قال د. خالد فهمى وزير البيئة إنه سيتم افتتاح متحف الحفريات بوادي الحيتان بالفيوم في منتصف يناير الجارى . كما يتم طرح كراسة الشروط والمواصفات للمزايدة لإدارة هذا المتحف . وأشار إلى أن المتحف يقسم إلى جزأين جزء مغلق ويتضمن بعض الحفريات التي تم معالجتها وترميمها بواسطة الخبراء ورجال البيئة والمتخصصين والتي تم اكتشافها إثناء عمليات الحفر بهذه المنطقة بحيث يتم الحفاظ عليها في بيئة مناسبة وجزء عبارة عن متحف مفتوح يتضمن الحفريات التي تم اكتشافها في أماكنها وتم تجميعها بشكل كبير . وقال فهمي إن المتحف سيضم هياكل الحيتان والحفريات التي يتم الحصول عليها من تلك المنطقة المهمة وسبق أن أعلنت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وادي الحيتان منطقة تراث عالمي لما تحتويه من كنوز طبيعية وأثرية, فضلا عن أنها منطقة متميزة وليس لها مثيل في العالم”. وقال احمد ابو السعود الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة انه تم تشكيل لجنه من قيادات الجهاز والوزارة لوضع اللمسات الأخيرة استعدادا لفتح المتحف خلال الايام القادمة . وأشار إلى أن العاملين بمحمية وادي الحيتان يقوم حاليا بوضع العلامات الإرشادية بالمتحف المفتوح استعدادا لاستقبال الزوار . وأشار إلى أن العلماء أكدوا أن وادي الحيتان هو موقع استثنائي لدراسة الحياة القديمة نظرا لوجود عدد كبير من الحفريات عالية الجودة تصل إلى أكثر من 400 حفرية للهياكل العظمية للحيتان. كما تم العثور على حفريات لعروس البحر وأسماك القرش وأحياء بحرية أخرى والتي تصور نشاط هذه الكائنات التي عاشت منذ أكثر من 40 مليون سنة وأسلوب حياتها وتطورها عبر الزمن من حيوانات بحرية إلى حيوانات أرضية . وتعد المنطقة هي الأكثر عدداً وتركيزاً وجودة الحفريات مقارنة بمواقع أخرى حول العالم وكذلك وجودها في منطق محمية ذات جذب وتمثل أهمية كبيرة التراث العالمي. في نفس الوقت يعتبر وادي الحيتان بيئة طبيعية للحيوانات المهددة بالانقراض مثل الغزال الأبيض والغزال المصري وثعلب الفنك وثعلب الرمل والذئب والطيور المهاجرة النادرة ، مثل صقر شاهين وصقر الغزال والصقر الحر والعقاب النسارى وأنواع أخرى من الطيور المهاجرة مثل أنواع البط والسمان والتفلق وأنواع البلشون والعنز وغيرها ومن النباتات البرية مثل: الأتل والرطريط الأبيض و العاقول والسمار والغاب والبوص والغردق والحلفا وغيرها. وقال انه بجوار جبانة الحيتان الهائلة منطقة اسمها جبل قطراني شمال محمية قارون إلي وادي الحيتان لتصبح محمية( طبيعية ثقافية) إذ أن فيها بقايا أشباه الإنسان الأول وهياكل أسلاف الفيل, والحيوان الثديي ثنائي القرون المعروف باسم الأرسينوثيرام وطبقا للاتحاد الدولي لصون الطبيعة(IUUCNI) يعد جبل قطراني هو السجل الكامل للثدييات البائدة في إفريقيا, كما يعد تنوع البيئة الحيوانية به عاملا أساسيا في فهم تطور العديد من المجموعات الثديية بالقارة( يحتوي علي40 جنسا و75 نوعا بينها نوعين من أشباه الإنسان) . وتقع محميّة “وادى الحيتان” غرب نهر النيل الخالد، وتجاور واحة وشلالات وادي الريان، ويعود تاريخها إلى عصر “الأيوسين”، والذي امتد من 34 إلى 40 مليون سنة مضت، وهو أحد أهم التقسيمات الجيولوجية القديمة الكبيرة، ويليه عصر “الباليوجين”، وهما العصران اللذان حدثت فيهما حالة من الانقراض الجماعى للأسماك والحيتان والكثير من الحيوانات، نتيجة لارتفاع مفاجئ في درجات الحرارة وتغيّر في ظروف وأجواء وملامح كوكب الأرض. وأوضح أن تلك التغيرات الأرضية المفاجئة قد شهدت انقراض الثدييات الكبيرة، بينما فرت الثدييات الأخرى وتطوّرت وتغير شكلها وتركيبها لتستطيع التغلب على العقبات والصعوبات الحياتية الجديدة، وتصل ملامحها إلى الشكل الذي نراها عليه الآن. وأوضح ابو السعود إلى أن العصور القديمة عاشت الحيتان وكيّفت نفسها فى مياه المحيطات الأكثر عمقًا وإظلامًا، وطوّرت من زعانفها وأطرافها الخلفية، وشاركت الحيتان ببيئتها مع أسلافها وأشباهها، مثل التماسيح وعروس البحر وأسماك القرش، إلى جانب أسماك كبيرة أخرى وسلاحف بحرية، بالإضافة إلى الحيوانات الرخوية والسرطانات، كما ظهر نوع يسمى “درو دون” كان جسمه أصغر ويشبه الدلافين، وكان فريسة للحيتان الأكبر منه، وبعدها ماتت الحيتان، وانقرضت لعدة أسباب طبيعية، ربما بسبب الشيخوخة، أو بسبب المد والجزر، أو لافتراسها من قبل الحيتان الأكبر منها، أو لمرض له طابع وبائى انتشر بينها. من ضمن تلك الثدييات المنقرضة، حوت باسيلوسورس، أو السحلية الملك، وهى تنتمي لرتبة الحيتان القديمة، وقد عاش هذا الحوت في فترة “الأيوسين”، حيث تم اكتشاف آثاره في “وادى الحيتان” منذ خمس سنوات، وكان هذا الحوت الضخم يتغذّى على الأسماك والحيتان الأصغر منه، حيث كان يبلغ طوله 18 مترًا، وكان يسبح مثل الثعابين ويقترب منها فى الشبه، بينما تم تصنيفه تبعًا لطائفة الثدييات المعروفة بالحيتان. وكذلك الحيتان المنقرضة أيضًا حوت “الدوروريون”، والذي ينتمي لرتبة الحيتان القديمة، وتوجد هياكله فى وادى الحيتان، وكان يعيش فى بحر يعرف بالبحر التيتى أو “التيثس”، كما عُثِر على بقايا مشابهة له فى آسيا وأمريكا الشمالية وأوروبا ونيوزيلندا، وكان يتغذّى على الأسماك والرخويات، وقد كان بحر التيتى، أو بحر التيثس، يفصل بين القارات، وكان يتصل بالبحر الأبيض المتوسط في العصور المختلفة، ومع تبخُّره وانحساره انقرضت هذه الحيوانات، وخاصة بعد التغيُّر المناخي الذي أصاب سطح الأرض.