العمارة أحد أقسام كليات الهندسة وأحد أقسام كلية الفنون الجميلة.. والحقيقة أن هذا القسم يختلط فيه ويتكامل به العلم والفن وإبداع الفكر المنتج للجمال.. وبالتالي فهو يحتاج إلى موهبة الفن وذكاء التفكير الهندسي!.. في كثير من دول أوروبا تستقل أقسام العمارة بكليات بذاتها أو تختص بها كليات الفنون الجميلة!.. وفى مصر، العمارة أحد أقسام كلية الفنون الجميلة ودراستها تستغرق خمس سنوات كاملة.. وتستطيع أن تلاحظ أن كل أقسام الهندسة بالجامعات المصرية تشترك في كلمة مهندس Engineer فيما عدا خريج قسم العمارة فيشار اليه بمعمارى Architecture .. وبالتالى تخلو التسمية ولا يقرن بها كلمة «مهندس» كما فى كل التخصصات الأخرى.. وعلى سبيل المثال .. مهندس كيماوي Chemical engineer.. مهندس ميكانيكي Mechanical engineer.. مهندس مدني Civil engineer وهلم جرا.. وبالتالي فالهندسة المعمارية لا ينظر إليها كعلم بحت.. وإنما يتضافر معه كحتم الإبداع الفنى .. كل عمارة في حد ذاتها تعتبر قطعة فنية يشع منها روح الجمال وجلال الفن.. ما أسوأ أن يشوه مبنى أو عمارة بعد اكتمالها بما يفعله بعض سكانها أو قاطنيها بإدخال تعديلات بلا رابط ولا ضابط تفسد روعة تصميمها ومنها على سبيل المثال من يحول شرفاتها فرنداتها (Veranda) إلى غرف وغلقها بالطوب أو بالخشب أو بالألوميتال أو ببناء دور إضافي عشوائي أعلى المبنى بمخلفات الطوب والأخشاب وما إلى غير ذلك من مواد، أو فتح نوافذ غير قانونية في أحد الأجناب ناهيكم عن فوضى تضارب الألوان مما يجعل ويحول الجمال إلى قبح يمثل إتلافاً عمدياً للذوق العام لدى الجمهور!!.. أضرب هنا مثلا واحدا صارخا لهذه الفوضى، وبالتأكيد يوجد العديد المتنامى منها فى معظم أرقى الأحياء بالعواصم وفى المقدمة منها القاهرة والاسكندرية، عمارة كانت من أشيك عمارات مصر الجديدة في ميدان روكسي، يشمل الدور الأرضي بها معرضاً لمنتجات المصانع الحربية، تحولت إلى أسوأ ما يمكن أن تتحول اليه عمارة.. إضافة دور عشوائي.. البلكونات فيها تحولت في جزء منها إلى ما يشبه عشش الدواجن!.. الشبابيك الطراز الفرنسي نزع بعضها ليحل محلها شبابيك أخرى.. لا تناسق بها أو فيها!.. السور الحديدي بالبلكوناتBalaconi نزع بعضه وحل محله مبان!!.. كيف سمح الحي بذلك؟!.. أدعو مهندسي الحي ليتوجهوا إليها ليروا كيف تم الاعتداء على الذوق العام وتنظيم المباني وتشويه الميدان!.. كيف سمح مالكها بهذا العبث أم أنه باعها تخلصاً من القانون الجائر الذي أبدأ الساكن بها وجعل من التزامه بعمليات الصيانة أمراً مستحيلاً!!.