حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قنابل الرعب على أرصفة الموسكي: التورتة ب75 جنيها والبازوكة ب25

قنابل يدوية، صواريخ طائرة طويلة المدى، والديناميت، هذه ليست أسماء أسلحة جديدة استوردها الجيش وإنما مجرد العاب نارية تباع على الأرصفة بمنطقة العتبة والموسكي تم استيرادها لتوزيعها خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
هذه الألعاب النارية تحولت من وسيلة خطيرة للترفيه إلى أسلحة خفيفة تواجه بها قوات الشرطة أو تستخدم في المشاجرات والاشتباكات وتخلف عنها إصابات بعضها خطيرة بسبب قوتها، والكميات الضخمة الموجودة في الأسواق تدل على أن تهريبها ممنهج والدولة لا ترى لا تسمع لا تتكلم.
بوابة أخبار اليوم قامت بجولة في منطقة العتبة والموسكي لمعرفة أنواع تلك الألعاب النارية وقوتها وكيف تدخل هذه الأسلحة الصغيرة من الباب الخلفي للوطن بهذه الكميات الضخمة ؟ .
بداية رحلتنا كانت من ميدان العتبة والذي كان خالياً من بائعي الألعاب النارية بسبب قربه من قسم الأزبكية وظللنا نبحث إلى أن وجدنا احد الأطفال يجلس بمناديل وبجوارها 3 علب من صواريخ صغيرة رخيصة الثمن يبيعها فسألنه عن بائع نستطيع نشتري منه هذه الصواريخ جملة وبكميات كبيرة فوصف لنا احد الشوارع والذي أطلق عليه مسمى "السوق بتاعنا" وكان في مكان قريب نسبياً من ميدان العتبة بمجرد أن تركنا هذا الطفل وتوجهنا إلى المكان الذي وصفه لنا سمعنا أصوات دوي الصواريخ في السماء وبعد مسافة قليلة ظهر عدد قليل من الباعة وعلى فرشتهم أعداد و أنواع متوسطة من الألعاب النارية.
توقفنا وسألنا عن الأسعار ولكن لم يكن هذا طموحنا بل أردنا الوصول إلى السوق وأثناء حديثنا من البائع ظلت أصوات الصواريخ تدوي في السماء فسألناه عن السبب أجاب أن التجار تعرض بضاعتها وتجربها للزبائن، طلبنا منه إرشادنا عن مكان يبيع الصواريخ الكبيرة فأشار إلى أحد الشوارع والذي من الوهلة الأولى تشعر انه سوق بيع المفروشات والكؤوس الزجاجية والملابس ولكن بعد أن اقتربنا كانت المفاجأة شارع كامل لبيع الألعاب النارية والبيع والشراء.
تحدثنا مع احد الباعة عن الأسعار والأسماء، وكثرة أسئلتنا جعلته يبادرنا بسؤال "باشا أنت عايز إيه بالضبط"، فأجبنا » يا عم الأنواع كتير وأنا عاوز حاجة قوية"، ليرد "اللي علي فرشتي دي حاجات عادية طلبك مش هنا خش الشارع جوه وتلاقي اللي أنت عايزه"..تركناه ودخلنا إلى الشارع نفسه والذي كان مزدحما من كثرة بائعي الألعاب النارية المصطفين علي جوانب الشارع والمشترين من كل الأعمار، وفي منتصف الشارع وجدنا التجار الكبار ليست محلات ولكن بائعي الجملة وعلو فرشتهم من "البومبه" إلى "الصاروخ" .
وسط صيحات البائعين الذين يعرضون ما لديهم وبصعوبة استطعنا أن نعرف ما يدور في هذا العالم وسط قلق وتخوف من احد البائعين فيقول "م.س" كل ما يباع هناك من العاب نارية مهرب، ويدخل بطرق غير شرعية من خلال كونترات مهربه يتم وضع الألعاب النارية وسط كراتين الملابس وغيرها من المنتجات لذا نخشى الحديث مع أي شخص حول طبيعة عملنا حتى لا يتوقف حالنا، وهذا مصدر رزقنا الوحيد.
وأضاف قائلا: "كل ما لدينا من ألعاب نحصل عليه من أكثر من مورد فكل مستورد مسؤول عن أنواع معينة من الصورايخ يقوم بإدخالها إلى مصر وكل فترة يظهر الجديد فيها، جميع هذه الألعاب الموجودة هنا مستوردة من الصين فالألعاب لدينا إما صيني أو مصري ولكن الإقبال على المحلي ضعيف لأنه غير جيد بالمرة وليس له زبون رغم رخص سعره.
وقال إن الأنواع كثيرة ومتنوعة وكل فترة يظهر الأحدث، فهناك ما يعرف باسم التورتة وسعرها 75 جنيها تحدث أصواتا عالية في السماء مع أنوار متعددة وعليها إقبال كبير خاصة من الشباب، أما الشماريخ فهناك "الهاند" الذي يستخدم في المدرجات و يصل سعره إلى 150 جنيها، والشمروخ العادي الذي يباع ب 25 جنيها وهذا يحدث طلقات في السماء والصيني منه يخرج 8 طلقات ولكن كعادة الصيني تكون صلاحيته 6 طلقات فقط وهو من الألعاب التي تلقى رواجا كبيرا هنا في السوق.
أما باقي الأنواع فتختلف مسمياتها ما بين مهرجان بسعر 25 جنيها وبازوكة تباع بنفس السعر أيضا، وعن نسبة البيع يقول في الفترة الماضية كان العام بأكمله موسم فالاحتفالات مثل الاتحادية والتحرير كنا نبيع فيها بنسبة كبيرة أما بعد الانتخابات يعتبر رمضان هو ذروة البيع بالنسبة لنا فمكسبنا اليومي يتعدي 500 جنيه، وتأتي الحكومة من فترة لأخرى وتأخذ "الفرشة" ونقوم بدفع الغرامة ثم نعود من جديد.
الوضع لا يختلف كثيرا عند باقي البائعين فالمأساة واحدة والاستعراض في عرض هذه الأسلحة التي تقع في أيدي الأطفال على مرأى ومسمع من الجميع فبدون رقابة تباع هذه القنابل الموقوتة دون رادع، وعندما التقينا بائع أخر يدعى ط.ص أكد لنا انه لا يعرف سوى هذه المهنة وانه لن يعمل غيرها.
يذكر انه عرض لنا أنواعا محلية مختلفة تدعى القنبلة سعر الواحدة منها 2 جنيه و50 قرشا تتنوع أشكالها، مؤكدا على انه موجود منذ 3 سنوات ويدفع 40 ألف جنيه سنويا إيجارا للفرشة من احد الأشخاص الذين يمتلكون هذه الأرض، وأن قيمة البضاعة الموجودة تختلف من بائع إلى أخر حسب المكان إذا كان أول السوق أو أخره.
في الوقت الذي يرى البائع في هذه الألعاب مكسبا له يؤكد الخبراء على أن يجب وقف هذه الأسلحة نظرا لأضرارها الجسيمة النفسية والمجتمعية، فيقول جلال أبو الفتوح رئيس مصلحة الجمارك الأسبق إن هذه الألعاب نوعا من الفوضى التي يعيشها مجتمعنا الآن ويجب تنفيذ العقوبة في كل من يساهم في الإضرار بهذا الوطن، مضيفا أن هذه الألعاب النارية غير مصرح بدخولها فهي ممنوعة لأنها مخالفة.
وأوضح أن الجمارك موجودة إما بالمواني أو المطارات وبالتالي يجب تشديد الرقابة لمنع دخول هذه الألعاب، فأحيانا يأتي عدد كبير من (الكونتينر) القادم من الصين وقد يكون 10 على سبيل المثال فما يحدث انه يتم تفتيش 2 أو 3 فقط على الأكثر دون تفتيش الباقي وبالتالي يعتمد المستور على هذه الطريقة وتدخل الألعاب الممنوعة,
وأشار إلى أن المنفذ الأخر الذي قد تأتي منه هو الطريق البري وهنا يأتي دور قوات حرس الحدود لمنع دخولها عن طريق ليبيا أو السودان، مؤكدا على أن هذه الألعاب تشكل خطورة كبيرة جدا على مستخدميها والمجتمع ولسد هذه الثغرة يجب أولا تفتيش كافة الطرود القادمة من الصين نظرا لكونها المصدر الوحيد لهذا النوع من الألعاب وبالتالي نستطيع ضبط المهربين.
من جانبه أكد اللواء حاتم بهجت خبير المفرقعات أن البارود الموجود داخل الألعاب النارية يمكن استخدامه في صنع القنابل البدائية مثل التي تم استخدامها خلال الفترة القادمة في محطات مترو الأنفاق وغيرها من التفجيرات الصغيرة التي ينتج عنها موجة انفجارية بسيطة ولكن تخلف إصابات وحروق وقد ينتج عنها وفيات، فمعظم القنابل التي تم استخدامها خلال الفترة الماضية تم استخدام البارود في صنعها مثل الموجودة بالألعاب النارية وليست مواد شديدة الانفجار من TNT وغيرها.
وأشار إلى انه يجب أن تقوم الحكومة بضبط المهربين وتجفيف منابع الإرهاب، موضحا أن هذه الألعاب يتم تهريبها عبر الجمارك في كونترات البضائع ويصعب كشفها من خلال الكلاب المدربة على شم الأبخرة المتصاعدة من المادة المفجرة، ولذلك يقوم المهرب بوضعها ضمن بضائع أخرى ويتم تغليفها بشكل محكم جدا ويجب أن يتم ضبطها عبر البحث الجنائي والتحريات.
وتشير الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع إلى أن ما نعيشه الآن من قلق وتوتر تأتي هذه الألعاب لتمثل مصدر إزعاج وقلق للجميع وكان الخصوصية و الهدوء أصبحت شيئا مستحيلا، فمثل هذه الألعاب تجعل مستخدمها شخصا فوضويا وعدوانيا وليس لديه قوانين تمنعه، وبالتالي يصبح شخصا غير مسؤولا، أما عن مدى الضرر الذي تسببه لمن هم داخل منازلهم أو بالشوارع و يتعرضون لمثل هذا النوع من الإرهاب فهي تجعل المواطن يشعر بنوع من عدم الأمان والتوتر والفزع المستمر وعدم القدرة على التركيز خاصة أن اغلب هذه الألعاب صوتها يصعب تحديه عن القنابل أحيانا وبالتالي المسؤولية تخص الرقابة التي تحتاج إلى مراقبة الأسواق لمعرفة المصرح ببيعه و الممنوع والحفاظ على امن هذا الوطن.
قنابل يدوية، صواريخ طائرة طويلة المدى، والديناميت، هذه ليست أسماء أسلحة جديدة استوردها الجيش وإنما مجرد العاب نارية تباع على الأرصفة بمنطقة العتبة والموسكي تم استيرادها لتوزيعها خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
هذه الألعاب النارية تحولت من وسيلة خطيرة للترفيه إلى أسلحة خفيفة تواجه بها قوات الشرطة أو تستخدم في المشاجرات والاشتباكات وتخلف عنها إصابات بعضها خطيرة بسبب قوتها، والكميات الضخمة الموجودة في الأسواق تدل على أن تهريبها ممنهج والدولة لا ترى لا تسمع لا تتكلم.
بوابة أخبار اليوم قامت بجولة في منطقة العتبة والموسكي لمعرفة أنواع تلك الألعاب النارية وقوتها وكيف تدخل هذه الأسلحة الصغيرة من الباب الخلفي للوطن بهذه الكميات الضخمة ؟ .
بداية رحلتنا كانت من ميدان العتبة والذي كان خالياً من بائعي الألعاب النارية بسبب قربه من قسم الأزبكية وظللنا نبحث إلى أن وجدنا احد الأطفال يجلس بمناديل وبجوارها 3 علب من صواريخ صغيرة رخيصة الثمن يبيعها فسألنه عن بائع نستطيع نشتري منه هذه الصواريخ جملة وبكميات كبيرة فوصف لنا احد الشوارع والذي أطلق عليه مسمى "السوق بتاعنا" وكان في مكان قريب نسبياً من ميدان العتبة بمجرد أن تركنا هذا الطفل وتوجهنا إلى المكان الذي وصفه لنا سمعنا أصوات دوي الصواريخ في السماء وبعد مسافة قليلة ظهر عدد قليل من الباعة وعلى فرشتهم أعداد و أنواع متوسطة من الألعاب النارية.
توقفنا وسألنا عن الأسعار ولكن لم يكن هذا طموحنا بل أردنا الوصول إلى السوق وأثناء حديثنا من البائع ظلت أصوات الصواريخ تدوي في السماء فسألناه عن السبب أجاب أن التجار تعرض بضاعتها وتجربها للزبائن، طلبنا منه إرشادنا عن مكان يبيع الصواريخ الكبيرة فأشار إلى أحد الشوارع والذي من الوهلة الأولى تشعر انه سوق بيع المفروشات والكؤوس الزجاجية والملابس ولكن بعد أن اقتربنا كانت المفاجأة شارع كامل لبيع الألعاب النارية والبيع والشراء.
تحدثنا مع احد الباعة عن الأسعار والأسماء، وكثرة أسئلتنا جعلته يبادرنا بسؤال "باشا أنت عايز إيه بالضبط"، فأجبنا » يا عم الأنواع كتير وأنا عاوز حاجة قوية"، ليرد "اللي علي فرشتي دي حاجات عادية طلبك مش هنا خش الشارع جوه وتلاقي اللي أنت عايزه"..تركناه ودخلنا إلى الشارع نفسه والذي كان مزدحما من كثرة بائعي الألعاب النارية المصطفين علي جوانب الشارع والمشترين من كل الأعمار، وفي منتصف الشارع وجدنا التجار الكبار ليست محلات ولكن بائعي الجملة وعلو فرشتهم من "البومبه" إلى "الصاروخ" .
وسط صيحات البائعين الذين يعرضون ما لديهم وبصعوبة استطعنا أن نعرف ما يدور في هذا العالم وسط قلق وتخوف من احد البائعين فيقول "م.س" كل ما يباع هناك من العاب نارية مهرب، ويدخل بطرق غير شرعية من خلال كونترات مهربه يتم وضع الألعاب النارية وسط كراتين الملابس وغيرها من المنتجات لذا نخشى الحديث مع أي شخص حول طبيعة عملنا حتى لا يتوقف حالنا، وهذا مصدر رزقنا الوحيد.
وأضاف قائلا: "كل ما لدينا من ألعاب نحصل عليه من أكثر من مورد فكل مستورد مسؤول عن أنواع معينة من الصورايخ يقوم بإدخالها إلى مصر وكل فترة يظهر الجديد فيها، جميع هذه الألعاب الموجودة هنا مستوردة من الصين فالألعاب لدينا إما صيني أو مصري ولكن الإقبال على المحلي ضعيف لأنه غير جيد بالمرة وليس له زبون رغم رخص سعره.
وقال إن الأنواع كثيرة ومتنوعة وكل فترة يظهر الأحدث، فهناك ما يعرف باسم التورتة وسعرها 75 جنيها تحدث أصواتا عالية في السماء مع أنوار متعددة وعليها إقبال كبير خاصة من الشباب، أما الشماريخ فهناك "الهاند" الذي يستخدم في المدرجات و يصل سعره إلى 150 جنيها، والشمروخ العادي الذي يباع ب 25 جنيها وهذا يحدث طلقات في السماء والصيني منه يخرج 8 طلقات ولكن كعادة الصيني تكون صلاحيته 6 طلقات فقط وهو من الألعاب التي تلقى رواجا كبيرا هنا في السوق.
أما باقي الأنواع فتختلف مسمياتها ما بين مهرجان بسعر 25 جنيها وبازوكة تباع بنفس السعر أيضا، وعن نسبة البيع يقول في الفترة الماضية كان العام بأكمله موسم فالاحتفالات مثل الاتحادية والتحرير كنا نبيع فيها بنسبة كبيرة أما بعد الانتخابات يعتبر رمضان هو ذروة البيع بالنسبة لنا فمكسبنا اليومي يتعدي 500 جنيه، وتأتي الحكومة من فترة لأخرى وتأخذ "الفرشة" ونقوم بدفع الغرامة ثم نعود من جديد.
الوضع لا يختلف كثيرا عند باقي البائعين فالمأساة واحدة والاستعراض في عرض هذه الأسلحة التي تقع في أيدي الأطفال على مرأى ومسمع من الجميع فبدون رقابة تباع هذه القنابل الموقوتة دون رادع، وعندما التقينا بائع أخر يدعى ط.ص أكد لنا انه لا يعرف سوى هذه المهنة وانه لن يعمل غيرها.
يذكر انه عرض لنا أنواعا محلية مختلفة تدعى القنبلة سعر الواحدة منها 2 جنيه و50 قرشا تتنوع أشكالها، مؤكدا على انه موجود منذ 3 سنوات ويدفع 40 ألف جنيه سنويا إيجارا للفرشة من احد الأشخاص الذين يمتلكون هذه الأرض، وأن قيمة البضاعة الموجودة تختلف من بائع إلى أخر حسب المكان إذا كان أول السوق أو أخره.
في الوقت الذي يرى البائع في هذه الألعاب مكسبا له يؤكد الخبراء على أن يجب وقف هذه الأسلحة نظرا لأضرارها الجسيمة النفسية والمجتمعية، فيقول جلال أبو الفتوح رئيس مصلحة الجمارك الأسبق إن هذه الألعاب نوعا من الفوضى التي يعيشها مجتمعنا الآن ويجب تنفيذ العقوبة في كل من يساهم في الإضرار بهذا الوطن، مضيفا أن هذه الألعاب النارية غير مصرح بدخولها فهي ممنوعة لأنها مخالفة.
وأوضح أن الجمارك موجودة إما بالمواني أو المطارات وبالتالي يجب تشديد الرقابة لمنع دخول هذه الألعاب، فأحيانا يأتي عدد كبير من (الكونتينر) القادم من الصين وقد يكون 10 على سبيل المثال فما يحدث انه يتم تفتيش 2 أو 3 فقط على الأكثر دون تفتيش الباقي وبالتالي يعتمد المستور على هذه الطريقة وتدخل الألعاب الممنوعة,
وأشار إلى أن المنفذ الأخر الذي قد تأتي منه هو الطريق البري وهنا يأتي دور قوات حرس الحدود لمنع دخولها عن طريق ليبيا أو السودان، مؤكدا على أن هذه الألعاب تشكل خطورة كبيرة جدا على مستخدميها والمجتمع ولسد هذه الثغرة يجب أولا تفتيش كافة الطرود القادمة من الصين نظرا لكونها المصدر الوحيد لهذا النوع من الألعاب وبالتالي نستطيع ضبط المهربين.
من جانبه أكد اللواء حاتم بهجت خبير المفرقعات أن البارود الموجود داخل الألعاب النارية يمكن استخدامه في صنع القنابل البدائية مثل التي تم استخدامها خلال الفترة القادمة في محطات مترو الأنفاق وغيرها من التفجيرات الصغيرة التي ينتج عنها موجة انفجارية بسيطة ولكن تخلف إصابات وحروق وقد ينتج عنها وفيات، فمعظم القنابل التي تم استخدامها خلال الفترة الماضية تم استخدام البارود في صنعها مثل الموجودة بالألعاب النارية وليست مواد شديدة الانفجار من TNT وغيرها.
وأشار إلى انه يجب أن تقوم الحكومة بضبط المهربين وتجفيف منابع الإرهاب، موضحا أن هذه الألعاب يتم تهريبها عبر الجمارك في كونترات البضائع ويصعب كشفها من خلال الكلاب المدربة على شم الأبخرة المتصاعدة من المادة المفجرة، ولذلك يقوم المهرب بوضعها ضمن بضائع أخرى ويتم تغليفها بشكل محكم جدا ويجب أن يتم ضبطها عبر البحث الجنائي والتحريات.
وتشير الدكتورة سامية خضر أستاذة علم الاجتماع إلى أن ما نعيشه الآن من قلق وتوتر تأتي هذه الألعاب لتمثل مصدر إزعاج وقلق للجميع وكان الخصوصية و الهدوء أصبحت شيئا مستحيلا، فمثل هذه الألعاب تجعل مستخدمها شخصا فوضويا وعدوانيا وليس لديه قوانين تمنعه، وبالتالي يصبح شخصا غير مسؤولا، أما عن مدى الضرر الذي تسببه لمن هم داخل منازلهم أو بالشوارع و يتعرضون لمثل هذا النوع من الإرهاب فهي تجعل المواطن يشعر بنوع من عدم الأمان والتوتر والفزع المستمر وعدم القدرة على التركيز خاصة أن اغلب هذه الألعاب صوتها يصعب تحديه عن القنابل أحيانا وبالتالي المسؤولية تخص الرقابة التي تحتاج إلى مراقبة الأسواق لمعرفة المصرح ببيعه و الممنوع والحفاظ على امن هذا الوطن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.