وفد قطري يتوجه إلى القاهرة لاستئناف المفاوضات بشأن اتفاق هدنة في غزة    شبورة مائية وأمطار خفيفة.. الأرصاد تكشف أبرز الظواهر الجوية لحالة الطقس اليوم الثلاثاء 7 مايو 2024    ياسمين عبد العزيز تكشف عن سبب طلاقها من أحمد العوضي    3 شهداء في قصف إسرائيلي استهدف منزلًا لعائلة "الدربي" غرب مدينة رفح    ضابط شرطة.. ياسمين عبد العزيز تكشف حلم طفولتها وعلاقته بفيلم «أبو شنب»    صدقي صخر: تعرضت لصدمات في حياتي خلتني أروح لدكتور نفسي    ميلكا لوبيسكا دا سيلفا: بعد خسارة الدوري والكأس أصبح لدينا حماس أكبر للتتويج ببطولة إفريقيا    خبير لوائح: أخشي أن يكون لدى محامي فيتوريا أوراق رسمية بعدم أحقيته في الشرط الجزائي    شبانة ينتقد اتحاد الكرة بسبب استمرار الأزمات    سعر الحديد والأسمنت اليوم في مصر الثلاثاء 7-5-2024 بعد الانخفاض الأخير    مصر تستعد لتجميع سيارات هيونداي النترا AD الأسبوع المقبل    وصول بعض المصابين لمستشفى الكويت جراء استهداف الاحتلال حي التنور شرق رفح    وسائل إعلام أمريكية: القبض على جندي أمريكي في روسيا بتهمة السرقة    رامي صبري يحيي واحدة من أقوى حفلاته في العبور بمناسبة شم النسيم (صور)    كاسونجو يتقدم بشكوى ضد الزمالك.. ما حقيقة الأمر؟    العاهل الأردني: الهجوم الإسرائيلي على رفح يهدد بالتسبب في مجزرة جديدة    كريم شحاتة: كثرة النجوم وراء عدم التوفيق في البنك الأهلي    صدقي صخر يكشف مواصفات فتاة أحلامه: نفسي يبقى عندي عيلة    أمين البحوث الإسلامية: أهل الإيمان محصنون ضد أى دعوة    وكيل صحة قنا يجري جولة موسعة للتأكد من توافر الدم وأمصال التسمم    لا تصالح.. أسرة ضحية عصام صاصا: «عاوزين حقنا بالقانون» (فيديو)    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الأخير.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الثلاثاء 7 مايو بالصاغة    مصرع سائق «تروسكيل» في تصادم مع «تريلا» ب الصف    صندوق إعانات الطوارئ للعمال تعلن أهم ملفاتها في «الجمهورية الجديدة»    عملت عملية عشان أخلف من العوضي| ياسمين عبد العزيز تفجر مفاجأة.. شاهد    صليت استخارة.. ياسمين عبد العزيز تكشف عن نيتها في الرجوع للعوضي |شاهد    التصالح في البناء.. اليوم بدء استلام أوراق المواطنين    النيابة تصرح بدفن 3 جثامين طلاب توفوا غرقا في ترعة بالغربية    مصرع شخص وإصابة 10 آخرين في حادثين منفصلين بإدفو شمال أسوان    اللواء سيد الجابري: مصر مستمرة في تقديم كل أوجه الدعم الممكنة للفلسطينيين    وفد قطري يتوجه للقاهرة لاستئناف المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس اليوم    الدوري الإنجليزي، مانشستر يونايتد يحقق أكبر عدد هزائم في موسم واحد لأول مرة في تاريخه    مصر للطيران تعلن تخفيض 50% على تذاكر الرحلات الدولية (تفاصيل)    برلماني يطالب بإطلاق مبادرة لتعزيز وعي المصريين بالذكاء الاصطناعي    عاجل - تبادل إطلاق نار بين حماس وإسرائيل قرب بوابة معبر رفح    القومية للأنفاق تبرز رحلة بالقطار الكهربائي إلى محطة الفنون والثقافة بالعاصمة الإدارية (فيديو)    "يا ليلة العيد آنستينا وجددتي الأمل فينا".. موعد عيد الأضحى المبارك 2024 وأجمل عبارات التهنئة بالعيد    العمل العربيَّة: ملتزمون بحق العامل في بيئة عمل آمنة وصحية كحق من حقوق الإنسان    سؤالًا برلمانيًا بشأن عدم إنشاء فرع للنيابة الإدارية بمركز دار السلام    إبراهيم عيسى: لو 30 يونيو اتكرر 30 مرة الشعب هيختار نفس القرار    الأوقاف تعلن افتتاح 21 مسجدا الجمعة القادمة    ب800 جنيه بعد الزيادة.. أسعار استمارة بطاقة الرقم القومي الجديدة وكيفية تجديدها من البيت    عملية جراحية في الوجه ل أسامة جلال    فيديوهات متركبة.. ياسمين عبد العزيز تكشف: مشوفتش العوضي في سحور وارحمونا.. فيديو    فرح حبايبك وأصحابك: أروع رسائل التهنئة بمناسبة قدوم عيد الأضحى المبارك 2024    استبعادات بالجملة وحكم اللقاء.. كل ما تريد معرفته عن مباراة الأهلي والاتحاد السكندري    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل كل قضاء قضيته لنا خيرًا    يوسف الحسيني: إبراهيم العرجاني له دور وطني لا ينسى    في 7 خطوات.. حدد عدد المتصلين بالراوتر We وفودافون    رغم إنشاء مدينة السيسي والاحتفالات باتحاد القبائل… تجديد حبس أهالي سيناء المطالبين بحق العودة    هل يحصل الصغار على ثواب العبادة قبل البلوغ؟ دار الإفتاء ترد    بالأسماء، إصابة 16 شخصا في حادث الطريق الصحراوي الغربي بقنا    بعد الفسيخ والرنجة.. 7 مشروبات لتنظيف جسمك من السموم    للحفاظ عليها، نصائح هامة قبل تخزين الملابس الشتوية    كيفية صنع الأرز باللبن.. طريقة سهلة    أستاذ قانون جنائي: ما حدث مع الدكتور حسام موافي مشين    في 6 خطوات.. اعرف كيفية قضاء الصلوات الفائتة    عقوبة التدخل في حياة الآخرين وعدم احترام خصوصيتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مفتي الجمهورية: الدولة تواجه تحديات جمَّة مثل حروب الجيل الرابع والخامس

- قضية الوعي هي قضية علم في الأساس ويتَّضح ذلك من قصة خلق آدم فهي تربط بين خلافة آدم في الأرض وبين العلم
- نسبة الشباب في مصر تزيد عن 40٪؜.. ويجب وضع برامج تؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل
- الالتفاف إلى التحديات التي تواجه الشباب كثيرة ومن أهمها قضية الخطاب الديني
- الجماعات المتطرفة استغلَّت الدين وجعلته مطيةً لأغراض سياسية والأزهر على مدار تاريخه قد تبرأ من هذا المسلك
- يجب الحذر من التدين الشكلي الذي يهتم بالقشور ولا يهتم بالجذور
- جماعة الإخوان الإرهابية تبنَّت فكر الخوارج واستغلت الدين للوصول إلى أغراض سياسية
- استغلال الدين للوصول إلى أغراض سياسية محكوم عليه بالفشل
- اللجوء للمتخصصين كلٍّ في مجاله أحد أهم محاور بناء الوعي الصحيح
- الجماعات المتطرفة استغلَّت وسائل التواصل الاجتماعي استغلالًا سيئًا .. والشباب لا بد ألا ينساق للوعي الزائف
- الكل حريص على الالتفاف حول مصر ولدينا أكثر من 120 دولة ترسل أبناءها للدراسة في الأزهر الشريف
- الاعتزاز بمصر هو أحد أهم محاور الوعي الصحيح ومن ثم نحن ندين كل فكر منحرف لا يريد الخير للدين والوطن
- مؤسسات الدولة عليها دورٌ مهمٌّ في الحفاظ على الشباب وصد هجمات الإرهاب.. وعلى الأسرة والمدرسة القيام بدَورهما لتنشئة الأجيال
- أدعياء العلم أسلوبهم خطابي مبني على العواطف الحماسية ويستغلون الدين في تحقيق أغراضهم الدنيوية
- الانتماء الوطني أمر فطري وواجب شرعي .. وعلينا الانتباه إلى خطورة الانتقاص من أهل الاختصاص والتطاول على علماء الأمة
- أول طريق الحفاظ على الشباب هو الالتفات إلى أهمية تنمية الوعي لديهم.. وتزييفه أخطر من جميع مُغيِّبات العقل
- الدولة تواجه تحدياتٍ جمَّةً منها المؤامرات والحروب التي أخذت أشكالًا جديدة مثل حروب الجيل الرابع والخامس
- يجب غلق الباب أمام دعاة الفتنة وتقبُّل الآخر والتعايش معه بالتسامح والمحبة
قال فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم: إن الأمم إنما تُبنى بسواعد الشباب؛ ذلك لأن الشباب هم عماد أي أمة من الأمم وسر نهضتها وبناة حضارتها وهم حماة الأوطان والمدافعون عن حياضها؛ موضحًا أن مرحلة الشباب هي مرحلة الطاقة والحيوية المتدفقة والعطاء.
جاء ذلك خلال محاضرة فضيلة المفتي لطلاب جامعة بنها، بحضور أ. د. جمال سوسة رئيس جامعة بنها، واللواء عبد الحميد الهجان محافظ القليوبية، والتي تحدث فيها عن قضية الوعي، ودور الشباب في بناء المجتمعات، مشيرًا إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم اهتمَّ بالشباب اهتمامًا كبيرًا؛ فقد كانوا أكثر فئة وقفت بجانبه في بداية الدعوة فأيدوه ونصروه ونشروا دعوة الإسلام وتحملوا في سبيل ذلك المشاق والأهوال.
كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يثق بالشباب ويعتمد عليهم في أداء المهمات الثقال، ومن دلائل احترامه لهم أنه كان يمر بالصبية يلعبون فيُسلِّم عليهم، ويلاحظ الغلام يسيء الأدب عند الطعام فيُرشده إلى آدابه، أو لا يُحسِن أحدهم أن يصلي فيأخذ بيده، وكان يشجعهم في رياضتهم.
وأضاف فضيلته: حث الرسول صلى الله عليه وسلم الشباب على أن يكونوا أقوياء في العقيدة، أقوياء في البنيان، أقوياء في العمل، حيث قال: "الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ"؛ غير أنه عليه الصلاة والسلام نبَّه أن القوة ليست بقوة البنيان فقط ولكنها قوة السيطرة على النفس والتحكم في طبائعها، فقال: "لَيْسَ الشَّدِيدُ بِالصُّرَعَةِ، إِنَّمَا الشَّدِيدُ الَّذِى يَمْلِكُ نَفْسَهُ عِنْدَ الْغَضَبِ"، وبهذا عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم على إعداد الشباب وبناء شخصيتهم القوية؛ ليكون الشباب مهيَّئًا لحمل الرسالة، وأقدر على تحمل المسئولية، وأكثر التزامًا بمبادئ الإسلام.
كما تطرقت كلمة فضيلة المفتي إلى أهمية بناء الوعي، موضحًا فضيلته أن أول طريق الحفاظ على الشباب هو الالتفات إلى أهمية تنمية الوعى لديهم؛ ذلك لأن مفهوم الوعي في حقيقته يدور حولَ الإدراكِ الدقيق والحقيقي؛ إدراكِ الذات، وإدراكِ المتغيرات التي تُحيط بالإنسان، والوعي بهذا المفهوم هو صفةٌ إسلاميةٌ أصيلة وعامة؛ ذلك أن الشريعة الإسلامية قد أَسَّست للوعي بمفهومه الشامل، فبيَّنت حقيقة الذات البشرية، والكون المحيط، وعلاقة الإنسان بذلك الكون، مشددًا على أن تزييف الوعي وتضليل العقل أخطر على الشباب من جميع مُغيِّبات العقل ومُذهِبَات الفهم كالمخدرات وغيرها، فغياب الوعي من أكبر الأخطار المهددة لهم؛ وهذا هو ما يعلمه أعداء الأمة وأعداء البشرية من حماة التطرف والإرهاب فيستخدمونهم بابًا لتسريب أفكارهم ومِعوَلًا لهدم أساس الأمة وبنائها.
وأكَّد فضيلة المفتي أن قضية الوعي هي قضية علم في الأساس ويتَّضح ذلك من قصَّة خلق آدم فهي تربط بين خلافة آدم في الأرض وبين العلم، موضحًا أن الشباب هو القوة الدافعة والمستقبلية لأن نسبة الشباب في مصر تزيد عن 40٪؜، لذا يجب أن نضع البرامج لهؤلاء الشباب حتى يكون لديهم وعي وإدراك صحيح يؤهلهم ليكونوا قادة المستقبل.
كما أوضح أن التحديات التي تواجه الشباب كثيرة، ومن أهمها قضية الخطاب الديني؛ ذلك لأنَّ الجماعات المتطرفة استغلَّت الدين وجعلته مطية لأغراض سياسية، مشيرًا إلى أن الأزهر على مدار تاريخه قد تبرأ من هذا المسلك، ومن ثم يجب الحذر من التدين الشكلي الذي يهتم بالقشور ولا يهتم بالجذور، لأن جماعة الإخوان الإرهابية تبنَّت فكر الخوارج واستغلَّت الدين للوصول إلى أغراض سياسية، ولا شك أن استغلال الدين للوصول إلى أغراض سياسية محكوم عليه بالفشل.
وشدَّد مفتي الجمهورية على التحذير من انسياق الشباب للوعي الزائف؛ لأن الفكر المتطرف لم يقدم شيئًا للبشرية سوى الدمار والخراب والاستغلال السيئ للدين، كما نبَّه إلى استغلال الجماعات المتطرفة لوسائل التواصل الاجتماعي استغلالًا سيئًا، مطالبًا بضرورة اللجوء للمتخصصين كلٍّ في مجاله، وهذا أحد أهم محاور الوعي الصحيح، كما أكَّد على قيمة مصر الكبيرة، وكيف أن الكل حريص على الالتفاف حول مصر، ولدينا أكثر من 120 دولة ترسل أبناءها للدراسة في الأزهر الشريف، موضحًا أن الاعتزاز بمصر هو أحد أهم محاور الوعي الصحيح، ومن ثم نحن ندين كل فكر منحرف لا يريد الخير للدين والوطن.
واستطرد فضيلة المفتي في الحديث عن أهمية بناء الوعي موضحًا كيفية بناء الوعي عند الشباب، وأن الوعي نوعان: وعي صحيح ووعي زائف؛ مشيرًا إلى أنه من هنا يجب علينا أن نبين أمرين، وهما: زيف الأفكار والمعتقدات الهدامة من جهة، ونقيم الوعي الصحيح البنَّاء في مقابلة الوعي غير البنَّاء من جهة أخرى، مؤكدًا أن تنمية الوعي لا يقف عند حدود الفكر فقط وإنما يمتد إلى الأخطار التي تُهدد الشباب في صحتهم وفي انتمائهم، وعلينا جميعًا العمل على زيادة الوعي ومراقبة الشباب وتحصينهم من تلك الأفكار لكونهم صيدًا ثمينًا للجماعات المتطرفة.
اقرأ ايضا :-المفتي: الزوجة المصرية داعمة لزوجها وأسرتها ومحافظة على كيان الأسرة
في سياق ذي شأن، أكَّد فضيلة المفتي أن الأسرة المصرية، يقع على عاتقها أولًا، ثم مؤسسات الدولة المعنية بأمور النشْء والشباب ثانيًا واجبُ الحفاظ على الشباب من سائر هذه المخاطر؛ ويبدأ ذلك بتنشئة الأجيال داخل الأسرة تنشئة سليمة وقيام المدرسة بدَورها، كما أنَّه لمؤسسات الدولة دورٌ مهمٌّ في الحفاظ على الشباب بأن تتكاتف لصدِّ هجمة التطرف والإرهاب الشرسة التي تحاول استقطاب الشباب، كما على المؤسسات الدينية عبء كبير في احتواء الشباب ووضعهم على الطريق الصحيح وترسيخ مفاهيم وسطية الإسلام واعتداله، ومراجعة ما يُنشَر ويُبَث من مواد دينية بشكل مباشر أو غير مباشر، وذلك في جانب تحصين الشباب، موضحًا أنَّ من أسباب الوقاية تنمية روح الانتماء في قلب الشباب وتوعيتهم بأهمية الوطن وتفعيل دَورهم في بنائه وتعميره.
وشدَّد فضيلة المفتي في محاضرته على خطورة الانتقاص من أهل الاختصاص والتطاول على علماء الأمة؛ رغم أن الشريعة الإسلامية تضبط الكلام في الدين ومجال الفتوى، وترد أمور الشريعة لأهل الاختصاص. يقول الله عز وجل: ﴿فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ [النحل:43]، وكذلك نبَّه إلى خطورة الانتقاص من قيمة الوطن واعتبار محبة الأوطان شركًا والتعاون مع مؤسسات الدولة والعمل بها كفرًا، مع أن شريعة الإسلام ترشدنا إلى أن حب الوطن من الإيمان، وتبين لنا أن الانتماء الوطني أمر فطري وواجب شرعي، وتوضح لنا أن قوة الوطن قوة للدين.
في إطار متَّصل أكَّد فضيلة المفتي على دَور الشباب في مواجهة أدعياء العلم، وضرورة التثبُّت في ظلِّ الموجة الهادرة من أدعياء العلم في كل مكان، فيجب التثبت وأخذ العلم من منبعه الصافي ولا نأخذ الفتوى إلا من أهل الاختصاص. وكذلك ينبغي تتبُّع المنهج الشرعي الصحيح المأخوذ عن العلماء، وهذا المنهج هو ما عبر عنه ابن عباس حين قال للخوارج: «جئتكم من عند أمير المؤمنين وصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم»، فأخبر أنه جاءهم من عند الصحابة، الوارثين العلم عن النبي الكريم، وورَّثوه للتابعين وتابعيهم حتى وصل إلى الأزهر الشريف؛ ذلك المنهج الصحيح الذي يربط بين الشكل والمضمون بوضوح تام، ولا يفصل بحال بينهما.
كما أكَّد على ضرورة تعظيم قدر العلماء وتوقيرهم، موضحًا أن الشرع الكريم حضَّ على توقير أهل العلم؛ إذ بالعلماء يظهر العلم، ويُرفع الجهل، وتُزال الشبهة، وتُصان الشريعة. وقد روى الترمذي وأحمد عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس منَّا من لم يجلَّ كبيرَنا، ويرحمْ صغيرنا، ويعرفْ لعالمنا حقَّه».
كذلك دعا إلى أهمية نبذ التشدد والغلو؛ حيث تميزت الأمة الإسلامية دون سائر الأمم بالوسطية، والتي تعني التوسط والاعتدال بين طرفي الإفراط والتفريط، مؤكدًا أن المتطرفين سلكوا مسلك التشدد وركبوا مركب التعصب باسم التمسك بالسنة المطهرة، لكن نصوص السنة واضحة وقطعية في نبذ التشدد والغلو، وكذلك ينبغي عدم الانفصام بين العبادة والأخلاق؛ فإن التعامل مع الآخرين هو محكُّ التَّديُّنِ الصحيح، وقد اشتُهر على الألسنة أن الدينَ المعاملةُ، والمقصود بالمعاملة الأخلاق، وفي التدين الحقيقي لا فصل بين الإيمان والأخلاق والعمل، ويؤصل لهذا المعنى حديث جبريل عليه السلام المشهور، حين سأل النبي عليه الصلاة والسلام عن الإسلام والإيمان والإحسان، فقد بيَّن هذا الحديث الشريف أن الإسلام: شعائر وعقائد وأخلاق. والأخلاق هي مرتبة الإحسان.
وعن ضرورة مواجهة التحديات، أكَّد فضيلة المفتي في كلمته أن الدولة تواجه تحديات جمَّة منها المؤامرات والحروب التي أخذت أشكالًا جديدة هي حروب الجيل الرابع والخامس، وأن العالم يواجه أيضًا تحديات كثيرة منها كوفيد-19 والتغير المناخي وندرة المياه وغير ذلك، ومن ثم فإن للشباب دورًا كبيرًا في مواجهة التحديات الوطنية وخاصة الاجتماعية؛ مثل: زيادة السكان والطلاق المتكرر والانتحار والتفلُّت في السوشيال ميديا وانتشار المخدرات وغير ذلك.
وشدَّد على دَور الشباب في هذا السياق وما ينبغي عليه فعله، مثل دعم الدولة في هذه المرحلة، وذلك بتطبيق تعاليم الدين من جهة وتعليمات القانون والدولة من جهة أخرى؛ وذلك لتحقيق أمن واستقرار المجتمع، هذا مع دعوة الغير إلى دعم الدولة والالتزام بما توجه الأفراد إليه نحو اتخاذ الإجراءات الاحترازية والحفاظ على مؤسسات الدولة من التخريب والإفساد، مما يحفظ على الدولة هيبتها ويؤدي إلى استقرارها، وكذلك الحفاظ على استقرار الوطن، فالمسلم الحق هو الذي يحب وطنه ويعمل جاهدًا على دعم مقومات الدولة والحفاظ على مؤسساتها؛ لأن في ذلك حفاظًا على شعائر الدين ورعايةً لمصالح الخلق وانضباطًا لحياتهم، وهذا من الإصلاح الذي قال الله تعالى عنه: ﴿وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ ﴾ [الأعراف 142]. فالمتدين بحق هو أبعد الناس عن معاني الإفساد في الأرض، إلى جانب المشاركة الإيجابية، فيجب المساعدة على حل المشكلات بالمشاركة الإيجابية في المجتمع؛ والمسلم الحق هو الذي لا يعيش كلًّا على أحد يسعى لعمله كما يسعى إلى صلاته، يصلح بين المتخاصمين، ويجود بماله ووقته من أجل الآخرين، ويحارب الفساد، ويتصدى للمنكرات، ويتعاون مع أفراد المجتمع من أجل رقيه والنهوض به امتثالًا لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}.
وفى ختام محاضرته نبه فضيلة مفتي الجمهورية، إلى ضرورة درء الفتنة، كما يجب غلق الباب أمام دعاة الفتنة وذلك بتقبُّل الآخر والتعايش معه بالتسامح والمحبة؛ لأن الإسلام يقرر أن الناس كلهم من أصل واحد، وأنهم خُلقوا كلهم من نفس واحدة، وأنهم جُعلوا شعوبًا وقبائل ليتعارفوا، والمتدين تدينًا صحيحًا هو الذي يؤمن بأن البشر جميعًا تجمعهم رابطة الأخوة الإنسانية، فهو يقبل الطرف الآخر ولا يُقصيه؛ لأن الإسلام أكد على وحدة البشرية وإن تعددت شرائعهم، ومن هنا ينبغي احترام الأديان والمقدسات؛ لأن الإسلام يدعو الى احترام الأديان، كما يحرِّم الاعتداء على دور العبادة الخاصة بالمسلمين وغيرهم، ويدعو إلى تقبل التعددية العقدية؛ موضحًا أن الناس لن تجتمع على دين واحد؛ لأن الاختلاف سنة الله في هذا الكون؛ قال تعالى: {ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة}.
وعلى صعيد آخر لفت فضيلة المفتي النظر إلى أن دار الإفتاء المصرية قد أولت اهتمام كبيرًا بالأسرة المصرية واستقرارها وأهميتها في بناء المجتمع واستقراره، موضحًا أن القرآن الكريم جعل الزواج ميثاقًا غليظًا، ولذلك أنشأت دار الإفتاء مركز الإرشاد الزواجي لحل المشكلات الزوجية من خلال متخصصين من علماء النفس والاجتماع والدين؛ وذلك حرصًا على إقرار مبدأ مساهمة الإفتاء في تنمية المجتمع وصيانته من كل التهديدات التي تواجهه وخاصة الأسرية منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.