تعد مرحلة المراهقة من أخطر المراحل التي تمر على الشباب لأنهم يكونوا كالقنابل الموقوتة التي تنفجر في وقت ودون مقدمات لذا تجنبي العبارات التي تثير غضبهم. "لن أناقش قراري" فهى تعتبر غير منطقية ومحبطة فإذا كنت تريدين من المراهق أن يتصرف بمسئولية كالبالغين عليك أن تعامليه على أنه بالغ وقدمي إليه الأسباب . "يجب أن تكون قد عرفت ماذا تريد أن تفعل بحياتك" المراهق في هذه المرحلة في منتهى الحيرة فهو لا يعرف حتى ماذا يختار للإفطار ويغير ملابسه خمسة مرات قبل الاستقرار على زى معين فكيف يمكن إذا أن تتوقعي منه أن يحدد ماذا يريد أن يفعل في حياته لمدة 60 عاما قادمة مثلا؟. "عندما كنت في مثل سنك مررت بما تمر به أنت الآن"لا طبعا فزمن مراهقتك يختلف عن زمن مراهقة ابنك لم يكن لديك إنترنت ولا هاتف محمول ولا فيسبوك والشيء الوحيد الذي يمكنك أن تفعليه هو التعبير عن تعاطفك وتفهمك وليس خطابا مفصلا عن تفاصيل حياتك كمراهقة في زمن مختلف. "عندما كنت في سنك كنت أسير 15 كيلومترات للذهاب للمدرسة وأكل مرة واحدة يوميا وأذاكر على لمبة جاز"لا شيء مما تقولينه سيبدو كأنه قصة معاناة وتحدي وإثارة فالعالم بالنسبة للمراهق يدور حوله وليس حولك هو المهم ليس إلا. "أنت كسول"ربما يبدو أن ابنك المراهق يقضي يومه على فيسبوك وغرفته أصبحت منطقة محظورة ولياقته البدنية متدنية ولكن هذا لا يعني بالنسبة له أنه كسول بل يرى أنه عندما يصبح في يوم من الأيام مثل صاحب فيسبوك "مارك زوكربرج" ويمتلك المليارات من الأموال سوف تشكرينه على كونه كسول. "لماذا لا تكون مثل أخيك الأصغر؟" هل تطلبي من ابنك المراهق أن يصبح مؤدبا مثل أخيه البالغ من العمر ثلاثة سنوات؟ هذا الطفل الصغير الذي يجري وراءك في كل مكان كالبهلوان؟ هكذا سيفكر ابنك المراهق فلا تطلبي منه أن يقلد أخيه الصغير ولا حتى أخيه الكبير فهو يرى نفسه مستقلا ومميزا وليس بحاجة أن يتشبه بأحد أو يقلد أحد ليحوز رضا آخر. " لا تنظري له النظرة الصامتة أو القاسية " في هذه المرحلة النظرة لا تحل ولا تربط هي مستفزة بدرجة كافية ليتجاهلها ابنك ويغض الطرف عنها. "هل سترتدي هذا القميص ونحن ذاهبون لجدتك؟" أو "ألن تغسل شعرك؟" المراهقون يرتدون ما يحبون وقت ما يحبون وعليه فلا يحب أن تنتقدي ملابس ابنك أو تأمريه أن يبدلها إذا كان ذاهبا في مشوار معك هو حتى يرفض أن تشعري بالخجل من مظهره الذي يرى أنه يعبر عنه تماما ويناسبه. "لماذا لا تستضيف أصدقاءك في البيت بدلا من الخروج؟" المراهق مائل دائما للخروج فحياته في المدينة تتمحور حول الكافيهات أو النوادي أو السيبريات أو أماكن البلاي ستيشن أو المولات حتى لو كانت "الخروجة" في الشارع المجاور ليأكل مع أصحابه أيس كريم من الكشك على الناصية فهي أفضل بالنسبة له من الجلوس في البيت المراهق يعلم أنك بسؤالك هذا تريدين أن تراقبي تصرفاته هو وأصحابه وتكتشفي ما إذا كان يشرب سجائر أو يرتكب ما هو أسوأ. "الحياة صعبة" ربما كان هذا صحيحا ولكن ليس دورك كأم أن تقولي له أن الحياة صعبة و"تسوديها في وشه" وإنما أن تكوني عاملا مساهما في تحسين هذه الحياة بالنسبة لابنك.