وكأنهم أرادوا إثبات أن يوم العمال لم يعد لهم، انطلق الآلاف من حول العالم في تظاهرات حمل أغلبها طابعا غاضبا ورافضا للوضع الذي وصل إليه أصحاب الأيدي العاملة من وضع اجتماعي سيء وفقر. ووفقا لصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، فإن التظاهرات شملت تركيا، روسيا، بولندا، إيطاليا، فرنسا، سويسرا، كوريا الجنوبيةوالبرازيل. ففي فرنسا، انطلقت المسيرات الغاضبة من مدن فرنسية عديدة احتجاجا على مشروع قانون العمل الذي أثار رفض الفرنسيين وترتب عليه العديد من المسيرات والتظاهرات. أما في تركيا وتحديدا في مدينة اسطنبول، فقد تجمع المتظاهرين في ميدان "تقسيم"، وأخذوا يهتفون، ترتب على ذلك تدخل القوات الأمنية لتفريق جموع المحتشدين مستخدمة خراطيم المياة وقنابل الغاز المسيلة للدموع، بالإضافة إلى مقتل شخص بالخطأ دهسا تحت إحدى عربات الشرطة واعتقال 30 شخصا. وفي روسيا، اختلف المشهد كثيرا، حيث حملت أجواء التظاهر نوعا من البهجة، فتجمع ما يقارب ال100 ألف شخص في الساحة الحمراء بالعاصمة موسكو حاملين الرايات الحمراء وصور لزعماء الاتحاد السوفيتي الراحلين، كما يتوافق عيد العمال مع عيد الفصح الأرثوذكسي الذي يحتفل به الروسيين. وفي إيطاليا تجمع قرابة ال 5000 شخص في العاصمة روما وبصحبتهم أعضاء النقابات الرئيسية الثلاثة، وجرت المسيرات بصورة منظمة وخلت من أي أحداث عنف أو احتكاكات، كما تم تنظيم حفل روك في إحدى ميادين روما مساءا. أما في بولندا، فقد تجمع مئات المتظاهرين ونظموا موكبا جابوا به العاصمة مدعومين بقائد الحزب الاشتراكي وقادة الأحزاب الشيوعية واليسارية إضافي إلى أعداد كبيرة من العمال رافعين لافتة كبيرة مكتوب عليها "ضد الفقر الاجتماعي والأجور المتدنية، ونقص العمل والحقوق". في سويسرا، خرجت المظاهرات النقابية من حوالي 50 موقعا أشهرهم جنيف وزيورخ حيث نادت التظاهرات بضرورة رفع المعاشات ومحاربة الظلم الاجتماعي. أما في كوريا الجنوبية، فقد خرج المتظاهرين ليعلنوا رفضهم لمشروع إصلاحي خاص بأوضاع العمل كان قد اقره رئيس البلاد. وأخيرا من البرازيل، والتي تعاني من أزمة اقتصادية وضعت الرئيسة ديلما روسيف في موضع حرج يفتقد للثقة، خرج الآلاف في مسيرات نظمتها النقابات المهنية رفضا للأوضاع في البلاد.