قال سفير فلسطين لدى فرنسا هائل الفاهوم إن انضمام فلسطين إلى المحكمة الجنائية الدولية يأتي استكمالا للحراك السياسي و الدبلوماسي لوضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته حيال الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وأكد الفاهوم على أن هذه الخطوة أعطت للفلسطينيين الحق في اللجوء إلى القانون لإجبار الطرف المحتل على الالتزام بالقوانين الدولية، و في ملاحقة المسؤولين عن الاستيطان و الجرائم في غزة. وأشار إلى أن الجانب الفلسطيني يقوم بالتحرك على الساحة الدولية و السياسية و القانونية، و يعتبر أن من يخاف من القضاء هو من يخرق القانون، و هذا هو ما دفع الإسرائيليين إلى الارتباك و الانفعال من إقدام الجانب الفلسطيني على تطبيق القانون الدولي بما يتعلق بحقوقه على ارض فلسطين. وأضاف انه في هذا الإطار تم اتخاذ التدابير اللازمة لتكييف وإعادة صياغة القوانين الفلسطينية بما يتناسب مع القوانين الدولية. وذكر الفاهوم أن انضمام فلسطين للمحكمة الجنائية الدولية جاء على إثر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بمنح فلسطين صفة دولة مراقب غير عضو، لتصبح لاحقا الدولة ال123 التي تلتحق بالمحكمة الجنائية الدولية التي تتخذ من لاهاي في هولندا مقرا لها. و دعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الفلسطيني وإلى وقف دعم الإستراتيجية الإسرائيلية الانتحارية المتمثّلة في الاستيطان و استمرار الاحتلال و ضم القدس و كذلك في الممارسات المرفوضة دوليا وإنسانيا. و حول موقف فرنسا من انضمام فلسطين للمحكمة الدولية ، قال السفير الفاهوم إن الجانب الفرنسي لم يعارض هذه الخطوة و اعتبر أن هذا حق من حقوق الفلسطينيين، مشيرا أيضا إلى دعوة الانضمام التي وجهها رئيس المحكمة الجنائية الدولية لكل الدول التي لم تقدم بعد على هذه الخطوة "لان هذا إطار قانوني دولي على الجميع الالتزام به. و عما إذا كانت هناك جهود فرنسية لتحريك المفاوضات مجددا بين الجانبين الفلسطيني و الإسرائيلي، ذكر سفير فلسطين بباريس بأن الرئيس فرانسوا اولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس قد أكدا منذ العام الماضي على أن الأسلوب القديم في المفاوضات لن يؤدي إلى نتيجة و انه لابد من تغييره لتجنب الدخول في عملية تفاوضية بلا فاعلية كما جرى خلال العشرين سنة الماضية، فضلا عن تحديد فترة زمنية محددة لبلوغ اتفاق نهائي قائم على حل الدولتين على أساس حدود 1967. وأضاف أن تحقيق هذا الهدف يستلزم قرارا من مجلس الأمن ليفتح المجال أمام المفاوضات، مصحوبا بمؤتمر دولي يتم عقده بمشاركة الأطراف المعنية و الدولية الفاعلة. و تابع أن فرنسا على اتصال بالأطراف المؤثرة المختلفة في أوروبا و الولاياتالمتحدة والعالم العربي للوصول إلى صيغة تحدد المرجعيات المتفق عليها دوليا، إيمانا انه لا حل للأزمات الأخرى دون البدء بحل القضية الفلسطينية. و شدد السفير الفاهوم على أن فلسطين هي عنوان الحل و ليس المشاكل، مؤكدا على أهمية الحراك الفرنسي و الأوروبي للتوصل إلى اتفاق نهائي.