أعلنت محافظه الأقصر، رفع درجة الاستعداد القصوي للاحتفال بأضخم وأهم ظاهره فلكيه في مصر. الظاهرة اكتشفتها البعثة الفرنسية العاملة في مجال التنقيب عن الآثار بالكرنك و تتمثل في تعامد الشمس على (قدس أقداس) معبد الكرنك تعامدا كليا عند شروق صباح يوم السبت الموافق 21 ديسمبر المقبل، والذي يتطابق أيضا مع مولد الإله "رع الكبير". هذه الظاهرة تكشف بجلاء عبقرية المصري القديم في ربط العمارة بالفلك عندما استطاع أن يصمم المحور الرئيسي للمعبد الذي هو غرب وشرق ليستقبل قرص الشمس ويتعامد على "قدس الأقداس" الذي يمثل أقدس بقعة في المعبد والتي لم يكن مسموحا لأحد أن يدخله إلا كبير الكهنة، حتى الملك نفسه لم يكن يستطيع دخوله إلا في الأعياد لإطلاق البخور أو تقديم القرابين ولا تتوقف عبقرية المصري القديم في تصميم المعبد الذي يعد أضخم مجمع ديني قديم على مستوى العالم إذ تبلغ مساحته220فدانا وإنما تتجلى عندما استطاع بحساباته الدقيقة وبراعته في علوم الفلك أن يسقط شعاع الشمس ساعة الإشراق على أقدس مكان في المعبد بل وعلى القاعدة التي يوضع عليها المركب المقدس للإله آمون. يؤكد الأثري د.منصور بريك، مدير عام آثار مصر العليا السابق، أن الظاهرة رصدها الأثريين الفرنسيين نيكولا جريمال ولوك جافلود وهما من علماء المصريات الذين عملوا لسنوات في معابد الكرنك ضمن فريق العمل الخاص بالبعثة الفرنسية العاملة بمجموعه معابد الكرنك، وأن عبقرية المصري القديم تجلت في ربط العمارة بالفلك عند تشييد هذا المعبد الضخم حيث قام بتصميم المحور الرئيسي للمعبد الذي يمتد غرب شرق ليستقبل شروق الشمس في بداية الانقلاب الشتوي والذي يوافق يوم 21 ديسمبر من كل عام، و يوافق أيضا يوم ميلاد آله الشمس الأكبر آمون رع، وفى هذا اليوم تتعامد الشمس على أقدس مكان في المعبد والمسمى بقدس الأقداس. سألت الأثري الكبير الدكتور منصور بريك وماذا يعنى تعامد الشمس في هذا اليوم خصيصا ولماذا اهتم به المصري القديم بذلك ؟! فأجابني بقوله أن فتره الانقلاب الشتوي تتوافق مع عيد ميلاد الإله (رع الكبير) آله الشمس في مصر الفرعونية إلى جانب انه يتطابق مع بداية نمو محصولين رئيسيين لازمين لإقامة أي حضارة وهما القمح و الشعير، وبلغت عبقرية المصري القديم مداها يوم أن شيد هذا المحور ليستقبل ضوء الشمس عندما صمم نافذة كبيرة من الجهة الشرقية لتستقبل شروق الشمس في هذا اليوم على المركب المقدس ثم تستمر في إنارة المحور الرئيسي حتى تشرق بين برجي الصرح الأول للمعبد لتشكل العلامة المصرية ( آخت )التي تعنى الأفق بمعنى أفق ظهور الشمس. وأضاف محافظ الأقصر اللواء مهندس طارق سعد الدين، أن مثل هذه الأحداث التي تؤكد على ريادة قدماء المصريين لعلم الفلك وتفوقهم فيه واستغلال ذلك في تشييد معابدهم، علينا نحن المصريين استغلال هذه العبقرية التي تذهل العالم كله في عمليات جذب سياحي أكبر لمصر للتعرف على هذه العبقرية وما خلفته من آثار عظيمه لا مثيل لها في العالم أجمع في العمل على زيادة التدفق السياحي لمصر خاصة وأن السياحة تمثل اليوم عصب الاقتصاد المصري.