هلت علينا نفحات العزة والكرامة مع مرور سبعين عاما على ثورة 23 يوليو 1952 المجيدة التى غيرت وجه الحياة فى مصر ربما لا تشعر الأجيال الجديدة بانجازات ثورة يوليو لكنهم عاشوا انجازات الجمهورية الثالثة وثورة 30 يونيو وهى امتداد لثورة يوليو وقد حققت نجاحات على المستوى الداخلى والخارجى واستعادت مصر مكانتها التى تستحقها ولابد ان يعلم الشباب ان ثورة 1952 أنهت الاحتلال البريطانى الذى جثم على صدورنا منذ 1882 واستولى على خيراتنا فكان الجلاء عام 1956 عيدا لكل مصرى وانهى حكم الملكية واقام الجمهورية وقضى على الاقطاع الذى امتلك معظم الأراضى الزراعية «الاقطاعيين» وعمل فيها آلاف الفلاحين بالسخرة وفتات الاجور واصبح الفلاح مالكا للأرض التى تم توزيعها واممت الثورة المصانع القائمة وأسست أكبر قاعدة صناعية من الحديد والصلب الى الغزل والنسيج وغيرها من الصناعات وامم الزعيم جمال عبد الناصر قناة السويس فعادت للمصريين الذين حفروها بالسخرة وارتوت ارضها بدمائهم وظن الاحتلال البريطانى ان المصريين لن يستطيعوا ادارة القناة بمفردهم ولكن خاب ظنهم .. وكان اكبر مشروع لحماية القرى من الفيضان والاستفادة من مياه نهر النيل هو مشروع السد العالى الذى ما زال ينظم تدفق المياه الى الأراضى الزراعية بينما يحتجز خلفه بحيرة السد العالى وهى أكبر بحيرة صناعية فى العالم التى تخرج لنا خيراتها حتى الآن وستلعب دورا مهما مع انتهاء ملء سد النهضة الاثيوبى ومن ابرز انجازات ثورة يوليو اقامة جيش وطنى قوى وهو ما تحقق بالفعل واستمر الدور الوطنى للجيش حتى الآن واصبح جيشنا من بين أكبر عشرة جيوش فى العالم واقامة العدالة الاجتماعية بالمساواة بين جميع المصريين بعد ان كان مجتمع الخمسة بالمائة يتمتع وحده بكل الامتيازات بينما يؤدى نفس الدور الآن مشروع تكافل وكرامة ولكن ابرز ما حققته الثورة هو مجانية التعليم الذى حقق شعار طه حسين التعليم كالماء والهواء واستفاد جيلى والجيل الذى سبقنى بالتعليم الجيد والمدارس التى اهتمت بالتربية مع التعليم والأنشطة التى خرجت أجيالا من الادباء والمبدعين تألقوا فى الستينيات مثل احسان عبد القدوس ونعمان عاشور وتوفيق الحكيم ونجيب محفوظ ويوسف ادريس وتحولت رواياتهم الى افلام وأصبحت القوة الناعمة المصرية منتشرة فى العالم العربى وساندت مصر الحركات التحررية فى العالم ارفع راسك فوق انت مصرى .
