أهلت الأيام المباركة من شهر ذى الحجة التى فيها من الكرم الربانى والغفران للمسلمين سواء كانوا فى الحج أو فى أوطانهم، إنها الليالى العشر التى تختتم بوقفة عرفة وفيها يتجلى الله على عباده ويُشهد الملائكة بأنه غفر لهم ما جاءوا به من ذنوب وخطايا وأنهم سيعودون كما ولدتهم أمهاتهم أنقياء بحج مبرور وذنب مغفور. وبعد المغفرة عليهم أن يحافظوا على نقائهم بأن يكونوا أتقياء فى تعاملاتهم مع أسرهم والآخرين.. إنها الفرحة الكبرى بلقاء الله سبحانه وتعالى بيوم عرفة وأيا كان لتفسير الليالى العشر بأنها العشر الأواخر من رمضان أو الأوائل من ذى الحجة فإنها أيام وليال مباركة، فى الأولى تتنزل الملائكة والروح فيها والثانية يتجلى الله لعباده يوم عرفة وفيها الغفران والعتق من النار والرحمات.. إنها جوائز ربانية لعباده فى أيام خاصة، فليفرح المسلمون ويسعدوا ولا يضيعوا فرصة الصيام فى هذه الليالى العشر، حيث وصى سيدنا محمد فى صيامه بقول مأثور: أحب أن يرفع عملى وأنا صائم، فالثواب مضاعف وبالنسبة للناس التى لم تكتب لها فرصة الحج أيا كانت الأسباب فعليها أن تستحضر مناسك الحج فى هذه الأيام وتعيشها بإحساسها فى أداء مناسكها وكأنها هناك؛ لعل الله يستجيب لدعواتهم ويكتب لهم الحج وزيارة البيت الحرام ومسجد سيدنا محمد «صلى الله عليه وسلم» ولا ننسى أن ندعو فى يوم عرفة أن يرفع الله عنا الغلاء والبلاء والوباء وسيئ الأسقام عن الأمة العربية والإسلامية ويرزقنا الهداية والتعاون والبر والتقى والعفاف والغنى وأن تعود أمتنا كيانا واحدا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضًا. العالم تغير وظهرت أعراضه المرضية حتى إن دعوات الشذوذ العالمية لا تهدأ بل تسعى لتعميمها فى دول العالم أجمع، فنسأل الله أن يرفع مقته وغضبه عنا وينصرنا على آل لوط الجدد الذين يريدون أن يقلبوا أحوالنا ويبددوا النور بظلام دامس من نشر للفحش لما يطلبونه من أن تكون هناك مساكنة بين الرجل والمرأة قبل الزواج تحت زعم التأكد من استقرار الحياة بينهما. إنه باطل يراد به حق وما هذا بغريب على الماسونية العالمية التى تريد أن تهدم معبد الأخلاق عندنا حتى نصير سواء «ربنا لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا» فلنكثر من الدعاء فى هذه الأيام الخالدة حتى تنكشف الغمة عن الأمة.
