فريدة عبد الستار سيدتي أنا فتاة في الثالثة والثلاثين من عمري على درجة معقولة من الجمال ومن أسرة متوسطة الحال تخرجت من إحدى الجامعات المرموقة وعملت بعدها في وظيفة حكومية ، أحببت زميل لي ثم كرهته لأنه كان رجلا شرقيا بالمعنى السلبي فيما يخص نظرته للمرأة فهو لا يراها أكثر من جسد للفراش وخادمة في البيت ، حاولت كثيرا تغيير نظرته للمرأة لكنني لم أفلح وفى النهاية اقتنعت أن فاقد الشيء لا يعطيه لأنه هو شخصيا ليست لديه طموحات أو أحلام تتخطى حدود درجته الوظيفية. المهم خرجت من علاقتي معه وأنا منسحقة الفؤاد وقررت أن لا أدخل في أي تجارب عاطفية وركزت في دراستي فأصبحت أتقن عدة لغات وحصلت على درجة الماجستير ووفقني الله وحصلت على منحة في إحدى الدول الأوروبية. وبدأت علاقتي تتوطد بشخص كان يقدم معي على نفس المنحة لكنه لم يوفق وبدأنا نتحدث من خلال النت كل يوم لساعات وساعات.. تعلقت به بشدة بسبب الوحدة التي أعيشها ولكنني بدأت أكتشف أنه دائم الكذب لدرجة أنني ذات يوم راجعت الشات واكتشفت مئات الأكاذيب.. وقررت أن أقطع علاقتي به لأنني شعرت أنه يريد أن يستغلني لكي يسافر .. ولكنه يطاردني وأنا لن أخفى عليك سرا فأنا بحاجة لرجل في حياتي ماذا أفعل؟. عزيزتي أعرف أن ليالي الوحدة قاسية وأعرف أنها تكون أكثر قسوة في الخارج.. ولكن اسمحي لي سأشرح لك حقيقة موقفك بعيون محايدة وأرجو أن تعيدي حساباتك وتقرري. كلنا يحلم بركوب قطار الحياة المتجه إلى محطة السعادة.. التي هي عبارة عن بيت وأسرة وزوج وفي وأبناء صالحين .. تمر بنا قطارات طوال الوقت .. قطار سيأخذنا إلى محطة التعاسة حيث أسرة مفككة وقلب محطم .. قطار سيأخذنا إلى محطة الضياع حيث زوج مخادع أو ربما مدمن وهكذا تمر قطارات كثيرة ونحن في انتظار قطارنا المنشود.. أحيانا يقتلنا الانتظار ولكن هل يكون هذا مبرر لركوب قطار التعاسة .. أليس الانتظار ونحن محملين بالأمل أفضل في العيش في مصير مظلم ؟. في اعتقادي يا سيدتي الانتظار أفضل كثيراً .. انتظري يا عزيزتي وأهلا بك يا صديقة لي في أي وقت. لمراسلة الباب [email protected]