هل يوجد ما يعوق عقد القمة العربية في موعدها في بغداد؟ لقد دارت عجلة القمة بالفعل وتسلم العراق الرئاسة من ليبيا خلال اجتماعات الخبراء الاقتصاديين واجتماعات السفراء والمندوبين والتي تختتم اعمالها اليوم السبت بمقر الامانه العامة لجامعة الدول العربية.ويوجد حرص واصرار عراقي علي اكمالها.ورغم الحوادث المؤسفة التي نسمع عنها في العراق فإن مراحل عقد القمة ستتم بعون الله ومنطقة عقد القمة واقامة الوفود والقادة والزعماء مؤمنه وآمنه. وان هذه القمة ستكون بوابة العودة الكاملة للعراق الي الحضن العربي والي القيام بدوره الذي تم تغييبه ضمن منظومة العمل العربي المشترك.وايضا عودة للعرب الي العراق ..وكلانا في حاجة الي الاخروتأكيدا لعروبتنا ودورنا العربي. ماذا عن آخر موقف للمشاركات في القمة ؟ لقد تمت دعوة كل الدول العربية عدا سوريا وايران ودول الجوار.ولن تقل المشاركة من القادة والزعماء عن قمة دمشق حيث حضرها 9 من القادة.واتوقع اعلي حضور ويترواح ما بين 9-12 والاعلان عن الحضور او انابة ممثلين للقادة والزعماء الي الدول نفسها لماذا لم تتم دعوة سوريا..وهل خضع العراق لضغوط خليجية او دولية او امريكية لمنع مشاركة الرئيس بشار الاسد في ظل ما يجمع العراق وسوريا من تاريخ وجغرافيا؟ العراق ملتزم بالموقف العربي والصادر عن وزراء الخارجية العرب.وبغداد لا ترضخ لاي ضغوط او تدخلات خارجية ولا تسمح بها.بل حفاظا علي الدور العربي ومنظومة العمل العربي المشترك التزمنا بالقرارات العربية تجاه الازمة السورية وشاركنا في بعثة المراقبين بشكل ايجابي وكان اكثر من ثلث البعثة من العراقيين بل دفعنا لدعم بعثة المراقبين مليون دولار.ورفضنا فرض الحصار علي سوريا لاننا اكتوينا بناره.وما زلنا مع الحوار والمبادرة العربية لحل الازمة. البعض يقلل من قيمة القرارت التي ستخرج عن قمة بغداد؟ّ! قمة بغداد لا تملك عصا سحرية لحل المشاكل العربية الحساسة والمعقده الان.ولكنها سوف تخرج قرارات قوية ومهمة للحفاظ علي منظومة العمل العربي المشترك..وجدول الاعمال يحمل العديد من القضايا المهمة. ومن ابرز ما سيخرج عن القمة تقرير الامين العام للجامعة العربية د نبيل العربي وبه تقييم للموقف العربي من الازمة السورية ونتائج الخطوات العربية والدولية التي وصلت اليه حتي الآن. وخاصة النتائج التي توصل اليها كوفي عنان مبعوث الجامعة العربية الي سوريا.هذا الي جانب النتائج التي توصل اليها الاخضر الابراهيمي المبعوث الاممي ووزير خارجية الجزائر الاسبق ورئيس اللجنة المكلفة من القمة العربية السابقة بإعادة النظر في هيكلة منظومة العمل العربي المشترك وكيفية مواجهتها للتغيرات الاقليمية والدولية.وتضم هذه اللجنة 5 دول عربية هي مصر والعراق وليبيا وقطر واليمن وقدمت 16 توصية. وناقشتها القمة الخماسية في سرت.واتفقوا علي الاصلاح التدريجي وليس الجذري .وهذا ما سوف يعرضه الامين العام علي القمة والقادة. وسوف تعتمد القمة نظام المفوضيات والمفوضين ضمن اطار الاصلاح التدريجي. وتناقش القمة اخرالمواقف في القضية الفلسطينية بكل جوانبها.وبحث الاوضاع في 3 دول عربية هي سوريا وتطورات الاوضاع في اليمن بعد انتقال السلطة ثم تردي الاوضاع في الصومال. كما يستعرض القادة الاقتراح العراقي حول الارهاب وكيفية مواجهته. وسوف تدعو القمة الدول العربية وغير العربية التي لم توقع علي اتفاقية مكافحة الارهاب بسرعة التوقيع عليها. وسيكون امام القادة والزعماء مشروع القانون الاساسي للبرلمان العربي.وايضا تجديد الدعوة لاخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل. وجدول الاعمال يضم نحو 9 بنود بجانب اعلان بغداد والذي يحمل وجهة النظر العراقية مع القادة العرب في كل ما يدور بيننا وحولنا. تعودنا علي نتائج صاخبة بعد عقد قمتين عربيتين في بغداد..تري هل نتوقع عواصف عربية بعد قمة 2012 . قمة بغداد تأتي بعد ثورة الربيع العربي، وما تشهده المنطقة من تحولات جديدة، تحمل آمال وطموحات الشعوب العربية في التطلع نحو غد أكثر حرية وديمقراطية، وعدالة اجتماعية، بعد أن ودعت أو تخلصت من انظمة ديكتاتورية ، وأن مستقبل الأمة العربية تتهدده المخاطر وتكاد تعصف به الأزمات والمخاطر والعراقيين ينظرون إلي قمة بغداد كحدث تاريخي كبير لأنه سيكون بمثابة البوابة لعودة العراق إلي المحيط العربي،و لعب دوره المحوري في مجال العمل المشترك، و أن عراق اليوم يختلف عن عراق الأمس، وقد اسقط من اجندته ما فعله النظام السابق، ولم يعد العراق كما كان من قبل يتدخل في شئون الدول الداخلية، كما لم تعد له طموحات اقليمية يفرضها بالقوة. وأن الديمقراطية التي يعيشها العراق حاليا لاتسمح لاي جبهة أو زعيم أن يفرض رأيه قسرا علي الآخرين، ونأمل أن تكون قمة بغداد محطة انطلاق لتوحيد الجهود العربية، وإعلاء أهمية العمل العربي المشترك، وإعادة الروح للجامعة العربية، من خلال عملية الهيكلة المطروحة التي سيناقشها الملوك والرؤساء والقادة العرب بالقدر الذي يجعلها اكثر فعالية في العمل العربي المشترك، بحيث تصبح بجانب كونها تعبر عن الأنظمة الرسمية العربية، إلي مستمعة أيضا لهواجس وأحاسيس الشارع العربي وترجمته والتعبير عنه، بعد نجاح تجربتها في دعم ومساندة ثورات الربيع العربي. محمد الشرايدي