ما بين الرغبة والحاجة إلى التغيير من أجل الجمال الذى أحيانا قد يصل للإدمان والهوس، حيث باتت جراحات وعمليات التجميل ليست من أجل إعادة الشىء لأصله بل تغيير ملامح الوجه والجسد بالكامل بواسطة أطباء وجراحى التجميل الذين يمتلك منهم الخبرة فى تقديم كل ما هو جديد.. فلم يعد التجميل مجرد رفاهية باهظة التكاليف لا يحلم بها سوى أصحاب المشاكل المعقدة، بل تحول الأمر إلى عالم مفتوح للجميع فى وقتنا الحالى. وفي هذا الصدد تحاورنا مع د. حسام أبو العطار أستاذ جراحة التجميل بكلية طب عين شمس والذى لقب ب«بروفيسير» التجميل لشهرته الواسعة فى جراحات التجميل وزيادة عدد إقبال بنات حواء على عيادته من أجل تحقيق حلمهن ورغبتهن فى تعديل وتغيير ملامحهن للأجمل، وخاصة أنه خلال الفترة الأخيرة أصبح نجم الشباك الأول على كل مواقع التواصل الاجتماعى بفيديوهاته مع مرضاه قبل وبعد عمليات التجميل. وإلى نص الحوار: من بروفيسير الجمال كما لقب؟ أنا د.حسام أبو العطا أستاذ جراحة التجميل بكلية طب جامعة عين شمس.. تخرجت فى ذات الكلية عام 1997 وامتيازى كان عام 1998، وعقب تخرجى التحقت بالعمل كنائب بالجامعة بقسم جراحة التجميل لمدة 3 سنوات.. ثم حصلت بعدها مباشرة على الماجستير عام 2001 ثم حصلت على درجة الدكتوراه عام 2006 وكان يعد ذلك رقما قياسيا لأى طبيب أن يحصل على درجة الماجستير ثم الدكتوراة فى أقل من 6 سنوات.. وخلال عام 2004 سافرت للخارج كإشراف مشترك.. ثم سافرت عقب ذلك للعمل مع دانيال مرشاك أشهر جراح تجميل فى العالم كله، فكل جراحى التجميل يعتبرونه والدهم الروحى وعملت معه لفترة من الوقت لكى أتعلم كل أسرار جراحة التجميل.. ثم عدت للقاهرة وتدرجت بمنصبى بالجامعة إلى أن وصلت لمنصبى الحالى أستاذ جراحة التجميل. هل تخصصك بجراحة التجميل نابع من رغبتك؟ ده سؤال صعب.. أنا لأول مرة هاعلن وأقول بأن حلم حياتى كان أن أصبح جراح قلب مثل أمير القلوب د.مجدى يعقوب.. وحلمى هذا آمنت به منذ أن كنت بالصف السادس الابتدائى حيث كتبت على حائط غرفتى الجراح العالمى للقلب د.حسام أبو العطا.. ولكن القدر كان له رأى آخر لى.. فأثناء اجتماعنا لاختيار الأقسام اختار زميل لى جاء دوره قبل منى قسم جراحة القلب بالتعيين.. وخشيت من العمل دون تعيين وقتها.. فاخترت آنذاك قسم جراحة التجميل بالتعيين حيث كنت الأول بها.. وأصبحت فى صراع مع النفس لمدة سنة ونصف، حيث كان حلم الصغر مازال متمسكا بى لدرجة أننى فكرت فى العمل بمعهد القلب أو السفر بالخارج لتعلم كل ما يتعلق بجراحة القلب.. ولكن لله قول الفصل الأخير لأكتشف أنا وأساتذتى بالقسم بأننى موهوب بالفعل وإثنائهم المستمر لى. هل يمكننا أن نقول بأن جراح التجميل فنان موهوب؟ جراح التجميل ليس فنانا موهوبا فقط بل هو نحات للجمال.. لأن الجراح هنا يختلف عن باقى الجراحين فى التعامل مع المرضى لأنه يتعامل مع شكل المرضى.. والتعامل مع الشكل..أى أننا جراحون تشكيليون. هناك بعض جراحى المناظير الذين يجرون جراحات التكميم أو تحويل المعدة يطلقون على أنفسهم بأنهم أطباء التجميل فهل هذا صحيح؟ إنهم أطباء جراحة ومن ضمن تخصصهم جراحة المناظير.. وفيهم من تخصص أكثر فى جراحة السمنة.. وهنا نحن نشدد ونقول بأن جراحة السمنة تتبع للجراحة العامة وليس جراحة التجميل.. وبالتالى لا يمكن لجراح التجميل أن يقول بأنه جراح سمنة ولا جراح السمنة يقول بأنه جراح تجميل.. قد يكون هناك بعض الجراحين الذين يلجأون لبعض شركات أو مكاتب الدعاية للإعلان والتسويق عن عياداتهم وبالتالى فإن عملية التسويق تتم باستخدام ألقاب طبية خاطئة للعمل على جذب العملاء فقط .. وهنا أقول بأن عمليتى التكميم أو التجميل ليس لهما علاقة ببعض. مفهوم عمليات التجميل لدى المصريين بأنه ينحصر فى عمليات الوجه فقط فهل هذا صحيح؟ لا نهائى.. المشكلة أن المواطنين أشهر حاجة يعلمونها عن جراحات التجميل هى جراحات الجمال فقط مثل شفط الدهون أو نحت القوام أو شد البطن وتكبير أو تصغير الثدى و الأنف وتجميل الوجه، ولكن هناك جراحات أخرى لا تقل أهمية عن جراحات الجمال مثل جراحات الكسور بالوجه والفكين وهنا نقف قليلا لأن تلك الجراحة التى عرفها العالم كله قد بدأت خلال عصر القدماء المصريين وفقا لما أورخ فى بردية «إدوين اسميث» التى أرخت تاريخ الطب فى العالم ذكر بها أن الفراعنة هم أول من قاموا بتجميل الأنف وجراحات الوجه والفكين.. وهى من أشهر البرديات التى أرخت للطب.. ثم هناك بجراحة التجميل ما يسمى بجراحات إعادة البناء لمريض تعرض لحادث وتعرض لفقد فى الجلد أو العظام أو العضلات. آدم أو حواء مرضاك هل من بنات حواء فقط أم من أبناء آدم ايضا؟ الاثنان معا.. ولكن النسبة الأكبر للسيدات بنسبة 80% .. وهناك بنسبة من 60 الى 70% من مرضاى يعانون من مشكلة حقيقية بالفعل ويحتاجون إلى إصلاحها.. وأن المرضى الباقون ونسبتهم 30 % يعانون من عدم ثقتهم بأنفسهم وعدم الرضاء عن شكلهم وهم من أطلق عليهم لقب «العيان المتعب» المريض أو المريضة التى تنظر لفنانة ما وتريد أن تقلد مظهرها الجمالى.. وهؤلاء المرضى المتعبون يتم التعامل معهم بطريقة نفسية قبل الطبية. أى مرتبة تحتلها مصر فى جراحات التجميل على مستوى العالم؟ مصر من أولى الدول من حيث المهارة والكفاءة فى جراحات التجميل وفقا لعدد جامعاتها وعدد أبحاثها المنشورة.. هناك دول محيطة تجيد الدعاية لنفسها وهذا هو الفارق ما بيننا وبينها.. حيث إن الدول المجاورة تجيد الدعاية لنفسها بسبب تميزها فى السياحة العلاجية التى أطالب مسئولى الصحة المصريين بضرورة الاهتمام بتلك السياحة. الروح أم الجسد أيهما أجمل لحواء جمال الروح أم جمال الجسد؟ من وجهة نظر حواء فهى تهتم بجمال الجسد.. أما أنا من وجهة نظرى كجراح تجميل فجمال الروح هو أولا وأخيرا لجمالها.. فكم من فاتنات يفقدن جمال الروح.. وأحب أن أحذر من شىء هام جدا وهو أن الاعتياد على الشىء يفقدك الإحساس به.. أى اعتاد الرجل على جمال زوجته فقط دون أن يكون لها جمال الروح فإن حياتهما الزوجة تشهد العديد من المشاكل والصراعات حتى لو كانت الزوجة ملكة جمال.. لأن اغلب الرجال أو معظهم يملون من جمال المرأة فقط إذا كان لا يصاحبه جمال لروحها. ماذا تريد أن تقول للمرأة و للرجل؟ أحب أقول لهن ابحثن عن الجمال بداخلكن أولا.. لأن جمال الداخل يظهر على ملامحها الخارجية.. ثانيا المرأة الجميلة روحا أجمل وأحسن بكثير من المرأة الجميلة شكلا .. أما بالنسبة للرجال أقول لهم خفوا شوية عن الستات ورجاء لا تنتقدوا زوجاتكم ..لأن جزءا كبيرا من مريضاتى السيدات اللاتى يعانين من عدم الثقة بالنفس يرجع إلى انتقاد أزواجهن المستمر لهن.
