تعيش الحالات المصابة بالعمى بسبب حقنهم بمادة غير مصرح بها داخل مستشفى «رمد طنطا» مأساة حقيقية بعدما أصابتهم مضاعفات أثرت بشكل كامل على نظرهم. «الأخبار» التقت بالحالات التي تم تحويلها إلى مستشفى جامعة طنطا في محاولة لإنقاذ وتصحيح الأخطاء الطبية البشعة التي تعرضن لها.. فقالت الحاجة شادية عبد الرافع:« نفسي أمسك الطبيب الذي قام بحقني وأصفي له عيونه علشان يحس بنفس إحساسي»، مؤكدة أنها مصابة بالضغط منذ 3 سنوات وتذهب كل فترة لحقن عينها، وأنها توجهت يوم الاثنين الماضي إلى مستشفى رمد طنطا للحصول على الجرعة المعتادة غير أن الطبيب «إسلام . ر» أخبرها بأن نوع الجرعة تم تغييرها بدلا من «الأورتيزون» لتصبح «الأفستين» مضيفة أنها حصلت على الجرعة ظهر يوم الاثنين، ولم تمر 5 دقائق وشعرت بحرقان شديد في عيناها وبإخبارها الطبيب كان رده «علشان الجرعة نوعها جديد .. متقلقيش ياحاجة شادية». وتابعت: «في مساء نفس اليوم بدأت أعراض الورم والاحمرار تظهر على العين، وبتوجههم في اليوم التالي للمستشفى رفضت استقبالها». وأنهت حديثها قائلة:« مش عاوزة غير عيني أشوف بها تأنى». أما الحاجة عزيزة إبراهيم 60 سنة، من مركز إيتاي البارود من محافظة البحيرة، فقالت إنها مصابة بمرض الضغط من 8 أشهر، وحقنت 8 مرات منهم 5 في جامعة طنطا، و3 مرات في مستشفى رمد طنطا، وأنها كانت تأتى لمحافظة الغربية بسبب أن محافظة البحيرة ليس بها حقن، وبسبب ارتفاع أسعار الحقن في المستشفيات الخاصة مقارنة بالمستشفيات الحكومية. وأضافت: «بعد ما أخذت الحقنة حسيت بحرقان شديد في عيني اليسرى، ودموع شديدة ولما اشتكيت للدكتور قال ماتقلقيش يا حاجة هترتاحي بعد شوية». وتابعت:« غادرت المستشفى يوم الاثنين، وفى مساء نفس اليوم فوجئت بورم العين، فتوجهت في اليوم التالي إلى مستشفى رمد طنطا والتي أخبرها فيها المسئولين أن الحالة مستقرة ولا داعي للقلق»، لافتة أنها توجهت برفقة نجلها أحمد لأحد أطباء العيون داخل عيادة خاصة في طنطا. وأضاف أحمد صبري نجل الحاجة عزيزة إبراهيم، أن الطبيب أخبره بأن عين والدته عميت، قائلا:«أيقنت بأن عين والدتي لن ترى بها مرة أخرى، وكل ما أرجوه من الله أن تستقر حالة العين والمنظر يبقى بصورتها الطبيعية وعدم التدخل لإجراء عملية تفريغ، أمنية حياتي عدم روية نظرة عطف من أحد لوالدتي»، لافتا انه حرر محضر يحمل رقم 1755 إداري أول طنطا. وقالت هدى عبد المعطى، إحدى ضحايا مادة " الأفستين" والتي تم حقنها في عينها اليسرى بمستشفى رمد طنطا، إنها مصابة بالسكر من 10 سنوات، وأنها تستخدم الحقن منذ أكثر من 3 سنوات، مشيرة أنها توجهت إلى مستشفى رمد طنطا للحصول على الجرعة وكانت دائما تحقن بمادة « الاورتيزون» وفى تلك المرة أخذت مادة « افستين»، وعندما فوجئت بورم في العين والوجه توجهت إلى مستشفى رمد طنطا ولكنهم رفضوا استقبالها بدعوى عدم وجود شيء وانه التهاب وسيختفي مع الوقت بسبب أنها لأول مرة تحقن من تلك المادة، والمستشفى لا تستقبل حالات تم حقنها للمبيت. وتابعت« توجهت لأكثر من مستشفى في الغربية والقاهرة والإسكندرية لكنها رفضت خوفا من الميكروب وعدوى المرضى، ثم توجهت إلى مستشفى الرمد مرة ثالثة وهددتهم بالإضراب فوافقوا على دخولي لتلقي العلاج».