منذ ايام الطفولة انتظر سنويا قدوم شهر يناير حيث استمتع بزيارة معرض الكتاب الدولي، كنت اسير بخطي واثقة من بيتي في الزمالك الشرقية حتي ارض المعارض القديمة حيث تقام حاليا دار الاوبرا، وهناك اتجول بين السرايات المترامية الاطراف بحماس اختار الكتب واشتري منها ما تغطيه ميزانيتي المتواضعة، واحمل الكتب بل احتضنها وانا افكر طوال مشوار العودة كيف سأقنع والدي بالحصول علي دعم مالي لمعاودة زيارة المعرض، فانا اعرف مدي تقديره للكتاب، فمنذ نعومة اظافري اري والدي ينهل من الكتب ويحتفظ بمكتبة متنوعة مؤكدا ان ما يقدمه كتاب قيم يكون في نفس اهمية ما نحصل عليه من معلومة في المدرسة او الجامعة، فاصبحت القراءة هي غذاء الروح في فترة الطفولة والمراهقة والشباب وهي التي اثرت معلوماتي وملكتي اللغوية وكانت دافعا نحو احترافي الصحافة. واليوم معرض الكتاب يستقبل الدورة ال 47، اختلف المكان والزمان ونوعية الكتب واللقاءات الفكرية والفعاليات، اصبح المعرض حدثا عالمياً يعد ثاني اهم واكبر المعارض الدولية بعد معرض فرانكفورت للكتاب، اصبح معرض الكتاب الدولي عُرسا للثقافة المصرية والعربية تشارك فيه هذا العام 34 دولة عربية واجنبية بزيادة ست دول عن العام الماضي.ولأول مرة تشارك كازاخستان وباراجواي ، يضم معرض هذا العام عددا ضخما عددا ضخما من الناشرين من مصر والدول العربية والاوروبية فاعلياته اتخذت اشكالا ثقافية مختلفة تناقش شتي القضايا الثقافية والاجتماعية وذلك من خلال اقامة موائد مستديرة لمناقشة تطلعات وشكاوي الشباب وامسيات ثقافية للشعر والمقهي الثقافي وبرامج ضيف الشرف وسور الازبكية الشهير وايضا هناك عروض فنية راقية تقام علي المسرح المكشوف للشباب وحفلات غنائية وللاطفال تقام يوميا عروض سينمائية لافلام الطفل وللفيلم التسجيلي. شعرت بالسعادة البالغة عندما علمت ان المعرض اختار الاستاذ الفاضل الزميل الراحل جمال الغيطاني شخصية المعرض هذا العام، فعلي مر السنوات كنت احرص علي حضور الندوات التي يشارك فيها الغيطاني والذي كان دائما يخجلني بتواضعه والاقبال علي الزملاء بابتسامة صافية يقدم لهم التحية، فهو الرمز الذي كان دائما متواجدا في المحافل الثقافية وسيكون هذا العام الغائب الحاضر في معرض اختار ان يكون المحور الرئيسي فيه «الثقافة في المواجهة» وللاسف الشديد لن استطيع التجول داخل قاعات المعرض او حضور الندوات نظرا لظروفي الصحية ولكني احمد الله علي حدوث الطفرة التكنولوجية والانترنت الذي سينقل لنا كل ما يدور داخل اروقة المعرض. واهمس في اذن اولياء الامور ان المعرض فرصة لتنمية عادة القراءة وحب الكتاب لدي الابناء.