أصبحت عمليات التجميل تلاقى رواجا بين النساء عامة بعد أن كانت مقصورة على نجوم السينما والمشاهير ، فبات من السهل على أى سيدة أن تصلح ما أفسده الزمن دون أى ألم كما كان فى الماضى .. رغم هذا الإنتشار يقابله إتجاه بقبول التطور الذى يطرأ على المظهر مع تقدم العمر حتى إن بعض نجمات هوليوود التى تسلط عليهن الأضواء رفضن تلك الجراحات وتمسكن بحلاوة ومذاق الخطوط السنين على الجانب الآخر و رغم التقدم المذهل فى عمليات التجميل خاصة فى الغرب، ورغم أنها أصبحت أمرا شائعا بين النجمات أو حتى بين سيدات كثيرات إلا أن بعض النجمات العالميات يرفضن هذه العمليات، ويفضلن البقاء على طبيعتهن بغض النظر عن التجاعيد والترهلات التى كست وجوههن وأجسادهن، ولم يجدن حرجا فى التصريح بهذا، وفيما يلى تصريحات بعض أولئك النجمات عن سبب رفضهن لعمليات التجميل. جوليا روبرتس (46 عاما) والتى تبدو أصغر كثيرا من سنها، أرجعت هذا إلى النظام الصحى الذى تتبعه وبررت رفضها لهذه العمليات قائلة :» الوجه يجب أن يسرد قصة حياتك أنت وليس قصة حياة من صنع جراح التجميل.» كيت وينسلت (38 عاما) والحائزة على جائزة أوسكار: «تعهدت ألا أقوم أبدا بعمليات التجميل، فهى ضد مبادئى التى تربيت عليها بأن أقدر الجمال الطبيعى كما أنى ممثلة وبالتالى فأنا لا أريد أن «أجمد» تعبيرات وجهى». جوليان مور(53 عاما): « أرى أن عمليات التجميل أصبحت شيئا عاديا لدرجة أننا نسينا ما هو الوجه الحقيقي، كما أعتقد أنها لا تجعل أى شخص يبدو أصغر ولكنها فى معظم الأوقات تشى بأن هذا الوجه قد تم العبث بملامحه.» ميريل ستريب (65 عاما) والحائزة أيضا على جائزة الأوسكار فهى أيضا ترفض الخضوع لمشرط جراح التجميل مصرحة: « إن مجرد التفكير فى الخضوع لمشرط الجراح وتخيل مايمكن أن يحدث من تعقيدات أو مشكلات لهو أمر مرعب حقا.» أما النجمة جودى فوستر( 51 عاما) فتقول:» أنا لا أمانع فى عمليات التجميل للآخرين أما بالنسبة لى فأنا أرفض ذلك تماما فهو متعلق بنظرتى الذاتية لنفسى، فأنا أفضل أن ينتقد الناس أنفى بدلا من أن ينتقدوا الجراحة الفاشلة التى أجريت لأنفى كذلك أفضل أن يتحدثوا عنى كما أنا بدلا من شعورى بالخجل من أى جزء فى وجهى.» كما رفضتها بروك شيلدز (49 عاما) والتى كانت تعد أجمل أمرأة فى العالم فى الثمانينيات، ولكنها لم تستسلم للغرور، وتجنبت بفخر الجراحة التجميلية. سيجورنى ويفر (64 عاما) تقول :» أرى أن وجوه الممثلين لابد أن تتحرك كما أعتقد أن الزمن لابد أن يضع بصماته لى وجهى.» نجمات الزمن الجميل رفضن أيضا عمليات التجميل أما نجمات الماضى فقد رفضت بعضهن هذه العمليات مثل بريجيب باردوه (79 سنة) وإحدى جميلات عصرها والتى ظلت بوجهها الحقيقى رغم أن الزمن قد وضع بصماته بقسوة على وجهها وآثرت التفرغ لقضية حياتها وهى حماية الحيوانات. وصرحت النجمة الفرنسية الشهيرة كاترين دو نوف والتى تبلغ من العمر 71 عاما « أنه يجب توخى الحذر فيما يتعلق بالبوتوكس لأنه من الممكن أن يعوق تعبيرات الوجه ويجعلك تبدو صناعية، وتضيف من الممكن اللجوء إليها فى أضيق الحدود ولكن دون مبالغة لأن وجه الممثلة لابد أن يتحرك فهذه هى وظيفتها» ، أما أورسولا اندرس (78 عاما) فهى تستمتع بمرور الزمن ولاتقلق من آثره على وجهها.
القلق غير المبرر من الشيخوخة دافع رئيسى هل يعود الإقبال على جراحات التجميل إلى الرغبة فى التشبه بالنجمات ؟ أم يعود إلى أن العملية لم تعد مخيفة بعد أن تطورت تقنياتها ومهارة أطبائها ؟ أم إن المغالاة فى النظر إلى المرآة دفعت بعضهن للبحث عن الكمال ؟ يوضح دكتور طارق عكاشة أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس إنه لابد أن نفرق ما بين العمليات الجراحية للتجميل التى تتم بسبب أمراض عضوية مثل الحروق والتشوهات الخلقية،و بين جراحات التجميل التى تجرى باختيار المريض، وتلك التى تجرى بسبب أمراض نفسية .. والنوع الأول أسبابه مفهومة وبالتالى لا يوجد مشكلة لديه، أما بالنسبة للأسباب التى تؤدى إلى إجراء الجراحات التجميلية برغبة الشخص فهى متعددة : أولا أسباب ثقافية، فهناك فرق ما بين مقاييس الجمال للوجه والجسد فى المجتمعات الأفريقية والمجتمعات الآسيوية وتلك الأوروبية والأمريكية ، فكل ثقافة لها مقياس خاص بها لمواصفات الجمال سواء للمرأة أو الرجل. ثانيا أسباب اجتماعية مثل عدم قبول الناس لأصحاب الوزن الزائد، أو المضايقات التى قد تحدث للشخص بسبب كبر الأنف أو الأذن خاصة ما بين الطلبة والزملاء. ثالثا أسباب إعلامية حيث يتجه الإعلام إلى إظهار عارضات الأزياء ذات قوام معين، ووجه بمقاييس خاصة ، فتجعل الناس يشعرون بأن ما دون ذلك ليس جميلا ويجب على الجميع أن يأخذ هذه المعايير كمقياس للجمال . رابعا مكان العمل حيث نلاحظ انتشار إعلانات طلب وظائف تشترط حسن المظهر سواء لبائعة أو سكرتيرة وغيرهما والتى تدل أيضا على العنصرية . خامسا أسباب نفسية فقد وجد أن أغلب الذين يلجئون إلى جراحات التجميل باختيارهم يتميزون ببعض السمات الشخصية مثل الانبساطية ،أوالانفتاح، أوالتوافق والبحث عن الكمال، فهن يلجأن لتلك الجراحات لشعورهم بالنقص فى أمر معين أو للوصول إلى الكمال . والنوع الثالث من عمليات التجميل يكون لمريض نفسى يعانى من اضطراب التشوه الجسدى، حيث يدرك المريض نفسه على انه مشوه فيجرى تلك الجراحة لتحسين تشوه ليس موجودا من الأساس، لكن يجب أن نفرق بين عدم الرضا عن شكل الجسم أو الوجه وبين هذا الاضطراب، حيث تبلغ نسبة عدم الرضا عن الشكل 70% وهو أمر مقبول وليس مرضى.