يلجأ المستهلكون عادتا وبوتيرة متزايدة إلى التوصيات التي تقدمها محركات البحث أو الأصدقاء أو الشبكات الاجتماعية أو الإعلانات لاعتماد تطبيقات الهواتف المحمولة عوضاً البحث بين آلاف التطبيقات المتاحة. ونتيجة لذلك، تتوقع مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية "جارتنر" أنه وبحلول العام 2018، أقل من 1 بالمائة فقط من التطبيقات الاستهلاكية ستحقق النجاح المالي المنشود من قبل مطوريها. وأوجزت مؤسسة الأبحاث والدراسات العالمية "جارتنر" اثنين من توقعاتها الرئيسية الخاصة بالتقنيات الجوالة في أن : 20% من البرامج والتطبيقات التي تعمل وفق مفهوم استخدام الأجهزة الشخصية ضمن بيئات العمل "BYOD" ستفشل بحلول العام 2016، الأمر الذي يعود إلى نشر المؤسسات لبرامج "إدارة الأجهزة المحمولة" ذات الإجراءات والتدابير الصارمة للغاية. وقال نائب الرئيس والمحلل البارز لدى "جارتنر"كين دولاني إن العدد الكبير لتطبيقات الهواتف المحمولة المطروحة في الأسواق يشير إلى أن الهاتف المحمول يعتبر مصدر إيرادات جديد من شأنه جني ثروات للكثيرين ؛ ومع ذلك ، تبين دراساتنا التحليلية أن معظم تطبيقات الهواتف المحمولة لم تصمم لتحقق أرباحاً مادية ، ولكنها تستخدم كوسيلة لتعزيز المعرفة والوعي بالعلامات التجارية للشركات والمنتجات أو لمجرد المتعة ؛ لذا فإن مصممو هذه التطبيقات الذين لا يعوون هذه الحقيقة سيجدون الربح بعيد المنال عنهم". كما وصف دولاني سوق تطبيقات الهواتف المحمولة بأنه "سوق نشط جداً"، وذلك بوجود أكثر من 200 شركة تعمل في مجال تطوير المنصات الخاصة بتطوير تطبيقات الهواتف المحمولة المتطورة، إلى جانب الملايين من مطوري التطبيقات الذين يستخدمون هذه المنتجات والأدوات المتاحة لتصميم تطبيقات الهواتف المحمولة. وعلاوةً على ذلك، فإن أعداد التطبيقات المجانية الجيدة قد أرست توقعات ومتطلبات عالية عند اختيار المستخدمين للتطبيقات المدفوعة". وتابع دولاني حديثه قائلاً: "هناك الكثير من التطبيقات المجانية التي لا تحقق أية إيرادات ، وتتوقع جارتنر أن تصل نسبة تحميل التطبيقات المجانية عن طريق الإنترنت إلى 94.5 بالمائة بحلول العام 2017 ؛ وبالمقابل فإن 90 بالمائة من التطبيقات المدفوعة يتم تحميلها أقل من 500 مرة يومياً، لتحقق أقل من 1,250 دولار يومياً، وهو ما سيؤدي إلى نتائج مستقبلية أسوأ بسبب المنافسة الأكبر، ولاسيما في الأسواق الناجحة". ويتطرق دولاني إلى هذه النقطة بالقول: "إن استخدام التقنيات الاستهلاكية في بيئات العمل يمثل تهديداً كبيراً على آلية التحكم بتقنية المعلومات الخاصة بموارد الحوسبة الطرفية، سواءٌ كانت عن طريق البرامج الرسمية لاستخدام الأجهزة الشخصية ضمن بيئات العمل، أو عبر الأجهزة التي يتم استخدامها دون موافقة رسمية من أصحاب العمل وتهيئتها للتمكن من الوصول إلى أنظمة الشركة. وبالنظر إلى آلية التحكم التي يتبعها قسم تقنية المعلومات لمراقبة أجهزة الكمبيوتر الشخصية عبر تطوير ونشر واجهات لأجهزة الكمبيوتر التي تديرها الشركة، فإن العديد من شركات تقنية المعلومات ستقوم بوضع ضوابط قوية على استخدام الأجهزة المحمولة".