من داخل حي الحلمية القديمة بوسط القاهرة، تربى ونشأ ملك الضحك والابتسامة، الزعيم عادل إمام، حاملاً بين شخصيته ملامح وسمات مكان كتب عنه الكثيرون العديد من الأعمال الدرامية أشهرها على الإطلاق "ليالى الحلمية" للراحلين أسامة أنور عكاشة واسماعيل عبد الحافظ. عاش الطفل والشاب عادل إمام مراحل عمرة المختلفة فى هذا الحى، درس فيه الحياة واكتسب منه أبرز ما يميزة، الشخصية المصرية "ابن البلد " بما تعنيه الكلمة من صفات الكرم والشهامة والجدعنة، فولد النجم الكبير لأب وأم من الريف المصرى وبالتحديد قرية "شها" مركز المنصورة محافظة الدقهلية. نشأ وترعرع داخل بيت الأسرة بحى الحلمية الذى قضى به مرحلتى الإبتدائية بمدرسة "الحلمية" ثم حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة "بنما قادن" حتى وصل الى مرحلة الدرسة الجامعية التى خرج معها من عالم الحلمية ليلتحق بكلية الزراعة. ومن هنا بدأ الاستسلام لميوله الفنية وموهبته العارمة التى عبر عنها من خلال عديد من الأعمال والتجارب الفنية التى قدمها بمسرح الجامعة ومنها إلى عالم السينما الذى شق طريقه اليه فى منتصف الستينيات واستطاع أن يحقق نجوميته وشهرته بها فى فترة السبعينيات والتى قدم خلالها عديد من الأدوار التى شكلت علامة بارزة فى مشواره منها، "البحث عن فضيحة، ممنوع في ليلة الدخلة، عيب يا لولو يا لولو عيب، البعض يذهب للمأذون مرتين، احنا بتوع الأتوبيس"، وغيرها من الأعمال. "شقاوة الطفولة" الشقاوة وخفة الظل والمرح كانت سمات غالبة على طفولة الزعيم؛ ولا سيما أنه اكتسب قدرا كبيرا من خفة ظلة ومرحلة من نشأته وسط هذا الحى وما ورثه عن والده الراحل محمد إمام الذى كان يشتهر بخفة ظله وقدرته البارعة على اضحاك من حوله، أما شقاوته فكان مصدرها نشأته بين أفراد الحى الشعبى لما يعرف عن الأحياء الشعبية اعتياد اطفالها على اللعب بالشوارع؛ وهذه كانت احدى هوايات الزعيم الذى كان فى صغره شغوفا كغيره من أطفال الحى بلعب "الكورة الشراب" التى كانت تدفعه فى بعض الأحيان للهرب من المدرسة لقضاء أكبر وقت فى اللعب مع أصحابه داخل الحى. "التعليم" التحق عادل إمام فى مرحلة الإبتدائية بمدرسة الحلمية القديمة الواقعة بالقرب من محل سكن الأسرة، وبمرور الزمن تغيرت ملامحها تماما وقد تم تجديدها عدة مرات على مدار الأعوام الماضية، وبعدها انتقل إلى مدرسته الثانوية "بنبا قادن"، والتى شكلت جزءا كبيرا فى شخصية، ففى هذه المرحلة كان أكثر انفتاحا وتعاملا مع الناس من حوله، خاصة ممن يشتركون معه فى نفس المرحلة العمرية. وهنا بدأ يبذع نجمه بين أصدقائه وشباب منطقته فكما هو الان مشهورا ومحبوبا لدى الآلاف من عشاقه ومحبيه فى كافة أنحاء العالم العربى، كان أيضا فى يتمتع فى فترة الجامعة وما قبلها بشهرة ومحبة بين زملائه واصدقائه؛ كانت خفة ظلة وما يمتلكه من مقومات شخصية جذابة دافعا لذلك بل وجعلته قائدا لهم، خاصة فى فترة الدراسة بالثانوية، ونظرًا لشقاوته فكان دائما مشهورا بالمشاغبة وكثرة مقالبة المضحكة ومواقفه الكوميديا التى ظهرت عليها منذ طفولته. "مقهى الدمس" داخل الحى وبالقرب من المدرسة يوجد مقهى "الدمس"، "كوكب الشرق سابقا "، وهو المقهى الذى كان يتردد عليه الزعيم مع أصدقائه من الحى؛ إلا أنه تهدم، ووقام ورثته بإنشاء مقهى آخر؛ إلتقينا "عم جمال"، أحد العاملين بالمقهى والذى روى كثير من الحكايات عن الزعيم حيث صادفه الحظ فى الاحتكاك به فى تلك الفترة، كما حدثنا عن قصة المقهى الذى كان يعمل به منذ طفولته. أوضح أنه كان يلتقى الزعيم حينما كان يتردد عليها فى شبابه مع اصدقائه من اهل المنطقة، مشيرًا إلى أن عادل إمام ظل يتردد على المقهى حتى بعد احترافه الفن، بصحبة صديقه سعيد صالح وبعض أصدقائهم من داخل الوسط الفنى، قائلا: "كنت اعمل وقتها "صبى" بالمقهى وأقدم لهم المشروبات، وكانا يداعبانى بخفة ظلهما".