أحمد الإبيارى، الذى أعاد كتابة النص وأنتجه، هو نجل الراحل أبوالسعود الإبيارى، صاحب النص الأصلى لمسرحية «سكر هانم»، وهو الذى خاض مغامرة إنتاج مسرحية فى القطاع الخاص رغم الحالة السيئة التى يعانى منها المسرح بعد ابتعاد الجمهور عنه لارتفاع أسعاره وعدم وجود نصوص جادة. «الإبيارى» الابن لم يفكر كثيراً قبل اتخاذ القرار، وعلى خشبة مسرح «الريحانى» أثبت أن الجمهور متعطش لعودة المسرح الجاد. ■ ما الذى دفعك لإعادة تقديم «سكر هانم» فى عرض مسرحى؟ - لأن لدى حنين دائما إلى الماضى، فعندما قدم هذا النص على خشبة المسرح تحت عنوان «عمتى فتافيت السكر» قبل تصويره سينمائيا حقق نجاحاً كبيراً، واستمر عرضه لمدة عشر سنوات، وتم تصويره تليفزيونياً، لكن للأسف التليفزيون المصرى سجل على شرائطها مباريات كرة قدم ونشرات أخبار فحرم الجيل الحالى من مشاهدتها، وعندما قررت إنتاج مسرحية بعد تصوير مسرحية «مرسى عاوز كرسى» لم أجد أفضل مما قدمه أبوالسعود الإبيارى، والحمد لله لاقى العرض نجاحاً لا يمكن لأحد تخيله فى ظل الظروف التى يعانى منها المسرح الخاص، لدرجة أننى تلقيت عدة عروض من القنوات الفضائية لشراء حق عرض المسرحية بعد أسبوع من افتتاحها. ■ ألا ترى أن افتتاح المسرحية فى هذا التوقيت يعتبر مغامرة؟ - بالفعل هناك مخاطرة ولكنها محسوبة، فنحن لم ننتظر قدوم موسم الصيف، لأننا نمتلك نصاً جيداً والجمهور متعطش لتلك النوعية من النصوص التى تحترم عقل الأسرة المصرية، كما أن الجمهور زهق من مشاهدة المسرحيات والأفلام المعلبة على الفضائيات، ويسعى إلى مشاهدة عرض لايف، وأنا ضد من يقول إن المسرح مات، لأن هناك الكثير من المصريين يعشقون الذهاب إلى المسرح. ■ منتجو المسرح يجدون دائماً صعوبة فى التعاقد مع نجوم.. هل واجهت هذه المشكلة فى هذا العرض؟ - لا.. لأننى وفرت كل متطلبات الممثلين المشاركين فى العرض ومنحتهم كل حقوقهم المادية وتم وضع بند فى جميع العقود بأن عرض المسرحية سيكون يومى الخميس والجمعة فقط وطوال الأسبوع فى موسم الصيف حتى يتمكنوا من تصوير أعمالهم الفنية المشاركين فيها. ■ ما حجم تدخلك فى النص الذى كتبه أبوالسعود الإبيارى؟ تدخل محدود لا يتعدى 20% حتى تتناسب أحداث المسرحية مع الظروف الحالية كما أن معظم إفيهاتها موجودة فى النص الأصلى وبالتالى لا تجد فى هذا العرض ممثلين يخرجون عن النص على خشبة المسرح، لأن المسرحية مليئة بالمواقف الكوميدية فتلك النوعية لا تسمح للممثل بالاجتهاد فى صنع إفيهات، وهذا كان السبب فى نجاح العرض لأنه لا يشعر الممثل بأنه بمفرده فى العرض بل يتعاون مع زملائه من خلال الحوار. ■ ولكن العرض لم يحمل أى رسالة جادة هل الهدف هو الضحك من أجل أضحك؟ - لا أرى مشكلة فى ذلك أنا رجل أقدم الضحك واللى عايز حاجة غير كده عليه أن يذهب إلى مسرح آخر فإضحاك الناس ليس سهلاً، وأنا لا أقدم مواعظ ومعالجة الاكتئاب الذى أصاب الشعب المصرى هو هدفى. ■ لماذا اقتصرت الدعاية للمسرحية على الفضائيات الخاصة دون التليفزيون المصرى؟ - لأن التليفزيون وضع أسعار خرافية فى كل دقيقة إعلان وألغى جميع الخصومات التى كانت تخصص للمسرحيات وتعامل مع المسرح مثل باقى السلع مثل المشروبات الغازية وغيرها، وأنا لا أعرف من اتخذ هذا القرار وما هدفه وهل يقصد تدمير المسرح، فالمسرح الخاص له دور ثقافى وسبب جذب السياح العرب إلى مصر، فشىء مؤسف أن الوكالات الإعلانية والفضائيات الخاصة تقدمان خصومات لنا فى دقيقة الإعلان، والتليفزيون المصرى لا يفعلها، ولذا أطلب من أسامة الشيخ أن ينظر فى الأمر ويقدم امتيازات للمسرح الخاص بدلاً من هذا التعسف الإعلانى.