ولأول مرة لبعض المحاصيل الزيتية، بالإضافة إلى صدور قرار المنظمة العالمية للصحة الحيوانية ل 30 منشأة فى مجال الإنتاج الداجنى مما يساهم فى فتح أسواق جديدة للتصدير، وتم أيضا تنفيذ حزمة مبادرات تمويلية غير مسبوقة لدعم المزارعين استفاد منها 328 ألف مزارع من مبادرة المتعثرين. كانت الرؤية منذ اليوم الأول للرئيس السيسى تقوم على أن الأمن الغذائى جزء أساسى من أمن المواطن، وبالتالى سعت الدولة إلى عودة الاستصلاح من جديد رغم تكلفته العالية، لكن توفير الغذاء هو أحد أهم الأولويات والبداية كانت مع مشروع ال 1٫5 مليون فدان الذى يواصل تحقيق النجاحات، والذى أطلقه الرئيس السيسى فى 30 ديسمبر 2015 من الفرافرة بالوادى الجديد، ويستهدف إقامة العديد من الصناعات المرتبطة بالنشاط الزراعى والثروة الحيوانية، والصناعات الغذائية بهدف التصدير، وزيادة صادرات مصر من المحاصيل الزراعية إلى 10 ملايين طن سنويا. كما يعد مشروع الدلتا الجديدة قفزة عملاقة نحو تنفيذ استراتيجية الزراعة 2030، وذلك بسبب كونه مشروعا تنمويا متكاملا، وكبر مساحة المشروع والتى تصل إلى مساحة 2٫2 مليون فدان، كما أن المساحة المزروعة والمستهدف زراعتها تعادل 30 % من مساحة الدلتا القديمة، كما يتميز المشروع بموقعه الاستراتيجى لقربه من الموانئ البرية والجوية والبحرية، ميناء الإسكندرية، السخنة، دمياط ومطارى سفنكس وبرج العرب. ويتكون مشروع الدلتا الجديدة من عدة مشروعات هى مشروع مستقبل مصر وهو باكورة مشروع الدلتا الجديد، مشروع جنة مصر، مناطق تابعة لمحافظة البحيرة ووزارة الزراعة، وأراضٍ تم تحديد صلاحيتها بمعرفة وزارة الزراعة، وعلى ضوء الرؤية المستقبلية للمشروع فى ظل مخرجاته التى تشير إلى أن المساحة للمرحلة الحالية هى مليون فدان مزروعة او مستهدف زراعتها، فى حين تبلغ المساحة المحصولية 1٫6 مليون فدان كنتيجة لأثر التكثيف المحصولى، وعلى ضوء افتراضات التراكيب المحصولية المتوقعة وهى 30 % محاصيل استراتيجية و40% محاصيل بستانية وخضر و30 % محاصيل تصنيعية. كما أن المرحلة الأولى من مزرعة «توشكى»، تعد من أهم المشروعات القومية للتغلب على الفجوة الغذائية، وذلك بزيادة الرقعة الزراعية بحوالى 500 ألف فدان تصل فى المستقبل إلى مليون فدان مع تعظيم عائد الموارد المتاحة وزيادة الصادرات الزراعية، وبالفعل تم استصلاح 85 ألف فدان وزراعة 1٫35 مليون نخلة على مساحة 21 ألف فدان، بالإضافة إلى بعض الزراعات التحميلية حول أشجار النخيل. كما تم إنشاء 13 تجمعاً زراعياً بمحافظتى شمال وجنوبسيناء، حيث تم إنشاء البنية الأساسية اللازمة لزراعة مساحة 5510 أفدنه، لإضافة مساحات زراعية جديدة، وتم حفر حوالى 165 بئراً جوفية بالإضافة الى مولدات كهرباء لاستخراج المياه الجوفية، فضلاً عن تنفيذ 13 خط مياه رئيسيا، وتنفيذ شبكات الرى الرئيسية والفرعية بكل تجمع زراعى. فيما يعتبر مشروع ال 100 ألف صوبة زراعية هو الأكبر فى الشرق الأوسط لسد الفجوة بين الإنتاج والاستهلاك وتعظيم الاستفادة من الأراضى الزراعية مع ترشيد استخدام مياه الرى بنسبة تتراوح ما بين 15% إلى 20%، حيث تضم قاعدة محمد نجيب العسكرية 1302 بيت زراعى بأحدث التقنيات العالمية وتتراوح مساحة البيت الواحد بين 3 إلى 12 فدانًا على مساحة 500 فدان، فضًلا عن مصنع للتعبئة والتغليف للمنتجات التى يتم إنتاجها ومجمع لإنتاج البذور، أما العاشر من رمضان فتضم 576 بيتًا زراعيًا بمساحة 2٫5 فدان للبيت بإجمالى مساحة 2500 فدان، ويتميز الموقع بقربه من موانئ العين السخنة، والأدبية، ودمياط، وشرق التفريعة فضلا عن قربه من أهم الطرق الرئيسية، كما أن هناك 2374 بيتًا زراعيًا فى جنوب أبو سلطان بمساحة فدانين ونصف الفدان للبيت بإجمالى مساحة 12٫500 فدان، أما قرية الأمل بالقنطرة شرق فتحتوى على 529 صوبة زراعية على مساحة 100 فدان، ويعتمد الموقع على ترعة سيناء للحصول على 5300 متر مكعب مياه فى اليوم، ويقع بالقرب من ميناء بورسعيد والطرق الرئيسية.