دعا د. نبيل العربى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، إلى توحيد مناهج التعليم دعماً للعمل العربى المشترك"، مؤكدا أن الدول العربية تواجه تحدياً كبيراً فى القضاء على الأمية ولا يمثل هذا التحدى العمل على محو الأمية الأبجدية والإلمام بمبادئ القراءة والكتابة فقط، وإنما يتجاوزها لمحو الأمية الوظيفية وإتقان المهارات الأساسية اللازمة للعيش، والعمل في العالم المعاصر. وأوضح العربى فى كلمته بالجلسة الافتتاحية للدورة التاسعة عشرة للمجلس المركزي لاتحاد المعلمين العرب التى انطلقت الاثنين 7 مارس،بمقر الأمانة العامة للجامعة تحت شعار"من أجل حماية وحدة الاتحاد وتعزيز دوره وتحقيق أهدافه" أن القمة العربية اعتمدت المبادرة التى أطلقتها مصر خلال الدورة 25 للقمة العربية التى انعقدت فى الكويت العام 2014 بإعلان العقد الحالى عقداً للقضاء على الأمية فى جميع أنحاء الوطن العربى. وأضاف:"وذلك من خلال اعتماد برنامج عمل يهدف للتخلص من هذه الظاهرة خلال السنوات العشر القادمة، مشيرا إلى أنه لتنفيذ أهداف العقد العربي لمحو الأمية وتعليم الكبار (2015-2024) عقدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) الاجتماع الأول للجنة التنسيق العليا للعقد خلال شهر يناير 2015، وجارى حالياً الإعداد والتحضير لعقد الاجتماع الثاني خلال شهر مارس العام 2016 للعمل على وضع أهداف العقد العربى لمحو الأمية موضع التنفيذ". وقال العربى" إن الجامعة العربية وإيماناً منها بأن تطوير التعليم العربى، قضية أساسية فى عملية التنمية من الضرورى أن تتمتع بأولوية خاصة، واقتناعا بدور التعليم فى إحداث التقدم، تبذل جهوداً متواصلة لإصلاح وتطوير وتحديث برامج التعليم على المستوى العربى، وكان من أهمها، اعتماد "خطة تطوير التعليم فى العالم العربي"، التى أقرتها قمة دمشق فى (مارس 2008). وأضاف إنه إدراكاً لأهمية دور المعلم فى تحقيق التطوير التربوى والتعليمى، تسعى جامعة الدول العربية لاعتماد "الإطار الاسترشادى لمعايير أداء المعلم العربى: سياسات وبرامج"، والذي يهدف إلى وضع السياسات، والبرامج التى من شأنها تطوير أداء المعلم العربى للتأكيد على الدور المركزى للمعلم المنوط به تربية الأجيال وكونه الرائد الذى يمنح عقول التلاميذ الفرص الحقيقية لتشكيل وتطوير مهاراتهم على التفكير العلمى. ونبه العربي إلى أن الاهتمام بتطوير المنظومة التعليمية لا يمكن أن يتحقق بدون الاهتمام بالمعلم، فالمعلم له رسالة تربوية هدفها تهذيب عقول أبنائنا الطلاب واكتشاف وصقل مواهبهم، كما أن له رسالة وطنية أيضاً تهدف إلى تعزيز التجانس بين أفراد المجتمع وتحمى أبناءنا من كل مظاهر التطرف والطائفية وغيرها من المظاهر السلبية. وقال إن المعلم هو البنية الأساسية ليس فى المنظومة التعليمية فحسب بل فى تطور وأمن واستقرار المجتمع برمته وينبغى على المؤسسات التربوية والتعليمية أن توفر المناخ الجيد للمعلم حتى يستطيع العمل على تطوير مهارات الطالب التقنية والعلمية والعمل على تخريج طلاب قادرين على الوفاء بمتطلبات المجتمع وسوق العمل، وأن يكون للمعلم العربى دوراً في مكافحة الإرهاب والإسهام فى إنجاح المشروع النهضوى العربى بما يحقق الوحدة العربية المنشودة". وأكد العربى على أن التعليم يعد المنارة التى يهتدي بها الناس إلى الطريق القويم الذي يسلكونه في الحياة، والإسلام يولي أهمية بالغة للتعليم حتى إن أول ما أنزل من القرآن الكريم كان "اقرأ"، فالتعليم والمعرفة ضرورة لرخاء ونهضة الشعوب، فهو يسهم بشكل أساسي فى تعزيز الرخاء، والتقدم للشعوب. وأضاف أن الدولة التى تعمل على تطوير نظامها التعليمى هى الدولة التى تتفوق فى كافة المجالات وعلى كافة الأصعدة سواء الاجتماعية أوالثقافية أو الاقتصادية أو السياسية، ولذلك يجب العمل على تغيير المناهج وإصلاح العملية التربوية والتعليمية، وتنقيتها من كل عوامل هدم القيم، والتفرقة طائفياً أو مذهبياً أو عرقياً، وفى هذا الإطار أدعو إلى توحيد مناهج التعليم دعماً للعمل العربي المشترك. وأعرب العربى فى ختام كلمته عن أمله في أن تكلل أعمال هذا الاجتماع بالنجاح وأن تتمخض عنه رؤية عربية تعمل على تعزيز وتطوير التعاون المشترك فى مجال التعليم. وتستمر أعمال هذه الدورة على مدى ثلاثة أيام، وتهدف إلى تفعيل أهداف اتحاد المعلمين العرب التى تؤكد على ضرورة تطوير منظومة التربية والتعليم والبحث العلمي، وحماية العمل التربوى باعتباره عملاً إنتاجياً، وتشجيع المبادرات بين صفوف المعلمين العرب، وتمكين المعلم فى الوطن العربى من المشاركة عبر نقابته فى إعداد المناهج والخطط التربوية، والتمسك باللغة العربية والاعتزاز بها، والعمل على نشرها وإيفائها بحاجات التربية والتعليم، وتعميق الثقافة العربية.