فتح باب التقدم للالتحاق بمدارس مصر المتكاملة للغات EiLS    جمع مليون جنيه في ساعتين.. إخلاء سبيل مدرس الجيولوجيا صاحب فيديو الدرس الخصوصي بصالة حسن مصطفى    4 بنود.. ماذا فعلت مصر ب50 مليار دولار جمعتها في النصف الأول من 2024؟    تجنبًا لكارثة وجودية.. برلمانية: يجب وضع مبادئ توجيهية أخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي    البورصة المصرية تختتم بربح 17 مليار جنيه ليغلق عند مستوى 1.752 تريليون    بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون لدعم منظومة التحصيل الإلكتروني    لابيد: نتنياهو سيتخلى عن الجنود الإسرائيليين عندما يتعلق الأمر بمصلحته    الرئيس الأوكراني ينفي أنباء استيلاء روسيا على بلدة ريجيفكا    لجنة أوشفيتس الدولية: نتائج انتخابات البرلمان الأوروبي نقطة تحول محبطة    أنشيلوتي: ريال مدريد لن يشارك في كأس العالم للأندية بسبب فيفا    أخبار الأهلي : 5 مرشحين لخلافة علي معلول فى الأهلي    ليونيل ميسي يشارك في فوز الأرجنتين على الإكوادور    الداخلية: اتخذنا كافة التدابير الأمنية لتأمين امتحانات الثانوية العامة (فيديو)    "دع عملك يتحدث".. قبل الصفعة كيف يواجه عمرو دياب الأزمات؟    رحلة العائلة المقدسة إلى مصر حماية للمسيحية في مهدها    حورية فرغلي دكتورة تبحث عن الحُب في مسلسل «سيما ماجي»    هيئة الدواء تقدم الدليل الإرشادي لتأمين أصحاب الأمراض المزمنة فى الحج    مصر تحصد ذهبية منافسات الفرق فى بطولة أفريقيا لسلاح الشيش    رئيس الشيوخ يهنئ الرئيس السيسي بعيد الأضحى ويرفع الجلسة لموعد غير محدد    عمرو أديب عن "ولاد رزق 3": "هتشوفوا فيلم عالمي"    وزارة الأوقاف: أحكام وصيغ التكبير في عيد الأضحى    محافظ المنوفية يفتتح مدرسة التمريض الجديدة بأشمون (صور)    مستشفيات جامعة أسوان يعلن خطة الاستعداد لاستقبال عيد الأضحى    توفير فرص عمل ووحدات سكنية ل12 أسرة من الأولى بالرعاية في الشرقية    اسكواش - مصطفى عسل يصعد للمركز الثاني عالميا.. ونور الطيب تتقدم ثلاثة مراكز    «القومي للبحوث» يوضح أهم النصائح للتغذية السليمة في عيد الأضحى    وزيرة الهجرة: نعتز بالتعاون مع الجانب الألماني    الرئيس الروسي يزور كوريا الشمالية وفيتنام قريبا    أفيجدرو لبيرمان يرفض الانضمام إلى حكومة نتنياهو    إعلام إسرائيلى: قتلى وجرحى فى صفوف الجيش جراء حادث أمنى فى رفح الفلسطينية    "كابوس".. لميس الحديدي تكشف عن كواليس رحلتها مع مرض السرطان.. لماذا أخفت هذه المعلومة عِقدًا كاملًا؟    ياسمين عبد العزيز ترد على رسالة أيمن بهجت قمر لها    تشكيل الحكومة الجديد.. 4 نواب في الوزارة الجديدة    «مودة» ينظم معسكر إعداد الكوادر من أعضاء هيئة التدريس بالجامعات    مفاجأة مثيرة في تحقيقات سفاح التجمع: مصدر ثقة وينظم حفلات مدرسية    الأوقاف: افتتاح 27 مسجدًا الجمعة القادمة| صور    محافظ أسيوط يشيد بتنظيم القافلة الطبية المجانية للرمد بقرية منقباد    أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح آداب ذبح الأضاحي في عيد الأضحى (فيديو)    مطلب برلماني بإعداد قانون خاص ينظم آليات استخدام الذكاء الاصطناعي    البابا تواضروس الثاني ومحافظ الفيوم يشهدان حفل تدشين كنيسة القديس الأنبا إبرآم بدير العزب    تأجيل محاكمة المتهم بقتل زوجته ببسيون لشهر سبتمبر لاستكمال المرافعات    تاريخ فرض الحج: مقاربات فقهية وآراء متباينة    يوم الصحفي المصري "في المساء مع قصواء" بمشاركة قيادات "الاستعلامات" و"الصحفيين" و"الحوار الوطني" و"المتحدة"    ضياء رشوان: لولا دور الإعلام في تغطية القضية الفلسطينية لسحقنا    "أتمنى ديانج".. تعليق قوي من عضو مجلس الزمالك بشأن عودة إمام عاشور    خادم الحرمين الشريفين يأمر باستضافة 1000 حاج من ذوي ضحايا غزة    سرقا هاتفه وتعديا عليه بالضرب.. المشدد 3 سنوات لسائقين تسببا في إصابة شخص بالقليوبية    صندوق مكافحة الإدمان يستعرض نتائج أكبر برنامج لحماية طلاب المدارس من المخدرات    مناسك (4).. يوم التروية والاستعداد لأداء ركن الحج الأعظم    هل الغش في الامتحان يبطل الصوم؟.. «الإفتاء» توضح    «الصحة»: خدمات كشف وعلاج ل10 آلاف حاج مصري من خلال 24 عيادة في مكة والمدينة    وزير التعليم العالي يستقبل وفدًا من مجموعة جنوب إفريقيا للتنمية «SADC»    جالانت يتجاهل جانتس بعد استقالته من الحكومة.. ما رأي نتنياهو؟    أخبار الأهلي : ميدو: مصطفى شوبير هيلعب أساسي على الشناوي و"هو ماسك سيجار"    جامعة القاهرة تطلق قافلة تنموية شاملة لقرية الودي بالجيزة    حالة الطقس المتوقعة غدًا الثلاثاء 11 يونيو 2024| إنفوجراف    النسبة التقديرية للإقبال في انتخابات الاتحاد الأوروبي تقترب من 51%    جمال عبدالحميد يكشف أسباب تراجع أداء منتخب مصر أمام بوركينا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



يوميات الأخبار
حقل ألغام.. وقنابل صوت ودخان

ماحد خالي من الهم ّ.. حتي قلوع المراكب، حِسّك تقول للندل يا عمّ... وإن كان علي السرج راكب»‬ (ابن عروس) تغريدة
لما شفت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد قاعد في ركنه المعتاد في القهوة، جريت عليه وقلت له وانا باخده بالأحضان :" فينك يا عم من زمان، وإيه الغيبة الطويلة دي؟!"، قال :" كنت ف عزلة اختيارية، باراجع حساباتي، وباحاول اقرا الواقع اللي احنا عايشينه دلوقت"، ضحكت وقلت :"عال يا عم الجنرال، وشايف إيه بالصلا ع النبي ؟! قال: "شايف اللي كل الدنيا شايفاه، شايف مصر وشعبها العظيم والأمة العربية كلها زي اللي ماشيين في حقل ألغام رهيب، ولازم نشق طريقنا بحذر وإصرار في وسط الألغام اللي مزروعة حوالينا في كل ناحية، لازم نبص تحت رجلينا وحوالينا، بعيون زرقاء اليمامة اللي بتشوف أبعد من مدي الشوف، ونعرف ان أول طريقنا بعيد وآخره بعيد علي رأي عمنا الكبير صلاح جاهين"، عملت مش فاهم، وسألته ببراءة مصطنعة :" وايه طبيعة الألغام دي يا عم الجنرال ؟، قال: الألغام اللي تحت رجلينا هنا ف مصر والمنطقة العربية مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية مالهاش أول ولازم نعمل لها آخر، والألغام اللي حوالينا هيه مصالح العفريت الشراني العجوز، قاطع الطريق المفتري اللي واقف في سكتنا وسكة الإنسانية كلها للمستقبل، وعايز يفتفت الدنيا كلها حتت صغيرة سهلة البلع والهضم "، قاطعته : " بالراحة عليا يا عم الجنرال، ما تصعبهاش عليا وسايق عليك النبي هات م الآخر وقل لي ح نعدي من حقل الألغام ولّأ ..لا قدر الله ؟!" وبثقة خبير استراتيجي مضروب م اللي بنشوف بعضهم في التلفزيونات قال :" احنا بالفعل بنعدي، وح نعدي، وح نوصل بإذن الله وبإرادة الشعب اللي مش ح يفرط في حلمه، وادينا شايفين ازاي بنتصدي للغم اللي اسمه المشكلة الأمنية اللي بتهدد الأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي" قلت له : "قصدك الإرهاب؟ " قال " ده أحد وجوه المشكلة الأمنية، لأن الأمن الوطني والأمن القومي بيشمل كل نواحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمعركة اللي اتكتب علينا نخوضها معركة وجود مش معركة حدود، ويا نقب كلنا علي وش الدنيا، يا نخرج كلنا م التاريخ والجغرافيا، وتترسم خريطة الشرق الأوسط علي هوي العفريت الشراني العجوز ولمصلحته وبالتفاهم مع تركيا وايران واسرائيل، وعلي حساب مصر والأمة العربية كلها، وانا يا شاعر مش خايف علي مصر وواثق ان مصر وشعب مصر أقوي من الإرهاب واللي وراه، ويستحيل علي أي قوة مهما كانت انها تكسر إرادة المصريين بعد موجتين ثوريتين ما شافتش الدنيا زيهم، وبصراحة أد ما الجريمة الإرهابية اللي راح فيها شهداء من جيشنا الوطني وجعتنا، أد ما جمعتنا كلنا جيش وشعب . وقصاد إرادتنا الموحدة دي مفيش قوة في الدنيا ح تقدر علينا إن شاء الله، المهم قنابل الصوت والدخان اللي بترفقع في وسطينا وحوالينا، ما تشتتش انتباهنا، ولا تحرفنا عن هدفنا، لازم نفتح عيون زرقاء اليمامة علي الآخر، عشان نعرف نشق طريقنا وسط الألغام وقنابل الصوت والدخان". قلت له :" وايه بقي قنابل الصوت والدخان دي كمان؟!" قال لي باستنكار :" هوه انت مش واخد بالك م الفرقعات المزعجة اللي بينّا وحوالينا، والدخان اللي مالي سكتنا وح يعمينا؟!"، قلت له :" اللي هيه إيه يعني؟!" قال:" خد عندك يا عم الشاعر، آدي قنبلة صوت مزعجة بتستغل انشغالنا بالتصدي للإرهاب وبتحاول تشق صفوفنا بالهجوم علي شباب يناير، وبدل ما الشباب دول يبقوا راس حربتنا ف صدر الإرهاب وفكره المتخلف، بنعاديهم ونجرح فيهم، وخد عندك كمان قنبلة صوت مزعجة تانية، فرقعتها عمالة تقول لنا :" لا صوت يعلوفوق صوت المعركة، ومعركتنا الاستراتيجية هيه اللي ضد الإرهاب "، مع ان الحقيقة اللي مش لازم ننساها ولا تغيب عن بالنا، ان معركتنا اللي ح ننتصر فيها ع الإرهاب – إن شاء الله – مجرد معركة تكتيكية، وقدامنا معارك تكتيكية كتير غيرها عشان نوصل لهدفنا الاستراتيجي الكبير، ومش لازم المعركة دي تشغلنا عن بقية المعارك الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومش لازم ندوس ع الحقوق والحريات بدعوي ان لاصوت يعلوفوق صوت المعركة، ومش معني اننا نمشي ف طريق خارطة المستقبل اننا ندوس ع الشباب اصحاب المستقبل، لازم نتقدم علي كل الجبهات ف نفس الوقت، واحنا وجيشنا الوطني قادرين – بعون الله – نحقق كل اللي بنتمناه "، حطيت إيدي علي راسي، وقلت له وانا بانفخ:" كفاية كده دلوقت احسن دماغي ورمت يا جنرال، خليني امزمز في الكلام ده علي مهلي، ونكمل الأسبوع الجاي، سلام .
القوة الناعمة ..فين ؟!
المثقفين اليومين دول قاعدين يتكلموا عن القوة الناعمة لمصر، وضرورة ان القوة الناعمة دي تستعيد دورها في النهوض بالأمة العربية، وانا كل ما اسمع الكلام ده أسرح في شوية حكايات حوالين القوة الناعمة، وأول الحكايات دي يعرفها كل اللي قروا في تاريخ المسرح من عصر النهضة وجاي، لما كانت اسبانيا ف زمانها أعظم قوة بحرية ف أوروبا، وعلي أيام ايزابيلا وفرديناند طلع كولومبوس واكتشف أميركا (1492 م)، وبقت اسبانيا أغني بلاد أوروبا وأقواها، وبقي " لوب دي فيجا" و"كالديرون" أهم كتاب المسرح في أوروبا، بس لما انكسر اسطول اسبانيا (الأرمادا) سنة 1591 قدام الأسطول الانجليزي اللي كان بيقوده سير فرانسيس درايك، طلع في انجلترا كاتب مسرحي اسمه مارلو، وده مهّد الطريق لشيكسبير(1564-1616)،اللي بقي أهم كتاب المسرح في أوروبا لغاية القرن العشرين، ولما محمد علي رمي أساسات الدولة المدنية الحديثة، وكان عمادها جيش وطني قوي، ونهضة تعليمية وزراعية وصناعية، اجتذبت مصر كل الأحرار المستنيرين الهربانين من القهر العثماني، وساهموا مع رفاعة وتلاميذه في بناء القوة الناعمة لمصر في المنطقة، ولما ثار المصريين سنة 1919، ورمي طلعت حرب أساس اقتصاد وطني مستقل، وأسس مطبعة مصر والمسرح القومي وستديو مصر، وبعد كده أسست الدولة الإذاعة المصرية، بدأت القوة الناعمة لمصر تمارس دورها في المنطقة العربية، وازداد نفوذها وتأثيرها مع عبد الناصر وحلمه العروبي، وده كله تراجع للأسف مع انكسار المشروع القومي، وانكفت مصر علي ذاتها، وتراجعت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبدأ نفوذ قوتها الناعمة وتأثيرها علي المنطقة يدوب ويتلاشي لما ساد نظام التبعية والفساد والاستبداد .
يعني معني الكلام يا اخواننا، القوة الناعمة مالهاش وجود ولا تأثير، إلا إذا كانت وراها قوة صلبة بصحيح، يعني لازم جيش وطني قوي، ومنظومة إنتاج زراعي وصناعي مستقلة، وشعب حر ومستنير وعنده الإرادة والقدرة انه يبني دولة مدنية حديثة وعادلة، ساعتها بس تستعيد قوتنا الناعمة تأثيرها ونفوذها، وترجع فنوننا وآدابنا تجمع الأمة العربية علي طريق التقدم .
أوراق قديمة
وده الجزء الأخير من المقطع الأخير في قصيدة كتبتها ف أكتوبر 1964، اسمها "الموت في عز الفجر.
ياللا بنا يا اخواتي.. ح ندّن خلاص
ده الليل تقيل،
وسماه ياولداه رصاص !
ياللا نسير م الساقية للمدنة
ونجيب صباح الفل لبلدنا
ونصحي في الفلاحة والبلاص
م الساقية للمدنة ح نتمشّي
منتور يا منتور عتر في الممشي
واحنا تلات بلالات، وفجرنا جايّ
بس القمر فوقنا بعين عمشا
والريح بتتلوي ليّ
م الفرحة ولّا من الهوا الرعشة؟!
ولّا من الوحشة ؟!
أنا قلبي مقبوض آه يا قلبي أيّْ !!
داحنا تلاتة اخوات مازيّنا زي ّ
الدم في عروقنا ما هواش ميّ
طب ليه يا روحي مكرمشة وكامشة ؟!
لوديب من الفلا جايّ
ح نسلخه وهُوحيّ
نتغدي بيه قبلن ما يتعشي
لوضبع برضك أمره يتدبر
لكن ده ايه ؟! يا حظنا الأغبر !
ده أخّنا الأكبر
حامي وماسك في اليمين خنجر
وده أخّنا الأصغر
حامي وماسك في الشمال خنجر
والحية ع العشب الطري الأخضر
تتلوّي .. تتجرجر:
" مين اللي ح يأدّن أدان الفجر ؟!
مين اللي ياخد الأجر ؟!"
يا قلبي يا موجوع
شوف خنجر البين..
ع الضلوع مرفوع
يا أرض يانتاية
ح تقلبي الآية ؟!
بدل ما نصحي نتقتل في الفجر؟!
يا قمر يا نيكل يا بوعين عميا
ودّك تشوف الدم ع المية ؟!
يا حية يا جايّة
ودّك تسفّي في الدما النيَّة
يا فجر ياللي جاي بقتل الأخ
حاسب تدوس الفخ
يا قلبي صرّخ : أخ
الصرخة في جدور العصب غايرة
كأنها عصفورة علي كلمة تقوم طايرة
أهي واقفة تستنظر
الصرخة اهي بتستنظر الخنجر!
وانا مش بنص ضمير ونص لسان
أنا مش عويل وجبان
يا قاضي قرّب من ورا السسبان
دالفجر هلّ وبان
ما اقبلش يمشي الفجر علي دمي
يا عشب طاطي لجبّة القاضي
باللي يقوله قلبنا راضي
ولا اشوفش دم اخواتي علي كُمّي
- اسأل .. انا شاهد
أحسن ما اكون علي قبرهم شاهد!
الوز لاخضر ع القنا صلي
صلي ودعا ألله
الدنيا صبحت كلها مصلي
القاضي لاخضر قال :
" دي بلدنا بنت حلال
يلزم لفجريتها ألف بلال
علشان تقوم م النوم
تقوم وتملا الزلعة م الترعة
وتحش للماشية عشان ترعي
وتضم في الزرعة
وتلم في الصومعة
وتطحن القهر الهجين والغلال
وتبل قيضها وغيظها م الزلعة
وتضفّر الموال ضفاير طوال
ماحد خالي من الهم ّ.. حتي قلوع المراكب، حِسّك تقول للندل يا عمّ... وإن كان علي السرج راكب»‬ (ابن عروس) تغريدة
لما شفت صاحبي جنرال القهاوي المتقاعد قاعد في ركنه المعتاد في القهوة، جريت عليه وقلت له وانا باخده بالأحضان :" فينك يا عم من زمان، وإيه الغيبة الطويلة دي؟!"، قال :" كنت ف عزلة اختيارية، باراجع حساباتي، وباحاول اقرا الواقع اللي احنا عايشينه دلوقت"، ضحكت وقلت :"عال يا عم الجنرال، وشايف إيه بالصلا ع النبي ؟! قال: "شايف اللي كل الدنيا شايفاه، شايف مصر وشعبها العظيم والأمة العربية كلها زي اللي ماشيين في حقل ألغام رهيب، ولازم نشق طريقنا بحذر وإصرار في وسط الألغام اللي مزروعة حوالينا في كل ناحية، لازم نبص تحت رجلينا وحوالينا، بعيون زرقاء اليمامة اللي بتشوف أبعد من مدي الشوف، ونعرف ان أول طريقنا بعيد وآخره بعيد علي رأي عمنا الكبير صلاح جاهين"، عملت مش فاهم، وسألته ببراءة مصطنعة :" وايه طبيعة الألغام دي يا عم الجنرال ؟، قال: الألغام اللي تحت رجلينا هنا ف مصر والمنطقة العربية مشاكل أمنية واقتصادية واجتماعية وسياسية مالهاش أول ولازم نعمل لها آخر، والألغام اللي حوالينا هيه مصالح العفريت الشراني العجوز، قاطع الطريق المفتري اللي واقف في سكتنا وسكة الإنسانية كلها للمستقبل، وعايز يفتفت الدنيا كلها حتت صغيرة سهلة البلع والهضم "، قاطعته : " بالراحة عليا يا عم الجنرال، ما تصعبهاش عليا وسايق عليك النبي هات م الآخر وقل لي ح نعدي من حقل الألغام ولّأ ..لا قدر الله ؟!" وبثقة خبير استراتيجي مضروب م اللي بنشوف بعضهم في التلفزيونات قال :" احنا بالفعل بنعدي، وح نعدي، وح نوصل بإذن الله وبإرادة الشعب اللي مش ح يفرط في حلمه، وادينا شايفين ازاي بنتصدي للغم اللي اسمه المشكلة الأمنية اللي بتهدد الأمن الوطني المصري والأمن القومي العربي" قلت له : "قصدك الإرهاب؟ " قال " ده أحد وجوه المشكلة الأمنية، لأن الأمن الوطني والأمن القومي بيشمل كل نواحي حياتنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، والمعركة اللي اتكتب علينا نخوضها معركة وجود مش معركة حدود، ويا نقب كلنا علي وش الدنيا، يا نخرج كلنا م التاريخ والجغرافيا، وتترسم خريطة الشرق الأوسط علي هوي العفريت الشراني العجوز ولمصلحته وبالتفاهم مع تركيا وايران واسرائيل، وعلي حساب مصر والأمة العربية كلها، وانا يا شاعر مش خايف علي مصر وواثق ان مصر وشعب مصر أقوي من الإرهاب واللي وراه، ويستحيل علي أي قوة مهما كانت انها تكسر إرادة المصريين بعد موجتين ثوريتين ما شافتش الدنيا زيهم، وبصراحة أد ما الجريمة الإرهابية اللي راح فيها شهداء من جيشنا الوطني وجعتنا، أد ما جمعتنا كلنا جيش وشعب . وقصاد إرادتنا الموحدة دي مفيش قوة في الدنيا ح تقدر علينا إن شاء الله، المهم قنابل الصوت والدخان اللي بترفقع في وسطينا وحوالينا، ما تشتتش انتباهنا، ولا تحرفنا عن هدفنا، لازم نفتح عيون زرقاء اليمامة علي الآخر، عشان نعرف نشق طريقنا وسط الألغام وقنابل الصوت والدخان". قلت له :" وايه بقي قنابل الصوت والدخان دي كمان؟!" قال لي باستنكار :" هوه انت مش واخد بالك م الفرقعات المزعجة اللي بينّا وحوالينا، والدخان اللي مالي سكتنا وح يعمينا؟!"، قلت له :" اللي هيه إيه يعني؟!" قال:" خد عندك يا عم الشاعر، آدي قنبلة صوت مزعجة بتستغل انشغالنا بالتصدي للإرهاب وبتحاول تشق صفوفنا بالهجوم علي شباب يناير، وبدل ما الشباب دول يبقوا راس حربتنا ف صدر الإرهاب وفكره المتخلف، بنعاديهم ونجرح فيهم، وخد عندك كمان قنبلة صوت مزعجة تانية، فرقعتها عمالة تقول لنا :" لا صوت يعلوفوق صوت المعركة، ومعركتنا الاستراتيجية هيه اللي ضد الإرهاب "، مع ان الحقيقة اللي مش لازم ننساها ولا تغيب عن بالنا، ان معركتنا اللي ح ننتصر فيها ع الإرهاب – إن شاء الله – مجرد معركة تكتيكية، وقدامنا معارك تكتيكية كتير غيرها عشان نوصل لهدفنا الاستراتيجي الكبير، ومش لازم المعركة دي تشغلنا عن بقية المعارك الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ومش لازم ندوس ع الحقوق والحريات بدعوي ان لاصوت يعلوفوق صوت المعركة، ومش معني اننا نمشي ف طريق خارطة المستقبل اننا ندوس ع الشباب اصحاب المستقبل، لازم نتقدم علي كل الجبهات ف نفس الوقت، واحنا وجيشنا الوطني قادرين – بعون الله – نحقق كل اللي بنتمناه "، حطيت إيدي علي راسي، وقلت له وانا بانفخ:" كفاية كده دلوقت احسن دماغي ورمت يا جنرال، خليني امزمز في الكلام ده علي مهلي، ونكمل الأسبوع الجاي، سلام .
القوة الناعمة ..فين ؟!
المثقفين اليومين دول قاعدين يتكلموا عن القوة الناعمة لمصر، وضرورة ان القوة الناعمة دي تستعيد دورها في النهوض بالأمة العربية، وانا كل ما اسمع الكلام ده أسرح في شوية حكايات حوالين القوة الناعمة، وأول الحكايات دي يعرفها كل اللي قروا في تاريخ المسرح من عصر النهضة وجاي، لما كانت اسبانيا ف زمانها أعظم قوة بحرية ف أوروبا، وعلي أيام ايزابيلا وفرديناند طلع كولومبوس واكتشف أميركا (1492 م)، وبقت اسبانيا أغني بلاد أوروبا وأقواها، وبقي " لوب دي فيجا" و"كالديرون" أهم كتاب المسرح في أوروبا، بس لما انكسر اسطول اسبانيا (الأرمادا) سنة 1591 قدام الأسطول الانجليزي اللي كان بيقوده سير فرانسيس درايك، طلع في انجلترا كاتب مسرحي اسمه مارلو، وده مهّد الطريق لشيكسبير(1564-1616)،اللي بقي أهم كتاب المسرح في أوروبا لغاية القرن العشرين، ولما محمد علي رمي أساسات الدولة المدنية الحديثة، وكان عمادها جيش وطني قوي، ونهضة تعليمية وزراعية وصناعية، اجتذبت مصر كل الأحرار المستنيرين الهربانين من القهر العثماني، وساهموا مع رفاعة وتلاميذه في بناء القوة الناعمة لمصر في المنطقة، ولما ثار المصريين سنة 1919، ورمي طلعت حرب أساس اقتصاد وطني مستقل، وأسس مطبعة مصر والمسرح القومي وستديو مصر، وبعد كده أسست الدولة الإذاعة المصرية، بدأت القوة الناعمة لمصر تمارس دورها في المنطقة العربية، وازداد نفوذها وتأثيرها مع عبد الناصر وحلمه العروبي، وده كله تراجع للأسف مع انكسار المشروع القومي، وانكفت مصر علي ذاتها، وتراجعت اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، وبدأ نفوذ قوتها الناعمة وتأثيرها علي المنطقة يدوب ويتلاشي لما ساد نظام التبعية والفساد والاستبداد .
يعني معني الكلام يا اخواننا، القوة الناعمة مالهاش وجود ولا تأثير، إلا إذا كانت وراها قوة صلبة بصحيح، يعني لازم جيش وطني قوي، ومنظومة إنتاج زراعي وصناعي مستقلة، وشعب حر ومستنير وعنده الإرادة والقدرة انه يبني دولة مدنية حديثة وعادلة، ساعتها بس تستعيد قوتنا الناعمة تأثيرها ونفوذها، وترجع فنوننا وآدابنا تجمع الأمة العربية علي طريق التقدم .
أوراق قديمة
وده الجزء الأخير من المقطع الأخير في قصيدة كتبتها ف أكتوبر 1964، اسمها "الموت في عز الفجر.
ياللا بنا يا اخواتي.. ح ندّن خلاص
ده الليل تقيل،
وسماه ياولداه رصاص !
ياللا نسير م الساقية للمدنة
ونجيب صباح الفل لبلدنا
ونصحي في الفلاحة والبلاص
م الساقية للمدنة ح نتمشّي
منتور يا منتور عتر في الممشي
واحنا تلات بلالات، وفجرنا جايّ
بس القمر فوقنا بعين عمشا
والريح بتتلوي ليّ
م الفرحة ولّا من الهوا الرعشة؟!
ولّا من الوحشة ؟!
أنا قلبي مقبوض آه يا قلبي أيّْ !!
داحنا تلاتة اخوات مازيّنا زي ّ
الدم في عروقنا ما هواش ميّ
طب ليه يا روحي مكرمشة وكامشة ؟!
لوديب من الفلا جايّ
ح نسلخه وهُوحيّ
نتغدي بيه قبلن ما يتعشي
لوضبع برضك أمره يتدبر
لكن ده ايه ؟! يا حظنا الأغبر !
ده أخّنا الأكبر
حامي وماسك في اليمين خنجر
وده أخّنا الأصغر
حامي وماسك في الشمال خنجر
والحية ع العشب الطري الأخضر
تتلوّي .. تتجرجر:
" مين اللي ح يأدّن أدان الفجر ؟!
مين اللي ياخد الأجر ؟!"
يا قلبي يا موجوع
شوف خنجر البين..
ع الضلوع مرفوع
يا أرض يانتاية
ح تقلبي الآية ؟!
بدل ما نصحي نتقتل في الفجر؟!
يا قمر يا نيكل يا بوعين عميا
ودّك تشوف الدم ع المية ؟!
يا حية يا جايّة
ودّك تسفّي في الدما النيَّة
يا فجر ياللي جاي بقتل الأخ
حاسب تدوس الفخ
يا قلبي صرّخ : أخ
الصرخة في جدور العصب غايرة
كأنها عصفورة علي كلمة تقوم طايرة
أهي واقفة تستنظر
الصرخة اهي بتستنظر الخنجر!
وانا مش بنص ضمير ونص لسان
أنا مش عويل وجبان
يا قاضي قرّب من ورا السسبان
دالفجر هلّ وبان
ما اقبلش يمشي الفجر علي دمي
يا عشب طاطي لجبّة القاضي
باللي يقوله قلبنا راضي
ولا اشوفش دم اخواتي علي كُمّي
- اسأل .. انا شاهد
أحسن ما اكون علي قبرهم شاهد!
الوز لاخضر ع القنا صلي
صلي ودعا ألله
الدنيا صبحت كلها مصلي
القاضي لاخضر قال :
" دي بلدنا بنت حلال
يلزم لفجريتها ألف بلال
علشان تقوم م النوم
تقوم وتملا الزلعة م الترعة
وتحش للماشية عشان ترعي
وتضم في الزرعة
وتلم في الصومعة
وتطحن القهر الهجين والغلال
وتبل قيضها وغيظها م الزلعة
وتضفّر الموال ضفاير طوال


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.