الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى قصة القديس بوتامون المعترف    السيطرة على حريق مصنع في بدر دون إصابات، ورئيسة التنمية الصناعية تتفقد الموقع    أسعار الذهب صباح اليوم الجمعة 31 مايو 2024    محافظ أسيوط: توريد 172 ألف طن قمح للشون والصوامع    محمد فوزي: المنتدى العربي الصيني يعكس دعمًا قويًا للقضية الفلسطينية    تنس الطاولة، وداع مبكر ل عمر عصر ودينا مشرف من بطولة الأبطال    هل قتل سفاح التجمع زوجته الأولى؟.. تحريات مكثفة حول الواقعة    بعد تحذير المحافظات منها، ماهي سمكة الأرنب ومخاطرها على الصحة    الموت يفجع المطرب الشعبي محمود الليثي    اعرف حظك وتوقعات الأبراج السبت 1-6-2024، أبراج الحوت والدلو والجدي    «البيطريين»: مجلس النقابة يقرر تفعيل هيئة التأديب بعضوية «عفيفي» و«سلام» (تفاصيل)    "الخشت" يشدد على التزام جميع الكليات بتنفيذ الأحكام القضائية الخاصة بالفروق المالية    لا تسقط بحال من الأحوال.. مدير عام وعظ القاهرة يوضح حالات الجمع بين الصلوات    إصابة 5 أشخاص في حادث انقلاب ميكروباص بالطريق الإقليمي    إصابة 5 أشخاص من أسرة واحدة و3 آخرين في انفجار أسطوانة غاز بكرداسة    مفتي الجمهورية ينعى والدة وزيرة الثقافة    وزير الإسكان يصدر قرارا بإزالة مخالفات بناء في الساحل الشمالي    محمد نوار: الإذاعة أسرع وأرخص وسيلة إعلام في العالم.. والطلب عليها يتزايد    محافظ كفر الشيخ: انتهاء أعمال إحلال وتجديد مئذنة مسجد أبو غنام الأثري ببيلا    استعدوا.. الأرصاد تكشف تفاصيل موجة شديدة الحرارة تتعرض لها البلاد في هذا الموعد    مركز الأزهر العالمي للفتوى: 3 أعمال مستحبة يوم الجمعة    الاعتماد والرقابة الصحية: برنامج تدريب المراجعين يحصل على الاعتماد الدولي    إسبانيا ترفض كل تقييد إسرائيلى لنشاط قنصليتها فى القدس    الناتو: سنقوم بدور أكبر في دعم وتدريب القوات الأوكرانية    مصدر أمني ينفي زيادة أي رسوم لاستخراج رخصة القيادة وتجديدها    رسميا.. مصر خالية من مرض طاعون الخيل الإفريقي    محمد شحاتة: "كنت أكل مع العساكر في طلائع الجيش.. وأبي بكى عند توقيعي للزمالك"    عمر كمال: "لا استوعب ارتدائي قميص الأهلي بعدما كنت أشجعه من خلف الشاشات"    شيكابالا: أحمد حمدي جيناته من مواليد الزمالك    عمرو الفقى عن تعاون المتحدة مع مخرجي "رفعت عيني للسما": فخور بهذا الإنجاز    محافظ أسوان يتابع تسليم 30 منزلا بقرية الفؤادية بكوم أمبو بعد إعادة تأهيلهم    التعليم العالي: معهد إعداد القادة يعقد البرنامج التدريبي لإعداد قادة التنمية المُستدامة    للمرة الأولى.. جيش الاحتلال يؤكد قيامه بعملية دقيقة وسط رفح    وزارة الصحة تستقبل سفير كوبا لدى مصر لتعزيز التعاون في المجال الصحي    في اليوم العالمي للامتناع عن التدخين، احذر مخاطره على صحتك وأطفالك    السكة الحديد تعلن تأخيرات القطارات المتوقعة اليوم الجمعة    ترقب في الأهلي لوصول عرض أوروبي رسمي لضم محمد عبد المنعم    «حق الله في المال».. موضوع خطبة الجمعة اليوم في مساجد مصر    الحوثيون: مقتل 14 في ضربات أمريكية بريطانية على اليمن    طقس الجمعة: بداية موجة شديدة الحرارة.. وعظمى القاهرة 34 درجة    طريقة عمل الريد فيلفيت، كيك لذيذ وسهل التحضير    مستشار الرئيس الأوكراني يدعو إلى رفع القيود على استخدام الأسلحة الغربية ضد الأراضي الروسية    لهذا السبب... تامر عبد المنعم يتصدر تريند جوجل    الصحة العالمية تعرب عن قلقها بسبب ارتفاع عدد حالات الإصابة بحمى الضنك    من بكين.. رسائل السيسي لكبرى الشركات الصينية    تشكيل الهلال لمباراة النصر في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين    عمر خيرت يٌبدع في حفل التجمع الخامس (صور)    تباين أسعار الذهب الجمعة 31 مايو 2024    وزير التعليم لبعض طلاب الثانوية: لا تراهن على التأخير.. هنفتشك يعني هنفتشك    الأعمال المكروهة والمستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة    الأوقاف تفتتح 10 مساجد.. اليوم الجمعة    شاهد.. الفيديو الأول ل تحضيرات ياسمين رئيس قبل زفافها    محمد شحاتة: انتظر مباريات القمة أمام الأهلي.. وجسمي قشعر عند رؤيتي جماهير الزمالك في نهائي الكونفدرالية    البابا تواضروس يستقبل وفدًا رهبانيًّا روسيًّا    حملة بايدن: ترامب ظن خطأ أنه فوق القانون    د.حماد عبدالله يكتب: حينما نصف شخص بأنه "شيطان" !!    مران منتخب مصر - مشاركة 24 لاعبا وفتوح يواصل التأهيل    «الإفتاء» توضح فضائل الحج.. ثوابه كالجهاد في سبيل الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمود الطوخي: "بوكسر" أحمد بدير فتح علينا أبواب جهنم

مفارقة غريبة يعيشها الكاتب المسرحي محمود الطوخي مؤلف عرض "غيبوبة" ما بين الشعور بنجاح العرض وحالة الهجوم والانتقاد اللاذع الذي يواجهه من جانب النقاد، إلا أن نجاح العرض في الإسكندرية وطنطا وتحقيقه أعلى الإيرادات حتى الآن جعله يتوقف عن التفكير، وأن يتخذ قراره بألا يكتب سوى للجمهور الذي يمثل له الشاهد الأول والأخير على نجاح أي عمل.
عن هجوم النقاد وتحقيق "غيبوبة" صدى واسع وإيرادات غير متوقعة في ذات الوقت، يقول الطوخي: "بعدما وصلت إلى سن السبعين شهدت خلالها أراء عديدة للنقاد، كنت "أتخض" من آرائهم وأهتم دائما بردود أفعالهم وذلك حتى تم عرض رواية "غيبوبة" وفوجئت بالهجوم والنقد اللاذع والغير منطقي، ولم أكن أقصد كتابة العرض بشكل كوميدي، فعندما قرأت النص هذا الأسبوع اكتشفت أنه جاد لدرجة كبيرة، إلا أن وجود الفنان أحمد بدير ساهم بشكل كبير في ظهوره بهذا الشكل، وتفاعل الجمهور معه ومع العرض أكبر دليل على نجاحه، قررت أن أكتب للجمهور فقط وليس للنقاد، وليس من المعقول أنه بعد 18 ليلة عرض وجمهور مختلف في الإسكندرية وطنطا استطعنا تحقيق نجاحا وإيرادات كبيرة، وقد طلبت من البيت الفني للمسرح أن تعرض المسرحية في العديد من المحافظات، وكانت البداية في طنطا ثم المحلة ومقرر أن يجوب محافظات السويس، الإسماعيلية، بورسعيد وحتى العرض في القاهرة في موسم عيد الفطر القادم.
- ماذا تعني بقرارك الكتابة للجمهور فقط؟
عند عرض المسرحية بالإسكندرية أصابني إحباط شديد من أراء النقاد، لكن الإقبال الشديد للجمهور على العرض حقق إيرادات وصلت ل170 ألف جنيه في 15 ليلة عرض وهى أعلى إيرادات حققها البيت الفني للمسرح في الفترة الأخيرة، وهي تعادل 10 آلاف جنيه يوميا، وهو شيء غير مسبوق في مسرح القطاع العام.
الجمهور لا يجامل أحدا، لكني اعتقدت للوهلة الأولى أن جمهور الإسكندرية ذهب للاستجمام، لكن عندما ذهبنا للعرض في طنطا في قاعة بها ألف كرسي وشهدت تزاحم شديد لمشاهدة العرض أدركت حقيقة النجاح، خاصة أنني ذهبت إلى الجمهور من دافعي الضريبة والذي يتحمل مشقة الانتقال للمسرح لمشاهدة عرض راقي وليس للاستجمام بعد الذي شاهدته خرجت من المسرح وقررت ألا أكتب إلا للجمهور.
لماذا في رأيك حقق العرض هذا النجاح؟
العرض حقق اكتساح جماهيري، وعلينا أن نتوقف ونسأل أنفسنا لماذا حقق العرض ذلك؟، هل لأن الشعب كاره للإخوان؟ أم لأن بطله فنان كوميدي بحجم أحمد بدير؟.. عن نفسي أرى أن العرض لمس بصدق فترة ما بين الثورتين وهو يعتبر توثيق هذه الفترة هذا بالنسبة لي كمواطن مصري بسيط.
ما نوعية الانتقادات التي وجهت للمسرحية ؟
النقاد فتحوا علينا أبواب جهنم واتهمونا بالابتذال واستندوا في ذلك على مشهد يظهر فيه بدير ممسكاً "بوكسر".. أهذا هو الابتذال؟، يجب أن نعود إلى رمضان الماضي ونشاهد ما عرض على الشاشة وكان أفظع من ذلك بكثير، ولم يخرج أي ناقد ليهاجم ذلك، للأسف النقد جاء مجرد انطباعات وأمور شخصية خارجة عن نطاق العرض، وقد فوجئت بالفنان ياسر صادق المدير السابق لفرقة المسرح الحديث يقول لي أن النص لم يذهب لرئيس لجنة القراءة وهذا ليس من اختصاصي.
قد يتهم البعض العرض انتمائه لنوعية المسرح التجاري الذي يحتوي على خلطة كوميدية لجذب الجمهور.. ما رأيك؟
لقد كتبت للقطاعين العام والخاص العديد من المسرحيات، وشعرت أن القطاع العام منذ فترة يريد تقليد مسرح القطاع الخاص، وما المانع في ذلك.. ، وموضة هذه الأيام هو الاستعانة بنص لرواية عالمية ومعالجتها لجذب الجمهور الذي يهتم بهذه النوعية من الأعمال وهذه ليست لعبتي، والخلاصة أن العرض قد حقق نجاحا ولا يحتوي على ابتذال، ولو النقاد يرون أن النص ضعيفا فليعطونا نموذج أفضل من ذلك وأنا سعيد بعودة أضواء المسرح وعودة الضحك للجمهور.
لو العرض فاشل، لماذا يذهب هذا الجمهور لمشاهدته، فهل الشعب كله متخلف؟.. لم نرتكب جريمة مسرحية وهناك حالة إخلاص للعمل وحب للوطن من جانب فريق العرض انعكست على المشاهدين.
لكن عاب العرض طول فترته وحالة المط وهو ما أدى إلى الشعور بالملل نوعا ما؟
كانت فترة العرض 3 ساعات والنقاد شاهدوا أول ليلة عرض في الإسكندرية وهي كانت بمثابة بروفة نهائية، حيث أنها أول بروفة تخرج بشكل مكتمل، أنا كنت ضد دعوة النقاد ليلة الافتتاح والتي تظهر خلالها بعض العيوب في العرض، وقد شعرت أيضا بنوع من الملل لذلك قمنا بإجراء بعض التعديلات حذفنا المشهد الذي يدور داخل قسم الشرطة بما لا يخل بمضمون العرض، وقد رحب الجميع بذلك لأن العمل المكتوب ليس شيء مقدس لا يجوز التعديل عليه، والعرض أختصر الآن إلى ساعتين وثلث الساعة.
تعمد العرض إبراز السلبيات التي أفرزتها ثورة 25 يناير والتركيز عليها دون الإيجابيات؟
هذا هو المسرح والفن عامة، ففي الدراما نذكر النماذج السلبية لمحاولة إصلاحها، مثل الدور الذي تقوم به الصحافة أيضا، ونحن تعرضنا لمن حاولوا سرقة الثورة لحسابهم، لكن العرض احتوى أيضا على نماذج إيجابية مثل الطبيبة ووالدة بطل العرض وشباب تمرد.
كيف بدأت فكرت العرض حتى تبلورت في هذه المسرحية؟
أحمد بدير هو صاحب الفكرة، وهو من أسرع الأعمال التي كتبتها لكني راضي عنه تماما، العرض كتب بالكامل في 20 يوما فقط، وهو أمر غير معتاد لأني كاتب كسول، القصة بدأت عندما جاءني بدير وقال لي عن فكرة العرض عن شاب خرج إلى ميدان التحرير أثناء ثورة يناير وأصابته رصاصة فدخل في غيبوبة ويلم يفيق منها إلا قبل ثورة 30 يونيو، وقلت له على سبيل الدعابة نسميها "غيبوبة"، لم أخذ الأمر محمل الجد خاصة وأنني لم أرغب في الكتابة عن هذه الفترة، لكن إصرار بدير وكذلك المخرج شادي سرور دفعني إلى الكتابة، هنا استحضرت في ذاكرتي فيلم أجنبي قديم عن الحرب العالمية الثانية بعنوان "48 ساعة" تناول قصة جندي أعطاه العدو مخدر ليدخل في غيبوبة ليفيق بعدها ويحاولون استغلاله في أغراض عسكرية، وبدأنا ورشة عمل على العرض ولم أحضر إلا بروفة قراءة واحدة، وعندما شاهدت افتتاح العرض اقترحت حذف بعضا من مشاهد الضحك التي ليس لها هدف وكذلك المعلومات التي ذكرت أكثر من مرة.
لماذا كنت رافضا تناول هذه الفترة الصعبة رغم كونك أحد رواد مسرح "الكباريه السياسي"؟
أن تكتب عن التاريخ هو أمر في غاية الصعوبة ونحتاج لسنوات طويلة حتى نكتشف بعض الحقائق وحتى لا نعرض المشهد من منظور، ولكي نقدم هذا العمل حاولنا الإطلاع على الكثير من المستندات ومشاهدة العديد من الفيديوهات الخاصة بالثورة على الإنترنت.
ماذا عن تلقيك تهديدات تليفونية برفع دعوى قضائية بسبب تناول ممارسات "الإخوان" والإساءة لمرسي والمرشد والشاطر؟
هذه التهديدات أمر طبيعي.. أذكر أن أحدهم قال لي أنني أسيء لسمعة بناتهم، وهناك محامي هددني برفع دعوى لتناولي أشخاص لم يصدر القضاء أحكاما عليهم بعد، وكان ردي عليهم وقتها أنا أيضا لدي محامين، وعندما لم يجدوا مني خوف لم يكرروا تهديدهم.
ذكرت أن نفس الكلام هو المكتوب في تقرير الرقابة مما يدل على وجود خلايا إخوانية بها؟
هناك أشخاص تكاد تعتقد أنهم "إخوان" من تصرفاتهم، والرقابة ليست معترضة على النص لكنها خائفة لأن التفجيرات مازالت مستمرة في كل مكان، وهناك تفكير وخوف من الإرهاب، ولم يعطوني تقرير صريح بملاحظاتهم، لكن الرقيب عبد الستار فتحي كتب لي جواب يخلي فيه مسئوليته من العرض قائلا "ياريت متجبش سيرة حد".
ما مصير مسرحية "الشعب لما يفلسع" مع أحمد بدير أيضا؟
هذا النص كان مكتوبا في فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك، وهو نص جيد لكن ليس وقته، وقد فكرنا في إجراء تعديلات عليه سواء مع المخرج خالد جلال أو المخرج شادى سرور بعد ذلك لكني قلت أن الحل الوحيد لخروج العمل للنور أن يعود مبارك للحكم مرة ثانية خاصة وأن العرض يتناول تعرض الشعب للظلم على يد الحاكم لذلك هرب منه.. عن نفسي اكتفيت بطبع الرواية في كتاب وتقديمه على مسرح الجامعة عام 2007 وحصلت وقتها على أفضل مسرحية.
مفارقة غريبة يعيشها الكاتب المسرحي محمود الطوخي مؤلف عرض "غيبوبة" ما بين الشعور بنجاح العرض وحالة الهجوم والانتقاد اللاذع الذي يواجهه من جانب النقاد، إلا أن نجاح العرض في الإسكندرية وطنطا وتحقيقه أعلى الإيرادات حتى الآن جعله يتوقف عن التفكير، وأن يتخذ قراره بألا يكتب سوى للجمهور الذي يمثل له الشاهد الأول والأخير على نجاح أي عمل.
عن هجوم النقاد وتحقيق "غيبوبة" صدى واسع وإيرادات غير متوقعة في ذات الوقت، يقول الطوخي: "بعدما وصلت إلى سن السبعين شهدت خلالها أراء عديدة للنقاد، كنت "أتخض" من آرائهم وأهتم دائما بردود أفعالهم وذلك حتى تم عرض رواية "غيبوبة" وفوجئت بالهجوم والنقد اللاذع والغير منطقي، ولم أكن أقصد كتابة العرض بشكل كوميدي، فعندما قرأت النص هذا الأسبوع اكتشفت أنه جاد لدرجة كبيرة، إلا أن وجود الفنان أحمد بدير ساهم بشكل كبير في ظهوره بهذا الشكل، وتفاعل الجمهور معه ومع العرض أكبر دليل على نجاحه، قررت أن أكتب للجمهور فقط وليس للنقاد، وليس من المعقول أنه بعد 18 ليلة عرض وجمهور مختلف في الإسكندرية وطنطا استطعنا تحقيق نجاحا وإيرادات كبيرة، وقد طلبت من البيت الفني للمسرح أن تعرض المسرحية في العديد من المحافظات، وكانت البداية في طنطا ثم المحلة ومقرر أن يجوب محافظات السويس، الإسماعيلية، بورسعيد وحتى العرض في القاهرة في موسم عيد الفطر القادم.
- ماذا تعني بقرارك الكتابة للجمهور فقط؟
عند عرض المسرحية بالإسكندرية أصابني إحباط شديد من أراء النقاد، لكن الإقبال الشديد للجمهور على العرض حقق إيرادات وصلت ل170 ألف جنيه في 15 ليلة عرض وهى أعلى إيرادات حققها البيت الفني للمسرح في الفترة الأخيرة، وهي تعادل 10 آلاف جنيه يوميا، وهو شيء غير مسبوق في مسرح القطاع العام.
الجمهور لا يجامل أحدا، لكني اعتقدت للوهلة الأولى أن جمهور الإسكندرية ذهب للاستجمام، لكن عندما ذهبنا للعرض في طنطا في قاعة بها ألف كرسي وشهدت تزاحم شديد لمشاهدة العرض أدركت حقيقة النجاح، خاصة أنني ذهبت إلى الجمهور من دافعي الضريبة والذي يتحمل مشقة الانتقال للمسرح لمشاهدة عرض راقي وليس للاستجمام بعد الذي شاهدته خرجت من المسرح وقررت ألا أكتب إلا للجمهور.
لماذا في رأيك حقق العرض هذا النجاح؟
العرض حقق اكتساح جماهيري، وعلينا أن نتوقف ونسأل أنفسنا لماذا حقق العرض ذلك؟، هل لأن الشعب كاره للإخوان؟ أم لأن بطله فنان كوميدي بحجم أحمد بدير؟.. عن نفسي أرى أن العرض لمس بصدق فترة ما بين الثورتين وهو يعتبر توثيق هذه الفترة هذا بالنسبة لي كمواطن مصري بسيط.
ما نوعية الانتقادات التي وجهت للمسرحية ؟
النقاد فتحوا علينا أبواب جهنم واتهمونا بالابتذال واستندوا في ذلك على مشهد يظهر فيه بدير ممسكاً "بوكسر".. أهذا هو الابتذال؟، يجب أن نعود إلى رمضان الماضي ونشاهد ما عرض على الشاشة وكان أفظع من ذلك بكثير، ولم يخرج أي ناقد ليهاجم ذلك، للأسف النقد جاء مجرد انطباعات وأمور شخصية خارجة عن نطاق العرض، وقد فوجئت بالفنان ياسر صادق المدير السابق لفرقة المسرح الحديث يقول لي أن النص لم يذهب لرئيس لجنة القراءة وهذا ليس من اختصاصي.
قد يتهم البعض العرض انتمائه لنوعية المسرح التجاري الذي يحتوي على خلطة كوميدية لجذب الجمهور.. ما رأيك؟
لقد كتبت للقطاعين العام والخاص العديد من المسرحيات، وشعرت أن القطاع العام منذ فترة يريد تقليد مسرح القطاع الخاص، وما المانع في ذلك.. ، وموضة هذه الأيام هو الاستعانة بنص لرواية عالمية ومعالجتها لجذب الجمهور الذي يهتم بهذه النوعية من الأعمال وهذه ليست لعبتي، والخلاصة أن العرض قد حقق نجاحا ولا يحتوي على ابتذال، ولو النقاد يرون أن النص ضعيفا فليعطونا نموذج أفضل من ذلك وأنا سعيد بعودة أضواء المسرح وعودة الضحك للجمهور.
لو العرض فاشل، لماذا يذهب هذا الجمهور لمشاهدته، فهل الشعب كله متخلف؟.. لم نرتكب جريمة مسرحية وهناك حالة إخلاص للعمل وحب للوطن من جانب فريق العرض انعكست على المشاهدين.
لكن عاب العرض طول فترته وحالة المط وهو ما أدى إلى الشعور بالملل نوعا ما؟
كانت فترة العرض 3 ساعات والنقاد شاهدوا أول ليلة عرض في الإسكندرية وهي كانت بمثابة بروفة نهائية، حيث أنها أول بروفة تخرج بشكل مكتمل، أنا كنت ضد دعوة النقاد ليلة الافتتاح والتي تظهر خلالها بعض العيوب في العرض، وقد شعرت أيضا بنوع من الملل لذلك قمنا بإجراء بعض التعديلات حذفنا المشهد الذي يدور داخل قسم الشرطة بما لا يخل بمضمون العرض، وقد رحب الجميع بذلك لأن العمل المكتوب ليس شيء مقدس لا يجوز التعديل عليه، والعرض أختصر الآن إلى ساعتين وثلث الساعة.
تعمد العرض إبراز السلبيات التي أفرزتها ثورة 25 يناير والتركيز عليها دون الإيجابيات؟
هذا هو المسرح والفن عامة، ففي الدراما نذكر النماذج السلبية لمحاولة إصلاحها، مثل الدور الذي تقوم به الصحافة أيضا، ونحن تعرضنا لمن حاولوا سرقة الثورة لحسابهم، لكن العرض احتوى أيضا على نماذج إيجابية مثل الطبيبة ووالدة بطل العرض وشباب تمرد.
كيف بدأت فكرت العرض حتى تبلورت في هذه المسرحية؟
أحمد بدير هو صاحب الفكرة، وهو من أسرع الأعمال التي كتبتها لكني راضي عنه تماما، العرض كتب بالكامل في 20 يوما فقط، وهو أمر غير معتاد لأني كاتب كسول، القصة بدأت عندما جاءني بدير وقال لي عن فكرة العرض عن شاب خرج إلى ميدان التحرير أثناء ثورة يناير وأصابته رصاصة فدخل في غيبوبة ويلم يفيق منها إلا قبل ثورة 30 يونيو، وقلت له على سبيل الدعابة نسميها "غيبوبة"، لم أخذ الأمر محمل الجد خاصة وأنني لم أرغب في الكتابة عن هذه الفترة، لكن إصرار بدير وكذلك المخرج شادي سرور دفعني إلى الكتابة، هنا استحضرت في ذاكرتي فيلم أجنبي قديم عن الحرب العالمية الثانية بعنوان "48 ساعة" تناول قصة جندي أعطاه العدو مخدر ليدخل في غيبوبة ليفيق بعدها ويحاولون استغلاله في أغراض عسكرية، وبدأنا ورشة عمل على العرض ولم أحضر إلا بروفة قراءة واحدة، وعندما شاهدت افتتاح العرض اقترحت حذف بعضا من مشاهد الضحك التي ليس لها هدف وكذلك المعلومات التي ذكرت أكثر من مرة.
لماذا كنت رافضا تناول هذه الفترة الصعبة رغم كونك أحد رواد مسرح "الكباريه السياسي"؟
أن تكتب عن التاريخ هو أمر في غاية الصعوبة ونحتاج لسنوات طويلة حتى نكتشف بعض الحقائق وحتى لا نعرض المشهد من منظور، ولكي نقدم هذا العمل حاولنا الإطلاع على الكثير من المستندات ومشاهدة العديد من الفيديوهات الخاصة بالثورة على الإنترنت.
ماذا عن تلقيك تهديدات تليفونية برفع دعوى قضائية بسبب تناول ممارسات "الإخوان" والإساءة لمرسي والمرشد والشاطر؟
هذه التهديدات أمر طبيعي.. أذكر أن أحدهم قال لي أنني أسيء لسمعة بناتهم، وهناك محامي هددني برفع دعوى لتناولي أشخاص لم يصدر القضاء أحكاما عليهم بعد، وكان ردي عليهم وقتها أنا أيضا لدي محامين، وعندما لم يجدوا مني خوف لم يكرروا تهديدهم.
ذكرت أن نفس الكلام هو المكتوب في تقرير الرقابة مما يدل على وجود خلايا إخوانية بها؟
هناك أشخاص تكاد تعتقد أنهم "إخوان" من تصرفاتهم، والرقابة ليست معترضة على النص لكنها خائفة لأن التفجيرات مازالت مستمرة في كل مكان، وهناك تفكير وخوف من الإرهاب، ولم يعطوني تقرير صريح بملاحظاتهم، لكن الرقيب عبد الستار فتحي كتب لي جواب يخلي فيه مسئوليته من العرض قائلا "ياريت متجبش سيرة حد".
ما مصير مسرحية "الشعب لما يفلسع" مع أحمد بدير أيضا؟
هذا النص كان مكتوبا في فترة حكم الرئيس الأسبق مبارك، وهو نص جيد لكن ليس وقته، وقد فكرنا في إجراء تعديلات عليه سواء مع المخرج خالد جلال أو المخرج شادى سرور بعد ذلك لكني قلت أن الحل الوحيد لخروج العمل للنور أن يعود مبارك للحكم مرة ثانية خاصة وأن العرض يتناول تعرض الشعب للظلم على يد الحاكم لذلك هرب منه.. عن نفسي اكتفيت بطبع الرواية في كتاب وتقديمه على مسرح الجامعة عام 2007 وحصلت وقتها على أفضل مسرحية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.