ما بين الانتماء والواجب الوطني والتطبيع بأنواعه تتأرجح المفاهيم في الوسط الثقافي ، وسادت حالة من الجدل مؤخرا حول صدور نسخة مترجمة لكتب عبرية واتهام مترجميها بما يسمى "التطبيع الثقافي".. وقد أثارت صحيفة "يديعوت إحرانوت " الاسرائيلية حالة من الجدل الثقافي بنشرها ، خبر عن ترجمة كتاب "ألف ليلة دوت كوم" للكاتب الإسرائيلي "جاكي حوجي"، إلى اللغة العربية على يد المترجم المصري المختص في اللغة العبرية د. عمرو زكريا "، وتواجد الكتاب بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته ال47. وللوقوف على حقيقة الخبر المثار تواصلت بوابة اخبار اليوم مع المترجم د. عمرو زكريا، لمعرفة مدى صحة الخبر وتفاصيله ، ورأيه فيما يثار حول محاولته عمل "تطبيع ثقافي" كما نُشر على بعض المواقع الإلكترونية . "الكتاب مش في المعرض" أكد زكريا أنه ترجم الكتاب، ولكنه لم يعرض بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ولم يمنع من العرض، قائلا: "أظن أن الناشر قلق بشأن ما نُشر عن الكتاب والهجوم عليه، مشيرا أنه لم يتواصل مع الناشر بشكل مباشر ولكن علمت من مسؤول التوزيع بأن الكتاب سيتم طرحه بعد عشرة أيام ، أي بعد انتهاء معرض الكتاب! . "ما نشر عن الكتاب .. كلام فاضي" واستنكر عمرو زكريا ما تداولته المواقع حول ترجمته للكتاب واتهامه بالتطبيع قائلا: " كلام فاضي.. فإذا لم اترجم ما يكتب بالعبري كيف سنعرف ما يكتب عنا ، وهذا الكتاب بالأخص كتب عن مجتمعنا، إلى متى سنظل نخفي رؤوسنا في الرمل، فإذا استمر الوضع هكذا فعلى الدولة أن تلغي أقسام العبري بالكليات التي يتخرج منها حوالي ألفين طالب، ولا يجدوا مجال للعمل، فإذا عملوا بالسياحة والترجمة أصبحوا "مطبعين" وإذا ترجموا أصبحوا مطبعين أيضا . هذا الكتاب لم يكن الأول الذي اترجمه فقد ترجمت كتابين "إسرائيل وأفريقيا"، والعلاقات الإسرائيلية الأسيوية، ولم يجدا إقبال ومعظم نسخهم ما زالت موجوده عندي. "مش هترجم تاني" وقال المترجم "عمرو زكريا"، معظم الكتب أطبعها على حسابي لكي أنقل ما يقوله وما يفكر به الأخرون، ويقابل ذلك بهجوم، واتهامات لا اساس لها من الصحة، ولذلك .. "مش هترجم تاني"، فلا اجد مبرر لهذا الهجوم على أعمالي انا بالأخص، فرغم وجود كتاب مترجم عن العبري لمترجم اخر بمعرض الكتاب أهاجم أنا ولم يذكر أحد ذلك الكتاب ، والكتاب للمؤلف الإسرائيلي " ألموف باهار"، رواية بعنوان"شخله وفاسكيه". "اقطعوا العلاقات مع إسرائيل" وأكد زكريا عما نُشر بالصحيفة الاسرائيلية حول علاقة الصداقة القوية بينه وبين مؤلف الكتاب الإسرائيلي، مؤكدا أن هذا لا يعيبه في شئ قائلا " أنا لا أكره أحد وأحب كل البشر، وهذا ما يأمرنا به الإسلام، وإذا كانت تلك العلاقة القوية بيني وبين الكاتب وتهاجم من المجتمع المصري إذن لابد من قطع العلاقات بين مصر وإسرائيل فكيف ندعو بالسلام ونطلق شعارات رنانة بلا تنفيذ ، بما إن البكثيرين يرون أن هذا تطبيع إذن يجب علينا سحب السفير المصري من هناك وطرد سفيرهم وقطع العلاقات نهائيا. كتبت قاموس للمصطلحات العامية في الجيش الإسرائيلي. "كتبت قاموس للمصطلحات العامية للجيش الإسرائيلي" أشعر بمسؤولية دينية ووطنية كبيرة كوني أعرف اللغة العبرية، واعمل من ذلك الشعور بترجمتي لما يكتبوه ، ولم اترجم أي شئ من العربية إلى العبرية، وقد ترجمت معجم للمصطلحات العسكرية بالعامية الإسرئيلية،وأخر اسميته "معجم الحياة"، يترجم عامية العبري في جميع مناحم الحياة، وكتاب "ألف ليلة دوت كوم" كان لابد أن يترجم لانه كله يتحدث عن العرب وخصوصا مصر " فيجب أن نعرف ماذا يقولون عنا ، ونبحث عنهم مثلما يدرسونا جيدًا "، كما اني هاجمت إسرائيل أكثر من مرة في صحفهم، بالرد على ما ينشروه من معلومات مغلوطة وهذا دوري فهل بهذا أيضا أكون مطبع وأنا أدافع عن بلدي والحق .