في هذه المنطقة تحديدا تتجسد الامثلة التي استبدلنا بها القبح بدلاًمن الجمال، فهذا صاحب شقة قام بالغاء الشيش وتركيب الالوميتال ووراءه ستائر في زماننا هذا انتهي عصر البلكونة التيكانت ذات ثلاثة اضلاع تقف وحدها في الفراغ، الضلع الرابع هو الشيش الذي تفتحه من داخل الغرفة للدخول اليها.. تجلس فيها ساعة العصاري أو في ليل الصيف الجميل فتصبح منعزلاً تماماً عن الشقة بأكملها وربما لو قام حريق في المطبخ وهو ما حدث مع أحدهم بالفعل فلن تعلم به الا من صراخ الجيران وعويلهم وهم ينادون عليك من الشارع ليخبروك بالحريق. كان الخروج الي البلكونة مثل مغادرة الشقة للنزول الي الكافيه الآن والجلوس عليه ساعات مهما كانت التكلفة المبالغ فيها لفنجان من القهوة أوكوب من الشاي،. ناهيك عن توفير النفقات، فقد كان استخدام البلكونة لا يتطلب ارتداء الملابس وتحسس الجيوب للاطمئنان الي ان ما بها يكفي لسداد الحد الادني المطلوب في الكافيه والذي يطلقون عليه »مينمام شارج». ومثلما استبدلنا الذي هوأدني بالذي هو خير فيكثير من نواحي حياتنا استبدلنا البلكونة، استبدلناها بعد ان جعلناها ذات ضلع واحد او ضلعين علي الأكثر وعرضها لا يتجاوز نصف متر تكفي لوقوف ربة البيت لنشر الغسيل ورويداً رويداً اصبح أصحاب هذه البلكونات »يقفلونها» بالالوميتال ويضمونها للحجرة مهما كانت مساحة الشقة المهم آهي موضة والسلام. وبمناسبة الالوميتال يصيبني الاكتئاب كلما مررت علي العمارات التي تقع في شارع امتداد رمسيس، الجهة التي انشأتها قامت بوضع الشيش الخشبيعلي النوافذ بالاضافة الي الضلف الزجاجية، في الشتاء أغلاقهما معا كفيل بتدفئة المكان بشكل جيد دون الحاجة حتي الي ستائر، أما في الصيف فإن فتح الضلف الزجاجية واغلاق الشيش الخشبي كفيل ببث نسيم عليل يخفف من وطأة الحر وربما لا تحتاج معه الي جهاز تكييف له من الاضرار الصحية ما يفوق فوائده. في هذه المنطقة تحديدا تتجسد الامثلة التي استبدلنا بها القبح بدلاًمن الجمال، فهذا صاحب شقة قام بالغاء الشيش وهات يا تكسير يعرض الحائط كله وتركيب الالوميتال ووراءه ستائر.. وإذا كان هذا قد يصلح في مدن أوروبا، فالسبب معروف وهو أن الضباب الذي يخيم علي هذه المدن طوال العام ويحجب عنها الشمس فساكنها في حاجة - بيولوجيا- إلي نافذة بعرض الحائط وربما بطوله ايضاً لاتاحة الفرصة لضوء النهار أن يدخل الي شقته فضلاً علي أن هذه المدن لا توجد بها العواصف الترابية التي تستدعي معها ضلفا زجاجية وأخري خشبية لتجنبها. المهم هذا كسر الحائط وقام بتركيب الالوميتال وآخر فتح شباكاً في الجهة الاخري من المبني وثالث قام بتفعيل البلكونة وتحولت العمارات الي سمك لبن تمر هندي معلنة تتويج القبح علي كل الجمال المعماري الذي كانت تتميز به القاهرة منذ عهد الخديو إسماعيل. وبمناسبة العمارة الاوروبية التي أصبحت تسيطر علي منشآتنا نقلاً بالمسطرة دون مراعاة لطبيعة المناخ وتراثنا المعماري الاصيل فإنياتساءل ما معني أن نبني فنادق سياحية 5 و 7 نجوم أو مبان إدارية علي النيل في قلب القاهرة وكلها حوائط زجاجية أو ألوميتال محكم والتهوية فيها مصدرها التكييف المركزي، يا سادة ما معني وجود هذه المباني علي النيل وما الهدف من وجودها، هل تنسون فندق سميراميس الذي تم هدمه رغم أنه كان تحفة معمارية علي ضفة النهر الخالد. وإذا كنا نشكو من عشوائيات منطقة مثل بولاق الدكرور أو دار السلام فما بالنا بأخري نطلق عليها المناطقة الراقية حيث تتجاوز العمارات ولا يصبح بين واحدة وأخري الا امتاراً قليلة تكون في طولها أقل من المسافة بين باب الشقة ونهاية الصالة. النتيجة أن كل السكان يغلقون نوافذهم الجانبية التي ان فتحها فليس مبالغة أنه يستطيع مصافحة جاره يداً بيد، والغريب أن الفراغات بين العمارات والتي تم التعدي عليها وتقليصها أو تحويل مداخلها الي محلات خاصة ان كانت علي شارع رئيسي تمنع سيارات المطافيء في حالة نشوب حريق لا قدر الله من الوصول الي الشقق الخلفية التي ليس لها طلة علي الشارع. لن ننتهي من سرد للامثلة التي نؤكد استبدالنا القبح بالجمال وهو أمر للاسف لم يقتصر علي العقارات فقط وانما امتد ليشمل السينما والاغاني والفصل الدراسي والمستشفي.. والمصيبة التي لا يجدي معها الاسف انه امتد للشخصية المصرية فصارت العشوائية في كثير من تصرفاتها.. لا تخطيط ولا تدبير ولا تأني قبل أي فعل أو قول.. وربنا يحفظنا وكفاية علينا لغاية كده!! في هذه المنطقة تحديدا تتجسد الامثلة التي استبدلنا بها القبح بدلاًمن الجمال، فهذا صاحب شقة قام بالغاء الشيش وتركيب الالوميتال ووراءه ستائر في زماننا هذا انتهي عصر البلكونة التيكانت ذات ثلاثة اضلاع تقف وحدها في الفراغ، الضلع الرابع هو الشيش الذي تفتحه من داخل الغرفة للدخول اليها.. تجلس فيها ساعة العصاري أو في ليل الصيف الجميل فتصبح منعزلاً تماماً عن الشقة بأكملها وربما لو قام حريق في المطبخ وهو ما حدث مع أحدهم بالفعل فلن تعلم به الا من صراخ الجيران وعويلهم وهم ينادون عليك من الشارع ليخبروك بالحريق. كان الخروج الي البلكونة مثل مغادرة الشقة للنزول الي الكافيه الآن والجلوس عليه ساعات مهما كانت التكلفة المبالغ فيها لفنجان من القهوة أوكوب من الشاي،. ناهيك عن توفير النفقات، فقد كان استخدام البلكونة لا يتطلب ارتداء الملابس وتحسس الجيوب للاطمئنان الي ان ما بها يكفي لسداد الحد الادني المطلوب في الكافيه والذي يطلقون عليه »مينمام شارج». ومثلما استبدلنا الذي هوأدني بالذي هو خير فيكثير من نواحي حياتنا استبدلنا البلكونة، استبدلناها بعد ان جعلناها ذات ضلع واحد او ضلعين علي الأكثر وعرضها لا يتجاوز نصف متر تكفي لوقوف ربة البيت لنشر الغسيل ورويداً رويداً اصبح أصحاب هذه البلكونات »يقفلونها» بالالوميتال ويضمونها للحجرة مهما كانت مساحة الشقة المهم آهي موضة والسلام. وبمناسبة الالوميتال يصيبني الاكتئاب كلما مررت علي العمارات التي تقع في شارع امتداد رمسيس، الجهة التي انشأتها قامت بوضع الشيش الخشبيعلي النوافذ بالاضافة الي الضلف الزجاجية، في الشتاء أغلاقهما معا كفيل بتدفئة المكان بشكل جيد دون الحاجة حتي الي ستائر، أما في الصيف فإن فتح الضلف الزجاجية واغلاق الشيش الخشبي كفيل ببث نسيم عليل يخفف من وطأة الحر وربما لا تحتاج معه الي جهاز تكييف له من الاضرار الصحية ما يفوق فوائده. في هذه المنطقة تحديدا تتجسد الامثلة التي استبدلنا بها القبح بدلاًمن الجمال، فهذا صاحب شقة قام بالغاء الشيش وهات يا تكسير يعرض الحائط كله وتركيب الالوميتال ووراءه ستائر.. وإذا كان هذا قد يصلح في مدن أوروبا، فالسبب معروف وهو أن الضباب الذي يخيم علي هذه المدن طوال العام ويحجب عنها الشمس فساكنها في حاجة - بيولوجيا- إلي نافذة بعرض الحائط وربما بطوله ايضاً لاتاحة الفرصة لضوء النهار أن يدخل الي شقته فضلاً علي أن هذه المدن لا توجد بها العواصف الترابية التي تستدعي معها ضلفا زجاجية وأخري خشبية لتجنبها. المهم هذا كسر الحائط وقام بتركيب الالوميتال وآخر فتح شباكاً في الجهة الاخري من المبني وثالث قام بتفعيل البلكونة وتحولت العمارات الي سمك لبن تمر هندي معلنة تتويج القبح علي كل الجمال المعماري الذي كانت تتميز به القاهرة منذ عهد الخديو إسماعيل. وبمناسبة العمارة الاوروبية التي أصبحت تسيطر علي منشآتنا نقلاً بالمسطرة دون مراعاة لطبيعة المناخ وتراثنا المعماري الاصيل فإنياتساءل ما معني أن نبني فنادق سياحية 5 و 7 نجوم أو مبان إدارية علي النيل في قلب القاهرة وكلها حوائط زجاجية أو ألوميتال محكم والتهوية فيها مصدرها التكييف المركزي، يا سادة ما معني وجود هذه المباني علي النيل وما الهدف من وجودها، هل تنسون فندق سميراميس الذي تم هدمه رغم أنه كان تحفة معمارية علي ضفة النهر الخالد. وإذا كنا نشكو من عشوائيات منطقة مثل بولاق الدكرور أو دار السلام فما بالنا بأخري نطلق عليها المناطقة الراقية حيث تتجاوز العمارات ولا يصبح بين واحدة وأخري الا امتاراً قليلة تكون في طولها أقل من المسافة بين باب الشقة ونهاية الصالة. النتيجة أن كل السكان يغلقون نوافذهم الجانبية التي ان فتحها فليس مبالغة أنه يستطيع مصافحة جاره يداً بيد، والغريب أن الفراغات بين العمارات والتي تم التعدي عليها وتقليصها أو تحويل مداخلها الي محلات خاصة ان كانت علي شارع رئيسي تمنع سيارات المطافيء في حالة نشوب حريق لا قدر الله من الوصول الي الشقق الخلفية التي ليس لها طلة علي الشارع. لن ننتهي من سرد للامثلة التي نؤكد استبدالنا القبح بالجمال وهو أمر للاسف لم يقتصر علي العقارات فقط وانما امتد ليشمل السينما والاغاني والفصل الدراسي والمستشفي.. والمصيبة التي لا يجدي معها الاسف انه امتد للشخصية المصرية فصارت العشوائية في كثير من تصرفاتها.. لا تخطيط ولا تدبير ولا تأني قبل أي فعل أو قول.. وربنا يحفظنا وكفاية علينا لغاية كده!!