17 جمعية عربية تعلن انضمامها لاتحاد القبائل وتأييدها لموقف القيادة السياسية الرافض للتهجير    بعد حديث «حجازي» عن ملامح تطوير الثانوية العامة الجديدة.. المميزات والعيوب؟    وزير التموين: صندوق النقد الدولي لم يطلب من مصر خفض الدعم    مصر في 24 ساعة| تصريحات جديدة من وزير التموين بشأن الخبز المدعم.. وانهيار الرصيف الأمريكي العائم للمساعدات بغزة    "المصيلحي" يكشف عن مقترح السعر الجديد للسكر ببطاقات التموين    وزير التموين: لم نتلق أية شكاوى في أول أيام تطبيق السعر الجديد للخبز    وزير التموين: أنا مقتنع أن كيس السكر اللي ب12 جنيه لازم يبقى ب18    هزة أرضية تضرب إقليم تطوان بالمغرب    من صفر حرب إلى صفر إدارة، انقسامات حادة تهز إسرائيل حول خطة بايدن لإنهاء الحرب    ألمانيا تعلن عن نظام جديد لجلب العمال المهرة دون شرط التعاقد مع الشركات    تشيلي تنضم إلى جنوب أفريقيا في دعواها ضد إسرائيل    فارق 4 بطولات.. اشتعال المنافسة بين ريال مدريد والأهلي على الألقاب القارية    إيهاب الكومي يكشف ما حدث عقب مران المنتخب بين صلاح والتوأم    الزمالك يكشف آخر مستجدات قضية خالد بوطيب وأزمة القيد    إجراء جديد من محمد الشيبي بعد عقوبة اتحاد الكرة    عمرو السولية يوضح سبب فوز الأهلي بأربع بطولات خلال 5 سنوات    معلول أبرزهم.. رحيل 5 نجوم أجانب عن الأهلي في الصيف (تفاصيل)    السولية: هذه حقيقة الإصابة المزمنة.. وما فعله كولر قبل نهائي إفريقيا ضد الوداد    قريبًا - نتيجة الشهادة الإعدادية 2024، انتهاء عمليات التصحيح والمراجعة بمحافظة الإسكندرية    حريق في عقار بمصر الجديدة.. والحماية المدنية تُسيطر عليه    غرق طفل داخل حمام سباحة في الغربية    بالصور.. البابا تواضروس يشهد احتفالية «أم الدنيا» في عيد دخول المسيح أرض مصر    الشرقية تحتفل بمرور العائلة المقدسة من تل بسطا فى الزقازيق.. فيديو    من شوارع هولندا.. أحمد حلمي يدعم القضية الفلسطينية على طريقته الخاصة (صور)    زاهي حواس يعلق على عرض جماجم مصرية أثرية للبيع في متحف إنجليزي    دراسة حديثة تحذر.. "الوشم" يعزز الإصابة بهذا النوع من السرطان    باستخدام البلسم.. طريقة سحرية لكي الملابس دون الحاجة «للمكواه»    مصرع شاب تناول حبة الغلال السامة في دمياط    طبيب مصري أجرى عملية بغزة: سفري للقطاع شبيه بالسفر لأداء الحج    تعليق من رئيس خطة النواب السابق على الشراكات الدولية لحل المشكلات المتواجدة    قصواء الخلالي: التساؤلات لا تنتهى بعد وقف وزارة الإسكان «التخصيص بالدولار من الخارج»    بعد تغيبها منذ 3 أيام.. العثور على جثة طفلة داخل ترعة بقنا    في النهائي مباشرة.. ريال مدريد يتأهل ل كأس إنتركونتيننتال 2024    عيار 21 الآن بعد التراجع الجديد.. سعر الذهب اليوم الأحد 2 يونيو 2024 (تحديث)    برلماني: الرئيس السيسي وجه رسائل وتحذيرات مهمة بشأن العمليات العسكرية الإسرائيلية    مصرع سيدة وإصابة آخر في تصادم مركبتي توك توك بقنا    سعر الموز والعنب والفاكهة بالأسواق اليوم الأحد 2 يونيو 2024    عضو أمناء الحوار الوطني: السياسة الخارجية من أهم مؤشرات نجاح الدولة المصرية    موازنة النواب: الديون المحلية والأجنبية 16 تريليون جنيه    وزير الخارجية السابق ل قصواء الخلالي: أزمة قطاع غزة جزء من الصراع العربي الإسرائيلي وهي ليست الأولى وبدون حل جذري لن تكون الأخيرة    أسامة حمدان: وزارة الداخلية في غزة كانت تدير معبر رفح قبل الحرب وستظل تديره بعد وقف إطلاق النار.    السفير نبيل فهمى: حرب أكتوبر كانت ورقة ضغط على إسرائيل أجبرتهم على التفاوض    حظك اليوم برج السرطان الأحد 2-6-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    المستشار محمود فوزي: نرحب بطلب رئيس الوزراء إدراج مناقشة مقترحات تحويل الدعم العيني لنقدي    باكستان.. مخاوف من زيادة حرائق الغابات    ضبط 4 متهمين بحوزتهم 12 كيلو حشيش وسلاحين ناريين بكفر الشيخ    «أمن الجيزة» يحبط ترويج كمية كبيرة من مخدر «الكبتاجون» في 6 أكتوبر (خاص)    الفنان أحمد عبد القوي يقدم استئناف على حبسه بقضية مخدرات    صحة الإسماعيلية: بدء تشغيل حضانات الأطفال بمستشفى التل الكبير    مجلس حكماء المسلمين: بر الوالدين من أحب الأعمال وأكثرها تقربا إلى الله    مصر تشارك في مؤتمر العمل الدولي بجنيف    تكريم الحاصل على المركز الرابع في مسابقة الأزهر لحفظ القرآن بكفر الشيخ    رئيس جامعة أسيوط يتفقد اختبارات المعهد الفني للتمريض    تعرف على صفة إحرام الرجل والمرأة في الحج    «مفيهاش علمي ولا أدبي».. وزير التعليم يكشف ملامح الثانوية العامة الجديدة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 1-6-2024 في المنيا    شروط ورابط وأوراق التقديم، كل ما تريد معرفته عن مسابقة الأزهر للإيفاد الخارجي 2024    قبل الحج.. تعرف على الطريقة الصحيحة للطواف حول الكعبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
الثورة المضادة.. منين

ناصر كان شجرة ضخمة، ما تسمحش بنمو الأعشاب الضارة ف ضلها، وآدي الشجرة وقعت وح نشوف كتير م الأعشاب دي بتنمو !! (جاك دانييل، ئيس تحرير النوفيل أوبسرفاتور الفرنسية، مع رحيل عبد الناصر)
مع صاحبي الجنرال !
لما انفردت بصاحبي جنرال القهاوي المتقاعد، كمّلت معاه الموضوع اللي بدأناه الأسبوع اللي فات، قلت له وانا بافكّره باللي قاله: كنت بتقول اننا زي اللي ماشيين في حقل ألغام، ولازم نشق طريقنا بحذر وإصرار، ونبص تحت رجلينا وحوالينا بعيون زرقاء اليمامة اللي بتشوف لبعيد، وما نخليش قنابل الصوت والدخان لا تضللنا ولا تعمينا عن هدفنا الاستراتيجي، اللي هوه إيه بقي ؟! وهل فيه قنابل صوت ودخان غير اللي قلت لي عنهم المرة اللي فاتت؟!، وكالعادة.. صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد ابتسم ابتسامة خبير استراتيجي مضروب م اللي بنشوف بعضهم في التلفزيونات، وقال: طبعا هدفنا الاستراتيجي هوه اللي شاورت عليه ثورة يناير ويونيو ورسمت معالمه خارطة المستقبل اللي الشعب كله وافق عليها، والدستور اللي اتوافقنا عليه، قلت له: قصّر وكلمني علي أد فهمي، قال: مش الثورة قالت عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية، أهو ده هدفنا الاستراتيجي، بناء دولة الثورة، دولة الحرية والعدالة، دولة الشعب السيد في الوطن السيد، وده اللي مجنن كل قوي الثورة المضادة، من أول العفريت الشراني العجوز، مرورا بكل أعداء الثورة في المنطقة، وصولا لكل اللي مرَّروا عيشتنا من اللصوص والفاسدين ولاد نظام التبعية والاستبداد، واللي لسه معششين في قلب اقتصادنا وإداراتنا الحكومية، وعشان نوصل لهدفنا الاستراتيجي، قدامنا معارك تكتيكية علي كل الجبهات: الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومهم جدا نخوض معاركنا التكتيكية دي علي ضوء رؤيتنا لهدفنا الاستراتيجي، واحنا دلوقت بنخوض معركة ضارية ضد الإرهاب، وقنابل الصوت والدخان اللي حوالينا في المنطقة مالهاش أول ولا آخر، بعضها جاي م الجنوب زي الاتفاقية العسكرية اللي اتعملت بين قطر والسودان من كام يوم، وبعضها جاي من المغرب العربي زي الاجتماع اللي حصل بين برنارد ليفي (أحد الصهاينة من دعاة المخطط الاستعماري للمنطقة) وبين الغنوشي بحضور ممثلين لإخوان ليبيا، واللي كانت من نتايجه إعلان درنة بالولاء للدواعش، وبعضها – للأسف – جاي من بعض حلفاءنا اللي غرقونا بجمايلهم، وشايفين المعركة ضد الإرهاب اللي ساعدوا ف خلقه وتسليحه، فرصة لتقسيم سوريا والعراق، وضرب المقاومة في لبنان، وحصار إيران، تمهيدا للسلام الأمريكي في المنطقة (Paxa Americana)، لحساب المشروع الأمريكي الصهيوني، وعلي حساب الشعب الفلسطيني، وأنا بصراحة عجبني الكلام اللي سمعت ان الرئيس السيسي قاله لبتوع كتلة 14 آذار في لبنان المواليين للعفريت الشراني العجوز من بوابة السعودية، واللي كانوا بيحاولوا يحولوا الصراعات في لبنان لصراع سني – شيعي، سمعت ان الرئيس السيسي نبههم للتنسيق وعدم الصدام مع حزب الله اللبناني، وأكد لهم ضرورة الحفاظ علي وحدة الأراضي السورية وجيش سوريا الوطني، وبانت نتيجة كلامه معاهم في معركة طرابلس الأخيرة ضد الإرهابيين. قاطعته: يا عم الجنرال ركز وما تتوهنيش، قال: نركز وخد عندك:
لازم نحدد هدفنا الاستراتيجي، ونحارب علي كل الجبهات معارك تكتيكية في سبيل الوصول لهدفنا الاستراتيجي.
معركتنا ضد الإرهاب، مش لازم تكون علي حساب الحقوق والحريات، ولا علي حساب القضية الفلسطينية.
معركتنا الاقتصادية لازم تكون من أجل منظومة إنتاج مستقلة، ولحساب الشعب المصري ومش في خدمة العفريت الشراني العجوز ولا عبيده اللي خربوها وقعدوا علي تلها.
لازم نرجع تاني الشعب والجيش ايد واحدة، ما هو ازاي نوصل للمستقبل اللي احنا عايزينه واحنا سايبين قوي الثورة المضادة تضرب وتشوه شبابنا اللي ضحوا واستشهدوا عشان يمهدوا لنا طريق المستقبل.
الثورة المضادة.. منين ؟!
دي حكاية من زمن فات، كل ما اراجعها ف بالي، ألاقيها مليانة دروس ومعاني وإشارات، والحكاية دي حصلت لي سنة 1966، بس قبل ما اخش ع الموضوع، عايز افكركو بشوية تواريخ، اللي من سني عاشوها، والمهمومين بمصر وشعبها م اللي جم بعدنا أكيد عرفوها أو قروا عنها.
لما قامت الوحدة المصرية السورية قلقت الدول العربية الملكية، وحاولوا يكْرُوا علي عبد الناصر ويغتالوه، ولما حصل الانفصال عملوا له مؤتمر شماتة في شتورة ف لبنان وشدوا السلخ عليه، ولما قامت ثورة السلال في اليمن، لقاها عبد الناصر فرصة ينقل المعركة لحدود السعودية وغرقنا ف حرب اليمن.
وسنة 1964 واحنا ف عز خطة التنمية الأولي (والأخيرة)، ابتدا الكلام يتقال حوالين ضرورة الثورة الإدراية وتأسيس حزب للثورة، ومع زيارة خروتشوف للاحتفال ببدء مشروع السد العالي أفرج عبد الناصر عن اليساريين المعتقلين من 1 يناير 1959، وخرج المعتقلين بعد خمس سنين اعتقال، وأعلنوا حل تنظيماتهم ودخلوا الاتحاد الاشتراكي، ما عدا تنظيمين يساريين صغار رفضوا الحل، والالتحاق بحزب الحكومة، وكان رأيهم ضرورة أن تحتفظ القوي الشعبية بتنظيماتها المستقلة وما تسيبش الحكومة وحزبها يحتكروا الاجتهاد في الشأن الوطني، وسنة 1965 عملت الحكومة مؤتمر للمديرين بعد نجاح خطة التنمية الأولي (والأخيرة)، وكان أيامها لكل وحدة إدارية مسئول إداري وجنبه لجنة لها مسئول من الاتحاد الاشتراكي، واتقرر في المؤتمر ان المسئول الإداري يبقي هو المسئول السياسي للوحدة، يعني انداس علي الرقابة الشعبية المنقوصة لحساب الإدارة، وكنت ايامها ف واحد من التنظيمين اللي رفضوا الحل، انضميت للتنظيم ده بعد ضربة يناير 59 بكام شهر، والتنظيم نفسه كان اتأسس في اكتوبر 1952 من مجموعة طلاب جامعة انشقوا عن "حدتو" اللي كان رأيه ان انقلاب يوليو 1952 حركة ديموقراطية للتحرر الوطني وكان منه بعض الظباط الأحرار زي يوسف صديق وخالد محيي الدين واحمد حمروش، وكان فيه تنظيم كبير تاني بيقول ان الانقلاب ده فاشية عميلة للاستعمار زي انقلابات أمريكا اللاتينية الشهيرة، التنظيم اللي انضميت له انا ومجموعة م الأصدقاء المثقفين، كان رأيه ان دول مجموعة ظباط من الطبقة المتوسطة الصغيرة المصرية، وطنيين لكن بحكم تكوينهم الطبقي مش ممكن يبنوا الاشتراكية، لكن غاية ما يقدروا عليه يعملوا رأسمالية دولة وطنية، وكان رأينا ان جمال عبد الناصر زعيم وطني استقل بالسوق المصري وقاد الوطن إلي نهضة اقتصادية صناعية لا شك فيها، وأقام جبهة عريضة من شعوب القارات الثلاثة، تسعي للاستقلال والتنمية في مواجهة القوي الاستعمارية، وبعد مؤتمر الموظفين رفع هذا التنظيم شعار الديموقراطية لحماية المكاسب اللي تحققت، وفي 1966 حصلت الحكاية اللي باكلمكم عنها، تم اعتقال مجموعة كبيرة منا، وكان معظمنا من الأدباء والشعراء والكتاب الصحفيين، واعتقلنا في سجن القلعة انفراديا، لحد ما انتهت التحقيقات ونقلونا لمزرعة طرة، والمدهش اننا طول التحقيقات ما اتوجهتلناش تهمة، بس عرفنا التهم الموجهة لينا من رسالة سرية وصلتنا بتقول لنا ان صديقتنا إيرين بيسون اللي كانت مراسلة الأبزرفر في مصر عرفت من السفارة البريطانية اننا متهمين باننا تنظيم يساري صيني الاتجاه، علي علاقة بالقوميين العرب جناح محسن ابراهيم (عشان اخونا صلاح عيسي كان بيكتب في مجلة الحرية بتاعتهم)، وبيحاول التسلل للاتحاد الاشتراكي (عشان كان بعضنا في منظمة الشباب الاشتراكي)، وكان المعني الواضح للرسالة دي ان مباحث أمن الدولة علي اتصال بالسفارة البريطانية أو المخابرات البريطانية، وقدرنا نوصل أسماء المعتقلين لجان بول سارتر اللي كان مدعو لزيارة مصر، ووعد سارتر بمناقشة المسألة مع السلطات المصرية، وأثناء وجوده بمصر، جانا ف طرة مسئول مكتب المكافحة وخد تلاتة مننا كنت أنا واحد منهم، واحنا مش عارفين واخدنا لفين، لغاية ما لقينا نفسنا في مكتب وزير الداخلية وأمين التنظيم السياسي السيد شعراوي جمعة، ولقينا مدير المكتب اللي كان اسمه – ان لم تخني الذاكرة – فتحي بهنسي بيقابلنا بمودة ولطف لغاية ما السيد شعراوي جمعة خلص مقابلاته الرسمية، ودخّلنا وحاول يمنع مسئول المكتب من الدخول بس أخينا ده ألح بكل تلامة انه يخش ودخل معانا، وقابلنا السيد شعراوي جمعة بكل مودة واحترام، وأدار معانا حوار بصفته – كما قال – أمين التنظيم السياسي ومش وزير الداخلية، والشهادة لله كان راجل دولة مسئول ومحاور سياسي من طراز رفيع، وكان كل ما حد فينا يقول حاجة يقول انا موافق ع الكلام ده والريس نفسه موافق بس طبيعة الظرف كذا وكذا، وكان كل شوية يسأل مسئول مكتب المكافحة: أمال همه معتقلين ليه ؟ ويرد الراجل وهو بيتهته بأي كلام، وانتهت المقابلة والسيد شعراوي جمعة بيقول لنا: ان شاء الله ح تسمعوا أخبار طيبة كمان يوم، وخرجنا من المكتب وقدامنا رئيس مكتب المكافحة، وع السلالم وقف والتفت لنا وقال: أظن مفيش ديموقراطية أكتر من كده ؟ وزير الداخلية شخصيا بيتناقش مع المعتقلين، واحنا بكل غلاسة شبابنا نرد عليه: لأ يا باشا... لوفيه ديموقراطية ما كنتوش اعتقلتونا أصلا، لاقاها ما جابتش معانا، بعد شوية وقف وقال: أظن بعد كلام سيادة الأمين لازم توعدوني انكو تغيّروا افكاركم، وبنفس الغلاسة الشبابية نرد: ونغيرها ليه إذا كان سيادة الأمين والريس نفسه موافقين، اتزرزر، وبعد ما كان جابنا معاه في عربيته من طرة، سابنا لعربية بوكس ترجعنا، وبعد كام يوم خرجنا م المعتقل قبل النكسة بشهور قليلة، وكانت الدول الملكية العربية نازلة تقطيم في عبد الناصر عشان المراكب الاسرائيلية بتعدي في خليج العقبة في حماية القوات الدولية اللي هناك، ووقع عبد الناصر في الفخ وحصلت النكسة.. وبعد ما الشعب والجيش الوطني هزموا الهزيمة في اكتوبر العظيم، وحصل الانفتاح الاستهلاكي كانت كتير من التوكيلات الأجنبية من نصيب مسئولين كان بعضهم في مؤتمر المديرين سنة 1965.
شفتوا بقي الثورة المضادة بتيجي منين ؟ وازاي ؟ ومن جوه ومن بره !! زي ما يكونوا متفقين !!
يا خوفي !
في كل يوم ازرعك انا يا أمل وارويك
وكل يوم في انتظارك افتح الشبابيك
يا هلتري يا أمل ح ييجي يوم والاقيك
ولا ح تيجي ما تلقاش اللي مستنيك
ناصر كان شجرة ضخمة، ما تسمحش بنمو الأعشاب الضارة ف ضلها، وآدي الشجرة وقعت وح نشوف كتير م الأعشاب دي بتنمو !! (جاك دانييل، ئيس تحرير النوفيل أوبسرفاتور الفرنسية، مع رحيل عبد الناصر)
مع صاحبي الجنرال !
لما انفردت بصاحبي جنرال القهاوي المتقاعد، كمّلت معاه الموضوع اللي بدأناه الأسبوع اللي فات، قلت له وانا بافكّره باللي قاله: كنت بتقول اننا زي اللي ماشيين في حقل ألغام، ولازم نشق طريقنا بحذر وإصرار، ونبص تحت رجلينا وحوالينا بعيون زرقاء اليمامة اللي بتشوف لبعيد، وما نخليش قنابل الصوت والدخان لا تضللنا ولا تعمينا عن هدفنا الاستراتيجي، اللي هوه إيه بقي ؟! وهل فيه قنابل صوت ودخان غير اللي قلت لي عنهم المرة اللي فاتت؟!، وكالعادة.. صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد ابتسم ابتسامة خبير استراتيجي مضروب م اللي بنشوف بعضهم في التلفزيونات، وقال: طبعا هدفنا الاستراتيجي هوه اللي شاورت عليه ثورة يناير ويونيو ورسمت معالمه خارطة المستقبل اللي الشعب كله وافق عليها، والدستور اللي اتوافقنا عليه، قلت له: قصّر وكلمني علي أد فهمي، قال: مش الثورة قالت عيش.. حرية.. كرامة إنسانية.. عدالة اجتماعية، أهو ده هدفنا الاستراتيجي، بناء دولة الثورة، دولة الحرية والعدالة، دولة الشعب السيد في الوطن السيد، وده اللي مجنن كل قوي الثورة المضادة، من أول العفريت الشراني العجوز، مرورا بكل أعداء الثورة في المنطقة، وصولا لكل اللي مرَّروا عيشتنا من اللصوص والفاسدين ولاد نظام التبعية والاستبداد، واللي لسه معششين في قلب اقتصادنا وإداراتنا الحكومية، وعشان نوصل لهدفنا الاستراتيجي، قدامنا معارك تكتيكية علي كل الجبهات: الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومهم جدا نخوض معاركنا التكتيكية دي علي ضوء رؤيتنا لهدفنا الاستراتيجي، واحنا دلوقت بنخوض معركة ضارية ضد الإرهاب، وقنابل الصوت والدخان اللي حوالينا في المنطقة مالهاش أول ولا آخر، بعضها جاي م الجنوب زي الاتفاقية العسكرية اللي اتعملت بين قطر والسودان من كام يوم، وبعضها جاي من المغرب العربي زي الاجتماع اللي حصل بين برنارد ليفي (أحد الصهاينة من دعاة المخطط الاستعماري للمنطقة) وبين الغنوشي بحضور ممثلين لإخوان ليبيا، واللي كانت من نتايجه إعلان درنة بالولاء للدواعش، وبعضها – للأسف – جاي من بعض حلفاءنا اللي غرقونا بجمايلهم، وشايفين المعركة ضد الإرهاب اللي ساعدوا ف خلقه وتسليحه، فرصة لتقسيم سوريا والعراق، وضرب المقاومة في لبنان، وحصار إيران، تمهيدا للسلام الأمريكي في المنطقة (Paxa Americana)، لحساب المشروع الأمريكي الصهيوني، وعلي حساب الشعب الفلسطيني، وأنا بصراحة عجبني الكلام اللي سمعت ان الرئيس السيسي قاله لبتوع كتلة 14 آذار في لبنان المواليين للعفريت الشراني العجوز من بوابة السعودية، واللي كانوا بيحاولوا يحولوا الصراعات في لبنان لصراع سني – شيعي، سمعت ان الرئيس السيسي نبههم للتنسيق وعدم الصدام مع حزب الله اللبناني، وأكد لهم ضرورة الحفاظ علي وحدة الأراضي السورية وجيش سوريا الوطني، وبانت نتيجة كلامه معاهم في معركة طرابلس الأخيرة ضد الإرهابيين. قاطعته: يا عم الجنرال ركز وما تتوهنيش، قال: نركز وخد عندك:
لازم نحدد هدفنا الاستراتيجي، ونحارب علي كل الجبهات معارك تكتيكية في سبيل الوصول لهدفنا الاستراتيجي.
معركتنا ضد الإرهاب، مش لازم تكون علي حساب الحقوق والحريات، ولا علي حساب القضية الفلسطينية.
معركتنا الاقتصادية لازم تكون من أجل منظومة إنتاج مستقلة، ولحساب الشعب المصري ومش في خدمة العفريت الشراني العجوز ولا عبيده اللي خربوها وقعدوا علي تلها.
لازم نرجع تاني الشعب والجيش ايد واحدة، ما هو ازاي نوصل للمستقبل اللي احنا عايزينه واحنا سايبين قوي الثورة المضادة تضرب وتشوه شبابنا اللي ضحوا واستشهدوا عشان يمهدوا لنا طريق المستقبل.
الثورة المضادة.. منين ؟!
دي حكاية من زمن فات، كل ما اراجعها ف بالي، ألاقيها مليانة دروس ومعاني وإشارات، والحكاية دي حصلت لي سنة 1966، بس قبل ما اخش ع الموضوع، عايز افكركو بشوية تواريخ، اللي من سني عاشوها، والمهمومين بمصر وشعبها م اللي جم بعدنا أكيد عرفوها أو قروا عنها.
لما قامت الوحدة المصرية السورية قلقت الدول العربية الملكية، وحاولوا يكْرُوا علي عبد الناصر ويغتالوه، ولما حصل الانفصال عملوا له مؤتمر شماتة في شتورة ف لبنان وشدوا السلخ عليه، ولما قامت ثورة السلال في اليمن، لقاها عبد الناصر فرصة ينقل المعركة لحدود السعودية وغرقنا ف حرب اليمن.
وسنة 1964 واحنا ف عز خطة التنمية الأولي (والأخيرة)، ابتدا الكلام يتقال حوالين ضرورة الثورة الإدراية وتأسيس حزب للثورة، ومع زيارة خروتشوف للاحتفال ببدء مشروع السد العالي أفرج عبد الناصر عن اليساريين المعتقلين من 1 يناير 1959، وخرج المعتقلين بعد خمس سنين اعتقال، وأعلنوا حل تنظيماتهم ودخلوا الاتحاد الاشتراكي، ما عدا تنظيمين يساريين صغار رفضوا الحل، والالتحاق بحزب الحكومة، وكان رأيهم ضرورة أن تحتفظ القوي الشعبية بتنظيماتها المستقلة وما تسيبش الحكومة وحزبها يحتكروا الاجتهاد في الشأن الوطني، وسنة 1965 عملت الحكومة مؤتمر للمديرين بعد نجاح خطة التنمية الأولي (والأخيرة)، وكان أيامها لكل وحدة إدارية مسئول إداري وجنبه لجنة لها مسئول من الاتحاد الاشتراكي، واتقرر في المؤتمر ان المسئول الإداري يبقي هو المسئول السياسي للوحدة، يعني انداس علي الرقابة الشعبية المنقوصة لحساب الإدارة، وكنت ايامها ف واحد من التنظيمين اللي رفضوا الحل، انضميت للتنظيم ده بعد ضربة يناير 59 بكام شهر، والتنظيم نفسه كان اتأسس في اكتوبر 1952 من مجموعة طلاب جامعة انشقوا عن "حدتو" اللي كان رأيه ان انقلاب يوليو 1952 حركة ديموقراطية للتحرر الوطني وكان منه بعض الظباط الأحرار زي يوسف صديق وخالد محيي الدين واحمد حمروش، وكان فيه تنظيم كبير تاني بيقول ان الانقلاب ده فاشية عميلة للاستعمار زي انقلابات أمريكا اللاتينية الشهيرة، التنظيم اللي انضميت له انا ومجموعة م الأصدقاء المثقفين، كان رأيه ان دول مجموعة ظباط من الطبقة المتوسطة الصغيرة المصرية، وطنيين لكن بحكم تكوينهم الطبقي مش ممكن يبنوا الاشتراكية، لكن غاية ما يقدروا عليه يعملوا رأسمالية دولة وطنية، وكان رأينا ان جمال عبد الناصر زعيم وطني استقل بالسوق المصري وقاد الوطن إلي نهضة اقتصادية صناعية لا شك فيها، وأقام جبهة عريضة من شعوب القارات الثلاثة، تسعي للاستقلال والتنمية في مواجهة القوي الاستعمارية، وبعد مؤتمر الموظفين رفع هذا التنظيم شعار الديموقراطية لحماية المكاسب اللي تحققت، وفي 1966 حصلت الحكاية اللي باكلمكم عنها، تم اعتقال مجموعة كبيرة منا، وكان معظمنا من الأدباء والشعراء والكتاب الصحفيين، واعتقلنا في سجن القلعة انفراديا، لحد ما انتهت التحقيقات ونقلونا لمزرعة طرة، والمدهش اننا طول التحقيقات ما اتوجهتلناش تهمة، بس عرفنا التهم الموجهة لينا من رسالة سرية وصلتنا بتقول لنا ان صديقتنا إيرين بيسون اللي كانت مراسلة الأبزرفر في مصر عرفت من السفارة البريطانية اننا متهمين باننا تنظيم يساري صيني الاتجاه، علي علاقة بالقوميين العرب جناح محسن ابراهيم (عشان اخونا صلاح عيسي كان بيكتب في مجلة الحرية بتاعتهم)، وبيحاول التسلل للاتحاد الاشتراكي (عشان كان بعضنا في منظمة الشباب الاشتراكي)، وكان المعني الواضح للرسالة دي ان مباحث أمن الدولة علي اتصال بالسفارة البريطانية أو المخابرات البريطانية، وقدرنا نوصل أسماء المعتقلين لجان بول سارتر اللي كان مدعو لزيارة مصر، ووعد سارتر بمناقشة المسألة مع السلطات المصرية، وأثناء وجوده بمصر، جانا ف طرة مسئول مكتب المكافحة وخد تلاتة مننا كنت أنا واحد منهم، واحنا مش عارفين واخدنا لفين، لغاية ما لقينا نفسنا في مكتب وزير الداخلية وأمين التنظيم السياسي السيد شعراوي جمعة، ولقينا مدير المكتب اللي كان اسمه – ان لم تخني الذاكرة – فتحي بهنسي بيقابلنا بمودة ولطف لغاية ما السيد شعراوي جمعة خلص مقابلاته الرسمية، ودخّلنا وحاول يمنع مسئول المكتب من الدخول بس أخينا ده ألح بكل تلامة انه يخش ودخل معانا، وقابلنا السيد شعراوي جمعة بكل مودة واحترام، وأدار معانا حوار بصفته – كما قال – أمين التنظيم السياسي ومش وزير الداخلية، والشهادة لله كان راجل دولة مسئول ومحاور سياسي من طراز رفيع، وكان كل ما حد فينا يقول حاجة يقول انا موافق ع الكلام ده والريس نفسه موافق بس طبيعة الظرف كذا وكذا، وكان كل شوية يسأل مسئول مكتب المكافحة: أمال همه معتقلين ليه ؟ ويرد الراجل وهو بيتهته بأي كلام، وانتهت المقابلة والسيد شعراوي جمعة بيقول لنا: ان شاء الله ح تسمعوا أخبار طيبة كمان يوم، وخرجنا من المكتب وقدامنا رئيس مكتب المكافحة، وع السلالم وقف والتفت لنا وقال: أظن مفيش ديموقراطية أكتر من كده ؟ وزير الداخلية شخصيا بيتناقش مع المعتقلين، واحنا بكل غلاسة شبابنا نرد عليه: لأ يا باشا... لوفيه ديموقراطية ما كنتوش اعتقلتونا أصلا، لاقاها ما جابتش معانا، بعد شوية وقف وقال: أظن بعد كلام سيادة الأمين لازم توعدوني انكو تغيّروا افكاركم، وبنفس الغلاسة الشبابية نرد: ونغيرها ليه إذا كان سيادة الأمين والريس نفسه موافقين، اتزرزر، وبعد ما كان جابنا معاه في عربيته من طرة، سابنا لعربية بوكس ترجعنا، وبعد كام يوم خرجنا م المعتقل قبل النكسة بشهور قليلة، وكانت الدول الملكية العربية نازلة تقطيم في عبد الناصر عشان المراكب الاسرائيلية بتعدي في خليج العقبة في حماية القوات الدولية اللي هناك، ووقع عبد الناصر في الفخ وحصلت النكسة.. وبعد ما الشعب والجيش الوطني هزموا الهزيمة في اكتوبر العظيم، وحصل الانفتاح الاستهلاكي كانت كتير من التوكيلات الأجنبية من نصيب مسئولين كان بعضهم في مؤتمر المديرين سنة 1965.
شفتوا بقي الثورة المضادة بتيجي منين ؟ وازاي ؟ ومن جوه ومن بره !! زي ما يكونوا متفقين !!
يا خوفي !
في كل يوم ازرعك انا يا أمل وارويك
وكل يوم في انتظارك افتح الشبابيك
يا هلتري يا أمل ح ييجي يوم والاقيك
ولا ح تيجي ما تلقاش اللي مستنيك


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.