أعلن المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض سالم المسلط، أن المعارضة السورية تلقت ردودا إيجابية بما يتعلق بالمطالب الإنسانية، مشيرا إلى أنها بانتظار لقاء المبعوث الأممي مع وفد النظام لتقييم النتائج، وما إذا كانت ستنخرط فعلا في المحادثات. وشدد المسلط في تصريحات له أوردتها قناة "العربية" الإخبارية مساء الاثنين 1 فبراير، خلال الاجتماع الذي استمر قرابة ساعتين في جنيف على أن حل الأزمة الإنسانية وفك الحصار عن المدن المحاصرة أول أهدفنا في مفاوضات جنيف، مطالبا بضرورة إيجاد حل نهائي لوقف معاناة السوريين. واعتبر أنه "من مسؤولية مجلس الأمن العمل على تنفيذ قراره الخاص بسوريا"، مضيفا: "الهدنة في المناطق المحاصرة في سوريا تمت تحت التجويع والتهديد". وأشار إلى أن هناك "18 نقطة محاصرة في سوريا، ومتمسكون برفع المعاناة عن السوريين جميعهم.. معاناة الكرد والعرب والمسيحيين والمسلمين في سوريا واحدة". وأضاف المتحدث باسم الهيئة العليا للتفاوض :"سنسعى لإنجاح العملية السياسية إن تحقق ما جئنا من أجله"، موضحا أن "جميع الفصائل السورية ممثلة في اجتماعات أو وفد المعارضة". وتابع، :" نحن نعتز بوجود فصائل مثل جيش الإسلام بيننا"، مضيفا أن "الإرهاب الحقيقي في سوريا هو النظام وما جلبه أو صنعه من ميليشيات". من جهته، أعلن مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا انطلاق المباحثات بشأن سوريا "رسميا" بعد لقائه وفد المعارضة الذي أكد من جانبه أنه ينتظر رد مندوبي الحكومة السورية بشأن خطوات إنسانية. وعقب لقائه مع وفد المعارضة في جنيف، قال دي ميستورا للصحفيين "لقد بدأنا محادثات جنيف رسميا.."، مشيرا إلى أنه سيلتقي غدا الثلاثاء "بالوفد الحكومي" على أن يدعو المعارضة بعد ذلك "للدخول في عمق القضايا المطروحة". وكان المبعوث الدولي أجل الاجتماع مع وفد دمشق من أجل لقاء المعارضة التي تصر على تنفيذ البنود الإنسانية في قرار مجلس الأمن قبل بدء المفاوضات، ومن بينها إنهاء الحصار وإطلاق المعتقلين ووقف قصف المدنيين. وبعد اللقاء الذي عقد مع المعارضة، إثر تطمينات دولية بالنسبة لهذه البنود، قال دي ميستورا إن دوره لا يتضمن مناقشة وقف إطلاق النار في المفاوضات، ودعا القوى الكبرى إلى البدء فورا في محادثات بشأن كيفية فرض ذلك في أنحاء البلاد. وأضاف المبعوث الأممي أنه يتفهم مخاوف المعارضة السورية بشأن الوضع الإنساني، مشددا على أنه في حال أطلقت الحكومة السورية سراح السجناء من النساء والأطفال، فسيكون هذا "إشارة على أن شيئا ما يحدث" سعيا لتحقيق تحسن حقيقي بالمفاوضات. وكشف دي ميستورا أنه "سيتم إخراج كافة النساء والأطفال من المناطق السورية كمرحلة أولى"، مضيفا: "نتوقع من النظام التعاون لإخراج المدنيين من المناطق المحاصرة". وشدد على أنه "من مصلحة طرفي النزاع السوري وضع حد للحرب"، معتبرا أن "على مجلس الأمن التحقق من كون المحادثات ليست مجرد جولة سورية أخرى". وكان وفد الهيئة قد وصل إلى مقر الأممالمتحدة في جنيف منذ قليل. وهذه الجلسة تمهيد لبدء "محادثات تقارب" يأمل دي ميستورا أن تجرى بين المعارضة ووفد نظام الأسد. وترفض الهيئة العليا للمفاوضات الدخول في محادثات غير مباشرة مع وفد النظام السوري قبل تلبية مطالبها المتعلقة بالشق الإنساني من الأزمة.