بقدر ما أحزنني صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بقبول الطعن المقدم من نقابة الصحفيين علي حكم القضاء الإداري بوقف إجراء انتخابات الصحفيين بما يعني إجراء الانتخابات اليوم في موعدها المحدد لاختيار النقيب والتجديد النصفي للأعضاء، بقدر ما زهوت بقدرة هذه النقابة العجيبة علي الانتصار لنفسها ولقانونها ولأبنائها. لا أخفيكم سرأً ان رغبة حارقة انتابتني في التخلص من بعض الوجوه الباقية بالمجلس، وكان ذلك ممكناً لو تم قبول الدعوي المرفوعة بوقف انتخابات التجديد النصفي وإجرائها علي كامل أعضاء المجلس. لكن تتواري هذه الرغبة الضيقة أمام سلطان قانون النقابة الثابت منذ عام 1970وأهمية احترامه وعدم الإطاحة به. أمام هذا السلطان تتعاظم أهمية اكتمال الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليوم، ليثبت أصحاب القلم وقادة الرأي العام انهم قادرون علي إحداث التغيير، والوقوف أمام دعاوي الانهزامية، ومواجهة محاولات تغييب جمعيتهم العمومية عن المشهد في الوقت الذي تصاغ فيه أهم ملامح مستقبلهم وتشريعاتهم المهنية. اكتمال الجمعية العمومية اليوم سيكون دليلاً علي قدرة الصحفيين علي اقتناص اللحظة والإمساك بتلابيب المستقبل حتي لا نتركه فريسة في يد ربع الجمعية العمومية لنفيق علي أن اهمالنا وتواكلنا أدي بحفنة منا إلي العبث بمقدرات المهنة والنقابة فنعض بعدها بنان الندم ونبكي علي اللبن المسكوب. إن احتشادنا اليوم في نقابتنا واكتمال جمعيتنا العمومية سيكون تأكيداً من الصحفيين علي أنهم جديرون بنقابتهم تلك التي طالما كانت عصية علي الاحتواء أوالتطويع أو الكسر.أما غيابهم فإنه خيانة لأنفسهم أولاً ولماضيهم وحاضرهم وتفريط في مستقبلهم أيضاً. إن انتخابات الصحفيين لطالما كانت عنصر انتباه ومحط اهتمام حتي لدي الدول الخارجية.ففي واحدة من ذكريات نقيب النقباء الراحل الأستاذ كامل زهيري حكي تأكيداً علي أهمية انتخابات نقابة الصحفيين أنه قبل ثورة 1952 كانت السفارتان الأمريكية والبريطانية توليان اهتماماً لافتاً لانتخابات الصحفيين لدرجة انهما اعتادتا علي إرسال مندوبين يرابطون أمام سور الكنيسة المقابلة لمبني النقابة، فقط، لمراقبة أجواء الانتخابات وإرسال التقارير لسفارتيهم. وحديثاً حين وقع المتغير المزلزل في 2003 بنجاح نقيب من خارج منظومة مرشحي الدولة هو الأستاذ جلال عارف صاحب شعار الاستقلال، تسابق سفراء دول الاتحاد الأوروبي للالتقاء به والتعرف عليه. وفي اجتماع طال اكثر من ثلاث ساعات حاول هؤلاء السفراء سبر أغوار النقيب الجديد لا بصفته الشخصية، ولكن لرصد أبعاد هذا المتغير الجديد عليهم الذي حطم حالة الثبات التي كانت سائدة. وما بين سنوات المَلَكية وبواكير الألفية الثانية كانت للصحفيين معارك تاريخية، بمثابة معالم في طريق دفاعهم عن نقابتهم وحرياتهم وحريات المجتمع بأسره فقد كان هدير جمعيتهم العمومية هو الذي واجه محاولات السادات تحويل النقابة إلي ناد في السبعينات، وهوأيضاً الذي حال دون إقرار القانون 96 لسنة 96 سيئ السمعة في التسعينات. هذا الهدير هو الذي يجب أن يرج اليوم عنان السماء ليقف بالمرصاد أمام أي محاولة لهز ثقة الصحفيين في الكيان النقابي، وأمام محاولات البعض إساءة استخدام القانون لإدخال النقابة في نفق مظلم بالطعون والطعون المضادة خدمة لمصالح جماعات خفية وبيد بعض المنتسبين ظلماً لمهنة الصحافة. اليوم، ونحن علي مشارف البدء في تنفيذ استحقاقات تشريعية مهمة عقب الانتهاء من الدستور، تواجه الجماعة الصحفية عدة مهام مبدئية أهمها التصدي لرجال المال مجهولي الهوية ومقطوعي النسب للمهنة ومنعهم من التسلل إلي مؤسسة النقابة، وإحباط مخططاتهم للسيطرة علي منظومة الإعلام، والأهم من كل ذلك ان تكون للصحفيين اليد الطولي في عملية تغيير منظومة الإعلام ووضع التشريعات المنظمة للعمل الصحفي، وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي. بقدر ما أحزنني صدور حكم المحكمة الإدارية العليا بقبول الطعن المقدم من نقابة الصحفيين علي حكم القضاء الإداري بوقف إجراء انتخابات الصحفيين بما يعني إجراء الانتخابات اليوم في موعدها المحدد لاختيار النقيب والتجديد النصفي للأعضاء، بقدر ما زهوت بقدرة هذه النقابة العجيبة علي الانتصار لنفسها ولقانونها ولأبنائها. لا أخفيكم سرأً ان رغبة حارقة انتابتني في التخلص من بعض الوجوه الباقية بالمجلس، وكان ذلك ممكناً لو تم قبول الدعوي المرفوعة بوقف انتخابات التجديد النصفي وإجرائها علي كامل أعضاء المجلس. لكن تتواري هذه الرغبة الضيقة أمام سلطان قانون النقابة الثابت منذ عام 1970وأهمية احترامه وعدم الإطاحة به. أمام هذا السلطان تتعاظم أهمية اكتمال الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اليوم، ليثبت أصحاب القلم وقادة الرأي العام انهم قادرون علي إحداث التغيير، والوقوف أمام دعاوي الانهزامية، ومواجهة محاولات تغييب جمعيتهم العمومية عن المشهد في الوقت الذي تصاغ فيه أهم ملامح مستقبلهم وتشريعاتهم المهنية. اكتمال الجمعية العمومية اليوم سيكون دليلاً علي قدرة الصحفيين علي اقتناص اللحظة والإمساك بتلابيب المستقبل حتي لا نتركه فريسة في يد ربع الجمعية العمومية لنفيق علي أن اهمالنا وتواكلنا أدي بحفنة منا إلي العبث بمقدرات المهنة والنقابة فنعض بعدها بنان الندم ونبكي علي اللبن المسكوب. إن احتشادنا اليوم في نقابتنا واكتمال جمعيتنا العمومية سيكون تأكيداً من الصحفيين علي أنهم جديرون بنقابتهم تلك التي طالما كانت عصية علي الاحتواء أوالتطويع أو الكسر.أما غيابهم فإنه خيانة لأنفسهم أولاً ولماضيهم وحاضرهم وتفريط في مستقبلهم أيضاً. إن انتخابات الصحفيين لطالما كانت عنصر انتباه ومحط اهتمام حتي لدي الدول الخارجية.ففي واحدة من ذكريات نقيب النقباء الراحل الأستاذ كامل زهيري حكي تأكيداً علي أهمية انتخابات نقابة الصحفيين أنه قبل ثورة 1952 كانت السفارتان الأمريكية والبريطانية توليان اهتماماً لافتاً لانتخابات الصحفيين لدرجة انهما اعتادتا علي إرسال مندوبين يرابطون أمام سور الكنيسة المقابلة لمبني النقابة، فقط، لمراقبة أجواء الانتخابات وإرسال التقارير لسفارتيهم. وحديثاً حين وقع المتغير المزلزل في 2003 بنجاح نقيب من خارج منظومة مرشحي الدولة هو الأستاذ جلال عارف صاحب شعار الاستقلال، تسابق سفراء دول الاتحاد الأوروبي للالتقاء به والتعرف عليه. وفي اجتماع طال اكثر من ثلاث ساعات حاول هؤلاء السفراء سبر أغوار النقيب الجديد لا بصفته الشخصية، ولكن لرصد أبعاد هذا المتغير الجديد عليهم الذي حطم حالة الثبات التي كانت سائدة. وما بين سنوات المَلَكية وبواكير الألفية الثانية كانت للصحفيين معارك تاريخية، بمثابة معالم في طريق دفاعهم عن نقابتهم وحرياتهم وحريات المجتمع بأسره فقد كان هدير جمعيتهم العمومية هو الذي واجه محاولات السادات تحويل النقابة إلي ناد في السبعينات، وهوأيضاً الذي حال دون إقرار القانون 96 لسنة 96 سيئ السمعة في التسعينات. هذا الهدير هو الذي يجب أن يرج اليوم عنان السماء ليقف بالمرصاد أمام أي محاولة لهز ثقة الصحفيين في الكيان النقابي، وأمام محاولات البعض إساءة استخدام القانون لإدخال النقابة في نفق مظلم بالطعون والطعون المضادة خدمة لمصالح جماعات خفية وبيد بعض المنتسبين ظلماً لمهنة الصحافة. اليوم، ونحن علي مشارف البدء في تنفيذ استحقاقات تشريعية مهمة عقب الانتهاء من الدستور، تواجه الجماعة الصحفية عدة مهام مبدئية أهمها التصدي لرجال المال مجهولي الهوية ومقطوعي النسب للمهنة ومنعهم من التسلل إلي مؤسسة النقابة، وإحباط مخططاتهم للسيطرة علي منظومة الإعلام، والأهم من كل ذلك ان تكون للصحفيين اليد الطولي في عملية تغيير منظومة الإعلام ووضع التشريعات المنظمة للعمل الصحفي، وتفعيل ميثاق الشرف الصحفي.