"كان الله في عونك"، هي أكثر عبارة قيلت للرئيس السيسي، بعدما تولى أمس الأول رئاسة القمة العربية في دورتها العادية السادسة والعشرين. لم يتلق السيسي التهاني!.. علامً يُهَنَّأ؟! فالأمة العربية تعركها رحا مخاطر، تهدد ليس فقط بسحق دعائم النظام العربي، بل تنذر بتفتيت دوله المحورية، وتغيير هوية بعض أهم مكوناته. غير أن الداعين للسيسي من القادة العرب بالعون الإلهي وسداد الخطى، كانوا يشعرون باطمئنان لأن المسئولية انتقلت إلي يد أمينة، صانت مصر قلب العروبة من مصير الهلاك. هموما فوق هموم، ألقيت علي كتفي الرئيس المصري، الذي صار - بجانب حربه علي الإرهاب والفقر ومعركته من أجل بناء مصر - مسئولاً عن جمع صف عربي، مازال يعاني آثار ضربة قاصمة تلقاها منذ ربع قرن في الغزو العراقي للكويت، وصار مسئولاً عن قيادة موقف تتنازعه اختلافات، في مجابهة أخطار محدقة في ليبيا واليمن وسورياوالعراق، وفي مواجهة تدخلات إقليمية ودولية تندس في مفاصل الأمة لتفكيكها وتطبق علي أحشائها لتطويعها أو تركيعها، وصار أيضا مسئولاً عن تنسيق رؤى، وبلورة مواقف تنتقل بالأمة العربية من وضع العجز عن تغيير حاضر، إلي حال القادر علي صنع مستقبل. لم يعد السيسي معقد رجاء المصريين وحدهم، بل العرب في كل مكان. ومثلما جيء به إلي مقعد رئيس مصر وهي في أسوأ أوضاع، أتي في أول قمة عربية يحضرها، ليعتلي مقعد الرئيس، والأمة في أردأ أحوال. ومثلما تحيط بالسيسي آمال مصرية عريضة، تعلق عليه مسئولية أن يجابه، وأن يغير، وأن يبني.. ترنو إليه الجماهير العربية، بتطلعات عالية، تري فيه القائد المخلًّص من أزمنة الهوان والانكسار. كان الله في عونه إزاء آمال وتطلعات أشد صعوبة في تحقيقها من اجتياز التحديات والمخاطر! "كان الله في عونك"، هي أكثر عبارة قيلت للرئيس السيسي، بعدما تولى أمس الأول رئاسة القمة العربية في دورتها العادية السادسة والعشرين. لم يتلق السيسي التهاني!.. علامً يُهَنَّأ؟! فالأمة العربية تعركها رحا مخاطر، تهدد ليس فقط بسحق دعائم النظام العربي، بل تنذر بتفتيت دوله المحورية، وتغيير هوية بعض أهم مكوناته. غير أن الداعين للسيسي من القادة العرب بالعون الإلهي وسداد الخطى، كانوا يشعرون باطمئنان لأن المسئولية انتقلت إلي يد أمينة، صانت مصر قلب العروبة من مصير الهلاك. هموما فوق هموم، ألقيت علي كتفي الرئيس المصري، الذي صار - بجانب حربه علي الإرهاب والفقر ومعركته من أجل بناء مصر - مسئولاً عن جمع صف عربي، مازال يعاني آثار ضربة قاصمة تلقاها منذ ربع قرن في الغزو العراقي للكويت، وصار مسئولاً عن قيادة موقف تتنازعه اختلافات، في مجابهة أخطار محدقة في ليبيا واليمن وسورياوالعراق، وفي مواجهة تدخلات إقليمية ودولية تندس في مفاصل الأمة لتفكيكها وتطبق علي أحشائها لتطويعها أو تركيعها، وصار أيضا مسئولاً عن تنسيق رؤى، وبلورة مواقف تنتقل بالأمة العربية من وضع العجز عن تغيير حاضر، إلي حال القادر علي صنع مستقبل. لم يعد السيسي معقد رجاء المصريين وحدهم، بل العرب في كل مكان. ومثلما جيء به إلي مقعد رئيس مصر وهي في أسوأ أوضاع، أتي في أول قمة عربية يحضرها، ليعتلي مقعد الرئيس، والأمة في أردأ أحوال. ومثلما تحيط بالسيسي آمال مصرية عريضة، تعلق عليه مسئولية أن يجابه، وأن يغير، وأن يبني.. ترنو إليه الجماهير العربية، بتطلعات عالية، تري فيه القائد المخلًّص من أزمنة الهوان والانكسار. كان الله في عونه إزاء آمال وتطلعات أشد صعوبة في تحقيقها من اجتياز التحديات والمخاطر! *** قمة شرم الشيخ العربية في توقيتها، وظروف انعقادها، والنتائج التي أسفرت عنها يمكن وصفها بقمة المناسبات والمفارقات والنوايا الطيبة، والقرار الأهم! انعقدت القمة، في مناسبة مرور 70 عاما علي إنشاء الجامعة العربية، وهي سن بواكير شيخوخة، لكن أعمالها انتهت بنجاح في «ضخ دماء الأمل والتضامن في شرايين العمل العربي المشترك» علي حد قول الرئيس السيسي في كلمته بالجلسة الختامية. والتأم جمع أكبر حشد من القادة العرب، في ظروف هي مثلما وصفها الرئيس الأحلك في تاريخ الجامعة العربية، وكان آخرها الانقلاب الحوثي علي الرئيس اليمني، وحرب الحوثيين المدعومين من إيران للاستيلاء علي المدن اليمنية تباعاً، وتسليم مفتاح أهم منفذ استراتيجي في المنطقة وهو باب المندب إلي طهران، لتستخدمه كورقة ضغط في مفاوضاتها النووية مع الغرب، وكقبضة خنق علي الدول العربية التي لا تبارك تمددها في الأرض العربية من العراق إلي سوريا إلي جنوبلبنان، وعلي رأسها مصر والسعودية. كانت النوايا قبل القمة ضبابية، في شأن التعامل مع القضية السورية، والمسألة الليبية، والأزمة في اليمن، والموقف إزاء عملية «عاصفة الحزم» التي هبت قبل 36 ساعة من اجتماع القمة. غير أن التحفظات التي أعلنت قبل افتتاح قمة شرم الشيخ، تحولت إلي تأييد، ومواقف الرفض، تبدلت إلي تحفظ مؤقت، في أثناء الجلسات المغلقة، وانتهت القمة إلي تشخيص أسباب التحديات وتحديد التدابير اللازمة لمجابهتها وبلورة أهداف، تعهد السيسي بتحقيقها خلال رئاسته للدورة الحالية للقمة عبر خطوات فعالة لا يعوزها التصميم أو الإرادة السياسية. *** أما القرار الأهم، فهو تشكيل قوة عربية مشتركة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن العربي. وجاء تبني الدول العربية لدعوة الرئيس السيسي التي أطلقها يوم 22 فبراير الماضي بإنشاء القوة، دونما اعتراض، حتي من العراق التي لم تكن قبل القمة من المحبذين لتشكيلها. كان أول عهد للعرب بالقوة المشتركة عام 1948 لخوض الحرب في فلسطين ضد العصابات الصهيونية المسلحة، وكان آخر عهد لهم بها، في عام 1973 علي جبهتي القناة والجولان. ومنذ 25 عاما، حين تشكلت قوات درع الصحراء، ثم عاصفة الصحراء، للتصدي للعدوان العراقي علي الكويت، لم تعد عصمة القرار العسكري العربي في يد العرب، إنما في يد الولاياتالمتحدة كقائدة لتحالف تحرير الكويت عام1990، ثم تحالف إسقاط صدام حسين عام 2003، ثم تحالف إسقاط القذافي عام 2012، وأخيراً التحالف الجوي لمجابهة تنظيم «داعش» في العراقوسوريا. الانضمام إلي القوة المشتركة اختياري لمن يريد من الدول العربية، ومنذ يومين بدأت الاتصالات للترتيب للإجراءات الخاصة بها. وفي يوم الأحد المقبل يلتقي الدكتور نبيل العربي الأمين العام للجامعة العربية مع الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة المصرية لبحث خطوات تشكيل القوة العربية، قبيل الدعوة إلي عقد اجتماع لرؤساء أركان الدول المشاركة فيها خلال شهر من الآن، للتباحث حول حجم هذه القوة وتسليحها وتنظيم التعاون فيما بين مكوناتها، وطرق تجميعها وحشدها، واختيار قيادتها وهيئة أركانها. *** المعلومات المتوافرة، تشير إلي أن القوة لن تتمركز في مكان واحد، وإنما ستكون تشكيلاتها ووحداتها متمركزة في دولها، بينما سيكون مقر قيادتها في عاصمة عربية هي القاهرة علي الأرجح وسيكون قائدها - في أغلب الظن - من القادة العظام في القوات المسلحة المصرية. التفاصيل الخاصة والدقيقة بشأن القوة ستتولاها هيئة من كبار الضباط العرب تحت إشراف مباشر من رؤساء أركان الدول المشاركة، وهناك مداولات خاصة بعودة منصب الأمين العام المساعد للجامعة العربية للشئون العسكرية والأمن القومي، الذي كان آخر من تولاه الفريق سعد الشاذلي رئيس أركان القوات المسلحة المصرية الأشهر. في شهر يوليو المقبل، يتم تدشين القوة العسكرية العربية المشتركة، في اجتماع ثلاثي للترويكا العربية، أي الرؤساء الثلاثة للقمة العربية السابقة، والحالية، والمقبلة وهم: الشيخ صباح الأحمد أمير الكويت والرئيس عبدالفتاح السيسي والعاهل المغربي الملك محمد السادس. الآن.. ينتقل القرار العسكري العربي إلي يد العرب، والفعل إلي أذرعهم، والنطاق إلي حيث تجابه التهديدات وتصان المصالح العليا.. والأمل أن تتحول النوايا التي تبدو طيبة، إلي أفعال نتمناها حقيقية. ومرة أخري.. كان الله في عون السيسي!