ماك ولندا زوجان إنجليزيان ضربا أروع الأمثلة في حب مصر وحطما كل الأرقام القياسية في ذلك، فقد زارا مصر في الأربعة أشهر الماضية منذ يناير الماضي 5 مرات، وهما يتجولان بحرية مطلقة في أي وقت من أوقات اليوم في شوارع المدينة ويعرفهما معظم أهالي الأقصر. الزوج قال إنه زار الأقصر 26 مرة أما زوجته فأكدت أن ما استطاعت أن تحصره أو تعده 61 مرة، ولكن الحقيقة تنطوي على أكثر من ذلك ويتجاوز السبعين مرة، هما يعيشان كجناحي طائر لا يعرف إلا هواء مصر الذي ينبثق منه عبق التاريخ ليرفرف بجناحيه فوقها ينثر الحب ولايلتقط إلا ثمارًا حلوة ورطبة ارتوت من نيلها الخالد. قصة ماك ولندا مع الأقصر ليس لها مثيل ومن الصعب أن تتكرر، فهما في حالة عشق دائم للأقصر وأن أعظم ما يعجبهما في المدينة هو الإنسان المصري صانع تلك الحضارة وصاحب الابتسامة الدائمة التي يستقبل بها ضيوفه ومحبي بلده متباريا مع نفسه في تقديم أعلي خدمة لضيوفه وأكدا في لقائهما مع «بوابة أخبار اليوم» أن كل شيء في مصر بصفة عامة والأقصر بصفة خاصة من آثار وكنوز أثرية يعشقانه ويبقي الإنسان المصري هو الأهم في كل ما شاهداه وهو حالة خاصة قلما أن يوجد مثيل له في كل البلاد التي زاراها وهي كثيرة ويصعب حصرها. ويصف العاشقان الحالة الأمنية في الأقصر بأنها مدينة الأمن والأمان ويكفي أننا نتجول في كل مكان في أي وقت دون أي مضايقات سواء في القرى أو النجوع أو الحضر سواء في البرين الشرقي والغربي، ويتعجبان من الصورة التي يحاول الإعلام الأوروبي نقلها عن الأقصر سواء بتضخيم أحداث أو اختلاقها أو كتابة تقارير بعيدة كل البعد عما يحدث في مدينة المدائن الأثرية ويطالبان الدولة بتكثيف الدعاية الخارجية ودور أكبر لوزارة السياحة وخاصة مكاتب الهيئة العامة للتنشيط السياحي في عواصم العالم من أجل التعبير فقط وبصدق لما يحدث في الأقصر من أمن وأمان وسلم وسلام، وفي هذا الحوار ننقل بالكلمة ونحن علي يقين بأمانتها حالة العشق التي أسعدتنا وجعلتنا في حالة ذهول من فرط الحب الذي يتحدث عنه العاشقان. قال ماك: أنا وزوجتي علي المعاش نعيش في «نيو كاي» بالمملكة المتحدة وعلاقتنا بالأقصر بدأت منذ عام 1978 حيث كانت أول زيارة لي للأقصر وأقمت في فندقها التاريخي ونتربالاس علي ضفاف النيل ومنذ أول لحظة وطئت فيها قدماي الأقصر شدني سحر المكان حيث أرى الشمس ساطعة كل صباح على صفحات النيل الرائع وأمامي جبل القرنة وعلى يميني معبد الأقصر والسحر والغموض يحيطان بالمكان الذي أعيش فيه، يومها تمنيت لو كنت أعيش في هذا المكان الذي ارتبطت به كثيرا وزاد هذا الارتباط عندما توجهت إلى البر الغربي حيث السحر والخلود وعبق التاريخ، ولكن أستطيع أن أؤكد أن زياراتي المتكررة كانت في الماضي من أجل سحر المكان والآثار والمعابد والمقابر الفرعونية بالبر الغربي. وتابع: "أكاد أجزم أنا الآن من أجل الناس فالشخصية المصرية لا مثيل لها وقد غمرتنا بالحب والمودة منذ أول لحظة واستمرت طوال ما يقرب من 40 عاما ونحن علي هذا الحب فالشعب المصري عظيم". وأضاف أن زيارتي لمصر لم تقتصر علي الأقصر فقط بل شملت كل مصر.. رأيت الأهرام وأبو الهول في الجيزة وشاهدت الآثار الإسلامية بالقاهرة وزرت الإسكندرية وبور سعيد ومقابر بني حسن في المنيا، وزرت أسيوط وأبيدوس وأخميم في سوهاج ودندرة في قنا، وأيضا زرت إدفو وإسنا وكلابشة وكوم أمبو وأبوسمبل وأسوان، وأستطيع أن أقول لك أنا مصري الهوى وأعرف مصر أكثر من معظم المصريين. وقال إنكم للأسف لا تعرفون كيف تسوقون لأنفسكم فلا بد من خطة دعاية شاملة تصل إلى كل أنحاء العالم، فالدعاية لمصر غير كافية والأوروبيون لديهم الصورة مقلوبة ولا بد أن تخاطب الشعوب بالطريقة التي يريدونها فأين سفاراتكم ومكاتبكم السياحية وأين وزارة السياحة، حيث لا بد من خطة عمل متكاملة تتبناها الحكومة وتساهم فيها تلك الجهات التي يجب أن تقدم تقارير بكيفية مخاطبة الشعب الذي تعيش فيه سواء كانت إنجلترا أو فرنسا أو إيطاليا مثلا في أوروبا، مشيرا إلي أنه لدينا في أوروبا أكثر من مشاكلكم في مصر ولكن إعلامنا لا يصدرها لكم كما يفعل إعلامكم. كما قالت لندا: "من خلال الكتب التاريخية التي تحكي تاريخ الشعوب فأنا أعشق تلك القراءات و تمنيت أن أتعرف عن قرب على التاريخ المصري القديم باعتبار الحضارة المصرية هي من أقدم الحضارات وأن أثار مصر تعتبر بمثابة سجل مفتوح يحكي تاريخ العالم كله من أجل ذلك حرصت على المجيء إلى مصر لأتعرف عن قرب عن تلك الحضارة فليس من قرأ اوسمع كمن شاهد وتفحص وكان لا بد من تحقيق الحلم الذي طالما راودني أما عن تكرار الزيارة فقالت لأننا حقيقة أحببنا مصر و نعيش فيها باعتبارها وطنا ثانيا لنا". وطالبت لندا الدعاية أولا وقبل كل شيء الاهتمام بالإعلام كالتليفزيون والإذاعة والصحافة ففي عامي 2004 و2005 كانت أجهزة الإعلام تتبارى في الحديث عن مصر أمنها وأمانها لا ندري لماذا توقفت الدعاية وهل ذلك سياسة مقصودة وهل المسؤولون لا يعرفون تلك الحقيقة التي لا يمكن أن تكون بعيدة عنهم؟ ثم من الذي أمر بوقف خط الطيران المباشر بين الأقصر ولندن؟، المعروف أن وجهة السائح البريطاني عامة هي الأقصر في المقام الأول وعلمت أن خطوطا كثيرة للطيران تربط بين الأقصر وغيرها من عواصم العالم قد توقفت بالفعل وهذا يمثل عائقا كبيرا، وإحنا للعلم قادمين عبر مصر للطيران لأن رحلتها مفتوحة تعطينا شهرا إقامة لذلك فنحن نسافر عليها وليس علي شركة تومسون التي تمنحنا إقامة أسبوعين إلى 3 أسابيع.