لم يكن الحزن هو أغنية الوداع لفاتن حمامة، لم تكن دموع البسطاء تعبيرا عن شيء ينتقص من أرواحهم، ويغادرهم للمرة الأخيرة..علي العكس كانت الجنازة الحاشدة بالناس، بآلاف من الناس، تعبيرا حقيقيا عن الحب الذي عرفناه وعايشناه معها.. حالة حب عميقة، فيض من المودة والحنين، والمعاني الراقية والسمو. فاتن حمامة ليست مجرد ممثلة رائعة، لكنها رمز وقيمة وحضور يشبه أجمل أيامنا..هي (محض عذوبة) كما وصفها الشاعر اللبناني أنسي الحاج، وهي(السيدة المجللة بالبساطة والوقار) كما وصفتها ماجدة الرومي، وهي أرقي صورة للفن المصري، كما عبر الكثيرون.. فاتن حمامة لا تجسد أفكارا ولا مقولات ضخمة، ولا معاني كبيرة، هي روح بسيطة وعفوية، تجسيد للرقة والأنوثة والثقة واحترام الذات والصلابة والكبرياء، وتجسيد عميق لإنسانية الإنسان... لم تهتم كثيرا بالسياسة، وربما كانت ذات ميول محافظة سياسيا، لم يعجبها التأميم، ولا القرارات الاشتراكية، ولا نظام عبد الناصر، وغادرت مصر هربا من ملاحقات صلاح نصر وأجهزته..غابت 5 سنوات، طالب فيها عبد الناصر بعودتها لأنها »ثروة قومية» لكنها لم تعد سوي بعد رحيله، وهو ما دفع السادات لأن يقول لها (سأقوم بسحب جواز سفرك، حتي لا تغادري مصر مرة ثانية). ليس صحيحا تماما أن فاتن حمامة هي صورة البنت المصرية المظلومة دائما، والمغلوب علي أمرها، ولكنها الرقة والعذوبة والمشاعر التي تفيض حبا ورهافة، كما أن الكثير من أفلامها يجسد صورة المرأة المتمردة، ويدافع عن حقوقها وقضاياها.. في فيلم دعاء الكروان (1959) لا ندري أيهما أكثر جمالا، صوت الكروان أم صوت طه حسين؟ أم وجه فاتن حمامة وأداؤها المشحون بالمشاعر العميقة، أم رقة وعذوبة المخرج بركات؟..فيلم هو علامة في تاريخ السينما العربية، كما فاتن حمامة علامة في حياتنا. لم يكن الحزن هو أغنية الوداع لفاتن حمامة، لم تكن دموع البسطاء تعبيرا عن شيء ينتقص من أرواحهم، ويغادرهم للمرة الأخيرة..علي العكس كانت الجنازة الحاشدة بالناس، بآلاف من الناس، تعبيرا حقيقيا عن الحب الذي عرفناه وعايشناه معها.. حالة حب عميقة، فيض من المودة والحنين، والمعاني الراقية والسمو. فاتن حمامة ليست مجرد ممثلة رائعة، لكنها رمز وقيمة وحضور يشبه أجمل أيامنا..هي (محض عذوبة) كما وصفها الشاعر اللبناني أنسي الحاج، وهي(السيدة المجللة بالبساطة والوقار) كما وصفتها ماجدة الرومي، وهي أرقي صورة للفن المصري، كما عبر الكثيرون.. فاتن حمامة لا تجسد أفكارا ولا مقولات ضخمة، ولا معاني كبيرة، هي روح بسيطة وعفوية، تجسيد للرقة والأنوثة والثقة واحترام الذات والصلابة والكبرياء، وتجسيد عميق لإنسانية الإنسان... لم تهتم كثيرا بالسياسة، وربما كانت ذات ميول محافظة سياسيا، لم يعجبها التأميم، ولا القرارات الاشتراكية، ولا نظام عبد الناصر، وغادرت مصر هربا من ملاحقات صلاح نصر وأجهزته..غابت 5 سنوات، طالب فيها عبد الناصر بعودتها لأنها »ثروة قومية» لكنها لم تعد سوي بعد رحيله، وهو ما دفع السادات لأن يقول لها (سأقوم بسحب جواز سفرك، حتي لا تغادري مصر مرة ثانية). ليس صحيحا تماما أن فاتن حمامة هي صورة البنت المصرية المظلومة دائما، والمغلوب علي أمرها، ولكنها الرقة والعذوبة والمشاعر التي تفيض حبا ورهافة، كما أن الكثير من أفلامها يجسد صورة المرأة المتمردة، ويدافع عن حقوقها وقضاياها.. في فيلم دعاء الكروان (1959) لا ندري أيهما أكثر جمالا، صوت الكروان أم صوت طه حسين؟ أم وجه فاتن حمامة وأداؤها المشحون بالمشاعر العميقة، أم رقة وعذوبة المخرج بركات؟..فيلم هو علامة في تاريخ السينما العربية، كما فاتن حمامة علامة في حياتنا.