استأنفت محكمة جنايات بورسعيد برئاسة المستشار محمد الشربيني جلساتها لسماع مرافعات الدفاع المتهمين بقتل 42 شخصًا في قضية اقتحام سجن بورسعيد العمومي، وأحداث الشغب والعنف عقب صدور الحكم في قضية "مذبحة الإستاد". وطالب أشرف العزب محامي المتهمين ببراءتهم من كافة التهم المنسوبة إليهم متهما جماعة الإخوان المسلمين بالوقوف خلف أحداث العنف والشغب في المدينة الباسلة، مبرئًا المتهمين، واستشهد باللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد الحالى، والذي كان يشغل سابقًا منصب الحاكم العسكري لبورسعيد، بشأن وجود من أسماهم "مدعين المشيخة"، الذين كانوا يسيطرون على الأوضاع بالمدينة الباسلة، ويديرونها من مساجد يسيطرون عليها، واستمروا كذلك خلال حكم مرسي، حتى أنهم خططوا بعد عزله لاحتلال 3 ممرات بقناة السويس والسيطرة عليها، قائلا: "إسألوا اللواء الغضبان". وأضاف المحامى أن "مدعين المشيخة" تحولوا إلى أهل فتوى وحكم، وبات مسجد التوحيد ببورسعيد مليء بالسلاح والبنزين، وكان هناك أحد المشايخ منهم يُدعى "منعم.ع" يتعامل وكأنه حاكم، كلما قال لأتباعه كلمة ينفذونها ويقولون "خلاص مولانا حكم"، وأكد استمرار هيمنة جماعة الإخوان بفرض السيطرة على النحو المذكور حتى فض اعتصام رابعة، لدرجة أنه مع تشييع جنازة صبى عمره 17 عامًا مات خلال فض الاعتصام، خطب أحد مدعوا المشيخة –حسبما أسماهم- وقال نصًا "نحن نهدر دم كل من يعارض السيد الرئيس محمد مرسي". وشكك العزب، في مرافعته، حول عمل لجنة تقصى الحقائق، لأحداث محاولة اقتحام سجن بورسعيد، وأكد أن أغلب القائمين عليها من قيادات جماعة الإخوان، ومنهم أكرم الشاعر وعصام سلطان. وأشار المحامي إلى أنه حتى المستشار طلعت عبد الله، حين كان نائبًا عامًا حينها، قيل أنه أرسل مذكرة لجنة تقصى الحقائق إلى المحكمة قبل صدور الحكم، وأذاع ذلك على التليفزيون، بالرغم من عدم وجود مثل تلك المذكرة فى أوراق القضية، بما يدل على تعمد تغييب الحقائق، حين كانت الأوضاع تحت سيطرة جماعة الإخوان المسلمين. وشكك الدفاع في شهادة اللواء، شعيب صيام، مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي، التي قال فيها إن إطلاق النيران استمر من العاشرة صباحًا حتى المساء، في حين أكدت التحريات أن إطلاق النيران لم يستمر أكثر من ساعتين، حسب شهادة العميد نصر العروبة، ضابط مباحث بورسعيد، والذى قال إنه كان متواجدًا من صباح يوم الحكم حتى الثانية عشر ظهرًا ولم يتم إطلاق النيران على القسم. واعتبر المحامي "العروبة" أدرى بمدينة بورسعيد لأنه من أهلها، وتساءل أيهما أصدق من يعمل بالمكان ويعيش فيه، أم الضيف القادم ساعتين للمتابعة. وأشار دفاع المتهمين إلى أن واقعة مقتل ضابط وأمين شرطة فى تلك الأحداث، قد تمت بنيران صديقة، مؤكدًا على أن القتلى كانوا مدربين، يحملون أسلحة آلية، وأكد الشهود من قوات الأمن أن الضباط كانوا مسلحون ببنادق آلية، كما كانوا فى أبراج مرتفعة، كاشفين المنطقة، يستطيعون التصويب بدقة فى الرأس والعين والكتف وأماكن قاتلة. وأشاد المحامي بأهل مدينة بورسعيد، وأكد استحالة تخريبهم وقتلهم لإخوانهم، قائلًا: "إحنا أكتر ناس تحافظ على بلادها، بيوتنا أضربت بالدانات وخرجنا منها مضطرين، وحينما عدنا إليها أحببناها أكثر، والحريم فى بورسعيد والشيوخ كانوا يحملون السلاح، ليس ليقتلوا بعض أو محاربة الشرطة، ولكن ليحموا بلادهم من عدوان ثلاث دول فى عام 1967". ونفى حمل أهالي المدينة الذين كانوا متواجدين أمام السجن لأسلحة نارية، وقال: "مفيش جثة لقوا جنبها سلاح، والأمن وصفهم بالبلطجية في حين أنهم ضحايا توفاهم الله". وأكد على عدم ضبط أيًا من المتهمين بحوزته سلاح، بما ينفي عنهم جرائم محاولة اقتحام السجن أو البلطجة، أو الاعتداء على قوات الأمن.