سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التورتة ب 75 جنيها والبازوكة ب 25 و الفضائي ب 50 قنابل الرعب علي أرصفة الموسكي
البائعون: نكسب 500 جنيه يومياً.. ومعظم بضائعنا صينية الصنع
اللواء حاتم بهجت خبير المفرقعات :
يمكن استخدامها في صنع القنابل البدائية ويصعب اكتشافها داخل الطرود
قنابل يدوية .. صواريخ طائرة طويلة المدي .. والديناميت , هذه ليست أسماء أسلحة جديدة استوردها الجيش وإنما مجرد العاب نارية تباع علي الارصفة بمنطقة العتبة والموسكي تم استيرادها لتوزيعها خلال شهر رمضان وعيد الفطر المبارك , هذه الالعاب النارية تحولت من وسيلة خطيرة للترفيه الي اسلحة خفيفة تواجه بها قوات الشرطة او تستخدم في المشاجرات و الاشتباكات وتخلف عنها إصابات بعضها خطيرة بسبب قوتها , الكميات الضخمة و النوعيات الكثيرة الموجودة في الأسواق تدل علي ان تهريبها ممنهج والدولة لا تري لا تسمع لا تتكلم .. « الأخبار» قامت بجولة في منطقة العتبة والموسكي لمعرفة أنواع تلك الالعاب النارية وقوتها وكيف تدخل هذه الاسلحة الصغيرة من الباب الخلفي للوطن بهذه الكميات الضخمة ؟ . بداية رحلتنا كانت من ميدان العتبة والذي كان خالياً من بائعي الألعاب النارية بسبب قربه من قسم الأزبكية وظللنا نبحث الي ان وجدنا احد الأطفال يجلس بمناديل وبجوارها 3 علب من صواريخ صغيرة رخيصة الثمن يبيعها فسألنه عن بائع نستطيع نشتري منه هذه الصواريخ جملة وبكميات كبيرة فوصف لنا احد الشوارع والذي أطلق عليه مسمي « السوق بتعنا « وكان في مكان قريب نسبياً من ميدان العتبة بمجرد ان تركنا هذا الطفل و توجهنا إلي المكان الذي وصفه لنا سمعنا أصوات دوي الصواريخ في السماء وبعد مسافة قليلة ظهر عدد قليل من الباعة وعلي فرشتهم أعداد و أنواع متوسطة من الألعاب النارية توقفنا وسألنا عن الاسعار ولكن لم يكن هذا طموحنا بل اردنا الوصول الي « السوق « واثناء حديثنا من البائع ظلت أصوات الصواريخ تدوي في السماء فسألناه عن السبب اجاب ان التجار تعرض بضاعتها وتجربها للزبائن، طلبنا منه إرشادنا عن مكان يبيع الصواريخ الكبيرة فأشار الي احدالشوارع والذي من الوهوله الأولي تشعر انه سوق بيع المفروشات و الكؤوس الزجاجية والملابس ولكن بعد ان اقتربنا كانت المفاجأة شارع كامل لبيع الالعاب النارية والبيع والشراء « علي ودنه « .. تحدثنا مع احد الباعة عن الأسعار والأسماء , وكثرة أسئلتنا جعلته يبادرنا بسؤال « باشا أنت عايز ايه بالضبط ؟ « .. فأجبنا « ياعم الأنواع كتير وانا عاوز حاجة قوية « , ليرد « اللي علي فرشتي دي حاجات عادية طلبك مش هنا خش الشارع جوه وتلاقي اللي انت عايزه « .. تركناه ودخلنا الي الشارع نفسه والذي كان مزدحما من كثرة بائعي الألعاب النارية المصطفين علي جوانب الشارع و المشتريين من كل الاعمار .. وتقريبا في منتصف الشارع وجدنا التجار الكبار ليست محلات ولكن بائعي الجملة وعلي فرشتهم من « البومبه « الي « الصاروخ « . كونترات التهريب وسط صيحات البائعين الذين يعرضون ما لديهم و بصعوبة استطعنا ان نعرف ما يدور في هذا العالم وسط قلق و تخوف من احد البائعين فيقول م.س كل ما يباع هناك من العاب نارية مهرب ، ويدخل بطرق غير شرعية من خلال كونترات مهربه يتم وضع الالعاب النارية وسط كراتين الملابس وغيرها من المنتجات لذا نخشي الحديث مع اي شخص حول طبيعة عملنا حتي «لا يوقف حالنا» وهذا مصدر رزقنا الوحيد ..كل ما لدينا من ألعاب نحصل عليه من أكثر من مورد فكل مستورد مسئول عن انواع معينة من الصورايخ يقوم بادخالها الي مصر و كل فترة يظهر الجديد فيها ,جميع هذه الالعاب الموجودة هنا مستوردة من الصين فالالعاب لدينا اما صيني او مصري و لكن الاقبال علي المحلي ضعيف لانه غير جيد بالمرة و ليس له زبون رغم رخص سعره. و بوصفه عن احدث انواع الالعاب الموجودة بالاسواق يقول الانواع كثيرة ومتنوعة وكل فترة يظهر الاحدث فهناك ما يعرف باسم التورتة وسعرها 75 جنيها تحدث اصواتا عالية في السماء مع أنوار متعددة و عليها اقبال كبير خاصة من الشباب ،اما الشماريخ فهناك (الهاند) الذي يستخدم في المدرجات و يصل سعره الي 150 جنيها و الشمروخ العادي الذي يباع ب 25 جنيها وهذا يحدث طلقات في السماء و الصيني منه يخرج 8 طلقات و لكن كعادة الصيني احيانا تكون صلاحيته 6 طلقات فقط وهو من الالعاب التي تلقي رواجا كبيرا هنا في السوق اما باقي الانواع فتختلف مسمياتها ما بين مهرجان بسعر 25 جنيها و بازوكة تباع بنفس السعر ايضا , وعن نسبة البيع يقول في الفترة الماضية كان العام باكمله موسم فالاحتفالات مثل الاتحادية و التحرير كنا نبيع فيها بنسبة كبيرة اما بعد الانتخابات يعتبر رمضان هو ذروة البيع بالنسبة لنا فمكسبنا اليومي يتعدي 500 جنيه ،و تاتي الحكومة من فترة لاخري و تقوم باخذ (الفرشة) و نقوم بدفع الغرامة ثم نعود من جديد . الألعاب و البارود الوضع لا يختلف كثيرا عند باقي البائعين فالمأساة واحدة و الاستعراض في عرض هذه الاسلحة التي تقع في أيدي الاطفال علي مرأي و مسمع من الجميع فبدون رقابة تباع هذه القنابل الموقوتة دون رادع , وعندما التقينا بائع اخر يدعي ط.ص اكد لنا انه لا يعرف سوي هذه المهنة و انه لن يعمل غيرها ،و الجدير بالذكر انه عرض لنا انواعا محلية مختلفة تدعي القنبلة سعر الواحدة منها 2 جنيه و 50 قرشا تتنوع اشكالها ،فلمجاراة كأس العالم تم تصميمها علي شكل كرة قدم و غيرها علي شكل بيض ملون و غيرها لجذب الطفل . و أكد لنا انه موجود هنا منذ 3 سنوات و يدفع 40 الف جنيه سنويا ايجارا للفرشة من احد الاشخاص الذين يمتلكون هذه الارض و ان قيمة البضاعة الموجودة تختلف من بائع الي اخر حسب المكان اذا كان اول السوق او اخره و علي حسب كمية و نوع الا لعاب الموجودة لديه فهناك (فرش) قد يصل الي 50 الف جنيه و اكثر احيانا , و يوضح ان كل ما يباع مستورد و مهرب من الجمارك و ذلك مهمة المستورد،فالالعاب الموجودة تنقسم لنوعين اما ارضي مثل صوارخ الاطفال و البمب او سمائية مثل الشمارخ و الصوارخ و غيرها و الجدير بالذكر ان هذه الالعاب تلقي اقبالا لدي الشباب اكثر من الصغار و كل فترة يظهر الجديد منها لان المستورد يجد فيها تجارة مربحة و نحن ايضا نكسب منها،و ان كان هناك بعض الالعاب غير المصرح ببيعها فهناك صواريخ صيني مصنوعة في حجم صابع اليد مصنوع من كمية بارود تعادل 1 جرام! و لكن ما تحدثه من صوت عالي و اضواء تجعل الجميع يتهافت عليها . تشديد الرقابة في الوقت الذي يري البائع في هذه الالعاب مكسبا له يؤكد الخبراء ان يجب وقف هذه الاسلحة نظرا لاضرارها الجسيمة النفسية و المجتمعية .. فيقول جلال ابو الفتوح رئيس مصلحة الجمارك الاسبق هذه الالعاب نوعا من الفوضي التي يعيشها مجتمعنا الان و يجب تنفيذ العقوبة في كل من يساهم في الاضرار بهذا الوطن، مضيفا ان هذه الالعاب النارية غير مصرح بدخولها فهي ممنوعة لانها مخالفة ،مضيفا ان الجمارك موجودة اما بالمواني اما المطارات و بالتالي يجب تشديد الرقابي لمنع دخول هذه الالعاب ،فاحيانا ياتي عدد كبير من (الكونتينر) القادم من الصين و قد يكون 10 علي سبيل المثال فما يحدث انه يتم تفتيش 2 او 3 فقط علي الاكثر دون تفتيش الباقي و بالتالي يعتمد المستور علي هذه الطريقة و تدخل الالعاب الممنوعة ,اما المنفذ الاخر الذي قد تاتي منه هو الطريق البري وهنا ياتي دور قوات حرس الحدود لمنع دخولها عن طريق ليبيا او السودان, مؤكدا ان هذه الالعاب تشكل خطورة كبيرة جدا علي مستخدميها و المجتمع و لسد هذه الثغرة يجب اولا تفتيش كافة الطرود القادمة من الصين نظرا لكونها المصدر الوحيد لهذا النوع من الالعاب و بالتالي نستطيع ضبط المهربين الذي يقوم بعضهم بوضع الالعاب وسط طرود اخري او ملء الكونتينر باكمله بهذه الالعاب معتمدون في ذلك علي عدم التفتيش الكامل ،مشددا انه يجب تشديد العقوبة علي المستورد و المهرب و البائع . قنابل موقوتة اكد اللواء حاتم بهجت خبير المفرقعات ان البارود الموجود داخل الالعاب النارية يمكن استخدامه في صنع القنابل البدائية مثل التي تم استخدامها خلال الفترة القادمة في محطات مترو الانفاق وغيرها من التفجيرات الصغيرة التي ينتج عنها موجة انفجارية بسيطة ولكن تخلف اصابات وحروق وقد ينتج عنها وفيات , فمعظم القنابل التي تم استخدامها خلال الفترة الماضية تم استخدام البارود في صنعها مثل الموجودة بالالعاب النارية وليس موادا شديدة الانفجار من TNT وغيرها .. واشار إلي انه يجب ان تقوم الحكومة بضبط المهربين وتجفيف منابع الارهاب . واضاف ان هذه الالعاب يتم تهريبها عبر الجمارك في كونترات البضائع ويصعب كشفها من خلال الكلاب المدربة علي شم الابخرة المتصاعدة من المادة المفجرة , ولذلك يقوم المهرب بوضعها ضمن بضائع اخري و يتم تغليفها بشكل محكم جدا ويجب ان يتم ضبطها عبر البحث الجنائي والتحريات , موضحا ان المواطن يجب ان يساهم في عدم نشر هذه الالعاب وعدم شرائها مما يجعل ليس هناك فائدة مادية للمهرب بإدخالها الي البلد . فوضي و عدوانية وتشير الدكتورة سامية خضر استاذة علم الاجتماع مع ما نعيشه الان من قلق و توتر تأتي هذه الالعاب لتمثل مصدر ازعاج و قلق للجميع وكان الخصوصية و الهدوء اصبحت شيئا مستحيلا ،فمثل هذه الالعاب تجعل مستخدمها شخصا فوضويا ،عدوانيا و ليس لديه قوانين تمنعه و بالتالي يصبح شخصا غير مسئولا، اما عن مدي الضرر الذي تسببه لمن هم داخل منازلهم او بالشوارع و يتعرضون لمثل هذا النوع من الارهاب فهي تجعل المواطن يشعر بنوع من عدم الامان و التوتر و الفزع المستمر وعدم القدرة علي التركيز خاصة ان اغلب هذه الاالعاب صوتها يصعب تحديه عن القنابل احيانا و بالتالي المسئولية تخص الرقابة التي تحتاج الي مراقبة الاسواق لمعرفة المصرح ببيعه و الممنوع و الحفاظ علي امن هذا الوطن.