بدأ موسم حصاد الأرز ..وبدأت معه بشائر السحابة السوداء نتيجة حرق آلاف الأطنان من قش الارز . وتأتى محافظة كفر الشيخ فى مقدمة المحافظات الأكثر زراعة للأرز وكذلك الأكثر حرقا للقش ..فعلى مساحة 285 الفدان منزرعة بمحصول الارز داخل المحافظة تمتد الحرائق بصفة دائمة وتبلغ ذروتها مع حلول المساء ..وكعادتهم يؤكد المسئولون أن الأمور تحت السيطرة وأنهم يقومون بالمرور لتحرير المحاضر اللازمة ..وكذلك توفير المكابس لكبس القش لتسهيل عملية نقله لتحفيز الفلاحين على استغلال القش وعدم حرقه ..ولكن الواقع مغاير تماما لهذه التصريحات. يقول محمد رمضان فلاح :القش أصبح عبء علينا ولا نستطيع تخزينه أو الاستفادة منه ماعدا كميات صغيرة نستخدمها كخلطة توضع مع علف المواشى أما الباقي فنلجأ إلى حرقه حتى نتلاشى مصاريف نقله ..تمهيدا لزراعة المحاصيل الاخرى . ويواصل: إذا كانت الجمعيات الزراعية تريد هذا القش فلتأتي وتأخذه مجانا ..موضحا أن الفلاحين يقومون بحرق الارز عقب صلاة العصر وحتى الساعات الأولى من الصباح ..أي بعد انصراف موظفي الادارات المحلية والزراعة والبيئة ..وذلك لتجنب تحرير مخالفات لهم . ويتفق معه اسماعيل عبد الرشيد فلاح ويؤكد أن القش لم يعد له أى فائدة خاصة بعد أن تم الاستغناء عن أفران القش واستبدالها بأفران الغاز ..كما أن ما يردده المهندسون الزراعيون عن امكانية الاستفادة من قش الأرز كسماد عضوي أو في صناعة الورق مجرد كلام دون ترجمة إلى أرض الواقع والدليل على ذلك أن الفلاحين مازالوا يحرقون القش ..فى حين أنه لو عرض أحد عليهم شراء الطن ولو بسعر 10 جنيهات فانهم سيوافقون على الفور . - إعادة التدوير- ويؤكد أحمد رمزى وكيل وزارة الزراعة بكفر الشيخ أن عمليات حرق الأرز انحصرت هذا العام نتيجة توعية الفلاحين ومد الوحدات والمجالس المحلية بمكابس القش تمهيدا لاعادة تدوير الكميات الهائلة التى تخلفها عملية الحصاد ..مشيرا الى انه تم حتى الآن حصاد ما يقرب من 100 ألف فدان أرز من إجمالي 285 ألف فدان تم زراعتها بالأرز هذا العام بأراضي كفر الشيخ . وأضاف أن مديريتي الزراعة والبيئة تقومان بالتعاون مع المحليات بعمل حملات لرصد حالات حرق قش الأرز وتحرير محاضر لأصحاب هذه المخالفات . ويقول فايد الشاملى وكيل وزارة البيئة بالمحافظة أن الوزارة وفرت 30 مكبسا لقش الارز تم توزيعها على مراكز كفر الشيخ العشرة لكبس القش وتجهيزه لاعادة تدويره كسماد عضوي ..مشيرا إلى أن حمالات الرصد تعمل بشكل دائم لرصد المخالفات وتحرير محاضر حرق مكشوف للفلاحين المخالفين ويعاقب المخالف بالغرامة بمبلغ يتراوح بين 500 إلي ألفى جنيه. - ثروة مهدرة - وعن طرق استغلال قش الأرز لتحقيق عائد اقتصاد والقضاء على ظاهرة الحرق يقول د. محمد أبو والى العميد السابق لكلية الزراعة وأستاذ الأراضي أن حرق القش يعد هدرا لثروة هائلة خاصة إذا علمنا أن الفدان يخلف ما يقرب من 3 أطنان قش ونحن فى مصر نزرع حوالى 2 مليون فدان أرز سنويا أي أننا ننتج 6 ملايين طن قش كل عام يتم حرق معظمها ..فى حين انه يمكن استخراج وانتاج مواد ذات عائد اقتصادى من القش مثل السماد العضوى والوقود العضوى "الايثانول" والورق ..كما يمكن استخراج مادة "السليكا" التى تستخدم فى صناعة الرقائق الالكترونية ..وذلك إلي جانب إمكانية استغلال "بالات" القش كبديل للتربة في الأراضي غير الصالحة للزراعة حيث يتم زراعة الشتلات أعلى بالات القش ويتم ريها بالتنقيط كما لو كانت مزروعة فى تربة عادية .