اعرف طريقة الاستعلام عن معاش تكافل وكرامة لشهر مايو 2024    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    مصرع أكثر من 29 شخصا وفقد 60 آخرين في فيضانات البرازيل (فيديو)    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    سعر الريال السعودي اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك وبداية موسم الحج    الخضري: البنك الأهلي لم يتعرض للظلم أمام الزمالك.. وإمام عاشور صنع الفارق مع الأهلي    جمال علام: "مفيش أي مشاكل بين حسام حسن وأي لاعب في المنتخب"    "منافسات أوروبية ودوري مصري".. جدول مباريات اليوم والقنوات الناقلة    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين في غزة جائزة حرية الصحافة لعام 2024    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    أيمن سلامة ل«الشاهد»: القصف في يونيو 1967 دمر واجهات المستشفى القبطي    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    مصطفى شوبير يتلقى عرضًا مغريًا من الدوري السعودي.. محمد عبدالمنصف يكشف التفاصيل    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    محمد هاني الناظر: «شُفت أبويا في المنام وقال لي أنا في مكان كويس»    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    انخفاض جديد مفاجئ.. أسعار الدواجن والبيض اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالبورصة والأسواق    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    الأرصاد تكشف أهم الظواهر المتوقعة على جميع أنحاء الجمهورية    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    أول ظهور ل مصطفى شعبان بعد أنباء زواجه من هدى الناظر    اليوم.. الأوقاف تفتتح 19 مسجداً بالمحافظات    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    جامعة فرنسية تغلق فرعها الرئيسي في باريس تضامناً مع فلسطين    الغانم : البيان المصري الكويتي المشترك وضع أسسا للتعاون المستقبلي بين البلدين    مجلس الوزراء: الأيام القادمة ستشهد مزيد من الانخفاض في الأسعار    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    بطريقة سهلة.. طريقة تحضير شوربة الشوفان    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    صحة الإسماعيلية تختتم دورة تدريبية ل 75 صيدليا بالمستشفيات (صور)    بالفيديو.. خالد الجندي يهنئ عمال مصر: "العمل شرط لدخول الجنة"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نظرة على بدايات صنعت قنبلة الضحك الموقوتة عادل إمام.. مصنع الضحكات الذى لا يعرف الإضراب
نشر في الصباح يوم 18 - 05 - 2014

ورث خفة الظل عن جده الذى كان يمتلك محل بقالة فى المنصورة وكان يستطيع إضحاك طوب الأرض
والده كان حازمًا فى تربيته.. ولم يقتنع بأن ابنه يصلح كممثل إلا فى أيامه الأخيرة
هو النجم الأكبر فى سماء الفن المصرى حاليًا، مهما اتفقنا أو اختلفنا فسنجمع كلنا على أن عادل إمام هو الفنان الذى وصل إلى المكانة الأعلى لدى قلوب الجماهير، وللفترة الأطول. صار هو المعادل الموضوعى للضحكة ومصدر السعادة الأول لعموم الشعب المصرى، نأخذكم اليوم فى رحلة عميقة إلى تفاصيل الزعيم، حياته وماضيه وعائلته، لنراقب رحلة الحياة الطويلة التى شكلت هذا النجم الكبير.
ما زال عادل يذكر طريقة تربية والده له، كان هو أول أبنائه، يليه جاء أشقاؤه: إيمان وعصام ومنى، ويقول عادل: «كان يهمه حاجتين: الدين والتعليم ويا ويله اللى يجيب كحك أحمر ياخد علقة ساخنة، خاصة أنه كان كثير الرفت من المدرسة بسبب استقصاد مدرس الرياضة على مصطفى له». كان والده حريصا فى تربيته هو وأشقاؤه، لذا كان عادل يخشاه باستمرار، يحكى عادل: فى مرة زوغت من المدرسة وروحت ألعب كورة مع العيال فى الشارع.. سبت الشنطة على جنب.. واندمجت فى لعب الكرة إلى كنا بنصنعها من الشرابات أو من حشو الكنب.. خلصت من هناك عشان أروح.. أبص مالقيتش الشنطة، ساعتها قررت أنى ما رجعش البيت تانى خوفا من أبويا وأهرب إلى أى حتة وفعلا خدت بعضى ومشيت وفى الطريق لاقيت أبويا فى وشى.. بيسألنى رايح فين؟! وفين شنطتك؟!
ومعرفتش أجاوب فخدنى على البيت وأخدت علقة، ومع ذلك لا ينسى عادل أن والده كان حزينا وكانت يصحبه معاه دائما إلى مسجد سيدنا الحسين وإلى رؤية المحمل الذى يحمل كسوة الكعبة فى طريقه إلى الأراضى الحجازية.
ومع أيامه الأخيرة بدأ والده يقتنع به كممثل بعد أن كان رافضا لذلك لدرجة أن عادل كان يواجه أزمة أثناء تأخره بره البيت.. لأن والده هو الوحيد الذى كان يحتفظ بمفتاح البيت ولا أحد سواه.. وكان عادل دائما ما ينادى والده ب«الحاج محمد» وكان يقوم بعمل رقية شرعية له بين الحين والآخر وبالذات يوم الجمعة. إلى أن أصيب فى آخر أيامه بالبواسير ثم أمراض الشيخوخة وبدأت صحته تتدهور، وقتها كان عادل فى بيروت لعرض مسرحية «الزعيم» وقبل العرض جاءه الخبر من خلال زوجته ومع ذلك أصر على أن يتم العرض فى ميعاده وألا يتم التأجيل وظل الجمهور يضحك لمدة 3 ساعات متواصلة بينما هو من داخله يبكى وبالفعل بكى وبحرقة مع نهاية الفصل الأخير من المسرحية ومع إسدال الستار قال عادل لجمهور الحاضرين: «النهارده أبويا مات.. ومكنش فيه أحن منه فى الدنيا كان بيخاف عليا أوى ومن السياسة بالذات»، وإذا بصالة العرض كلها تضج بالتصفيق الحار.
ومثلما تحدث عن والده بذلك النوع من الود والمحبة يتحدث أيضا عن والدته ودورها فى حياته ويصفهما بأنهما مثل آباء وأمهات روايات نجيب محفوظ، يقول: «يوم أن فقدتها كنت بعرض مسرحية «شاهد مشافش حاجة» حسيت لحظاتها أنى أفتقدت أغلى وأحلى حاجة فى الحياة مانساش دعوتها لى ربنا يحبب فيك خلقه بعد موتها بحوالى شهر ونصف كنت راكب العربية الساعة تلاتة بالليل وقفتها ونزلت وقعدت أعيط بشدة، لقد أقر عادل بندمه على ما كان يفعله من أفعال غير مقصودة اتجاه والدته مثل أنه كان دائما الاعتراض على أكل معين تقوم بطهيه أو زرار قميص لم تحكه له وغيرها ومع ذلك فهو كان يحترمها رغم أنها ست فلاحة أمية بسيطة لا تعرف الكتابة والقراءة مينساش ثقافتها الواسعة وكانت تصطحبه دائما فى جولاتها، منها زيارتها كنيسة سانت تريزا فى شبرا لنذر كانت نذراه من أجل أن تنجب ولدا آخر أيضا، وأثرت كثيرا فى نشأته.. فحينما كان يقوم أحد بزيارتهم كانت تشخط فيه وأشقائه كلهم ليقوموا يقفوا.
فى حين أنها كانت تلتزم الصمت إزاء ضرب والده له لأنها كانت ببساطة تخشاه مثل أى زوجة ريفية وبالتالى لا تستطيع أن تعترض أو تحتج بل كانت تلجأ إلى شقيقها خال عادل الذى كان له دور كبير فى حياتهم وهو الإنسان الوحيد الذى يستطيع أن يتدخل لدى والده وكان لا يخالف طلباته لأنه كان يساعدهم ماديا وقد تأثر عادل كثيرا بشخصية خاله الذى وصفه «كان يملك قلق الفنانين وحيرة المثقفين.. وتلقائية البسطاء».
عاش عادل إمام سنواته الأولى فى حى الحلمية الجديدة ولا زال يذكره بفخر تؤكده كلماته، تسأله عن أصحاب تلك الفترة يقولك أحمد عز الدين وحسين ومدين وتوفيق السمر ومحمد فهمى، فى حين كان أقرب أصدقائه له شخص يدعى محمد.. فجأة اختفى وحينما ذهب ليسأل عنه جاءته الإجابة بأنهم سافروا.. وما ينساش كمان محمد سوكولالا بياع الفول الذى كان يشترى منه.. ولا فوزى القهوجى أو سيد الصعيد الفكهانى.
كان يصطحب أصدقاءه ويجلسون على قهوة عكاشة ويلعب كوتشينة وأحيانا لم يكن يجد ثمن كوب الشاى فى القهوة كانت الدنيا بالنسبة له تقف عند بركة الفيل فى السيدة زينب وصولا إلى مسجد السيد الرفاعى.
الكل كان يعرف عن عادل شقاوته فى هذه الفترة، مثلا فى مرة فى مولد السيد الرفاعى قام بربط جلاليب الواقفين من تحتهم وهرب. ومرة راح طلب من صاحبه يدخل محلا ويطلب من صاحبه عندك قص ولزق فقام بضربه لأن هذه الكلمة تستفزه وحينما خرج وصاحبه من المحل لم يجد عادل لأنه قد هرب.. ومرات كان يجلس على القهوة ويطلب مشاريب فيخرج القهوجى ولا يجده، مجرد فص ملح وداب.
أحب عادل إمام أكثر من مرة. الحب الأول كان فى فترة وجوده فى حى الحلمية. وفى مرة ارتدى أشيك ما لديه من ملابس ووضع البرفان ومشى فى الشارع تحت شباك تلك الفتاة وفجأة وهو ينظر إليها وجد الأرض من تحته وقد مالت ليكتشف أنها بلاعة مجارى فإذا به يسقط فيها وسط ضحك شديد من الفتاة، مرة ثانية أحب فتاة جميلة فى نفس الحى وتعلق بها بشدة مع تبادل مشترك للنظرات وفجأة اختفت تلك الفتاة حيث انتقلت مع أهلها لحى آخر فحزن حزنا شديدا لأنه كان لا يزال متعلقا بها حتى رآها بعدها بسنوات وقد تبدلت ملامحها الشكلية والجسمانية وتغيرت حيث زاد وزنها بشكل ملحوظ فبدأ ينساها.
أما إذا سألته عن الحب الحقيقى فى حياته؟! فيجيب وبدون تردد هالة هى حبى الأول والأخير وهالة هى زوجته ابنة الأرستقراطى محمد ممدوح الشلقانى وخريجة المدارس الفرنسية وقصة لقائها بعادل حدثت بالصدفة فى مرة كان فى زيارة إلى مكتشفه وصديقه ورفيق مشواره المنتج سمير خفاجى مؤسس فرقة المتحدين فى مكتبه بحى جاردن سيتى فشاهدها بالصدفة عندما فتحت الشباك فالتفت الكل ناحيتها وعاكسوها إلا عادل لم يقم بمعاكستها ومع الوقت بدأ يقترب منها عن طريق جدتها التى تسكن فى الشقة المقابلة لشقة خفاجى وبدأت العلاقة تتطور حيث بدأت الجلسات تتعدد بينهم بحضور الأسرة ومنها مرة دار فيها هذا الحوار. هالة: مستعجل ليه يا عادل؟! رد وقال: عندى بروفة. سألته: بروفة أيه. قالها: بروفة مسرحية مدرسة المشاغبين. فما كان منها إلا أن قالت: ربنا معاك يا عادل وهنا ودعها عادل لأول مرة بقوله باباى يا هللول.
أحس عادل بعد هذه المرة أن هالة تبادله نفس المشاعر، فى البداية قال لها «أنا مش بتاع جواز.. خلينا أصحاب»، ولكنها أصرت على الزواج، فقرر أن يذهب إلى أسرتها ويطلب يدها وهو بالفعل ما حدث لكنه فوجئ برد فعل سيئ من قبلهم إذ رفضوا بحجة أنه ممثل ناشئ، ومع ذلك فإن هالة قالت له «إحنا لبعض يا عادل» فزاد تصميمه أن يتزوجها وتكررت المحاولات، وبالفعل حدثت الموافقة أخيرا وقتها لم يكن عادل يمتلك شقة لبيت الزوجية فاقترح عليها أن يعيش كل منهما فى بيت عائلته بشكل مؤقت لحين العثور على شقة وبالفعل عثر عادل على شقة فى المهندسين مقابل 500 جنيه كخلو وأخذ الشقة ولم يكن باستطاعته تجهيزها فاضطر أن يأخذ كلاهما من بيت الأسرتين بعض الأثاث وأول تلك القطع كنبة ومرتبة وكرسى واحد، بعد ذلك تم تأسيس البيت على أحدث طراز حيث يصف عادل زوجته بأنها «وزيرة المالية» فى البيت.. لذا ليس غريبا أن يقول أن المناسبة التى هو حريص عليها هى الاحتفال بعيد ميلاد زوجته.
يعتبر أبناء عادل الثلاثة رامى وسارة ومحمد هم بمثابة نقطة ضعفه. فى البداية اتفق مع زوجته أن يقوم بتأجيل موضوع الإنجاب قليلا حتى تستقر الأمور ومع ذلك أنجبت أول أولاده رامى، يومها فرح عادل وبشدة وظل فى المستشفى يصرخ بفرحة «عادل إمام بقى أب» فقال لها عادل ولد كفاية ونعمة من ربنا حتى نربيه على أحسن وجه، ومع ذلك أنجبت سارة فقال لها «عندنا دلوقتى ولد وبنت شىء جميل جدا كفاية كدة» ومن ذلك أنجبت محمد.
يؤمن عادل بانتقال الصفات الوراثية من الآباء للأبناء ونسب توزعها كما درسها فى فترة ما فى حياته، هو نفسه ورث خفة الظل عن جده الذى كان يمتلك محل بقالة فى «شها» حيث يضحك طوب الأرض على كلامه وأسلوبه أيضا عن والده أيضا الذى لم يره أبدا يضحك بل كان عبوسا متجهما دائما ومع ذلك كان دائما ما يضحك كل من حوله على طريقته فى الكلام مثلا ابنه الأكبر رامى كان محبا للموسيقى منذ صغره وكان يأتى بمدرس كفيف يعلمه الموسيقى يقال إنه من قام بتعليم الموسيقار عمار الشريعى، مع الأيام أراد والده أن يلتحق بكلية الزراعة، لكن مجموعه جاء له بهندسة أسيوط، ومع ذلك كان غاوى دراسة الإخراج، وبالفعل التحق بمعهد الفنون المسرحية، وكان مشروع التخرج الخاص به 7 مسرحيات، كل مسرحية 4 دقائق فقط.. أما الابنة سارة فقد رفض والدها وبشدة أن تدخل مجال التمثيل قائلا لا أحب أن أراها أبدا فى حضن أحد غريب فخاف عليها جدا، أما ابنه الأخير محمد فقد دخل التمثيل بالصدفة حينما شارك فى فيلم «عمارة يعقوبيان» بالصدفة وعن طريق صديقه مروان وحيد حامد.
فى البيت يلقب عادل أبناءه بعدد من الأسماء فرامى اسمه كوكو أو الحاج طلبة وسارة اسمها زينب الدردشية فى حين أن محمد اسمه الحاج جمعة وقد تزوج ابنه رامى من فتاة تدعى ياسيمن وأنجب منها عادل وعز الدين وهما أول أحفاد عادل ثم سارة تزوجت من أحمد ابن رجل الأعمال وعضو جماعة الإخوان المسلمين نبيل مقبل وتعرفت عليه أثناء دراستها فى الجامعة الأمريكية واعترفت لوالدها بذلك فطلب من أبنائه أن يقتربا منه ويتصاحبا عليه وقد أنجبت منه ثلاث بنات هن أمينة وهالة وكاميليا فى حين لم يتزوج محمد بعد وإن كان يشترط فى زوجته أن تكون من خارج الوسط الفنى وأن تتفرغ له فقط أسوة بوالده الذى رفض عمل زوجته هالة فى البداية كمدرسة لغة فرنسية كانت تصرف مصاريف مواصلات فقط أكثر مما تتقاضاه فاكتفت بتربية الأبناء والتفرغ لزوجها.
إذا لم يكن عادل مرتبطا بتصوير أى عمل فإن من عادته دائما النوم كثيرا حيث يستيقظ بعد المغرب، يعيش حياته الآن فى فيلا تحمل لافتة مكتوب عليها «آل إمام» فى المنصورية اشترى أرضها فى التسعينيات وقام ببنائه للم شمل الأسرة بعد أن ضاقت به شقة الزوجية التى عاش بها لسنوات فى 2 شارع سليمان أباظة فى حى المهندسين وكان جاره هو الكاتب الصحفى مفيد فوزى وكان كثيرا ما يلتقى به فى ذلك الوقت بالإضافة لاتخاذه مقهى أسفل العمارة التى يسكن فيها مكانا ليلتقى أصدقاءه المقربين مثل سعيد صالح وصلاح السعدنى والصحفى محمد عبدالمنعم.
يمارس من الرياضة السباحة والمشى.. فى حين يتابع مباريات كرة القدم لفريق النادى الأهلى الذى أصبح يشجعه بعد تخليه عن تشجيع نادى الزمالك الذى شجعه لمدة أربعين سنة ويهوى لعب الطاولة مع ابنه رامى.
فى الصيف يذهب دوما إلى العجمى حيث يمتلك هناك بيتين قام ببنائهما فى نهاية السبعينيات حيث يعشق الحياة فى الإسكندرية حيث بحث كثيرا عن مكان به هدوء حتى عثر على العجمى بعد أن أراد أن يشترى أرضا فى أبوقير لكن وجود مصنع يصدر ضجيجا حال دون ذلك وفى أحيانا أخرى يذهب إلى الساحل الشمالى حيث يمتلك شاليه هناك ويحب السفر إلى الخارج فيكون ذلك إلى شاطئ الريفيرا الفرنسى، فى وقت فراغه يحب عادل القراءة ومن الممكن أن يبدأ قراءة أكثر من كتاب فى وقت واحد.. فى حين تقوم زوجته بترجمة الكتب الفرنسية.. ومن أحب الكتاب لديه محمد حسين هيكل، وبهاء طاهر والسيد ياسين وصلاح حافظ.
يحب من المطربين عبدالحليم حافظ حيا وميتا وهو الذى وصفه بأنه أفضل اختراع للقضاء على الحزن، ومحمد منير وإيهاب توفيق وفى الشعبى يحب أحمد عدوية وفاطمة عيد ومؤخرا استمع أوكا وأورتيجا بعد أن اكتشف أن أكبر أحفاده يستمع لهم أيضا إلى جانب ذلك يحب الاستماع إلى الموسيقى الهادئة والكلاسيكية وهو الذى كان يحضر حفلات أوركسترا القاهرة السيمفونى فى الأوبرا الخديوية القديمة بالقرب من العتبة وحاليا يبحث عنها فى إذاعة البرنامج الموسيقى.
قام عادل منذ سنوات وبالتحديد سنة 2007 بأداء مناسك العمرة وللمرة الأولى، فى حين أنه يحب الاستماع للقرآن الكريم بصوت القارئ الشيخ مصطفى إسماعيل ويصف زوجته هالة بالمتدينة وحرصها على تعليم ذلك لأبنائها.
فى حياته الآن أصبح منظما كثيرا امتنع تماما عن التدخين بعد فحوصات أجراها فى باريس نتيجة متاعب فى عينه كادت تودى إلى إصابته بالعمى وخضع وقتها لجلسات مكثفة، أيضا امتنع عن شرب الشاى والقهوة والمياه الغازية واستبدلهم بشرب النسكافيه باللبن لتأثير ذلك على صحته حيث يعانى منذ فترة طويلة من قرحة فى المعدة، يشرف على حالته الدكتور مصطفى المنيلاوى ورغم أن الفول والطعمية مضران باعتبارهما أكلات حراقة فإنه لا يمنع نفسه من تناولهما حتى وقتنا هذا على الإفطار.
لدى عادل إمام عقدة قديمة من ركوب السيارات، فى السبعينيات كان يقود سيارته وفتح الزجاج وفى إحدى إشارات المرور لمحه طفل واتجه نحوه جريا قائلا «عادل إمام.. عادل إمام» وقام بضربه بالقلم على وجهه، من ساعتها وعادل يرفض أولا ركوب السيارات الصغيرة وأصبح يركب السيارات العالية ماركة الدفع الرباعى.. وثانيا أن يجلس إلى جوار السائق ولا يقود السيارة بنفسه مغلقا الزجاج.

عادل ما زال يحتفظ بأول سيارة قام بشرائها فى حياته وهى سيارة رمسيس أول إنتاج للسيارات فى مصر موديل سنة 63 وكان ثمنها 200 جنيه اشتراها بالتقسيط وكان لونها كحليا حكى لى أحد العاملين باستديو الأهرام أنها كثيرا كانت تتعب عادل لكثرة أعطالها فكان يلجأ للاستعانة بهم حتى تدور أما الآن فهو يضعها فى جراج حديقة فيلا المنصورية ولا يريد أن يفرط فيها أبدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.