رئيس جامعة قناة السويس يتفقد كلية طب الأسنان (صور)    وزير الرى: احتياجات مصر المائية تبلغ 114 مليار متر مكعب سنويا    تقديم معهد معاوني الأمن 2024.. الشروط ورابط التقديم    بالصور.. مركز إعلام أسوان يحتفل بعيد العمال    تعليم البحيرة: 196 ألف طالب وطالبة يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية وأولى وثانية ثانوي    بنك التعمير والإسكان يرعى الملتقى التوظيفي الخامس عشر    الرئيس السيسي مازحا مع مصطفى مدبولي عن محطة "الحمام": ما تسموا اسم غير ده    وزير التعليم يستقبل الأمين العام للمدرسة الرقمية (تفاصيل)    مرسيدس تتخلى عن خطة إنتاج سلسلة موديلات تقتصر على السيارات الكهربائية اعتبارا من 2028    جامعة بني سويف التكنولوجية تفوز بجائزة التميز في تكنولوجيا البيئة والطاقة الخضراء    وزير الخارجية سامح شكري يتلقى اتصالاً من وزير الخارجية الأمريكي    " فاينانشيال تايمز": آمال بايدن الانتخابية تتراجع مع ارتفاع الأسعار والتضخم مرة أخرى    روسيا: مقتل15 شخصا على الأقل في هجوم على مجمع سكني في بيلجورود    وزيرة التضامن تشارك في أعمال المنتدى الدولي لريادة الأعمال ومبادرة العيش باستقلالية بالبحرين    وزيرة خارجية جنوب إفريقيا: نطمح في وقف إطلاق نار دائم بغزة    كاماكو حكما لمواجهة مصر ضد بوركينا فاسو بتصفيات كأس العالم.. وإسماعيل أمام بيساو    ضبط قائد السيارة المتسبب في وفاة مواطن عقب عبوره الطريق بالنزهة    ضبط 600 لتر سولار قبل بيعها في السوق السوداء بقنا    إحالة المتهم بقتل جاره بالأميرية إلى محكمة الجنايات    ما هو موعد عيد الاضحى 2024 في الجزائر؟    مدحت العدل: ليس مطلوب من محمد هنيدي أن يقدم أعمالاً ناجحة    مناظرة بين إسلام بحيري وعبد الله رشدي يديرها عمرو أديب.. قريبا    ما حكم عدم الوفاء بالنذر؟.. الإفتاء توضح    الرعاية الصحية: لدينا 13 ألف كادر تمريضي بمحافظات التأمين الصحي الشامل    السيسي: تطوير الطرق هدفه تعظيم الاستفادة من الأراضي الصالحة للزراعة    وزير الإسكان يُصدر قراراً بحركة تكليفات جديدة وتنقلات بعددٍ من أجهزة المدن    برعاية الرئيس.. مصر تستضيف الاجتماعات السنوية المشتركة للهيئات المالية العربية لأول مرة    بدءا من 10 يونيو.. السكة الحديد تشغل قطارات إضافية استعدادا لعيد الأضحى    مد فترة التقديم على وظائف المدارس التطبيقية الدولية حتى 20 مايو الجاري    تشمل 13 وزيرًا.. تعرف على تشكيل الحكومة الجديدة في الكويت    الرئيس السيسي يوجه بتعديل اسم محطة "الحمام" لتحلية المياه    الرئيس السيسي عن تطوير مسجدي السيدة زينب والحسين: بيت ربنا ما يتعملش إلا صح    توقعات برج العقرب من يوم 13 إلى 18 مايو 2024: أرباح مالية غير متوقعة    خلال 12 يوم عرض بالسينمات.. فيلم السرب يتجاوز ال24 مليون جنيه    وزير الثقافة الفلسطيني السابق: موشي ديان هو أكبر سارق آثار في التاريخ    عودة أنشطة حديقة الفنون بمناسبة بدء الإجازة الصيفية    مصر تُبلغ "رسالة" لوسطاء مفاوضات غزة.. مصدر رفيع المستوى يكشفها    عبدالرزاق يفتتح أعمال الجلسة العامة للشيوخ لمناقشة السياسات المالية والضريبية    ريال مدريد يستعد لدورتموند.. وأتلتيكو يأمل في حسم بطاقة دوري الأبطال    بالفيديو.. لماذا حج سيدنا النبي مرة واحدة؟.. أمين الفتوى يجيب    بنك التعمير والإسكان يرعى الملتقى التوظيفي 15 بجامعة أكتوبر للعلوم الحديثة    شعبة الأدوية توجه نداء عاجلا لمجلس الوزراء: نقص غير مسبوق في الأدوية وزيادة المهربة    "صدر المنصورة" تحصد المركز الأول ضمن فعاليات مؤتمر جميعة الأمراض الصدرية    وكيل تعليم الشرقية: لا شكاوى من امتحانات الفصل الدراسي الثاني لمراحل النقل    موقف السولية وعبد القادر من المشاركة في نهائي إفريقيا    دعبس: لا خلاف بين فيوتشر وتامر مصطفى.. وجنش من ركائز الفريق الرئيسية    وزير الإسكان يتفقد سير العمل بمشروع سد «جوليوس نيريري» الكهرومائية بتنزانيا    تداول 15 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة و806 شاحنات بموانئ البحر الأحمر    اليوم.. «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية في ديرمواس ضمن «حياة كريمة»    للسيدات.. تعرفي على أعراض سرطان المبيض    الترسانة يواجه ديروط لحسم بطاقة التأهل الأخيرة لترقي الممتاز    تعرف على الحالة المرورية بالقاهرة والجيزة    الافتاء توضح حكم ارتداء المرأة الحجاب عند قراءة القرآن    أرتيتا يثني على لاعبي أرسنال    فضل الأشهر الحرم في الإسلام: مواسم العبادة والتقرب إلى الله    سيناتور أمريكي مقرب من ترامب يطالب بضرب غزة وإيران بسلاح نووي    الأقصر تتسلم شارة وعلم عاصمة الثقافة الرياضية العربية للعام 2024    ليس الوداع الأفضل.. مبابي يسجل ويخسر مع باريس في آخر ليلة بحديقة الأمراء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



السيسي ل"الشرق الأوسط": أمن مصر يمر عبر دول الخليج وعلاقتنا بالسعودية "إستراتيجية"
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 28 - 02 - 2015

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أمن مصر الإقليمي يمر عبر دول الخليج، كما أن علاقة مصر والسعودية، علاقة إستراتيجية بامتياز.
وقال السيسي، " إننا في مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب في سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل".
وأضاف الرئيس السيسي في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط الدولية في طبعتها السعودية ونشر السبت 28 فبراير " لدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين".
وأعرب الرئيس عن أمله في أن يحقق للمصريين ما يتناسب مع تطلعاتهم وطموحاتهم وبما يضمن حصول كل مواطن على كامل حقوقه، مؤكدا أن الشعب المصري واع ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما.
وتابع، " منذ 30 يونيو وحتى اليوم الوضع العام المصري يتحسن يوما بعد يوم، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بالرأي العام الذي استوعب الدرس وفهم ما يحاك ضد بلاده، سوف نستمر في دعم الشباب واستيعابهم في كل مواقع الدولة المصرية".
وأكد الرئيس السيسي أن علاقة مصر والمملكة علاقة إستراتيجية بامتياز، وتعد ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.. منوها بالمواقف المشرفة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تجاه مصر منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر، وحرص مصر على استكمال وتطوير مسيرة العلاقات المتميزة مع الملك سلمان.
وحذر الرئيس السيسي من الخطر الذي يواجه المنطقة العربية، معربا عن أمله في أن تعود كل الدول العربية لما كانت عليه من قوة تزيد رصيد الصلابة للجسد العربي.
وردا على سؤال عن مدى تحقيق وعده بعد 8 أشهر من انتخابه رئيسا لمصر، بالنسبة لتحقيق الحرية والعدالة، قال الرئيس السيسي " رحلة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ممتدة حتى تتحقق؛ لأن مراحلها كبيرة في بلد تعداد سكانه 90 مليون نسمة، ولعل السؤال هنا: هل الإرادة الشعبية تصب في كل هذه المطالب لتحقيقها؟ وإجابتي: إنني أقدّر كثيرا الشعب المصري وأتمنى أن أفعل كل شيء للمصريين، وبما يتناسب وتطلعاتهم وطموحاتهم وبما يضمن حصول كل مواطن على كامل حقوقه".
وعن الذي تحقق في الفترة الماضية ، قال الرئيس السيسي" أستطيع القول إن مصر مرت بحالة ثورة خلال 4 سنوات ماضية، إلا أن الشعب المصري واع جدا ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما، وبالتالي لا بد أن نعترف أننا سنأخذ وقتا في ذلك، لكننا قمنا أولا بالحفاظ على دولة المؤسسات ودعمها، بعد أن تعرضت لهزة كبيرة على مدار ثورتي 25 يناير و30 يونيو".
وأوضح،" وبالتالي كان لا بد أن تستعيد مكانتها وأن نقوم بتحسين أداء الدولة، وإدارة دولة مثل مصر بحاجة لتوازنات وأولويات حتى تستقر كل الأوضاع.. خذ مثلا قضية صحافيي قناة "الجزيرة"، لا يوجد مسؤول في الدولة يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ولأننا نحترم القضاء أولا وسلطته كذلك، فكان لا بد أن ننتظر حتى يقول القضاء كلمته وبعد ذلك أستخدم صلاحياتي لإنهاء الموضوع؛ لأن صلاحياتي تبدأ بعد انتهاء المحاكمة وليس خلالها".
وحول أهم إنجازات الرئيس خلال الثمانية أشهر الماضية قال، "ما قمنا به خلال ثمانية أشهر ليس بالقليل، لدينا مثال في مشروع قناة السويس الجديدة مفترض أن يستغرق تقريبا 5 سنوات، ولكننا وعدنا بتنفيذه خلال عام وسيفتتح في شهر أغسطس المقبل، وهذا العمل يعزز قدرة مصر كشريك للتجارة العالمية من خلال قناة السويس؛ المثال الثاني: العمل على إنشاء شبكة قومية للطرق بطول 3600 كيلومتر والانتهاء منها أيضا خلال شهر أغسطس المقبل مع رفع أداء شبكة الطرق القديمة".
وأضاف،" ثالثا: وضعنا خريطة إدارية للمحافظات يمكن من خلالها إضافة أراض جديدة بواجهة صحراوية وواجهة أخرى على الشواطئ، ما يسمح بزيادة القدرة الاستثمارية للمحافظات وتوسيع مساحتها حتى أزمة الكهرباء استطعنا التخفيف من حدتها بإضافة 360 ميجاوات على الشبكة، ونقوم حاليا بعمل دراسات دقيقة لزراعة 4 ملايين فدان والبداية ستكون بمليون فدان".
وتابع،" وفي الوقت نفسه نعمل على توفير البنية الأساسية والخدمات الخاصة بهذه المساحة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية الرئيسية مثل موانئ دمياط والسويس والبحر الأحمر وبورسعيد..كل هذه الخطوات والإجراءات تمت خلال الأشهر الثمانية الماضية، ونحن حاليا في طريقنا لإنجاز كل ما تحتاجه التنمية في مصر".
وأكد الرئيس أن المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد الشهر المقبل في شرم الشيخ يعد فرصة لعرض عدة مشروعات حيوية واستراتيجية تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصري...وأضاف" سنعلن عن قانون الاستثمار الموحد وإتباع نموذج "الشباك الواحد" للتيسير على المستثمرين، فضلا عن تسوية الأزمات التي كانت تحدث مع المستثمرين والتي نعترف أنها أفقدتهم جزءا من الثقة، كما نقوم بعمل ذلك مع المستثمرين على المستوى المحلي والعربي والدولي، ويجب ألا ننسى أن الأربع سنوات الماضية كانت لها ظروفها الاستثنائية".
وردا على سؤال عن جهود الرئيس السيسي لتحسين حياة المواطن المصري بعد المشاكل الاقتصادية التي عانت منها بعد ثورتي 25 يناير2011 و30 يونيو 2013 قال الرئيس السيسي" في الوقت الذي استطاع المصريون فيه تغيير وضع سياسي في بلادهم والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، كان لا بد من ثمن اقتصادي وأمني دفعه ال 90 مليون مصري وما زالوا يدفعونه، وبصراحة لولا وقوف الأشقاء معنا وإلى جوارنا باستمرار، ولهم كل التقدير في المملكة العربية السعودية ودولتي الإمارات والكويت، ما كان لنا أن نصمد إلا بوقوفهم مع الشعب المصري".
وأضاف قائلا،" دعني أقل لك وبصراحة إن سقوط مصر لا قدر الله يعني سقوط المنطقة، هل تعلم أن 65 % من المصريين من الشباب أقل من 40 عاما؟ وهذا يعني أنهم جميعا لديهم الأمل في الحياة والتعليم والصحة والسكن المناسب، وهذا بالتأكيد يحتاج جهدا كبيرا، والمصريون بالطبع لديهم وعي كبير وتحملوا وتحلوا بالصبر لمواجهة كل هذه التحديات، وبالتالي لا بد لهم أن يجدوا نتيجة صبرهم".
وعما تنتظره مصر من المؤتمر الاقتصادي قال الرئيس السيسى "أولا نبذل كل الجهد لتجهيز أنفسنا لاستقبال المستثمرين والأصدقاء والأشقاء، وكما تعلم أن فكرة المؤتمر كانت منذ البداية سعودية حينما أعلن المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم مصر، إلى أن وصلنا لأن يكون المؤتمر للدفع باستثمارات لدعم الاقتصاد المصري، واليوم نعمل على ضبط البنية التشريعية لحل المشكلات العالقة التي تناسب مناخ الاستثمارات، وتختصر الإجراءات البيروقراطية؛ لأننا نعمل على إنجاح المؤتمر وما بعده من تنفيذ للسير نحو ما نريد وننتظر.
وحول ما ينتظره من أشقائه في دول الخليج في هذا المؤتمر قال الرئيس السيسى "حجم التحديات في مصر كبير، وبالتالي من الصعب الإجابة عن هذا السؤال..إننا نثق في أشقائنا في الخليج وفي أصالة مواقفهم المشرفة إزاء مصر وشعبها، ونتطلع إلى مساهماتهم الفاعلة في هذا المؤتمر والتي ستعود بالنفع وتحقق مصالح الجانبين".
وعن جهود جذب الاستثمارات العربية، قال الرئيس السيسى " الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بدأوا في العودة للاستثمار في مصر؛ لأن المناخ أصبح أفضل من ذي قبل وكذلك الاستقرار أفضل، وأقول من خلال جريدة "الشرق الأوسط" إن بلادكم في انتظاركم وهي في أمن وأمان، وأقول أيضا عندما يلقي الإعلام الضوء على مشكلة فإن هذا لا يعني أن البلاد كلها على هذا النمط وإنما مجرد حالات فردية، لا أقصد طبعا أن الإعلام مضلل، ولكن أقصد أن وسائل الإعلام تركز على حدث وحيد فيظن من هو خارج مصر أن الدولة كلها على نمط هذا الحدث".
وعن علاقات الرياض مع القاهرة قال الرئيس السيسى، "نحن في مصر نؤمن أن العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية بامتياز، وهي ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والمسؤولون في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، الذي أدرك بحسه الاستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه، وقد سار على الدرب كل أبناء الملك بنفس الحرص والرغبة والقدرة على التنفيذ المخلص والأمين وبما يحافظ على هذه العلاقة الممتدة عبر السنين".
وعن العلاقة مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز قال الرئيس السيسى " إننا ننظر دون شك للعلاقة مع العاهل السعودي، نظرة تحمل كل تقدير واحترام، ولن تنسى له مصر مواقفه المشرفة منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي.
وأضاف" أستطيع أن أؤكد أننا سنعمل ليس للحفاظ على العلاقات فقط، وإنما لتطويرها مع تنفيذ كل الالتزامات أمام شعوبنا، بما يتسق ويتناسب مع المسؤولية التي نتحملها؛ نظرا للمخاطر الحقيقية التي تهدد الوطن العربي، ونظرا لكل ما يحاك ضدنا وما يحدث من حولنا، يجعلني أقول دائما يجب أن نعمل معا حتى نحافظ على بلادنا وشعوبها".
وعن زيارته الأحد 29 فبراير، للسعودية، في أول زيارة رسمية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، وما الذي سيتم مناقشته في الرياض، قال الرئيس السيسى، "ستكون لدينا مباحثات مهمة وبناءة، سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب".
وقال الرئيس السيسي في رد على سؤال، " في ظل العلاقة المتوترة بين دول الخليج العربي وإيران، كيف تنظرون لعلاقتكم مع طهران؟،" لدينا 4 عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج، الأول، أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، والثاني، أمن الخليج خط أحمر، والمحور الثالث: "مسافة السكة" التي تحدثت عنها سابقا، أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة".
وأضاف، " تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد".
وفى سؤال هل "مسافة السكة" لا زالت نفس المسافة السابقة قال الرئيس السيسى " أكيد ولماذا تتغير؟ "وخلي بالك" عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا في الأزمة التي مرت بمصر، فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شيء في الأمر لا اليوم ولا غدا".
وفي رد على سؤال بشأن احتياج مصر لذبح 21 من أبنائها في ليبيا حتى تعلم أن خطر الإرهاب ينهش في حدودها الغربية قال الرئيس السيسى، "الإجابة على هذا السؤال يجب أن تسمعها من الآخرين وليس منا؛ لأنني شخصيا حذرت ومنذ عامين في خطابات كثيرة، عربيا ودوليا، من أن هناك خطورة من المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق وكذلك ليبيا، وحذرت وأبديت مخاوفي من تحول المنطقة إلى ساحة جاذبة للإرهاب".
وأضاف" وما زلت أحذر من المخاطر الحقيقية مع استمرار الوضع على ما هو عليه، ولذا طالبت بأن يكون العمل جماعيا حتى نستعيد الأمن؛ لأن استعدادنا معا يطرد الإرهاب من بلادنا، أما تركنا له فهو يعزز من اشتعال البيئة الحاضنة للإرهاب في كل مكان، في مصر والعالم العربي وحتى في دول الخليج".
وفى رد على سؤال "لكنكم تحفظتم على المشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب في العراق وسوريا واكتفيتم بمشاركة رمزية..قال الرئيس السيسى " اسمح لي أن أقول إن وصف التحفظ كلمة غير دقيقة، وسبق أن أعلنت مصر منذ اليوم الأول أنها مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأكدت ضرورة أن تكون المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين إستراتيجية وشاملة؛ لأن العمل العسكري والأمني فقط غير كاف، والأكثر من ذلك أننا في مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب في سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل".
وحول كيفية القضاء على تنظيم "داعش" قال الرئيس السيسى " الإجابة عن هذا السؤال تكون من خلال وحدتنا، والتي أعتبرها أول خطوة على طريق القضاء على الإرهاب، والوحدة هنا بمعنى التنسيق والتعاون الشامل في كل المجالات، لأنني أرى أن الخطة الأمنية والسياسية لا يمكن اختزالها في عمل عسكري وأمني فقط، وإنما الدفع بإجراءات موحدة وقوية تمثل أيضا عملا رادعا في المنطقة".
وأضاف،" لدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين"، وتابع قائلا " لا بد من التحرك الجماعي وأعني دورا عربيا مشتركا ولا يقتصر على الدور السعودي والمصري والإماراتي كل على حدة، لا أنا شخصيا، ولا مصر، لا نبحث عن "دور" وإنما عن "حالة" عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات.
وقال الرئيس السيسي نحن نتشاور مع أشقائنا بشأنها وهي قوة عربية مشتركة".
وحول رؤيته لوضع "الجماعة" بعد كل التحولات التي مرت بمصر والمنطقة، وهل يمكن عودتها للمشهد السياسي مرة أخرى قال الرئيس السيسي " هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام، وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورا".
وقال الرئيس في رد على سؤال" هل تضغط عليكم جهات غربية لعودة "الإخوان" مرة أخرى؟، "لا بد أن يعلم الجميع أنه وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما المصريون، من الصعب أن يحدث مثل هذا الضغط على دولة مستقلة مثل مصر، مع التأكيد بأن مصر تدفع ثمنا غاليا نتيجة رفضها للتدخلات الخارجية".. و اضاف "إن الإخوان المسلمين تلاعبوا بالرأي العام.. أين الدولة إذن؟،" تقصد الآن (تلاعبوا بالرأي العام) أم سابقا؟ الآن..لا.. ولك أن تسأل المواطن العادي البسيط الغاضب من كل ما فعله الإخوان بالبلاد، هناك بالفعل حالة غضب وألام مصرية منهم (الإخوان)، وعلى أية حال منذ 30 يونيو وحتى اليوم الوضع العام المصري يتحسن يوما بعد يوم، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بالرأي العام الذي استوعب الدرس وفهم ما يحاك ضد بلاده".
وحول المصالحة مع قطر قال الرئيس السيسى " أنا أسألك: قدم لي تصريحا رسميا واحدا صدر منا فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا، بكل تأكيد لن تجد تصريحا سلبيا واحدا".
وفي سؤال حول" الدوحة تلوم مصر بأن إعلامها يهاجمها بضراوة؟، قال الرئيس السيسي "الإعلام في مصر لديه هامش من الحرية، وبعد الثورة ارتفع هامش الحرية كثيرا، إلى حد أن البعض يظن أن الإعلام موجه لتأييد النظام؛ ما يتسبب في حرج للدولة المصرية؛ لأن هناك من يحسب الآراء علينا كجهات رسمية، ولكنه في الحقيقة هذه الآراء تعكس غضب وتوجهات الشعب المصري والرأي العام".
وفى سؤال مرة أخرى، ما الذي بقي من المصالحة مع قطر..قال الرئيس السيسي " كنا، ولا زلنا، ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير".
وفى سؤال بصراحة، ماذا تريدون من قطر قال الرئيس السيسى، "نحن نريد أم هم؟ نحن لا نريد شيئا، هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله سوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل عن 50 عاما.
وبشأن التصريحات التركية الرسمية ضد الدولة المصرية، قال الرئيس السيسي "هيبة الدول بقدرتها وقوتها، أما التلاسن والإساءة للآخرين والشعوب فليسا من قيم وشيم الدول القوية..نحن نتحدث عن علاقة مع شعبين سواء قطر أو تركيا، ونحن نؤمن بأن البقاء للعلاقات بين الشعوب، أما الإساءات والتلاسن فنحن في مصر قد تجاوزناها في علاقاتنا مع الآخرين، ومن يسيء للآخرين فهو يعبرعن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقيمتنا".
وعن اعتقاده بأن هناك وسائل إعلام تستهدف الدولة المصرية وعما إذا كان يرى أن المنطقة العربية أصلا مستهدفة أم لا، قال السيسى إن الركائز التي تستند إليها المنطقة العربية مستهدفة والقارئ والمواطن العربي يعرف ذلك".
وحول سد النهضة وكيفية رؤية انفراج الأزمة في ظل الإصرار الإثيوبي على ذات الموقف، قال الرئيس السيسى " لقد أوضحنا للإخوة في إثيوبيا موقفنا، وأكدنا الحفاظ على حقوق الدولة المصرية، وكذلك احترامنا لحقهم في التنمية، وهناك تفهم مشترك ونقوم من خلال التشاور الدائم وصولا إلى تحويل التفاهم إلى صيغة ملزمة للطرفين، نحن نسير على الطريق الصحيح وقد شجع الجميع بما في ذلك الأشقاء العرب والأصدقاء هذا الحوار الإيجابي مع إثيوبيا".
وحول الأزمة السورية، قال الرئيس السيسى "الأزمة السورية معقدة جدا، وهناك آراء ومواقف مختلفة على أساليب المعالجة لقضية مستمرة منذ 4 سنوات ومرشحة للزيادة، وقلنا وجهة نظرنا منذ البداية وهي البحث عن حل سلمي سياسي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية..هذا عنوان الحل والذي يشتمل على المعالجة المتزنة وحل الميليشيات والعناصر المسلحة. فهل هذا حياد؟!
وحول بقاء بشار الأسد؟، قال الرئيس السيسي " هناك فرق بين البحث عن حلول أو البحث عن استمرار الأزمة لسنوات، ومعنى حل سياسي سلمي لن يكون الحل لصالح طرف واحد وإنما لصالح الجميع، وأعني المعارضة والنظام في ظل البحث عن مخرج حقيقي، ثم نبدأ في معالجة الملفات الأخطر التي تؤثر على الأمن القومي العربي".
وعما اذا كان هناك اتفاق مع المعارضة السورية على هذه الرؤية المصرية قال الرئيس السيسى " اننا نتشاور مع الجميع حول الحل السياسي السلمي، مع دول الخليج والمعارضة ولا نفعل شيئا بمفردنا".
وبشأن الوضع في اليمن؟ قال الرئيس السيسي" أستطيع القول بكل صراحة إن الأزمة اليمنية لم تأخذ منا جميعا الاهتمام الكامل، وكلنا تأخرنا في التعامل مع الأزمة اليمنية".
وحول تنامى العلاقة مع موسكو والحفاوة في استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة، وهل هي رسالة ذات مغزى لواشنطن؟ قال الرئيس السيسي،" علاقات مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو، علاقات متوازنة ومتنوعة ومنفتحة على الجميع، ولا تميل لطرف على حساب آخر..دعني أقل بوضوح" إن علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية بالنسبة لنا، ونحن في مصر نستقبل الجميع بهذه الطريقة، وهذا يعكس قيمة مصر التي تستقبل الجميع بهذه الحفاوة كما تصفها.
وأضاف" ومن جهة أخرى، فأنا أرى أن العلاقات بين الدول لم تعد تشكل سياسة المحاور كما كان سابقا وإنما التوافق في تقديرنا يجب أن يكون مع الجميع".
وفى سؤال "علاقتكم مع واشنطن مرت بتطورات وتوترات منذ 30 يونيو، إلى أين وصلت اليوم..قال الرئيس السيسى " نحن حريصون على إقامة علاقات طيبة وطبيعية مع كل دول العالم، ونحرص على شرح الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، ومن غير المعقول أن تظل الرؤية الأمريكية لمصر على ما كانت عليه، ولكن يمكن القول إن هناك تحسنا ورؤية جديدة إيجابية لما يحدث في مصر تطورت للأفضل".
وفي سؤال، هل تعتقد أن الغرب لا يفهم الحالة المصرية.. قال الرئيس السيسي " الغرب بصراحة لديه اهتمامات كثيرة، ويمكن القول إن ما حدث في 30 يونيو أمر فاجأهم بثورة شعب اختار طريقا يرتضيه، ولكن مصر منحت أصدقاءها وشركاءها الوقت والفرصة ليتفهم حقيقة الأوضاع، ولا شك أن الشركاء الأوروبيين كانوا أسرع في فهم حقيقة الأوضاع في مصر؛ نظرا لعوامل القرب الجغرافي والثقافة المتوسطية المشتركة".
وفى رد على سؤال يقول" كنت رئيسا للمخابرات العسكرية إبان نظام الرئيس السابق حسني مبارك..هل رصدتم، حينها، إشارات حول ثورة شعبية قادمة؟ قال الرئيس السيسى " بالفعل حدث هذا عندما رصدنا حركة في هذا التوجه، وتوقعت أن تحدث ثورة مصرية، حدث هذا منذ شهر أبريل عام 2010 وقبل 8 أشهر من ثورة يناير 2011، وذكرت بأن هناك ثورة قادمة لا محالة، وقدمنا كمخابرات عسكرية تقديرات واضحة، باختصار: الجيش المصري مع إرادة شعب بلاده".
وفى سؤال " إبان توليكم حقيبة الدفاع فترة حكم الرئيس المخلوع الدكتور محمد مرسي، هل نصحتموه لتجاوز الاحتقان الذي كان يشهده الشارع المصري؟ قال الرئيس السيسى، " أكيد وهذا حقه علينا، وقد سبق إخطاره 3 مرات، وقدمنا توصيات لتجاوز الأزمة وكان آخرها في مارس 2013".
وحول دور الشباب، قال الرئيس السيسي" الشباب المصري يعد القوة الحقيقية التي نعتمد عليها في الحاضر والمستقبل، ومن بينهم من شغل مواقع مسؤولة بالمحافظات كنواب محافظين ومسؤولين في المجالس المحلية وبنسبة لا تقل عن 65 في المائة، سواء كانوا من الشباب أو حتى السيدات".
وأضاف" حرصت في كل لقاءاتي مع القوى السياسية على ضرورة مشاركتهم في الحياة السياسية وصياغة المستقبل، كما تبنت رئاسة الجمهورية مشروعا قوميا لتدريب الشباب في مجموعات تضم كل مجموعة نحو 500 إلى 1000 شاب للتدريب في دورة لا تقل عن 4 أو 6 أسابيع، بهدف تأهيلهم للعمل والمشاركة في الوزارات كنواب ومساعدين للوزراء وفي البرلمان والمحافظات، ومع هذا أرى أن كل ذلك ليس كافيا، وإنما سوف نستمر في دعم الشباب واستيعابهم في كل مواقع الدولة المصرية".
وعن رؤيته لمستقبل المنطقة العربية؛ قال الرئيس السيسى "المنطقة العربية في خطر وفي أضعف حالاتها، والجسد العربي مثقل بالجراح، والرصد للواقع غير دقيق للأسف، وأتمنى أن تعود كل الدول العربية لما كانت عليه من قوة تُزيد رصيدَ الصلابة للجسد العربي..أتمنى أن يعود اليمن والعراق وليبيا وسوريا وكل الدول كي نشكل حلقة جديدة من العمل والتعاون العربي المشترك".
وفي سؤال بشأن وجود مخاوف من عودة رجال نظام مبارك من الأبواب الخلفية لإدارة الدولة المصرية؟ قال الرئيس السيسي " الشعب المصري يتمتع بوعي غير مسبوق وبأكثر مما تتصور، ولن يسمح بالعودة للخلف وأنا معهم، ولا تنسى أن الشعب دفع فواتير التغيير".
وفى سؤال يقول " الرئيس عبد الفتاح السيسي محسوب على من"؟، أجاب السيسى، " أنا لست محسوبا على أحد، وكل ما أتمناه أن يوفقني الله سبحانه وتعالى لتحقيق آمال وطموحات المصريين"
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن أمن مصر الإقليمي يمر عبر دول الخليج، كما أن علاقة مصر والسعودية، علاقة إستراتيجية بامتياز.
وقال السيسي، " إننا في مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب في سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل".
وأضاف الرئيس السيسي في حوار مع صحيفة الشرق الأوسط الدولية في طبعتها السعودية ونشر السبت 28 فبراير " لدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين".
وأعرب الرئيس عن أمله في أن يحقق للمصريين ما يتناسب مع تطلعاتهم وطموحاتهم وبما يضمن حصول كل مواطن على كامل حقوقه، مؤكدا أن الشعب المصري واع ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما.
وتابع، " منذ 30 يونيو وحتى اليوم الوضع العام المصري يتحسن يوما بعد يوم، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بالرأي العام الذي استوعب الدرس وفهم ما يحاك ضد بلاده، سوف نستمر في دعم الشباب واستيعابهم في كل مواقع الدولة المصرية".
وأكد الرئيس السيسي أن علاقة مصر والمملكة علاقة إستراتيجية بامتياز، وتعد ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.. منوها بالمواقف المشرفة للعاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تجاه مصر منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي، وكذا مواقفه العروبية المساندة والداعمة لمصر في حرب أكتوبر، وحرص مصر على استكمال وتطوير مسيرة العلاقات المتميزة مع الملك سلمان.
وحذر الرئيس السيسي من الخطر الذي يواجه المنطقة العربية، معربا عن أمله في أن تعود كل الدول العربية لما كانت عليه من قوة تزيد رصيد الصلابة للجسد العربي.
وردا على سؤال عن مدى تحقيق وعده بعد 8 أشهر من انتخابه رئيسا لمصر، بالنسبة لتحقيق الحرية والعدالة، قال الرئيس السيسي " رحلة الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية ممتدة حتى تتحقق؛ لأن مراحلها كبيرة في بلد تعداد سكانه 90 مليون نسمة، ولعل السؤال هنا: هل الإرادة الشعبية تصب في كل هذه المطالب لتحقيقها؟ وإجابتي: إنني أقدّر كثيرا الشعب المصري وأتمنى أن أفعل كل شيء للمصريين، وبما يتناسب وتطلعاتهم وطموحاتهم وبما يضمن حصول كل مواطن على كامل حقوقه".
وعن الذي تحقق في الفترة الماضية ، قال الرئيس السيسي" أستطيع القول إن مصر مرت بحالة ثورة خلال 4 سنوات ماضية، إلا أن الشعب المصري واع جدا ويقظ جدا ويتطلع إلى الأفضل دائما، وبالتالي لا بد أن نعترف أننا سنأخذ وقتا في ذلك، لكننا قمنا أولا بالحفاظ على دولة المؤسسات ودعمها، بعد أن تعرضت لهزة كبيرة على مدار ثورتي 25 يناير و30 يونيو".
وأوضح،" وبالتالي كان لا بد أن تستعيد مكانتها وأن نقوم بتحسين أداء الدولة، وإدارة دولة مثل مصر بحاجة لتوازنات وأولويات حتى تستقر كل الأوضاع.. خذ مثلا قضية صحافيي قناة "الجزيرة"، لا يوجد مسؤول في الدولة يريد أن تصل الأمور إلى ما وصلت إليه، ولأننا نحترم القضاء أولا وسلطته كذلك، فكان لا بد أن ننتظر حتى يقول القضاء كلمته وبعد ذلك أستخدم صلاحياتي لإنهاء الموضوع؛ لأن صلاحياتي تبدأ بعد انتهاء المحاكمة وليس خلالها".
وحول أهم إنجازات الرئيس خلال الثمانية أشهر الماضية قال، "ما قمنا به خلال ثمانية أشهر ليس بالقليل، لدينا مثال في مشروع قناة السويس الجديدة مفترض أن يستغرق تقريبا 5 سنوات، ولكننا وعدنا بتنفيذه خلال عام وسيفتتح في شهر أغسطس المقبل، وهذا العمل يعزز قدرة مصر كشريك للتجارة العالمية من خلال قناة السويس؛ المثال الثاني: العمل على إنشاء شبكة قومية للطرق بطول 3600 كيلومتر والانتهاء منها أيضا خلال شهر أغسطس المقبل مع رفع أداء شبكة الطرق القديمة".
وأضاف،" ثالثا: وضعنا خريطة إدارية للمحافظات يمكن من خلالها إضافة أراض جديدة بواجهة صحراوية وواجهة أخرى على الشواطئ، ما يسمح بزيادة القدرة الاستثمارية للمحافظات وتوسيع مساحتها حتى أزمة الكهرباء استطعنا التخفيف من حدتها بإضافة 360 ميجاوات على الشبكة، ونقوم حاليا بعمل دراسات دقيقة لزراعة 4 ملايين فدان والبداية ستكون بمليون فدان".
وتابع،" وفي الوقت نفسه نعمل على توفير البنية الأساسية والخدمات الخاصة بهذه المساحة، وكذلك تطوير الموانئ البحرية الرئيسية مثل موانئ دمياط والسويس والبحر الأحمر وبورسعيد..كل هذه الخطوات والإجراءات تمت خلال الأشهر الثمانية الماضية، ونحن حاليا في طريقنا لإنجاز كل ما تحتاجه التنمية في مصر".
وأكد الرئيس أن المؤتمر الاقتصادي الذي سيعقد الشهر المقبل في شرم الشيخ يعد فرصة لعرض عدة مشروعات حيوية واستراتيجية تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد المصري...وأضاف" سنعلن عن قانون الاستثمار الموحد وإتباع نموذج "الشباك الواحد" للتيسير على المستثمرين، فضلا عن تسوية الأزمات التي كانت تحدث مع المستثمرين والتي نعترف أنها أفقدتهم جزءا من الثقة، كما نقوم بعمل ذلك مع المستثمرين على المستوى المحلي والعربي والدولي، ويجب ألا ننسى أن الأربع سنوات الماضية كانت لها ظروفها الاستثنائية".
وردا على سؤال عن جهود الرئيس السيسي لتحسين حياة المواطن المصري بعد المشاكل الاقتصادية التي عانت منها بعد ثورتي 25 يناير2011 و30 يونيو 2013 قال الرئيس السيسي" في الوقت الذي استطاع المصريون فيه تغيير وضع سياسي في بلادهم والانتقال لخطوات ديمقراطية عبر ثورتين، كان لا بد من ثمن اقتصادي وأمني دفعه ال 90 مليون مصري وما زالوا يدفعونه، وبصراحة لولا وقوف الأشقاء معنا وإلى جوارنا باستمرار، ولهم كل التقدير في المملكة العربية السعودية ودولتي الإمارات والكويت، ما كان لنا أن نصمد إلا بوقوفهم مع الشعب المصري".
وأضاف قائلا،" دعني أقل لك وبصراحة إن سقوط مصر لا قدر الله يعني سقوط المنطقة، هل تعلم أن 65 % من المصريين من الشباب أقل من 40 عاما؟ وهذا يعني أنهم جميعا لديهم الأمل في الحياة والتعليم والصحة والسكن المناسب، وهذا بالتأكيد يحتاج جهدا كبيرا، والمصريون بالطبع لديهم وعي كبير وتحملوا وتحلوا بالصبر لمواجهة كل هذه التحديات، وبالتالي لا بد لهم أن يجدوا نتيجة صبرهم".
وعما تنتظره مصر من المؤتمر الاقتصادي قال الرئيس السيسى "أولا نبذل كل الجهد لتجهيز أنفسنا لاستقبال المستثمرين والأصدقاء والأشقاء، وكما تعلم أن فكرة المؤتمر كانت منذ البداية سعودية حينما أعلن المغفور له الملك عبد الله بن عبد العزيز عقد مؤتمر للدول المانحة لدعم مصر، إلى أن وصلنا لأن يكون المؤتمر للدفع باستثمارات لدعم الاقتصاد المصري، واليوم نعمل على ضبط البنية التشريعية لحل المشكلات العالقة التي تناسب مناخ الاستثمارات، وتختصر الإجراءات البيروقراطية؛ لأننا نعمل على إنجاح المؤتمر وما بعده من تنفيذ للسير نحو ما نريد وننتظر.
وحول ما ينتظره من أشقائه في دول الخليج في هذا المؤتمر قال الرئيس السيسى "حجم التحديات في مصر كبير، وبالتالي من الصعب الإجابة عن هذا السؤال..إننا نثق في أشقائنا في الخليج وفي أصالة مواقفهم المشرفة إزاء مصر وشعبها، ونتطلع إلى مساهماتهم الفاعلة في هذا المؤتمر والتي ستعود بالنفع وتحقق مصالح الجانبين".
وعن جهود جذب الاستثمارات العربية، قال الرئيس السيسى " الأشقاء في المملكة العربية السعودية ودول الخليج بدأوا في العودة للاستثمار في مصر؛ لأن المناخ أصبح أفضل من ذي قبل وكذلك الاستقرار أفضل، وأقول من خلال جريدة "الشرق الأوسط" إن بلادكم في انتظاركم وهي في أمن وأمان، وأقول أيضا عندما يلقي الإعلام الضوء على مشكلة فإن هذا لا يعني أن البلاد كلها على هذا النمط وإنما مجرد حالات فردية، لا أقصد طبعا أن الإعلام مضلل، ولكن أقصد أن وسائل الإعلام تركز على حدث وحيد فيظن من هو خارج مصر أن الدولة كلها على نمط هذا الحدث".
وعن علاقات الرياض مع القاهرة قال الرئيس السيسى، "نحن في مصر نؤمن أن العلاقة بين مصر والسعودية علاقة استراتيجية بامتياز، وهي ركيزة للأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والمسؤولون في البلدين مدركون لهذا الأمر المستقر والمتفق عليه منذ عهد الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله، الذي أدرك بحسه الاستراتيجي أهمية وضرورة دعم هذا التوجه، وقد سار على الدرب كل أبناء الملك بنفس الحرص والرغبة والقدرة على التنفيذ المخلص والأمين وبما يحافظ على هذه العلاقة الممتدة عبر السنين".
وعن العلاقة مع خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز قال الرئيس السيسى " إننا ننظر دون شك للعلاقة مع العاهل السعودي، نظرة تحمل كل تقدير واحترام، ولن تنسى له مصر مواقفه المشرفة منذ أن تطوع في الجيش المصري في حرب العدوان الثلاثي.
وأضاف" أستطيع أن أؤكد أننا سنعمل ليس للحفاظ على العلاقات فقط، وإنما لتطويرها مع تنفيذ كل الالتزامات أمام شعوبنا، بما يتسق ويتناسب مع المسؤولية التي نتحملها؛ نظرا للمخاطر الحقيقية التي تهدد الوطن العربي، ونظرا لكل ما يحاك ضدنا وما يحدث من حولنا، يجعلني أقول دائما يجب أن نعمل معا حتى نحافظ على بلادنا وشعوبها".
وعن زيارته الأحد 29 فبراير، للسعودية، في أول زيارة رسمية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز الحكم، وما الذي سيتم مناقشته في الرياض، قال الرئيس السيسى، "ستكون لدينا مباحثات مهمة وبناءة، سوف نتحدث في كل ما يتعلق بالمنطقة العربية والتحديات التي تحيط بها، سنناقش أيضا التطورات في اليمن وكيفية حماية الملاحة البحرية عبر باب المندب".
وقال الرئيس السيسي في رد على سؤال، " في ظل العلاقة المتوترة بين دول الخليج العربي وإيران، كيف تنظرون لعلاقتكم مع طهران؟،" لدينا 4 عناصر مهمة في علاقتنا مع دول الخليج، الأول، أمن مصر القومي يمر عبر دول الخليج، والثاني، أمن الخليج خط أحمر، والمحور الثالث: "مسافة السكة" التي تحدثت عنها سابقا، أما العنصر الرابع فهو إنشاء قوة عربية مشتركة".
وأضاف، " تخيل لو قمنا بمناورة مشتركة بين مصر والسعودية والإمارات والكويت، وعمل مناورات مشتركة بحرية وجوية وبرية، فمثل هذه الخطوة بالتأكيد تهدف إلى حماية دولنا وأمننا القومي وليست موجهة ضد أحد".
وفى سؤال هل "مسافة السكة" لا زالت نفس المسافة السابقة قال الرئيس السيسى " أكيد ولماذا تتغير؟ "وخلي بالك" عندما قلنا إن الأشقاء وقفوا معنا في الأزمة التي مرت بمصر، فإننا نعتبر رد هذا الجميل من ضمن ثوابتنا وليست مجال تشكيك، ولن يتغير شيء في الأمر لا اليوم ولا غدا".
وفي رد على سؤال بشأن احتياج مصر لذبح 21 من أبنائها في ليبيا حتى تعلم أن خطر الإرهاب ينهش في حدودها الغربية قال الرئيس السيسى، "الإجابة على هذا السؤال يجب أن تسمعها من الآخرين وليس منا؛ لأنني شخصيا حذرت ومنذ عامين في خطابات كثيرة، عربيا ودوليا، من أن هناك خطورة من المقاتلين الأجانب في سوريا والعراق وكذلك ليبيا، وحذرت وأبديت مخاوفي من تحول المنطقة إلى ساحة جاذبة للإرهاب".
وأضاف" وما زلت أحذر من المخاطر الحقيقية مع استمرار الوضع على ما هو عليه، ولذا طالبت بأن يكون العمل جماعيا حتى نستعيد الأمن؛ لأن استعدادنا معا يطرد الإرهاب من بلادنا، أما تركنا له فهو يعزز من اشتعال البيئة الحاضنة للإرهاب في كل مكان، في مصر والعالم العربي وحتى في دول الخليج".
وفى رد على سؤال "لكنكم تحفظتم على المشاركة في التحالف الدولي ضد الإرهاب في العراق وسوريا واكتفيتم بمشاركة رمزية..قال الرئيس السيسى " اسمح لي أن أقول إن وصف التحفظ كلمة غير دقيقة، وسبق أن أعلنت مصر منذ اليوم الأول أنها مع التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب، وأكدت ضرورة أن تكون المواجهة ضد الإرهاب والإرهابيين إستراتيجية وشاملة؛ لأن العمل العسكري والأمني فقط غير كاف، والأكثر من ذلك أننا في مصر قمنا، وقبل إنشاء التحالف الدولي، بمكافحة الإرهاب في سيناء وداخل مصر، وقد ساعدنا ودعمنا الإخوة والأشقاء في السعودية والكويت والإمارات والبحرين، وهنا الدعم ليس ماديا فقط وإنما هو تضامن شامل".
وحول كيفية القضاء على تنظيم "داعش" قال الرئيس السيسى " الإجابة عن هذا السؤال تكون من خلال وحدتنا، والتي أعتبرها أول خطوة على طريق القضاء على الإرهاب، والوحدة هنا بمعنى التنسيق والتعاون الشامل في كل المجالات، لأنني أرى أن الخطة الأمنية والسياسية لا يمكن اختزالها في عمل عسكري وأمني فقط، وإنما الدفع بإجراءات موحدة وقوية تمثل أيضا عملا رادعا في المنطقة".
وأضاف،" لدينا القدرة على تشكيل قوة ذات شأن ورسالة قوية تؤكد للمتربصين بأنه لا يمكن النيل منا ونحن مجتمعون ولن يتمكن الإرهابيون من الإضرار إلا إذا بقينا متفرقين ولسنا مجتمعين"، وتابع قائلا " لا بد من التحرك الجماعي وأعني دورا عربيا مشتركا ولا يقتصر على الدور السعودي والمصري والإماراتي كل على حدة، لا أنا شخصيا، ولا مصر، لا نبحث عن "دور" وإنما عن "حالة" عربية قوية لمواجهة المخاطر والتحديات.
وقال الرئيس السيسي نحن نتشاور مع أشقائنا بشأنها وهي قوة عربية مشتركة".
وحول رؤيته لوضع "الجماعة" بعد كل التحولات التي مرت بمصر والمنطقة، وهل يمكن عودتها للمشهد السياسي مرة أخرى قال الرئيس السيسي " هذا السؤال يوجه للمصريين وللشارع المصري وللرأي العام، وما يرتضيه ويوافق عليه سوف أقوم بتنفيذه فورا".
وقال الرئيس في رد على سؤال" هل تضغط عليكم جهات غربية لعودة "الإخوان" مرة أخرى؟، "لا بد أن يعلم الجميع أنه وبعد ثورتين عظيمتين قام بهما المصريون، من الصعب أن يحدث مثل هذا الضغط على دولة مستقلة مثل مصر، مع التأكيد بأن مصر تدفع ثمنا غاليا نتيجة رفضها للتدخلات الخارجية".. و اضاف "إن الإخوان المسلمين تلاعبوا بالرأي العام.. أين الدولة إذن؟،" تقصد الآن (تلاعبوا بالرأي العام) أم سابقا؟ الآن..لا.. ولك أن تسأل المواطن العادي البسيط الغاضب من كل ما فعله الإخوان بالبلاد، هناك بالفعل حالة غضب وألام مصرية منهم (الإخوان)، وعلى أية حال منذ 30 يونيو وحتى اليوم الوضع العام المصري يتحسن يوما بعد يوم، ولا يمكن لأحد أن يتلاعب بالرأي العام الذي استوعب الدرس وفهم ما يحاك ضد بلاده".
وحول المصالحة مع قطر قال الرئيس السيسى " أنا أسألك: قدم لي تصريحا رسميا واحدا صدر منا فيه إساءة ضد أي من الدولتين، قطر وتركيا، بكل تأكيد لن تجد تصريحا سلبيا واحدا".
وفي سؤال حول" الدوحة تلوم مصر بأن إعلامها يهاجمها بضراوة؟، قال الرئيس السيسي "الإعلام في مصر لديه هامش من الحرية، وبعد الثورة ارتفع هامش الحرية كثيرا، إلى حد أن البعض يظن أن الإعلام موجه لتأييد النظام؛ ما يتسبب في حرج للدولة المصرية؛ لأن هناك من يحسب الآراء علينا كجهات رسمية، ولكنه في الحقيقة هذه الآراء تعكس غضب وتوجهات الشعب المصري والرأي العام".
وفى سؤال مرة أخرى، ما الذي بقي من المصالحة مع قطر..قال الرئيس السيسي " كنا، ولا زلنا، ملتزمين باتفاق الرياض، وذلك تقديرا للسعودية ودورها العربي الكبير".
وفى سؤال بصراحة، ماذا تريدون من قطر قال الرئيس السيسى، "نحن نريد أم هم؟ نحن لا نريد شيئا، هناك إرادة شعب ونريد أن يفهم الجميع هذا الأمر، ولا يجب التقليل من شأنه أو تجاهل ما يريد، والسؤال هو من المستفيد من دعم سقوط مصر؟ ليعلم الجميع أنه إذا سقطت مصر لا قدر الله سوف تدخل المنطقة في صراع لن يقل عن 50 عاما.
وبشأن التصريحات التركية الرسمية ضد الدولة المصرية، قال الرئيس السيسي "هيبة الدول بقدرتها وقوتها، أما التلاسن والإساءة للآخرين والشعوب فليسا من قيم وشيم الدول القوية..نحن نتحدث عن علاقة مع شعبين سواء قطر أو تركيا، ونحن نؤمن بأن البقاء للعلاقات بين الشعوب، أما الإساءات والتلاسن فنحن في مصر قد تجاوزناها في علاقاتنا مع الآخرين، ومن يسيء للآخرين فهو يعبرعن نفسه ولن يقلل هذا من قدرنا وقيمتنا".
وعن اعتقاده بأن هناك وسائل إعلام تستهدف الدولة المصرية وعما إذا كان يرى أن المنطقة العربية أصلا مستهدفة أم لا، قال السيسى إن الركائز التي تستند إليها المنطقة العربية مستهدفة والقارئ والمواطن العربي يعرف ذلك".
وحول سد النهضة وكيفية رؤية انفراج الأزمة في ظل الإصرار الإثيوبي على ذات الموقف، قال الرئيس السيسى " لقد أوضحنا للإخوة في إثيوبيا موقفنا، وأكدنا الحفاظ على حقوق الدولة المصرية، وكذلك احترامنا لحقهم في التنمية، وهناك تفهم مشترك ونقوم من خلال التشاور الدائم وصولا إلى تحويل التفاهم إلى صيغة ملزمة للطرفين، نحن نسير على الطريق الصحيح وقد شجع الجميع بما في ذلك الأشقاء العرب والأصدقاء هذا الحوار الإيجابي مع إثيوبيا".
وحول الأزمة السورية، قال الرئيس السيسى "الأزمة السورية معقدة جدا، وهناك آراء ومواقف مختلفة على أساليب المعالجة لقضية مستمرة منذ 4 سنوات ومرشحة للزيادة، وقلنا وجهة نظرنا منذ البداية وهي البحث عن حل سلمي سياسي والحفاظ على وحدة الأراضي السورية..هذا عنوان الحل والذي يشتمل على المعالجة المتزنة وحل الميليشيات والعناصر المسلحة. فهل هذا حياد؟!
وحول بقاء بشار الأسد؟، قال الرئيس السيسي " هناك فرق بين البحث عن حلول أو البحث عن استمرار الأزمة لسنوات، ومعنى حل سياسي سلمي لن يكون الحل لصالح طرف واحد وإنما لصالح الجميع، وأعني المعارضة والنظام في ظل البحث عن مخرج حقيقي، ثم نبدأ في معالجة الملفات الأخطر التي تؤثر على الأمن القومي العربي".
وعما اذا كان هناك اتفاق مع المعارضة السورية على هذه الرؤية المصرية قال الرئيس السيسى " اننا نتشاور مع الجميع حول الحل السياسي السلمي، مع دول الخليج والمعارضة ولا نفعل شيئا بمفردنا".
وبشأن الوضع في اليمن؟ قال الرئيس السيسي" أستطيع القول بكل صراحة إن الأزمة اليمنية لم تأخذ منا جميعا الاهتمام الكامل، وكلنا تأخرنا في التعامل مع الأزمة اليمنية".
وحول تنامى العلاقة مع موسكو والحفاوة في استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في القاهرة، وهل هي رسالة ذات مغزى لواشنطن؟ قال الرئيس السيسي،" علاقات مصر الخارجية بعد ثورة 30 يونيو، علاقات متوازنة ومتنوعة ومنفتحة على الجميع، ولا تميل لطرف على حساب آخر..دعني أقل بوضوح" إن علاقتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية استراتيجية بالنسبة لنا، ونحن في مصر نستقبل الجميع بهذه الطريقة، وهذا يعكس قيمة مصر التي تستقبل الجميع بهذه الحفاوة كما تصفها.
وأضاف" ومن جهة أخرى، فأنا أرى أن العلاقات بين الدول لم تعد تشكل سياسة المحاور كما كان سابقا وإنما التوافق في تقديرنا يجب أن يكون مع الجميع".
وفى سؤال "علاقتكم مع واشنطن مرت بتطورات وتوترات منذ 30 يونيو، إلى أين وصلت اليوم..قال الرئيس السيسى " نحن حريصون على إقامة علاقات طيبة وطبيعية مع كل دول العالم، ونحرص على شرح الظروف الصعبة التي تمر بها مصر، ومن غير المعقول أن تظل الرؤية الأمريكية لمصر على ما كانت عليه، ولكن يمكن القول إن هناك تحسنا ورؤية جديدة إيجابية لما يحدث في مصر تطورت للأفضل".
وفي سؤال، هل تعتقد أن الغرب لا يفهم الحالة المصرية.. قال الرئيس السيسي " الغرب بصراحة لديه اهتمامات كثيرة، ويمكن القول إن ما حدث في 30 يونيو أمر فاجأهم بثورة شعب اختار طريقا يرتضيه، ولكن مصر منحت أصدقاءها وشركاءها الوقت والفرصة ليتفهم حقيقة الأوضاع، ولا شك أن الشركاء الأوروبيين كانوا أسرع في فهم حقيقة الأوضاع في مصر؛ نظرا لعوامل القرب الجغرافي والثقافة المتوسطية المشتركة".
وفى رد على سؤال يقول" كنت رئيسا للمخابرات العسكرية إبان نظام الرئيس السابق حسني مبارك..هل رصدتم، حينها، إشارات حول ثورة شعبية قادمة؟ قال الرئيس السيسى " بالفعل حدث هذا عندما رصدنا حركة في هذا التوجه، وتوقعت أن تحدث ثورة مصرية، حدث هذا منذ شهر أبريل عام 2010 وقبل 8 أشهر من ثورة يناير 2011، وذكرت بأن هناك ثورة قادمة لا محالة، وقدمنا كمخابرات عسكرية تقديرات واضحة، باختصار: الجيش المصري مع إرادة شعب بلاده".
وفى سؤال " إبان توليكم حقيبة الدفاع فترة حكم الرئيس المخلوع الدكتور محمد مرسي، هل نصحتموه لتجاوز الاحتقان الذي كان يشهده الشارع المصري؟ قال الرئيس السيسى، " أكيد وهذا حقه علينا، وقد سبق إخطاره 3 مرات، وقدمنا توصيات لتجاوز الأزمة وكان آخرها في مارس 2013".
وحول دور الشباب، قال الرئيس السيسي" الشباب المصري يعد القوة الحقيقية التي نعتمد عليها في الحاضر والمستقبل، ومن بينهم من شغل مواقع مسؤولة بالمحافظات كنواب محافظين ومسؤولين في المجالس المحلية وبنسبة لا تقل عن 65 في المائة، سواء كانوا من الشباب أو حتى السيدات".
وأضاف" حرصت في كل لقاءاتي مع القوى السياسية على ضرورة مشاركتهم في الحياة السياسية وصياغة المستقبل، كما تبنت رئاسة الجمهورية مشروعا قوميا لتدريب الشباب في مجموعات تضم كل مجموعة نحو 500 إلى 1000 شاب للتدريب في دورة لا تقل عن 4 أو 6 أسابيع، بهدف تأهيلهم للعمل والمشاركة في الوزارات كنواب ومساعدين للوزراء وفي البرلمان والمحافظات، ومع هذا أرى أن كل ذلك ليس كافيا، وإنما سوف نستمر في دعم الشباب واستيعابهم في كل مواقع الدولة المصرية".
وعن رؤيته لمستقبل المنطقة العربية؛ قال الرئيس السيسى "المنطقة العربية في خطر وفي أضعف حالاتها، والجسد العربي مثقل بالجراح، والرصد للواقع غير دقيق للأسف، وأتمنى أن تعود كل الدول العربية لما كانت عليه من قوة تُزيد رصيدَ الصلابة للجسد العربي..أتمنى أن يعود اليمن والعراق وليبيا وسوريا وكل الدول كي نشكل حلقة جديدة من العمل والتعاون العربي المشترك".
وفي سؤال بشأن وجود مخاوف من عودة رجال نظام مبارك من الأبواب الخلفية لإدارة الدولة المصرية؟ قال الرئيس السيسي " الشعب المصري يتمتع بوعي غير مسبوق وبأكثر مما تتصور، ولن يسمح بالعودة للخلف وأنا معهم، ولا تنسى أن الشعب دفع فواتير التغيير".
وفى سؤال يقول " الرئيس عبد الفتاح السيسي محسوب على من"؟، أجاب السيسى، " أنا لست محسوبا على أحد، وكل ما أتمناه أن يوفقني الله سبحانه وتعالى لتحقيق آمال وطموحات المصريين"


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.