وسط سكون المقابر بينما تنذرف الدموع من الأعين يصاحبها النحيب والنواح وما أن بدأ أحد رجال الدين بالتحدث عن عظمة الموت وحكمة الخالق حتى انهار المشيعين في البكاء والذين أفاقوا على صرخة مدوية أطلقها شقيق المتوفية ليقع مغشيا عليه قبل أن يغطي وجوههم غبار أتربة المدفن ويصيبهم بالسعال وحجب الرؤية لفترة وجيزة. تماسك الشاب أثناء تلقيه العزاء فوق القبر ومع كل كلمة مواساة بالصبر والدعاء تراوده ذكريات طفولتهما ولتكون بمثابة الإصرار على أن لا يترك حقها بعد أن تنازل زوجها عنه حفاظا على الروابط الأسرية، وبلسان حال يقول "لن أغفر أبداً". وبدموع تنساب فوق وجنتيه وبصوت رخيم مهزوز يروي لوكيل أول نيابة أوسيم علي بدوي عن سبب وفاة شقيقته قائلا: لقد خرج علينا الطبيب من غرفة العمليات وبابتسامة تخفي وراءها جريمة لا تغتفر ارتسمت على عضلات وجهه لتبعث بالخوف والذهول وهو يحاول تقديم التهنئة بقدوم ولي العهد الجديد حتى تسلل الشك إلي قلبي خاصة بعد أن طلب عدم الدخول والاطمئنان عليها فحالتها الصحية لا تسمح، ومع مرور الوقت يلفت انتباهي أن هناك شيئا غير طبيعي نتيجة دخول وخروج عدد من أصدقائه الأطباء غرفة العمليات وعلامات الخوف والذهول التي بدت على وجوه الممرضات، وبحركة لا إرادية انطلقت كالسهم واقتحمت الغرفة لاكتشف إصابة شقيقتي بنزيف حاد حيث الدماء التي أغرقت أرض الغرفة وطالبنا بسرعة نقلها إلى مستشفى آخر، حيث فشل الجميع في إنقاذها وإيقاف النزيف وبعد معاناة ومحاولة الدخول إلى أى مستشفى يرفض استلامها إلي انتهى بنا الأمر ليفجر لنا أطباء القصر العيني مفاجأة ويخبرونا عن وفاتها نتيجة قطع غائر بالرحم...حاول زوج شقيقتي أن يهدئ من روعي بعد أن وعدني بأنه سوف يقوم برفع دعوى قضائية يطالب فيها بمحاكمة الطبيب ولكن دون جدوى، ذلك لأن الطبيب المتهم ابن خالته. وأختتم شقيق المجني عليها أقواله قائلا " أرجو من سيادتكم ورغم ما أشعر به من ألم وغصة في أحشائي وكما عاهدنا فيكم فأنتم تحملون الدعوى العمومية وهي أمانة ثقيلة تنوء منها الجبال ولكن لها روعة يحُفها جلال يتأسى به من يعرف الواجب ويصبوا لحسن القيام به الإذن باستخراج جثة شقيقتي وعرضها على الطب الشرعي ولتشفي قلبي وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" . وجاء قرار وكيل النائب العام باستدعاء الطبيب لأخذ أقواله تمهيداً للموافقة باستخراج جثة الشقيقة بعد الإطلاع على تقرير الأطباء بمستشفى القصر العيني. وسط سكون المقابر بينما تنذرف الدموع من الأعين يصاحبها النحيب والنواح وما أن بدأ أحد رجال الدين بالتحدث عن عظمة الموت وحكمة الخالق حتى انهار المشيعين في البكاء والذين أفاقوا على صرخة مدوية أطلقها شقيق المتوفية ليقع مغشيا عليه قبل أن يغطي وجوههم غبار أتربة المدفن ويصيبهم بالسعال وحجب الرؤية لفترة وجيزة. تماسك الشاب أثناء تلقيه العزاء فوق القبر ومع كل كلمة مواساة بالصبر والدعاء تراوده ذكريات طفولتهما ولتكون بمثابة الإصرار على أن لا يترك حقها بعد أن تنازل زوجها عنه حفاظا على الروابط الأسرية، وبلسان حال يقول "لن أغفر أبداً". وبدموع تنساب فوق وجنتيه وبصوت رخيم مهزوز يروي لوكيل أول نيابة أوسيم علي بدوي عن سبب وفاة شقيقته قائلا: لقد خرج علينا الطبيب من غرفة العمليات وبابتسامة تخفي وراءها جريمة لا تغتفر ارتسمت على عضلات وجهه لتبعث بالخوف والذهول وهو يحاول تقديم التهنئة بقدوم ولي العهد الجديد حتى تسلل الشك إلي قلبي خاصة بعد أن طلب عدم الدخول والاطمئنان عليها فحالتها الصحية لا تسمح، ومع مرور الوقت يلفت انتباهي أن هناك شيئا غير طبيعي نتيجة دخول وخروج عدد من أصدقائه الأطباء غرفة العمليات وعلامات الخوف والذهول التي بدت على وجوه الممرضات، وبحركة لا إرادية انطلقت كالسهم واقتحمت الغرفة لاكتشف إصابة شقيقتي بنزيف حاد حيث الدماء التي أغرقت أرض الغرفة وطالبنا بسرعة نقلها إلى مستشفى آخر، حيث فشل الجميع في إنقاذها وإيقاف النزيف وبعد معاناة ومحاولة الدخول إلى أى مستشفى يرفض استلامها إلي انتهى بنا الأمر ليفجر لنا أطباء القصر العيني مفاجأة ويخبرونا عن وفاتها نتيجة قطع غائر بالرحم...حاول زوج شقيقتي أن يهدئ من روعي بعد أن وعدني بأنه سوف يقوم برفع دعوى قضائية يطالب فيها بمحاكمة الطبيب ولكن دون جدوى، ذلك لأن الطبيب المتهم ابن خالته. وأختتم شقيق المجني عليها أقواله قائلا " أرجو من سيادتكم ورغم ما أشعر به من ألم وغصة في أحشائي وكما عاهدنا فيكم فأنتم تحملون الدعوى العمومية وهي أمانة ثقيلة تنوء منها الجبال ولكن لها روعة يحُفها جلال يتأسى به من يعرف الواجب ويصبوا لحسن القيام به الإذن باستخراج جثة شقيقتي وعرضها على الطب الشرعي ولتشفي قلبي وليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون" . وجاء قرار وكيل النائب العام باستدعاء الطبيب لأخذ أقواله تمهيداً للموافقة باستخراج جثة الشقيقة بعد الإطلاع على تقرير الأطباء بمستشفى القصر العيني.